الأربعاء، يوليو 24، 2013

تـَنـَقـُــلات

ما بَيــْن أرْوقـَة الرَشـَادِ والجُنـُـون ِ
يَهيـمُ عَقـْـلي تابعَا خَطـْو الظـُنـُـون


قـَدْ أعْتـَلـِي فـِي مَرةٍ عَرْشَ الحَكيـم
وجـُل وقـْتِـي سَيـَّدُ عَـرش المُجـُـون


فهـَذي طبـَـائِعُـنــا وتـلـْك جـِبْـلتـُنـَــا
لكنـَّـا خـُصـُــوم الإعْتِرافِ والرُكُـون


نسْتَنهضُ الهـِمَّاتَ ونُشْهرُ السَيـْفَ
ونَفـْني في حُروبَاتٍ الآفَ القــُرون

فالكــلُ يَسْعـَـى للتـَمـَيــُــز والكَمـَـال
من مَـوْلِده حَتـَى سَكـْرَاتِ المَنـُــون


لكـِن يَعيــشُ الدَهْرَ مُعـَـانِداً لهـَـوَاهُ
أو طـَـائِعاً لخَبـَايَا غرَامـِه المَكنـُـون


طائِراً بَيْن السُحُب من فـَرْط فرْحَتِه
أو آلمَـاً يَبْكِي بَيْن أكْدَاس الشُجُـون


لا ضـَيْر عِنـْدي مَدْحـِي مِنْ الشـَفـَاة
أو جَلـْـدي بسيـَاط نـَظرَات العُيــون


فما يَرْفعـُـك مَــدْحٌ إلاَ وأنت وَكيــلُه
ولا يُسْقِط الـذَّمُ ذا الفـَضْل المَصـُون

فرضـَـاء رَبـَّي بُغـْيـَتـِي في كـُل فعل
وسَلامُ نـَفـْسي من خـُلُقِهَا المَوْزون

ومَالـِـي بمن خـَفِيـَت عَليهِ صِفـَاتي
وهَمـُهُ التـَلـْفيقُ كالمُدَعي المَفـْتون

فمَـا نـَالَ سـُــمُ الهَـوىَ ذواتَ قــَوم
ومـَا نَالـَـهم إفـْكٌ بمَقـْتِهِ المَقـْـرون

فكُــن أنـْـت بثـَوب فِكْـرك وخِــــلالك
ولا تـُذعِن لردَاءٍ بطِـلائِهـِم مـَدْهـون

حَمـَـاقة إنْ رَاعيتَ النـَّاسَ تخْشَاهم
وقطعْتَ عُمْرَك سَائِحا بين السُجُون
..

الثلاثاء، يوليو 23، 2013

بيني وبين صديقي (2)

مَتـَـاه يُبـْري الزمـَـانُ نوَائِبــي
وأزورُ مَسْعُود الجَنان حَبَائِبي

نـَتـَنَادَمُ وليـْلُ الشـَّوق يَجـْمَعُنا
كـَأسَ الودادِ مَنـْزوع الشَوَائبِ

سَلوَى المُحِبِ والرَوحُ مَنبَعُها
تـُسْقيكَ الحـَلا منْ مُر الكَرَائبِ

وتـُبَدَّلُ حُزْنـَـك بصَـرح أفـْـرَاح
يُضَافُ مُكـْرَمَاً للسَبع ِالعَجَائِبِ

مَا يَطرق بَابَ الصحَاب فؤادُك
ويَعـُود مُدْمَى الجَـوانِح خـَائِبِ

بل تـُفـْتـَحُ لهُ الأبْـوابُ ويُطـْلَبُ
مِنـْهُ الرضَا طَلَب خَشُوع ٍتَائِبِ

فمَنْ سَعَـى طـَالِبَاً صَفـْحَاً وحُبَّا
ورَبـْعـُكَ بُغـْيَتـُه برَجـَاه الذائِبِ

فكَأنـَّك مَنْ جِئـْتهُ يَبْغي خَلاصَا
ويَرْتَجي غُفرَاناً لهَواه الحَائِبِ

مَا ضَرَ بُعـْدُك والحَنـَايَا قـَريبَة
فحَنينـُك لذِي الحُضُور الغـَائِبِ

مَـنْ في التـَدَانِي يَعزه الشَـوقُ
ولغـَيْـرهِ مُتـَّقـِد النيـرَان دائـِـبِ

فذا خِلـَّي تـَرَى بنَاظِرهِ عيونِي
وتـَسْتقِي مِنـْه الرَوَاءَ سَحَائِبي

فسَبيلـُهُ خـُلـُق كـَــريمٌ يُحـْتـَذى
مُتـَرَفـَّعَاً عـَن كُل شَائِن عَــائِبِ

أمـَّا فيـُوض ِلسَانِهِ دُرٌ نـَضـِيــد
يتهَافـَتُه باغِي الجَمَال ِالصَائِبِ

لـُؤْلـُؤة فـَـوقَ الجَبيـِـن مَحـَبَتـُه
وقِلادةٌ تـَزْهوُ بحِمْلاهَا ترَائبـِي
..

