الأحد، سبتمبر 30، 2012

سمك، بصل، ويوسفنــدي!

يا مصـر مش غلطتك
دي غلطة الحلواني
بناكي حلوة ومدملكــة
وكل مافيكي أغراني
وإزاي أحــوش أنا
نفســي الجعانــة
عن بطـــة متحمرة
ومتمطعــة قدامــي
دا أنا لا البعيد نـَبـِــي
ولا الصَحابة خِلانــي
ونسيت حقيقــة إني
هيجي يوم واتدفـــن
وحدي في أكفانـــي
ولا في يوم أنـْكـَـر
فِعـْلِي المُشين وُجْدَاني
ماهو أصل بانيكــي
انا كمان بنانــي
عَلِّمنــي أصل اللـَوَع
وعلى الفـَهْلَوة ربَّاني
فلا قلت يوم عيب إخـْتِشِي
وإنقِفلي يا أجْفـَانــي
غـَض البصر ده فضيلة
بروحي أختارهــا
وأزرعها في كـَياني
لكن صحيح كما تعلمون
وأظنكم
هتعذروني يا إخواني
إن الشيطان شاطــر
سحب رجُولي بدَحْلَبْتـهُ
وقـَدر يـِجَـنّد عيوني ووِدَاني
ومشيت أنا خلـْفــه
طول الطريق عِمْيَانــي
والكدب عارفه خيبة
وكمان جناية ســودة
ما يرتكبها لسانــي
أما الصراحــة بقى
ويبقى العيب عدَّانــي
انا قلتله على جثتــي
يا شوشو مش رايح
وفرحت لما ودَّانـــي!
..
يا مصـــر
يا تعبانــي ومغلبانــي
وملخبطالي عقلــي
ومشتتالي كيانــي
ناسِك من الوش صــورة
ومن القـَفـَا شكل تانــي
كتير يقولوا والعيون شَــرار
شُوفوا الفجور النسواني
دا لِبْس ولا لبس الكُفــار
إشي محزق وإشي قصير
يا مولعين فيا نيرانــي
أهرب انا منكم على فين
ما تلبسوا ما يطفي بركانـي
والكلمة طالعة بحُرْقـــة
يا اختي غـَطَّي عورتك
بلبس إيمانـــي
والنظرة يالا العجـــب
فيها الشهوة بتصرخ
يا ريته بكينــــي
أو لبس تحتانـــي!
...
يامصـــر
يا سايقـــة العــوج
قصدك كدة يعنـــي
تشعللي فيا جنانــي
كدابينك إتنغنغـــوا
وأنا إللـــي
بمنجاة الصدق معشمانـي
عارفني عبيـــط
وطـُوعي ليكــي
أول حاجة مخيبانــي
لكن بأقول حبــك
عن كتير من الدنيا دي
شَبَّعنــي وكفانــي
رغم الكـُتـَار اللي قالــوا
إن حبك أصبح مزيــف
زي الجنية البَرَّانـِــي
منظر وهيئة فلـــوس
ومايشتريش قرطاس سوداني
وقلت أنا من النهادرة
شغـَّال في الخباثة حرامــي
مركز وقيمة وربح مجانــي
سلم كهربا
لباب السما يوصلني
وفانوس سحـــري
لتحقيق الأمانـــي
دِيتْهَا بس يوميـــن
أفـَنْجَر على الغـَجَر قِرشين
وألبس بدلة أرمانــي
وأبقــى مَثـَل أعْلـــى
ونُص قـُـوم البلــد
يتمنوا يبقوا أعوانـــي
ماهــو اصلنــا
نسينا مـوال ع الأصل دور
ورقصنا ورا فلوس الغواني!
...
يا مصــر يا خدعاني
أنا إبن بطنــك
وليه إنتي نكرانــي
وبين ديابــة
انتي برضة أمهــم
على الرصيف رمياني
مكسوفة من نسبــي
وانتي بكدة كسفاني
عاوزة تمحي بنا الصلة
مفكرة إنك كــدة
عن الخطر بعدانـــي
قاموا كتير غيــرك
لقفوني من الشارع
وتولوا إسكانــي
قالولي إنضم لينــا
والفرصة دي مجانــي
دي شغلة ملبــن
والصفقـــة من دول
يا دوب تاخد ثوانــي
بس أوعك في يوم تعض فينا
وتقول رجعولي زمانـــي
تخسر كتير يا صاحبي
وما ترحمك كرابيج سجَّانــي
إللي دخل فِرْقتـــي
يتمختر على زَمْـــري
ويغنـــي ألحانـــي
جربت انا وقلـــت
من النهاردة فــرح
وياويله إللي في يوم بكَّانـي
لكن أنا اللي بكيــت
واتهدت من الدموع أركانــي
ساعة مافطـَّمونــي
بإن لحمك يا أمــي
هو اللي أغـْنَانـِــي
مش فاكر اللي حصــل
لكن صحيت ما اعرفش إمتى
لاقيتني مشلـــول
مبتورة أوصالـــي
أخرس وأهْتـم
من غير لساني وسنانــي!
..


الخميس، سبتمبر 27، 2012

خـوف



الأسوأ من عدم وجود سلاح معك،هو أن يكون معك سلاح وتصيب الهدف الخطأ،أو لا تصيب أي هدف من الأساس!
..
قتـَلني الخَوفُ
فأنتـَفضْتُ للقِصَاص
حَامِلاً خِنْجَري
ومُمْتـَشِقاً حُسَامِي
ألف ضَرْبَة إليهِ وَجْهتهَا
ولم أُُصِبْ مِنهُ مَرامِي
حـِـرتُ ألْـفَ قـَــرْن
وعِشتُ عُمْــري
هارباً من الظـَـلام
مُخْتبئا في الظـَـلام
وجَاوَرَ الحَنـَقُ خَوفِي
فصِرتُ طـَريد نفْسـِي
وتـَوَحَّشَت آلآمِــي
ولم أكْتـَشِفْ يَوماً
أن الطـَعنَة القـَاضَية
التي قد تـُنير أيامِي
ليسَ مَكَانهَا قـَلْبهُ
حيثُ أسَدد سِهَامي
بل حَيثُ يَسْكُــن
بقلْبي وأوهَامِي.
..
...

الأربعاء، سبتمبر 26، 2012

كـَشـْف


كَشَفَ غِطاء السرِ
بعد أنْ تخلَّصَ من أثقال عَماهُ
فصَارَ خفيفاً كالفرَاشة
وطـَارَ بجنَاحين من حُزنِ
في أعالي سمَاء السَعادة
فقد أجادَ كيف يَصْنع
من الأرق وسَـــادة
وكيف يطأُ اليابسـَــة
بالغوصِ عُمقــاً
كمن يَبْتـَغي من الغـَرق زيَادة!
..
كشَفَ غِطاء السِر
فأحْكـَمت جَدار صَمْتِها شَفـَتاهُ
وتعلَّمَ عَقـْلهُ فـَنّ الخَطابة
فنطقَ بلِسَان من حِكـْمَة
في فـَراغ للحُمْقِ فيهِ السِيَادة
فقـَدَرَ أنْ يَصْفـَع
مَنْ يَدَّعوا الريـَادة
بكـَفٍ من مَنْطق مُصَفـَى
فألتـَاعوا ألَماً
وسَلَّموا قـَهْراً شَارات القيـَادة!
..
 كَشـَفَ غِطاء السر
فسَبَرَ بيُسْرٍ أغـْوار دُنْيـَـاه
فألبسها ثوب البساطة
وقيَّمَ كلَ شَئ بـِـوَزْن
فذاك عِلْمٌ يُعَدُ مِنْ العِبَادة
فخَطيئَة أنْ تـَـرْفع
ثِقـَلَ خفيف النَفـْعِ والإفـَادة
وفضيلة أن تعطي الأشياء
كَامـِـل حَقهَا
من بُكَا أو ضَحِك و ذَمّ أو إشَادة!
..
...

الاثنين، سبتمبر 24، 2012

سقطة مكتومة


   لم يكن يشعر بدقات قلبه،بل لم يكن يشعر من الأساس أن قلبه مازال داخل صدره،ما أخبره أنه حي هو سماعه تردد صدى ضربات قلب مكتومة تخرج من باطن الوسادة المُلقاة عليها رأسه مخترقة أذنيه،كان واثق أنه صدى ضربات قلب،ولكنه لم يكن واثق أهذا قلبه أم قلب مجهول!