الاثنين، يوليو 22، 2013

كـَمَد


كـَمَــــدٌ أزجَّ الـــرَوحَ بنـَارهِ
قـَهرَ الفـــؤادَ بعُبوس فــَارهِ

أعْمَـى العيـونَ عـَـن الأمَال ِ
مُتلبـِّسَا وجـْهَ الدَنِي الكَـارهِ

تصَدَّعَت لغدرهِ جُدُرُ الكَيان ِ
واذْعَنَ الزندُ لسَبي سِــوارهِ

قدْ اكْتـَفىَ ببَريق ظـَواهِـره
وهَمَّ خـَلـْفهُ قـَاطِعَاً لمَسَارهِ

فهَاكَ النَّفسُ أمسَت تَرْتضِي
بئِسَ الغـُرف بمُسْتـَقـَر دَارهِ
..

السبت، يوليو 20، 2013

متى نوحد الحلم؟

الوطن حلم مزعته دناسة الأرواح وسواد القلوب وحماقة العقول في الخيال، فهل يجد له على أرض الواقع مكان؟!
ما يقتل الوطن حقاً، ليس أن يبحث عنا داخله فلا يجدنا، بل ما يقتله قطعاً هو أن يبحث عن نفسه داخلنا فلا يجده.
وكم بائس ذلك الوطن الذي لا يحلم أبناءه نفس الحلم. فقد تشرذم حلم الوطن في مخيلاتنا وقلوبنا تبعاً لأهواءنا ومصالحنا، فإذا توحد الحلم، توحدت وإتحدت الأرواح والقلوب، تعاونت الأيادي وترافقت النفوس، وتقاسمت الصدور الأنفاس والأفواه الطعام والعيون الفرحة والأمل. وإذا تشرذم تقطعت له روح الوطن حزنا وكمدا ونزفت اوصاله من ضربات النصال المسمومة لقلوب وعقول أبناءه.
حتى حلمنا لوطننا ليس ملكنا وحدنا، فهو ملك لكل من يتصل به بالجسم أو بالروح.
ما تمر به مصر أشبه بالكابوس، بل هو كابوس حقيقي. ربما ليس فقط لكثرة الدماء البريئة التي أريقت فيه بغير ذنب، ولكن أيضا لحقيقة أننا لسنا واحد وأن لكل منا حلم يسعى له ولو على جثث الاخرين. كابوس لأننا نحن من أيدنا سقوط مرسي الرئيس الفاشل كما نراه، قد جوبهنا بحرب من كل الجبهات، من المصريين المؤيدين لمرسي والذين إتهمونا بعبادة البيادة رغم أنهم في فترة من الفترات كانوا يلمعوها بألسنتهم والفارق أن الأولى إدعاء-بأسانيد الواقع، والثانية حقيقة-بأسانيد الواقع أيضا-، وبالقسوة واللامبالاة تجاه الأرواح التي تزهق رغم أنهم مثلهم مثل غيرهم يحملون ذنبها، وبمحاربة الدين كوننا ومنحطي الأخلاق نقف في صف واحد، رغم أنهم هم من وضعوا التقسيمة. من الفلسطينين- أو على الأخص بعض أصدقائي الفلسطينين- الذين إتهمونا بالتهليل والتذمير لسقوط الإخوان وصعود العسكر الذين كان أول ما فعلوه هو تدمير الأنفاق الرابطة بين غزة وسيناء للتضييق على الفلسطينين.

   كيف يمكن للشخص أن يرد على كل هذا- بكل عقل ومنطق- دون أن يثير الغضب في نفوس المعارضين؟
فالحقيقة أننا بيننا فواصل قلبية وعاطفية باطنة، وإديولوجية ظاهرة تمنعنا من الثقة في بعض وربما الإخلاص في حب بعض.
أشهدك يا رب -وأنت تعلم السر وأخفى وما تضمر النفوس والسرائر- أنني لا أحمل كرهاً أو شراً لأي من عبادك المؤمنين ولا لأي من خلقك المسالمين، ولا أكره لدينك الحق أن يسود ولا لشريعتك أن تحكم، ولا أتمنى دماراً أو خراباً وجوعاً لأي بلد من بلاد الملسمين وحتى غير المسلمين. ولكونك يا رب من وهبتنا العقل لنحتكم إليه، وأخبرتنا أن كل نفس بما كسبت رهينة، أخبرك أنني مقتنع بما اخترت وأسبابي أنت تعلمها فهي حجتي يوم الوقوف بين يدك. وأسألك ربي الهداية ما حييت، والبصيرة لرؤية الحق والدعوة إليه وإتباعه ورؤية الباطل ومحاربته وإجتنابه.