لم يكن مغلق العينين وإلا ما كان رأى تلك الأشكال الهلامية تتراقص من حوله ولم تكن عيناه مفتوحتين وإلا لأستطاع رؤية تلك الأشكال بصورة واضحة،لقد كان في حالة وَسَن،بين اليقظة والنوم،يشعر بإختناق لا يستطيع التخلص منه وكأن أحدهم يدفن وجهه في التراب ليعيقه من التنفس ويختنق،كان مُكَبَّل،أو ربما مبتور الذراعين، كان يشعر برأسه تتحرك في كل إتجاة محاولة التملص من هذا القيد،باحثة عن نَفـَس يُنعش داخلها الحياة،أو ربما لتتملص من ذاك الجسد الذي لا تشعر به، باحثة عن مهرب تجد به تلك الحياة، زاد صدى ضربات القلب المتردد من الوسادة،بأسنانه ومن بين تقطع انفاسه المختنقة المقبلة على الفناء والإنتهاء،نهش الوسادة باحثا عن قلبه المختبئ فيها والذي يرسل إلى أذنيه صوت نبضاته ولكن لا يشعر بها في أي مكان في جسده،مزق كسوة الوسادة،وغاص بوجه بين حشوتها القطنية،زاد تردد ضربات القلب وزاد صوته وعلا،تشجع وسرَّع من رتم نهشه لقطع القطن الذي كان لونها الأبيض واضح ويومض رغم الظلام ورغم عماء عينيه،يرتفع الصوت ويقترب كلما غاص في الوسادة, شعر كأنه لا يفصله عن قلبه الرابض في الوسادة إلا مسافة وهمية لا تـُقاس،نضح سائل على بياض القطن فحوله لأحمر دامي،قبل أن يتبينه إنفجر قلبه الرابض في الوسادة وغطى وجهه بالدماء!
انتفض مذعورا من نومه،وأنفاسه متقطعة،وقلبه يدق بعنف تكاد تتهشم منه ضلوعه، الغرفة مظلمة فقد أطفأ النور قبل أن يدخل إلى الفراش،غادر السرير مسرعا في إتجاة زر الكهرباء لينير الحجرة،إصتدم بالطاولة التي كان قد وضعها بجانب السرير ولم يرجعها مكانها،أوجعه الإصتدام وربما سيكتشف أنه أسال بعض دماءه،لم يبال وانتفض قائما مكملا طريقه بإتجاه زر الكهرباء،لم يتعب في الوصل إلي مكانه على الحائط،ضغطه ليضئ النور،ومضت اللمبة وبعد جزء من الثانية إنفجرت معيدة للحجرة ظلمتها المخيفة،سمع صوت غريب أت من نافذة الغرفة مصدره الشارع، كاد يتوقف قلبه،تذكر الموبايل،ولكنه لم يتذكر أين وضعه،لقد كان على الطاولة التي إنقلبت على الأرض ووقع كل ماكان فوقها،نزل إلى أرضية الحجرة وبدأ يتحسس بيديه المرتعشتين باحثا عن الموبايل،كان يسمع بكل وضوح إصطكاك ركبتيه اللتان كانتا تهزان كل أنحاء جسده،وربما سقطت قطعة من سن في فمه إثر إصتدامها بسن أخرى عندما انتابته رعشة جبارة من اخمص قدميه إلى شعر رأسه،تحسست يداه الكفيفتان أرضية الحجرة،وكأن الحظ يريد أن يكافأه وصل للموبايل،حاول أن يضيئه ولكن بطاريته كانت قد غادرته عندما سقط من فوق الطاولة،وكأن الحظ سحب عطيته مرة أخرى،بدأ رحلة بحث جديدة،كان يحاول أن يدفن كل رعبه،وكان يقنع نفسه أن خلاصه في شعاع نور،لم يخطر له أن يخرج من الحجرة وربما حاول ووجدها بلا أبواب جميعها جدران إسمنتية مقفولة ليس لها مخرج أو مدخل إلا تلك النافذة المطلة على ذاك الشارع الخلفي الضيق والتي نادرا ما تترامى إليه الأضواء من عمدان إنارة الشوارع الرئيسية البعيدة عنه،ذلك الشارع الذي لم يسمع مثل تلك الجلبة المرعبة الصادرة منه الأن من قبل،وكأنه قد تعاون مع كابوسه وظلام الحجرة على قتله من الرعب،كأنه وحده في هذا العالم لم يكن يشعر بأي شئ أو أي أحد خارج نطاق هذه الحجرة،وكأن هناك من عزله عن العالم لغرض ما، أجَدَّ البحث عن البطارية،فهذا طريق خلاصه،كان يشعر بأن أنفاسه تنزلق إلى الأرض من فمه المفتوح في رعب ولا تعود إلى صدره مرة أخرى مسببة له ضيق في التنفس وإختناق،كانت يداه الكفيفتين تَجِدَّان في البحث وكأن الأرض مفروشة بأشواك تعيق بحثهما، أمسك شئ مربع في حجم البطارية لكنه ليس البطارية،إنه علبة صغيرة من الكرتون،رماها دون وعي،تذكر انها علبة ثقاب،إستدار يبحث عنها فلو أشعل منها عود لزال الظلام،كيف لم يلاحظ هذا،سمع طرقة عنيفة على النافذة،أو ربما في الشارع،إزداد رعبه،لم يدري أين يضع يديه،إستدار وضع يده على الأرض فوقعت مباشرة على البطارية،أحس بفرحة وسط كل هذا الرعب،ولكن أين الموبايل؟! كاد يجن،أنقذه من الجنون يده التي اخرجت الموبايل من جيب بيجامته،وكأن كل عضو في جسده يعمل بمفرده وبدون أوامر منه، وضع البطارية في الموبايل وفتحه فأضاء.
على شعاع النور المنبعث من كشاف هاتفه المحمول،دار خلال الحجرة بنظره،حاول أن يجمع شتات روحه،نظر للأشياء المبعثرة من حوله، ولكنه سلط شعاع الكشاف على الوسادة فتأكد أنها سليمة وبكسوتها وليس هناك أي دماء،تذكر الدماء التي كانت تغطي وجهه،مسح بيده على وجهه وتهلل قليلا عندما لم يجد أثر أي دماء على وجهه من أثر الإنفجار المكتوم لقلبه،قلبه! تذكره فنزل بيده يتحسس صدره ليتأكد من أنه مازال هناك يسكن صدره،تأكد من وجوده خاصة ويده كانت ترتفع وتنخفض على صدره من شدة ضربات قلبه،إذن فقد كان كابوس،ياله من كابوس مرعب كاد يذهب بحياته من الخوف،أعاد النظر للحجرة والأشياء المبعثرة فيها،نظر للمبة المتدلية من السقف وقد أصيبت بالعمى والعقم ولم تعد قادرة أن تنير له الحجرة،فكر انه سيقوم بجلب أخرى جديدة ويعيد ترتيب الحجرة في الصباح،ليت الصباح يكون قريب،ولكن يا ترى كم الساعة؟ الساعة بهاتفه المحمول تشير الى الثالثة والربع عصرا،يا لها من حمقاء! يبدو أننا قد تخطينا منتصف الليل بكثير،لفت إنتباهه نور على يمينه،نظر فإذا نور شديد يبدو من خلف نافذته المقفولة،أتكون الثالثة عصرا فعلا وهذا الذي يبدو من خلف النافذة ضوء النهار؟ولكن كيف نكون بالنهار والغرفة غارقة في هذه الظلمة الحالكة؟كذلك ذاك الضوء المتسرب من خلف النافذة لا يبدو كضياء النهار،إنه يبدو كنور كشافات الإضاءة،لاحظ أنه لم يسمع منذ فترة ذاك الصوت المرعب الذي كان يأتيه متسربا من الشارع عبر النافذة،شعر بسكون مميت،والنور خارج النافذة يبدو هائل ومع ذلك لا يتسرب ولا خيط منه إلى داخل الحجرة،فكر أن أفضل ما يفعله هو أن يذهب إلى أمه ويقضي بقية الليلة في حضنها مثلما كان يفعل عندما يشعر بالخوف وهو صغير،ولكن هل يطرد أباه من جوارها وينام مكانه؟ فكر أن يخرج إلى الصالة ويضئ النور ويجلس قليلا،تذكر شئ،فدار برأسه سريعا موجها شعاع النور الصادر من هاتفه الجوال إلى مكان الباب،فرآه مكانه وليس الحائط سد كما رآه في الكابوس، ففكر أن أفضل شئ هو أن يلتحف بغطاءه وينام،توجه بنظره إلى السرير كان الغطاء على السرير و...وهنا دوى صوت غريب في الخارج،أشد رعبا من الذي سمعه منذ قليل،إرتجف بشده وبدأ الشعاع الصادر من جواله يرتعش لإرتعاش يديه،ويرتج لإرتجاج جسده الذي يرتجف بعنف،بدون إرادته،وكأن من يسوق قدميه شخص غيره، توجه إلى النافذة التي يبدو من خارجها النور،إمتدت يده لمصراعها فأدارته وبدأ يفتح النافذة،كان لا يريد أن يفعل ذلك،ولكنه لم يستطع التحكم في يديه وكأن شخص أخر من يتحكم بهما،بدأ يفقد الشعور بقلبه رغم أن ضربات نبضاته ترج كل جسده وتكاد تهشم عظام صدره،بدأ يفتح الشباك ببطء،وكلما فتحه كلما خفت النور خارجه وأكتسى الشارع بالظلمة التي إعتاده عليها،أي رعب تملكه هذه اللحظة،فليتراجع ويغلق النافذة ويصرخ مستنجدا بأبيه وأمه،ولكنه كان لا يملك لسان مثلما كان لا يملك قلب،كل الكلمات كانت تتردد في فكره وهو ما يعني أن أحدا غيره لن يسمعها،فتح النافذة عن أخرها،أخرج رأسه قليلا خارجها ليستطلع الأمر،الظلمة في الشارع كالمعتاد وأستطاع أن يرى ظلالا لأضواء على البعد في الأفق،يبدو أن القمر بدر هذه الليلة،فقد صنع نوره خيال وظل لبعض البنايات على أرضية الشارع،نظر إلي السماء كانت حالكة ولا يومض فيها أي نجم،والجو يغلفه سكون كسكون المقابر ووحشة كوحشتها،ولكن كان بإستطاعته أن يسمع صوت يبدو وكأنه قادم من أطراف الأرض، كأنه صوت طقوس إحتفال الساحرات في ليلة فالبورج على جبل الهارتس،كاد الصوت يسلبه ويأمره بإتباعه مثلما تفعل النداهة، ولكنه إستفاق رعبا عندما سمع صوت غريب،إلتفت يسارا برعب تجاه مصدر الصوت فوجد عربة تمر مسرعة عند تقاطع الشارع من بعيد،ومضت أنوارها للحظات ثم عادت الظلمة تحتل المكان، أخرج يده بالجوال،وبدأ يسلط شعاعه إلى اليمين ويستطلع فلم يرى شئ،تحول إلى اليسار وبنفس الطريقة لم يرى شئ،ربما تلك الأصوات كانت لبعض القطط الهائمة وانصرفت،تصلب لفكرة إخترقت فكره وخياله وكل كيانه،وقبل أن يتحرك لإدخال رأسه داخل الحجرة،فهو لن يجرؤ على النظر أسفل النافذة تماما بعد سماعه لذلك الصوت المكتوم المرعب الذي يبدو وكأنه صادر من أسفل سابع أرض،وفي غمرة تصلب تفكيره وحركته ودقات قلبه وأنفاسه، امتدت يد إلى رقبته في لمح البصر فجذبته كالطائر وأسقطته إلى الأرض أسفل النافذة سقطة مكتومة،لا تستيقظ لها أذنا الذئب، فلم تستيقظ لها أذن الحياة الصماء لتنجيه.
..