الجمعة، يوليو 19، 2013

مصر التي في خاطري


مصر التي في خاطري
كلمات أحمد رامي
ألحان رياض السنباطي

مصر التي في خاطري وفي فمي
أحبها من كل روحي ودمي
ياليت كل مؤمن بعزها
يحبها حبي لها
بني الحمى والوطن
من منكم يحبها مثلي أنا

المجموعة: نحبها من روحنا
ونفتديها بالعزيز الأكرم
من عمرنا وجهدنا

عيشوا كراما تحت ظل العلم
تحيا لنا عزيزة في الأمم
أحبها لظلها الظليل
بين المروج الخضر والنخيل
نباتها ما اينعه مفضضا مذهبا
ونيلها ما أبدعه يختال ما بين الربى
بني الحمى والوطن
من منكم يحبها مثلي أنا

المجموعة: نحبها من روحنا
ونفتديها بالعزيز الأكرم
من قوتنا ورزقنا

لا تبخلوا بمائها على ظمي
واطعموا من خيرها كلّّ فم
أحبها للموقف الجليل 
من شعبها وجيشها النبيل
دعا إلى حق الحياة
لكل من في أرضها
وثار في وجه الطغاة مناديا بحقها
وقال في تاريخه المجيد
يا دولة الظلم انمحي وبيدي

بني الحمى والوطن
من منكم يحبها مثلي أنا

المجموعة: نحبها من روحنا
ونفتديها بالعزيز الأكرم
من صبرنا وعزمنا

صونوا حماها وانصروا من يحتمي
ودافعوا عنها تعش وتسلم
يا مصر يا مهد الرخاء
يا منزل الروح الأمين
أنا على عهد الوفاء
في نصرة الحق المبين

 ..


الأربعاء، يوليو 17، 2013

الحوليات...ومرارة أن لا تكون هناك.

   أقر وأعترف أن دعوة التدوين اليومي التي جاءتني من الدكتورة شيرين سامي، وتشجيع أختي رحاب، كانا ما أعاداني لعالم التدوين، إن لم يكن للكتابة، فللقراءة والمتابعة والإستفادة.
نعم أنشات مدونتي منذ سنوات عدة، أكتوبر 2007، ولكني كنت قد أهملتها حتى بدأت العودة مرة أخرى في حملة التدوين اليومي بالعام الفائت، والتي من الصعب، بل ربما من المستحيل، أن أقدر على حصر مقدار ما أستمتعت به خلالها ولا ما استفدته خلالها ولا مقدار سعادتي بمن تعرفت عليهم خلالها.
أنا فلاح، أقضي فترة الشتاء، من نوفمبر حتى أواخر يونيه، في الصحراء منقطعا تقريبا تماما عن عالم التدوين، لعدم توافر الوقت ولا الوسائل للكتابة والمتابعة والتفاعل.
وعندما شاركت في حملة التدوين اليومي لمدة شهر العام الفائت، وقد صنعت فارق كبير جدا جدا في حياتي بكل ما جنيته من أرباح عقلية وفكرية وحياتية وإنسانية خلالها، لا أخفيكم سراً أنني عدت من عملي في الصحراء هذا العام وأنا متحمس جدا، وشغوف جدا، ومتشوق جدا لخوض نفس التجربة هذا العام، لأن أرباحي فيها ستكون أضعاف ما سبق بكل تأكيد. ولكن بعد طول إنتظار لإنطلاق الدعوة، جاءتني دعوة أخرى، وهي دعوة الحوليات.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن فكرة الحوليات هي فكرة عظيمة، بل أنا أعتبرها ربما مشروع عمر وحياة، ولكن رغم ذلك لم أجد نفسي متشجع لها، ربما لأسباب خفية في عقلي الباطن يرفض إخباري بها أو كشفها لي، وربما لأسباب ظاهرة، سواء أكانت مقنعة أو غير مقنعة، ربما لفكرة أن التدوين اليومي لمدة عام بالنسبة لي يعد شيئاً مستحيلا نظرا لظروف عملي وسفري، وربما لأنني سأكون مضطر أن أنشئ مدونة جديدة مرتبطة بالحوليات وكأني أغادر المكان الذي كان السبب في جلب الكثير من المتعة والسعادة والمعرفة لي، أغادر البيت الذي ولد وترعرع فيه قلمي وصاحبته الرقص والغناء والصلاة والدعاء والضحك والبكاء والسعادة والحزن أفكاري، وكأنني ذاهب إلى المجهول الذي أعلمه وأعلم كم سأعاني من وحدتي فيه رغم القلوب الطيبة المواسية، وربما لأن تفكيري وشغفي كان متعلق بنشاط معين قد جربته مسبقا وذقت حلاوته، إلى جانب أنه يناسبني جدا، وعندما تغيرت خطة هذا النشاط فتر الشغف والحماس وربما أحبط الفكر وتحجر.
وهنا لابد أن أعترف أنني لست شغوف بالكتابة، وهذه مصيبة عظمى قد تأتي الفرصة لتوضيحها.
بعد قراري بعدم مشاركتي في الحوليات، شعرت بعد فترة بالمرار، وكأننا نحن المدونون قد إنقسمنا وصار لكل منا ساحة منفصلة ومعزولة عن الأخر، حتى صفحة الحملة على الفيس بوك وجدتها فقيرة جدا في التفاعل والنقاشات والإقتراحات عن صفحة الحملة بالعام الفائت، صحيح أن المجال مفتوح للكل للمشاركة والتفاعل ولكن ليس كل المتاح مستطاع، فالفكرة لابد ان تُحترم وإن وجدتني لن أقدر على المضي قدما فيها فالأولى بي أن لا أبدأها. وهذا هو ما منعني من المشاركة في الحوليات.
ففي حملة التدوين اليومي لمدة شهر كان الجميع يجدون المسؤولية أقل وأيسر وأمتع، فكان الجميع يتحمس ويقبل بشغف على المشاركة. ربما أنا مخطئ في إحساسي وإعتقادي وكل ما أقوله هو محاولة مني لتبرير عدم مشاركتي في الحوليات، ولكن في الحقيقة أنا أبحث هنا عن فكرة تريحني أنا شخصيا لا فكرة تمتع القارئ.
ولكني وبعيدا عن كل ما قلت سأحاول، وأدعو الجميع لذلك، أن أتفاعل وأن أتابع وأن أناقش وأن أقترح، فسعادتنا جميعا هي أن نرى عالم التدوين العربي مزهرا ومضيئا ومشرفا بأقلام وأفكار وعقليات المدونين العرب.
بالتوفيق والتألق للجميع.