السبت، سبتمبر 22، 2012

طفولة



أيوة صحيح
سافرت طفولتي من زمان
أو ربما خبيتها انا
ونسيت فين المكان
أما الغريب في الأمر
يا إخوان
هو إنها بتزور شبابي
من آن لآن
تقدر تجيلي لحد عندي
أما انا ما املكلهاش عنوان
واضح بأن المسألة
مش مجرد عمر كان
أو حياة بتمر وبعد مدة
نقول فات الأوان
كل ثانية في عمرنا
موضوعة في الحسبان
اللي عدى وانكشف منها
وحِمْلُه قدمنا ظهر وبان
واللي لسة في علم غيبه
وقت كشفه لسة ما حان
عمرنا الكانن في بير ذواتنا
ما يقتله تجاهل ولا نسيان
تلاقيه كدة متكوم
في زواية من الوجدان
ما يحكمه حاكم
ولا يكبته سجان
يوم وعشته من ميت سنة
تلاقيه يظهر كدة فجأة
ولا رئيس الجان
يرسم فوق الشفايف بسمة
أو تسيل له من العيون
الدموع أطنان
سبحان اللي خلق
وبرى دا الإنسان
يشيل بداخله من الحمول
ما يطيش لها مليون ميزان
قادر يشوف الدنيا حواليه
ويلفها بسهولها والوديان
ساعات تكون سودة
وساعات تكون ألوان
لكن هيجي في يوم
وينام بكل رضاه
في ركن من الأركان
جواه ألف حياة
لكن يا خوفي يكون
مقضها نعسان
ما تروي منه الروح
ولا يوم يقول شبعان
لكن أمور عدة
ياريته بس يكون
واضعها في الحسبان
أولها
خروجه من الدنيا
زي الدخول عريان
وتانيها إن أعماله
مسطورة في كتابه
يخطها الملكــان
وتالتها إن مافيش
بينه وبين الموت
ميثاق وعهد أمان!
..
...

الأربعاء، سبتمبر 19، 2012

عـَجـْــز


وطنٌ يُباع في سوق النِخَاسة
والكلُ يَحلمُ بمَنْصِب الــدَلال
مَـدِّد نُفـوذك بالخطابـَة والحماســة
ودعاوىَ كذب أو خِداع أو ضَـلال
قد مَاتَ مشْنوقاً بأشلاء الكَرامَة
عهد الوقـَار والجَد والإجـْــلال 
حين ترضـَــــى
بالخُضوع والاسْتكَانـــة
يتسَاوى شعب من بشر

بقطيع من البِغـَال
فتطفو جراثيم النِفاق والدياثة
وتُخرسُ شِفاة أسَاتذة المَقـَـال
هذا - يا أنتم - نِتاج العَدالــة
في زمَـــنٍ
ما عَاد للعقل فيه لِسَان
أو أُذُنٌ تُبـَال
فحين يَترَبَّعُ على العَرْش
أبَاطرة المَهانـَـة
تتلاشىَ عَجْزاً أنْقى الخِصـَـال
ويَتوارى مَنْ يَوماً حَسبنَاهم
حُمَاة الديَار وأشْجَع الأبْطـَـال
ويَهيمُ الوَطنُ كضَواري الصَحَارى
بَحْثاً عن مُواطـِــن
يُسدلُ عليهِ
ثوبَ الأمَان والإستقلال
..