الأحد، يوليو 14، 2013

بيني وبين صديقي (1)

بيني وبين صديقي الشاعر العراقي الكبير رياض شلال المحمدي جدالات شعرية كثيرة، صحيح أنني لا أقارن به بأي صورة من الصور، ولكنه بسمو خلقه وتواضعه يحاول أن يشعرني أنني أوازيه، وهذه هي سمة العظماء.
هذه صورة من صور مجادلاتنا تلك، وتبدأ بقوله يليه ردي.

بُلغةُ البُلبلِ في رشفِ الخميلةْ

واقتناصِ العِـطرِ من وحـي الأخيلةْ

غَرِداً يبذرُ ألحانَ التداني

ليس ينسى كيف تنساب الفضيلةْ

حين وافاه من الليلِ مَـقاماً

ذاكــراً عهدَ معانيـــه الجميـــلةْ

أو طلولاً من أحيباب المباني

وجـناسـاً حامــلاً عُرْفَ القبيلةْ

راح يرقى سائلاً ظِلّ المغاني

أهــنا يتركُ محــبوبٌ خـليــــلة ؟

أهنا يطعن شـــكٌّ بيقيني

يتبـنّى طيفَ أحـــلامٍ هزيـــلةْ ؟

ليس في قلبي جفاءٌ أو عزوفٌ

إنّــما قِــلّةُ آمـــــالٍ وحــيلةْ

يا ابنَ جنبي ساء لبّي عادياتٌ

من زمــــانٍ من أياديه الطويلةْ

وانحسارُ الرَبْعِ عن كـلّ ربيعٍ

راثـياً زهــوي وما أرساه جيلهْ
...................
وهذا كان ردي عليه:
..
يا مُنشدُ والرَوحُ للروح ِزميلة ْ
مَرْسَى الفؤادِ بشواطيك الرَمِيلةْ

لما الرثاء وهذي أعْرَاسُ المحبة
تزدَهي ألََقـَاً كالغيدِ بعيون كَحيلة

فالزهوُ بَاق، وإن تَغَشَّاه سحابٌ،
من عَون فـَيْض أيَادينا المُعيلة

فهَا صِدقُ اليَقين يَصُوغهُ الفكرُ
والشَكُ مَبدأه بأذيال الوَسيلة

واللبُ يَعْرض ما يُعَاني ليَبْرَأ
والروحُ تَسْكُن لكل عَاطفة أصيلة

تـَرْك الرَذائِل والنـَوايا مُقبلة
أولىَ الخَطَاوي لأعْتـَاب الفضيلة

فما جَفا الثـَاوي بين الجَوانِح
أو عَزَفَ عن نثر مَودَّتِه الصَقيلة

وما تـَرَكَ المُخَاطـَبُ وجْهَة دَربه
ولا الأحْلامُ بَائت بنـَكبَاتٍ ثـَقيلةْ

وما المَرَابعُ تُهَتـَّكُ زَهْرها أزْمَان
وأجْيَاشُ المَحَبة علىَ الزَوْدِ كَفيلةْ.
...
وأخرى قال:
تخيّر منطقي جملاً وثيره

يجمّـل في معانينا الكســـيره

تمنطق بالوفاء بلا رتوشٍ

ليرشف كؤوس الماضي الغزيره

فما ملك البيان سوايَ صبا

لــه طربٌ وأنـــات وفــيــــره

...
وكان ردي عليه:

قيلَ الحَيَاةُ لُحَيظات قَصيرَةْ
تَعْفِ الجَنانَ أمَاني كَثيرةْ

غَزَتْها الرَوحُ صَامِدةُ الحَنايَا
رَيا العَوَاطِف تَصْحَبها مُغيرَةْ

ثَمِلٌ تَجَاذبَ والأقـْمَار حَديثهُ
شُرْفاته ضَاءت بنجْمَات زهيرَةْ

عَروسُ الجن أشْفـَقـَهَا هــَواهُ
والحُورُ مَالت لمَرَابعِكُم مُشيرَةْ

تغـَنـَّى والقيثـَارُ يُعَادي عَزْفَه
فلحْنُه والوَتَرُ لأيْاديكُم أسيـرة

فهذا الصَبُ مَوْصُول شَدَاهُ
بوَقـْع أنْغام لأحْرُفِكُم مُنيرَةْ
.......
فكان تعقيبه:
فيا لغة الشباب إليك عني

فــأيامي ولو قصرت مــطــيره

ويا لغة العتاب تجـنّـبـيـنـا

فما لي غير أضـــواءٍ يســــيره

إذا حاز الجمال هــزار شعر

تــخـلت عــنه أخيلة الأمـــيره

ولو قتل الربيعَ غرابُ بينٍ

تـنـاهـت حـوله هــمم العـشــيره !