لا يَسْتجِب واقِعـُكَ
لبَلاغَةِ الأقـْوال
فالإنْقيَاد هنا لسَطـْوةِ الأفـْعَال
وانتَ مُنذُ قرون تسْكُبُ الدَمْعَ
كمَاءِ المَطر أو سَيل منْ شَلال
وتلْعـَنُ الحَظَّ اللّّئيــم
والحـَظُ مالهُ مَوْقـِع
في سَاحة النـِــزال
وتـَمُد راضياً يـَـدُكَ
لتـُعَانِق قـَـذارة الأغـْلال
لو إنتفضت وسـِرت
ما أوقـَفتكَ عَوائِق
ولو كانت بأحْجَام الجبَال
فكـَأْسُك- بيديكَ- أتْرَعتـَها
من التـَغابي والحَمَاقـَة والكسل
بأسوأ الأشكال
وتنتظرُ بِكُل جِد شُرْبَ كأسِ
من الذُل خـَـــال
فالتربةُ إذعـَان والبذرَة خَوْف
وماء الـــرَي

عُصَارة ربْقـَة أجْيــَـال
أتـُثـْمِر- يا هذا - نَبْتـَتـُـــك
زهــــرة حُريــَـــات
أم حَسَكَة من قـَهر وإذلال؟
..
...

الاثنين، سبتمبر 17، 2012

نِفْسـِـي


نفســــي أحس
إنك بخير يا بلـــدي
أنا أصلي شايف
فـَرْح الشفايــف
وراه من الغـُلب
ما يهري قلبي وكبدي
كـــام أب قال كله تمـــام
ما تشيلش هـَـم يا ولـــدي
هيص وعيش دي القاشية معدن
بسمة شفايفك بالدنيا عنــدي
عِـزة خطوتك وسمو هامتك
وتـُوب جميل يبرز وسامتك
هـُـمَّا في وقت الشدة
دعمــي وسنـــدي
إزاي أشوفك في يوم كسير
وأنا عشت عمـــري
أداري حزني ونكـــدي
أبان كأني عنتر زماني
والعجز شالل روحي ويدي
أقول المعدة من التخمة باظت
وجفاف ضلوعي من جوعي يعدي
حمَّال هموم وكل يوم
أضحك وأقول يا كُتر سعدي
مستني يوم تِجْلـِي عيونك
وتشوف بقلبك
انا أد إية تعبت سواعدي
مش منتظر شكر وقصايد
على اللي فات وهد عضدي
ولا حروب ونار معارك
عشان تعيد للدنيا مجدي
طمني بس وقولي
عشان افخر وأغني
وأقـــول
ما راح بلاش عرقي وكدي
هتقدر يا ولدي تكمل المشوار
وتشيل الحمل من بعدي؟!
..
نفسي أحس
إنك بخير يا بلدي
وانا فوق جبينك شايف
من الأحزان
ما يقتل المهجة
ويسيل الدمع فوق خدي
كتير حكالي عن المرجلة جدي
خط في كيانــي
إزاي أسير على الحق دربي
إزاي أكون أسد جسور
لو كل من في الكون
انقلبوا ضــدي
إزاي أعيش حياتي فرحة
لو خوفوني بالعزلة وحدي
إزاي ما ابعش بالبخس حلمي
لو ما شبع جلادي من جلدي
إزاي لساني ينطق بقولي
مش قول لسيد
يرضيه يقول شاطر يا عبدي
لمين وفين وبكل رغبة
تسيل دمايا وبروحي أفدي
دي اللحظة لو فاتت
وكنت فيها محنية هامتي
ما اقدرأمحيها
أو أقــول لها
من عمري ما تتعدي
وأنا أبقى إية
لو خنت مع نفسي عهدي
هي الحياة تنفع حياة
لو عشتها على عكس ودي؟!
..
...

السبت، سبتمبر 15، 2012

مَرْثيـــة



نَحْنُ من تـَقودنـَـا
الحَمَاسةُ والشجاعة والبُطولة
وليس لنا من دوننا سَيـِّد
فأُمورُنا إلينَا مَوْكُولة
فطـَعَامُنا من نَبْتِ أيْدِينَا
وثيَابُنا من خَيطِنا مغزولة
نَرتـَقي عِلْماً وخُلُقاً
قد مَحَونَا جَهْلنـا
وما اتـَبَعنا عَادة مَرزولة
قد شَعرنا بأهلِنا في كل حَدَبٍ
فجِرَاحُهُم بدِمَائِِنَا مَوْصولة
وبِكُل جُـودٍ من أجلهم نُنفـِـقُ
وعَطايَانـَا في حُبْهِم مَجْزولة
لا نَرْتـَضِي شُبْهَة إهَانـَة
فسيوفنا البَتـَّارة
على الدَوام تجِدها مَسْلولة
فمَجْدنا ليس زمَان ولَّىَ
فأيَامنـَا بسنَاه مَصْقولة
لا سُوء خُلق بَاطـِـن
قد أرَينَا عَكْسَه
فكُل سَيِّئة من قلبِنا مَعْزولة
أنرتـَكِب جُرما ونحن نَعلمُ
بأنّّ أعمَالنَا لربـِنا مَنـْقولة
على الظـٌلمِ أيْدُنَا بَطـْشَاءُ

وعلى الضَعيفِ كَسيرة مَشْلولة
فلا فسَاد ولا طـُغْيَان
فتِلكُم الأشيـَاء
عن رَبْعِنـَا مَجْهولة
أقوالُنَا حِكَم وبَلِيغ أدَاب
لم تـَكُنْ يَومــاً
سَخيفة أو مَهْــزولة
عُقولُنَا غِذاءهَا الفِطـْنَة
فما خُدِعْنَا يوما
من عَدوٍ كَـــاره
أو من عُقول بَيننا مَخْبولة
أولادُنا قد أُرْضِعوا عـِزة
وطِبَاعُهم خَلْفـَنَا
على الطُهْرِ مَجْبُولة
قد إسْتـَفضْتُ في الحَديثِ
سَادتي
والعُذر مِنكُم مِنْحَة مَقـْبولة
ما كُنتْ يَوما سَاخـــرٌ
إلا لِجراحِ في حَشَايَــا
يَداي عَنْ مَحْوهِا مَغـْلولة
فلتـَعْذُروني عَشيرَتي
أعلمُ بأني كـَاذب
وأحْرُفِي لوليي مَمْحولة
فمَا تِلك حَالنَا أو تلكم أفْعـَالنَا
فكُلهَا منْحولة!
..
...

الخميس، سبتمبر 13، 2012

إخْتـِطـَـاف

أسف على طول هذه التدوينة لمن سيقرأ،هي مشاركة أو لنقل مشاغبة مع الصديقة مروة زهران صاحبة المدونة الرائعة لحظات تأمل،فبعد أن اوقعتني في حب ام سحلول إذا بها تحوك المؤامرات للتفريق بيننا،ولكن على أية حال..ربنا على المفتري! 
وطبعا التدوينة كانت أيضا بتسخين من الصديق ضياء عزت صاحب المدونة الرائعة بيبــــان،واللي أكد إنه في ضهري وهيساندني بس المهم أتقدم !
..
صغيرا،مثلي مثل غيري كنت أنبهر بأفلام الأكشن،وخاصة تلك التي تقوم فيها العصابة بإختطاف أحد الأشخاص لسبب ما،مثل طلب فدية أو لتخليص أمور معلقة بينها وبين والد المُخْتـَطف أو ما شابه،شاهدت فيلم البحث عن فضيحة،ضحكت كثيرا على أحداثه،ولكن ربما ما شدني هو قصة(واحد صاحبي ما تعرفوش) الذي قرر أن يقوم بخطف حبيبته لأن والدتها ترفض أن تزوجهم،ربما وقتها إستغربت واستنكرت هذا الفعل رغم إعجابي به،فهل فعلا هناك حب يدفعنا للقيام بفعل كهذا؟أن نخطف؟ ربما وقتها أجبت بالنفي وقلت لا،لكن الأن أستطيع أن اقول وبكل بساطة،نعم هناك حب يدفعنا لفعل هذا،بل وفعل ما هو أحمق وأخطر وأكثر منه بكثير!