وبا القُـدّاس لا القدس ابتهاج

وبالأوهـــام تكتــمل المـســــيره !

مصائر ضيعوها ثمّ جاؤا

مــوائــد للمتاهي مـســتــديــــره

فــلا المــأجور يستخذي بذوقٍ

وقــد حــزّ المــدى الواهي ضـميره

ولا صان الحمى قلبٌ ضعيف

ولا بـصــرٌ هنالك لا بـصــيــــره

تمنىّ أن يرى المزن الغوادي

ولكن لــم يــذق يومــا قـطــيــــره

يقلب بالأسرّة في هيامٍ

ويـسـلو الســرّ من وحي السريره

يبيع الورد حباً بالغواني

فـمــا عرف الدجى أبـــداً نظيره
وكان تعقيبي :
حُروفُكم على البَوح قديرَة
رفـْقا بشَادٍ مَنابعه ضريرَة

تَغـَنََّى في الأوائل إذ تـَغـَنَّى
بنِعـَمٍ من أيَاديكـُم غـَزيـرَة

برَوض الشِعر يَحبوُ قريضُهُ
ومَكانه بين النـُبْتِ الغريرَة

ودُر قريضكم إن قيلت لمَرة
عَرَجت إلى أعَاليهَا سَفيرَة

حَشَانا سَوءات الجُحودِ فإنَّها
تـَغـْدو بشَرَّها النفسُ فـَقيرَة

أفـْضَالـُكم والشُكرُ لا يُجْزل
أعَمَّتـْنـَا وإلى الأبد دَريرَة

عَجبتُ لأهل الضيم مَنامهُم
وكيف تَبيتُ أعْينهُم قَريرَة

نَشَدتُ العَدل حينَ وصَالِكم
وحين الذكر بجُموع غَفيرَة

فبُحتُ بكل إحْسَان عُطيتُه
وحُب أبصَارُهم عَنهُ حَسيرَة

بذي المَعارك والربَاط  فريضَة
تـُسْتدْعى كل مَكْرمة شَهيرَة

فزَادت عن حِمَانا سَواعدٌ
قالوا صُمودها بئس الجَريرَة

قـُلـُوبٌ مَا ضَامـَت وفـُـوداً
ولا ضَعـُفـَت بأقـْدَار يَسيرَة

اجَالـُنا بيد البَاري مُنْشيهَا
ونفوسُنا بأبوابهِ مُستجيرَة

فإنْ فـَرَّقتنا دروبُ الكـَون
وحُدودهُ وكُل مَطلـَبة عَسيرَة

رَبَّنا وأنتَ العَاطي فأجْمَعنا
بأعْلىَ جناتِك بقلوب قـَريرْة
.

الاثنين، يوليو 08، 2013

أتدري..


أتَدْري أنَّا بالهَم سَواءْ
وأنـَّا جَميعنا شُرَكاءْ
أتدْري إنَّ وريدُنا واحِد
وأن نبْضَنا وَاحِد
وأن جُرْحَك النـَازف
يَهَتِك قلبيَّ أشْلاءْ
وذاكَ الصَدرُ يَجْمَعُنا
إذا ما لاَحَت الأفـَرَاحُ
وإنْ سُدِلَتْ سُتُر الشَقاءْ
فلا تَنـْتَشي إنْ واجَهْتني
وفرَرت أمَامك كالجُبناءْ
فما هذا يا شَقيقي
وقت إسْتعْرَاض الشُجْعان
بل إنه وقت الحُكَمَاءْ
وهذا سَيفيَّ الأحْمَق
لا يُحَارب إلا الأعْدَاءْ
يقْتلُني إن نحوك سُدِد
ويُمزق مني الأحْشَاءْ
لن أقبَل إكْليل الفَارس
ورأسِي مُغـَطىَ بغبَاءْ
لن أقبَل ثوب الأطْهَار
والعُهرُ على روْحي كِسَاءْ
لن أقبل تَدنيس الأرض
أو صَبغ يديها البيضَاءْ
لن أقبل أن أزرَع فيها
أشَجاراً بثِمَار سَوداءْ
والزهرُ بالسَاحة أمَامي
لن أقبَل إبْدَالهُ بدِمَاءْ
.
..
}مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ{ (المائدة:32)
إتفقنا على قتل الناس جميعا ولم نفكر حتى في إحياء نفس واحدة.