    لم أُرد بهذه المقدمة أن تكون مبرر لما سأقوم به،فانا لم يصبح يهمني رأي الناس أو نظرتهم لي بقدر ما يهمني أن اجتمع مع من أحب،نعم،أنا سأقوم بعملية إختطاف!
ربما لست في حاجة لمجموعة من الرجال الذين يأكلون الزلط و يشربون الأسمنت مُخَفف،ولست في حاجة لأي نوع من الأسلحة و المتفجرات أو ما شابهها،او أي حبال لزوم الشعلقة أو الربط،كل ما أحتاج إليه هو فقط برنامج فك شفرة محترم!
بإختصار شديد سأقوم بإختراق مدونة ميرو اللي هي لحظات تأمل،وبإختصار أشد هذا من أجل إختطاف حبيبتي أم سحلول التي قد حبستها ميرو في برميل للطرشي وألقت بها في غياهب المدونة،وهو مالم يتحمله قلبي،وكدت أهلك من الحزن على حبيبتي، وكي لا يكون حبي مجرد كلام-زي ماقال جماعة كدة عارفين نفسهم-،وكي لا يتهمني البعض-وهما عارفين نفسهم كويس،وهما نفس الجماعة السابقة برضة!- بأني لم أتخذ خطوة جدية في طريق الإرتباط بأم سحلولتي،وانني فقط أقوم باللعب بها مستغلا شوقها للإرتباط كونها قد تخطت سن العنوسة بكثير،على الرغم أن ميرو نفسها قد تسببت كثيرا في ان البعض قد لعب بالبنية و سخر منها وأهاهنا،ولتنظروا جميعا ماحدث مع أم سحلولتي عند وصف الإحساس،ناهيك عن ما قامت به ميرو نفسها من عمليات تدليل على البنية على الفيس بوك وعرضها على بعض أصدقاءها للإرتباط بها،أهناك أشد من هذا إهانة؟!
لكل ما ذكرت من أسباب يسهل ذكرها،ولأضعافه من أسباب يصعب ذكرها او التلميح إليها،قررت ان اتوكل على الله و أبدأ عملية إختراق مدونة ميرو،أو الأصح عملية تحرير حبيبتي أم سحلول.
..
بالتأكيد كان سهل جدا وضع إسم المستخدم،فالعقبة جميعها تكمن في كلمة السر، ولكننا في زمن تختفي فيه أي عقبة أليكترونية،بدأت تشغيل برنامج فك كلمات السر وقمت بضبطه على نظام البحث المُختلط،الذي يشمل البحث عن أرقام وحروف،فأنا أعلم أن ميرو قد حَصَّنت المدونة برقم سري طويل ومعقد،لكنها كلها لحظات و سيذوب قفل المدونة بين يدي،فالبرنامج يبحث بِجـِد عن كلمة السر،يا الله لقد توقف وهو يومض بمجموعة من الأرقام والحروف المختلطة على الشاشة،أخيرا وصل للرقم السري،نسخت الرقم وولجت إلى لحظات تأمل بكل سهولة ويسر وإنسيابية كأنسيابية غرقان قطعة الخبز الطري في طبق الملوخية،كنت أعلم أن الدخول للمدونة لا يعني أن المهمة قد إنتهت وأن المهمة جَد صعبة،فأنا لن أجد أم سحلول في إنتظاري جالسة وقد مددت رجليها على تلك الصخرة الكبيرة في الصورة التي تحتل أعلى المدونة فالأمر سيكون بالتأكيد أصعب بكثير وسيتطلب الكثير من البحث والجهد،وطبعا كنت أعلم أن خُبث ميرو-خاصة بعد أن هددتها وقلت لها هتشوفي!-قد يسوقها إلى إخفاء أم سحلولتي وبرميلها بعيدا عن الحكايات اللاسعة لأم سحلول، فربما قد اخفتها في قصص ومقالات،أو ربما قالت لها أن تُسلي وقتها في الخواطر،أو أن تتفقه في الدين وتكتسب بعض الروحانية في الإسلاميات،ولكن ما تأكدت منه كأنني أعرفه تمام المعرفة هو أنني سأجد أم سحلول قابعة هناك بين التدوينات المجنونة!
مررت بـ حاجة حلوة،لكن كان يراودني إحساس أنها ستكون في لما تكون متعصب، ولكنها لم تكن هناك!
بحثت كثيرا مُذكرا نفسي أن كل تعب الدنيا يهون في سبيل إجتماعي مع أم سحلول، واخيرا وصلت إلى مكانها بعد أن أرشدني إليه صوت بكائها ونحيبها،فقد كانت موجودة بـ حفل توقيع لحظات تأمل،وطبعا يسهل تخمين سبب بكاءها وهو أن ميرو لم تصحبها لحفلة التوقيع!
إقتربتُ من برميلها وقلبي يدق بعنف شديد تكاد تتكسر منه ضلوعي وينفجر قفصي الصدري،ورغم هدوء خطواتي إلا أنني عندما دنوت منها كفت عن النحيب وسكتت كأنها تسترق السمع بعد ملاحظتها لصوت ما،كنت كالمراهق في أول موعد غرامي له،كنت أشعر بحيرة وكسوف،وكأن ليس لي لسان لينطق،وكأن اطرافي قد تجمدت من هيبة إقترابي من محبوبتي الي هذا الحد القريب جدا،وربما كل هذا كان بسبب تفكيري في ردة فعل أم سحلولتي،لأنني رغم إتصالاتنا البرميلية لم أخبرها بأي شئ عن موضوع الإختطاف هذا، ولا أعرف تماما ماذا سيكون رد فعلها وإن كنت أظنه سيكون بالسعادة والفرح قطعا!
ما أخرجني من كل هذا هو كلمة خرجت من بين شفتيها،هزتني وأرتجف لها كل كياني فرحاً،فقد قالت:
حبيبي!
يا الله،كيف أستطيع أن أصف أنا شعوري وقتها وما انتابي من أحاسيس ومشاعر يعجز ألف شاعر عن التعبير عنها،أي فرحة وأي سعادة وأي نشوة..
أجبتها وقد تحررت من كل ما كان يتملكني من حيرة:
حبيبتي أم سحلول،انتي حسيتي إنه أنا احمد حبيبك!
- فردت:
طبعا يا أحمد أنا بأحس بنبض قلبك وانت على بعد ألف ميل مش هأحس بيك وأنت على باب برميلي؟!
- فرديت بكل حب وانا دايب من تاثير كلامها:
يا حبيبتي يا أم سحلول!
- فردت:
يا حبيبي يا أحمد!
ولكي أقطع هذا المشهد المُكرر كثيرا في الأفلام العربي قررت الدخول في صلب الموضوع فهذا ليس موعد غرامي بل عملية إختطاف!
- سألتها:
إنتي عارفة أنا جاي ليه؟
- أجابت:
طبعا أكيد جاي عشان تتكلم معايا وتشوفني..أكيد وحشتك..ثم صمتت قليلا وأكملت بصوت وجل ومتقطع..ولا..ولا جاي تعمل معايا بريك أب وتليف مي؟!
عااااااااااااء عاااااااااااااااااااااء عاااااااااااااااااااااء
وبدأت البكاء!
حاولت ان اهدأها وأن اُوقف بكاءها،وقلت:
حبيبتي عشان خاطري كفاية بكا ودموع كفاية اللي فات!
إزاي تقولي جاي عشان ننفصل وأسيبك،انا قلتلك قبل كدة،وي ويل جت أُلد توجيذر! وهو لو كان عشان كدة كنت قطعت المشوار ده كله!
أنا جاي عشان أخطفك !
سكتت قليلا بعد أن استمعت لكلماتي وظننتها قد أفرحتها،ثم قالت بصوت وجل:
تخطفني؟ إنت عاوز تخطفني وتبعني لمتحف الأشباح العفريتية يا أحمد زي ما ميرو مرة هددتني؟
عاااااااااااااء عااااااااااااء عااااااااااااااااء