..
متى ترانا نقول للدماء كفى؟

الأحد، يوليو 07، 2013

حكايا العائدين من السبي

ملاحظات:
أرجو ممن يقرأ أن لا يسيئ فهمي، أو أن يسيئ فهمي..أيهما أقرب لهواه!
- الإنسان أسمى من أن يَضْرب أو أن يُضْرب، من أن يَهين أو أن يُهان..فما بالك بأن يَقتل أو أن يُقتل!
- يفشل البعض في الوصول لسبب أو إجابة سؤال، لماذا حدث معنا هذا؟!
..
- الأخ محمد
يوم الجمعة الماضية إعتلى الأخ محمد المنبر، وهو أحد أبناء الإخوان في قريتنا، حاصل على دبلوم صنايع منذ ما يقارب عشر سنوات، وكعادة الإخوان-خاصة أن إمام المسجد عندنا إخوان، وهو شخص محترم جدا، لكن إنفصال الأيدلوجيا عن الخلق قد تفسده وقد تجلب البلاوى! -، كعادتهم يدربون أبنائهم على( الفعل الدَعَوَّي) عن طريق إتاحة الفرص لهم بإمامة المصلين في المساجد وإعتلاء المنابر في أيام الجُمَع.
المهم!، صعد الأخ محمد المنبر ليقص لنا حكاية بطولته في مواجهة الأعداء، وليحفز الجميع بالخروج للجهاد. حكى لنا كيف أنه بقوة إيمانه والهيبة التي تحيطه-رغم أنه، وأقسم أني لا أسخر لكنها الحقيقة، لا يبدو عليه أي هيبة!- لم يستطع أحد المساس به، وأنه ثبت أمام البلطجية كما ثبت الصحابة الأولون أمام كفار قريش وأما الفرس والروم. وقال أن ما حدث لن يردعه ولن يخيفه وأنه عائد أشد قوة وشجاعة لساحة الجهاد التي ينبغي علينا جميعا نزولها دفاعا عن الدين والشرعية!
مثلي مثل غيري كثيرين في المسجد لم نجد أنه الشخصية التي تستحق أن نقف أمامها ونأمره بالنزول من على المنبر، فقانون الفروسية يقول أنه يجب عليك أن تختار ندك لا أن تواجه كل صعلوك. حتى أنني في إحدى المرات- قبل إنتخابات مجلس الشعب التي تلت الثورة مباشرة- مسحت الأرض بأحد الخطباء الوافدين وأخبرته أنه لو أتى هنا ثانية لن يصعد المنبر..وهذا أقل ما يمكن أن يحدث له!
المهم، بعد إنتهاء الصلاة وجدت الكثيرين يتوجهون للمؤذن، وهو المسؤول الحاضر لأن الإمام يجاهد في رابعة العدوية الأن، وأخبروه بكل إحترام أن ما حدث خطأ كبير، وأنهم جميعا إلتزموا الصمت لأن ( الأخ محمد ) أولا لا يستحق أن يصنع منه شئ ذا قيمة، ولأنه في الأخير إبن البلد ونحن نراعي شعور بعضنا البعض. ولن يسمح احد بحدوث مثل هذا مرة أخرى، فالمسجد ليس لحكاية الحواديت وليس لتكفير الناس وليس مكان لإدارة الحروب السياسية.
لكن ما لم يقصه ( الأخ محمد ) وهو ما سمعناه من أخيه الأكبر بعد مروره علينا في الشارع وإستوقافنا له لإعلامه بما فعله أخوه.
قص لنا حكاية أمتع من حكاية (الأخ محمد)، فقد بدأ كلامه بعبارة:
الله يخرب بيته يا راجل، دا أنا جايبه من هناك بعد ما دفعت ألفين جنية عشان يسيبوه!
فقد إحتجزه بعض البلطجية بعدما شتتوا مسيرة للأخوان في إحدي مراكز محافظتنا كفر الشيخ.
والحكاية- كما قصها ( الأخ محمد) لأخيه، لا كما قصها علينا في خطبته- أنهم كانوا في مسيرة في هذه المدينة، وأن معظمهم كان من خارج هذه المدينة- وهذه عادة الاخوان يجلبون الأنصار من كل مكان ليزيدوا الأعداد- وما حدث أنهم أثناء سيرهم بالمسيرة في أمان الله كان هناك شارع في خط سير المسيرة ولكن بعض الموجودين في هذا الشارع رفضوا أن يجعلوهم يمروا، وأخبروهم أنهم معارضين لمرسي وأن بإمكانهم المرور من أي شارع أخر. ولكن كعادة الإخوان-خاصة بعد ما لاحظوا العدد القليل الذي يحاول منعهم- تخشبت عقولهم وصمموا أن يمروا من الشارع رغم أنف المعترضين، وتشابكوا معهم وأعتدوا على بعضهم بالضرب فجروا، فظن الإخوان أن المعركة حسمت لصالحهم ولكن إذا بالشارع أمامهم يمطر بلطجية بالشوم والسيوف والسنج، فقد شعر البلطجية بأنهم أهينوا إذا كيف يضرب أحد رجالهم!
وهنا كان الجدع إللي يجري، حتى أن بعضهم-وهو من قص ذلك-جروا ما يقارب العشرين كيلو متر وسط الزراعات دون أن يشعروا بذلك من شدة رعبهم!
وهنا أسر الأخ محمد وبقية القصة معلومة!
لكن العجيب الذي قصه عاطف أخو ( الأخ محمد ) وهو متعجب جدا، أن محمد أخوه نفسه أخبره أنهم كانوا يحملون خرطوش وبعض الشوم ولكنهم لم يصمدوا أمام البلطجية لأنهم محترفيين..وكانوا بيضربوا ضرب موت!
..
- إسلام.
إسلام، طالب في الفرقة الثالثة بكلية هندسة خاص، وأبوه إبن خالتي وكذلك ابن عمي فأبوه إبن عم أبي!، وبيتهم بأكمله إخوان، وكان إسلام حاضر في معركة ( الاخ محمد) بينما أبوه وإثنان من أعمامه موجودون الأن في رابعة العدوية.
قصة إسلام-كما قصها هو نفسه ولم يخجل- بإختصار أنه بعدما حدث الإشتباك وبدأ الجميع يجرون، وجد إسلام- وهو شخص وسيم وطيب ورقيق- نفسه تائه ولا يدري ماذا يفعل وشعر بالخوف الشديد، وإذا برعبه يكاد يقتله عندما رأى أحد البلطجية قادما نحوه كأنه يقصده هو، شاهرا سيفا وكأنه ينتوى أن يقطعه به، فما كان من إسلام، وهو الرقيق كما قلت سابقا- إلا أن بكى بشدة وسالت دموعه أنهارا. وهنا- وهذا ما قصه هو- نظر له البلطجي الممسك بالسيف وضربه بيده على ظهره ضربتين خفيفتين وقاله:
يالا مشي!
لا تعليق!
..
- الشيخ مبارك.
الشيخ مبارك، هو في الحقيقة ليس شيخ، فهو لم يدرس في أيا من المدارس أو الكليات الدينية، وكذا لم يتفقه في دينيه بالشكل الذي يجعله شيخ، ولكن الجميع أطلق عليه لقب شيخ لأنه من الإخوان، ولأن لحيته الطويلة هي بلا شك لحية شيوخ!
المهم، الشيخ مبارك كان من أكثر المشاركين في حل أزمة الغاز في قريتنا، فقد كان إذا سمع احدهم يقول:
الله يخرب بيتك يا مرسي!
فين الغاز؟ نطبخ بإيه منكم لله!
كان الشيخ مبارك يأخذه على جنب ويقوله، زعلان لية؟!، عاوز غاز، خد يا عم كوبون أنبوبة غاز أهه، ويناوله كوبون من رزمة كوبونات يحملها في جيبه!
الشيخ مبارك كان أحد الحاضرين في موقعة دسوق، وهي إحدى مراكز محافظة كفر الشيخ، فقد تجمع الإخوان ليقيموا مؤتمرا لنصرة الإخوان في مكان يعلمون مسبقا، بإعتراف أغلبهم، أنه معقل لمعارضي الإخوان، فما كان إلا أن أتوا بعض أن ضربوا وجرح بعضهم.
عندما جلس الشيخ مبارك ليقص القصة، كان حاضرا إبن أخته، وهو ذكي وإبن نكتة كما نقول عندنا في مصر، فسأله:
كان عددكم يجي كام يا خال؟
فأجابه:
كنا يجي 3 الأف يا إبن أختي
فسأله ثانية:
طيب والبلطجية كانوا يجوا كام يا خال؟
فأجابه:
كانوا يجوا بتاع 30 أو 40 !
فرد إبن أخته:
ألا يا خال، هو مش ربنا بيقول ( فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مئتين) ؟
فقال:
إيوة يا ابن اختي
فرد عليه:
يبقى البلطجية هما اللي كانوا على حق يا خال!
..وهنا هم صاحبنا بالجري بعدما تناول الشيخ مبارك شبشبه من رجله وهو يقول لإبن أخته:
إطلع من هنا يا إبن الكلب!
...

الخميس، يوليو 04، 2013

هل سنمضي قدما؟


صعب أن نؤمن أن الجيش يفعل ما يفعل بنية صافية ومن أجل الله والوطن، فالجيش قد لا يقتل الشعب عمدا من أجل أي شئ أو أي شخص، ولكنه قد لا يمتنع عن الركوب فوق أكتافه، وقد لا يمتنع عن ممارسة العنف في الشارع -وقد يكون هذا مبرر أحيانا!-، قد لا يكون قادرا أو راغبا في ممارسة كافة شؤون السياسة ولكن الأكيد أنه راغب وقادر على تسيير وتوجيه بعض الأمور كما يريد.
مسألة الإستقواء بالجيش نفسها خطيرة جدا، فلو تكرر نفس السيناريو مع الرئيس القادم فسنصبح دولة عسكرية إلى ما شاء الله. فستكون رؤية الجيش هذه المرة هي أنه طالما إنكم كل يومين تخلعوا رئيس وأقف معاكم، فأنا الرئيس وشوفوا مين هيخلعني!
..
أتمنى أن نعي جميعا الدرس جيدا وأن نستغل الفرصة بما تستحق أن تستغل به، لأن الإعتقاد أن الأمور ستسير كل مرة كما نريد سذاجة، لذلك فلنحسن الفعل والإختيار ولا ندع شئ للظروف والرهانات.
أما من يظن أنه محارب وأن المؤامرات تحاك ضده، فطريق خلاصه كان أسهل مما يتخيل، فالأيادي التي تدفعني لطريق هلاكي كان بإمكاني لا أن أمنعها بل أن أخذلها واقع واقف، ولكننا دوما نقوم برد الفعل المراد من المتأمر ولو إستخدمنا عقلنا للحظة لتغير كل شئ
..
للأسف البعض يماطلون في قبول أمر أصبح واقع ويبحثون عن ما يطمئنهم ولو كان زائف، واقع تغييره عبث وربحه بالتعامل معه لا بإنكاره. وذلك ليس فقط لحقيقة أن الجيش مسيطر واقعيا على زمام الأمور، فهو ما كان ليتحرك إلا بعد أن يكون قد أخذ تمام السيطرة، ولكن أيضا لحقيقة- وهي الأهم- أن غالبية الشعب – ومن ضمنهم من قام فعلا بالتصويت له في الإنتخابات- لا يريد لمرسي الإستمرار وخرج من أجل هذا. ولكن هذه هي الحقيقة التي رفض الأعتراف بها أو حتى رؤيتها، ولو كانوا تعاملوا معها بعقل وحكمة لتغيرت أشياء كثيرة ولأنقلب الوضع كله لصالحهم.
لن يعلم الإخوان مدى المرار الذي عانيناه، نحن من لم نصف إخواني بكلمة ( خروف) ومن لم نصف شيخ- رغم تعارضنا التام معه- بتاجر دين أو بالــ(حمار). لن تعلموا مدى مرارتنا ونحن نرى من هم المفروض يرتدون ثوب الإسلام يتخبطون حتى في أبسط الأشياء، وهم يسيؤون لنظرية الحكم في الإسلام ونحن نراهم يقدمون ما يمكن ان تكون عليه أسوأ طرق الإدارة السياسية والمجتمعية، وهم يكابرون ويخطؤون أخطاء فادحة أنكروها ولم يعترفوا بها حينها وجاء الإعتراف بها متأخر جدا وهو ما يعني أنه دون جدوى للعجز الواضح ولحقيقة أن الإعتراف هنا كان من أجل إستخدامه كطوق نجاة لا كخطوة إصلاح، وهم يستغلون الدين كأداة للصراع وليس كمظلة للصراع.