وأنا اللي كنت فاكراك حبيبي وبتحبني!
عاااااااااااء عااااااااااااااء
- فقلت بصوت حنون:
ليه بتقولي كدة يا حبيبتي؟ أنا جاي اخطفك عشان اخرجك من السجن إللي ميرو حطاكي فيه ده،هاخرج بيكي من هنا على أقرب......
- فقالت قبل أن أكمل:
مأذون !
- فقلت: لأ !
فبدأت بكاء مرة اخرى.عاااااااااااااء عااااااااااااااااااااء !
- فأكملت:
على أقرب نجار يفتح البرميل ده،وبعد كدة نشوف موضوع المأذون!
- فسكتت وقالت :
طيب !
ثم قبل أن أبدأ انا كلام قالت:
طيب ماهي ميرو كدة هتزعل !
- قلت لها :
طيب ما تزعل !
مش هي دي اللي حبستك في البرميل مُنساقة وراء رغباتها الإنتقامية من أي حد وكل حد وبررت الموضوع مُدعية إنه بسببي وإن أنا إللي جبتلك إكتئاب!
هي دي ولا مش هي ؟!
جاوبيني!
- ردت ام سحلول :
هي !
سعدت انا جدا بسماع هذا التصديق على كلامي!
ثم أكملت أم سحلول:
عارف أنا كان ممكن أسامحها على ده،وأسامحها كمان على إنها ضحكت خليل وأم متحت عليها وبهدلتهم وطردهم ليا....بس اللي مش قادرة ومش هأقدر أسامحها عليه هو إنها إستعرت مني وما اخدتنيش معاها لحفلة التوقيع..
ثم بدأت أم سحلول تنهنه..هئ هئ هئ..بقى بدل ما تجيبلي فستان جديد برادا..هئ هئ..وصندل بكعب عالي شانيل..هئ هئ.. وقزازة بارفان نيناراتشي تضيع ريحة الطرشي، وتوديني للكوافير أعمل شعري، وتاخدني معاها تقوم..عاااااااااااااااااء عااااااااااااااااااااااااء
تقوم..تسيبني في البرميل وتحلف ما هي واخداني وتقول هي الحفلة ناقصة عفرتة...عااااااااااااااااء عاااااااااااااااااااء
كدت أن أبكي وأنا أستمع لكلمات وبكاء أم سحلولتي واشتعلت في قلبي الكراهية تجاه تلك المدعوة ميرو!
إلى متى ستظل تمثل دور البريئة الطيبة؟
إلى متى سأظل صامت بدلا من أن أقدم فيها شكوى في منظمة حقوق العفاريت السفلية؟
إلى متى ستظل تخدع الناس بذاك القناع الذي ترتديه وتخفي من خلفه شخصية شريرة دموية دراكيولية؟!
إلى متى؟!
ثم توجهت بالكلام إلى حبيبتي أم سحلول،وقلت بكل حنية:
خلاص يا حبيبتي بعد النهاردة مافيش ميرو،ولازم أعيشك ملكة بالعند فيها!
يالا بينا نخرج من هنا يا حبيبتي ألا أنا بدأت أتخنق من كتابتها وقصصها إللي حواليا في كل حتة دي !
- فردت وهي تحاول أن تكفكف دموعها:
يالا يا أحمد..يا حبيبي!
- إقتربت من البرميل كي أحمله وانا أقول لها:
كان نفسي تكوني إنتي اللي بين إيديا مش البرميل..لكن كفاية إنك جواه!
- فقالت:
كلها دقايق وأبقى بين إيديك يا حبيبي!
وبدأنا رحلة الخروج من المدونة،رحلة الإبتعاد عن ميرو و ما فعلته بنا إلى الأبد..
...
كنا نمر بين القصص والمقالات صامتين،إلى أن بدأنا نمر بسلسلة حكايات لاسعة عن أم سحلول،مررنا بـ أم سحلول مكتئبة،بدات أم سحلولتي تنهنه،تخطيناها إلى برميل طرشي وورق الورد،ارتفعت النهنه وزادت!،أما عندما وصلنا إلى جاءنا البيان التالي،بدأ البكاء والعويل الرسمي !
عاااااااااااااء عاااااااااااااااء عاااااااااااااااااااء
- قلت وانا أئن تحت حمل البرميل:
في إيه بس يا حبيبتي؟بتعيطي بس لية دلوقت؟!
- فقالت من بين شنهفات بكائها:
البت ميرو..هئ هئ البت ميرو هتوحشني....عاااااااااااء عاااااااااااااء !
- فقلت:
بعد ده كله لسة برضة بتحبيها؟!
- فقالت:
ماهي..هئ هئ ..ما هي هي اللي عرفتني عليك..عااااااااااااااء عاااااااااااااااااء !
- فتوقفت وانزلت البرميل وبدأت حوار جدي جدا:
أم سحلول إنتي عارفة انا بأحبك أد إية،وإنتي أكيد شايفة انا خاطرت عشانك أد إية،يعني ممكن يتبلغ عني وبلوجر يحظرني بسب الإختراق اللي انا عملته ده،لكن في داهية بلوجر و فيس بوك وفليكر كمان طالما هنبقى مع بعض..
حبيبتي إحنا مش مراهقين،وأكيد عقلنا كبير وهنفهم بعض،انا عارف إنك بتحبيني ونفسك تيجي معايا،وعارف في نفس الوقت إنك مش قليلة الأصل وجاحدة..يعني ممكن نلغي كل ده دلوقت،ونخليه مجرد قرصة ودان بس لميرو عشان تتظبط معانا وتعرف إننا نقدر نتقابل ونهرب سوا غصب عنها لو حبينا،لكن هنتعامل معاها المرة دي بالرفق و الحسنى..ها رأيك إية؟
- ردت أم سحلول:
أحمد يا حبيبي يوم عن يوم بتعلى في نظري رغم محاولات ميرو أنها تكرهني فيك وتغريني بعرسان جُداد،لكن موقفك ده خلاك تعلى في نظري كتير وخلاني أحبك أكتر..
خلاص خليها المرة دي قرصة ودان...مش قادرة أكره بنت الإية ميرو دي،ومش قادرة أتخيل فرحنا من غيرها،مين هيشيلي ديل الفستان،ومين هيخلص على البوفية،ومين هيشرب في فرحي نيسكافية بدل الشربات؟!
- فقلت:
خلاص يا حبيبتي زي ما تحبي،وبيتهيألي ده كفيل إنه يخلي ميرو تفكر 1753 مرة قبل ما تفكر تفرق أو توقع بينا!
- فردت أم سحلول:
مظبوط يا حبيبي!
- فقلت:
خلاص يا حبيبتي هأسيبك أنا هنا دلوقت تتفسحي في المدونة زي ما تحبي،وميرو معاها مهلة 37 ساعة عشان تخَرَّجك من البرميل وإلا مش بس هأخطفك من المدونة ،لأ كمان هأفيرسها وأمسح كل اللي فيها..أو أغير الباسورد وأسرقها بكل اللي فيها وتشوف بقى هتبقى تكتب فين !
- فقالت أم سحلول:
خلاص يا حبيبي وانا أما ميرو تيجي ليا كلام كتير معاها.
- فقلت :
ماشي يا حياتي،مش عاوزة أي حاجة؟
- أم سحلول:
لا يا حبيبي،إمسح بس الباسورد لو كنت عامل حفظ دخول عشان ماحدش يدخل وراك ويغلس عليا!
- فقلت :
حاضر ياحياتي!
وأنا هاخرج وأنا بأغنيلك أغنية الواد كيني روجرز ليدي!
...
Lady, I'm your knight in shining armor and I love you
You have made me what I am and I am yours
My love, there's so many ways I want to say I love you
Let me hold you in my arms forever more

..
بيتهيألي يا مروة مهلة الـ37 ساعة كافية جدا إنك تخرجي ام سحلول من البرميل،وإلا فقد أعذر من انذر،والعينة بينة!