لن تعرفوا الكثير مما تسبب في مرار قلوبنا وعقولنا وأرواحنا، لأنكم ظننتم أنكم وحدكم من يهمه الأمر لظنكم أنكم الأفضل والأقوم والأسمى والأصلح والبقية لا تمثل فارق!
..
السؤال الذي يطرح نفسه الأن هو، هل سنمضي قدما؟ وكيف؟
هذه الفترة ستكون من أصعب الفترات في تاريخ مصر، لأن الإنقسام في الشارع لا يمكن لأحد أن ينكره، وليس هناك بادرة حتى الأن تبشر بوحدة والتفاف وطني. فهذه فترة(حلاوة الروح) تلك الفترة  التي تتخشب وتتزلط وتتحجر فيها العقول عن التراجع، لا لأسباب منطقية ولكن مكابرة. مكابرة تؤهل أرواحنا للكره، وتؤهل عقولنا لتقبل الحماقة على أنها حكمة والتهور على أنه شجاعة، وتؤهلها لتقبل الكذب وإعادة ترويجة دون مراجعة.
البعض يرى قرار غلق القنوات التابعة للإخوان جريمة، وأنا أراه كذلك. وإن كنت أظن أن القيام بفعل مثل هذا غرضه تهدأة الأمور، لأن المتوقع أن الإخوان لن يتقبلوا الأمر بسهولة، وعليه فربما إعتام المشهد وإخراسه قد يأتي بنتيجة مفيدة لفض الأوضاع المتشابكة والمتدهورة.
وإن كان المشهد لم-وربما لن- يخلوا من نشر الأكاذيب وترويجها.
وكذلك إنتقد البعض بشدة موقف شيخ الأزهر. وإن كنت أنا نفسي أراه إنقاذ لصورة الإسلام، فلو كان ابتعد عن المشهد أو صمت لكان هذا تصريح رسمي منه بقبول إسالة الدماء بإسم الدين والشرعية التي قال مرسي أنها هي سبيل الحفاظ على الشرعية!، فجاء موقف شيخ الأزهر بالحضور والتحاور لا ليشارك في الإطاحة بمرسي ولكن لحفظ صورة الإسلام من التشوهات التي ألحقها بها الإخوان، وليساهم في حقن دماء المصريين.
وأتمنى في غمرة فرحتنا أن لا نترك الساحة وأن لا نبتعد عن التفاعل بإيجابية في صنع المرحلة المقبلة حتى لا نفاجأ بأن الفرحة تمت سرقتها وصُنع منها وليمة لأناس غيرنا، خاصة أن معظم الأمور لا تزال مبهمة رغم كل شئ.
نتمنى أن نحتضن بعضنا البعض وأن نوقن أن دمنا واحد وجرحنا واحد مهما صنفنا بعضنا البعض، فنحن جميعا مجمل جسد هذا الوطن، شئنا هذا أم أبينا.
..
اللهم أصلح أحوالنا، وأرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطل وأرزقنا إجتنابه.

الأربعاء، يوليو 03، 2013

اللهم اصلح أحوالنا


يبدو أن البعض جاهل بفقه الخلافة وفقه الحكم في الإسلام ويتغنى به وكأنه فقيه، إذ أن من يعتقد أن الرئيس مرسى جاء للحكم طبقا لفقه الخلافة في الإسلام وتطبيقا لناموس إلهى وليس طبقا لقانون إنتخابات وضعي وتطبيقا لأعراف ديموقراطية وضعية فهو....في حاجة لمراجعة نفسه!
فهو قد جاء عن طريق إنتخابات لا عن طريق بيعة، بالموافقة الوقتية على توليه السلطة وليس بالمبايعة الأبدية على السمع والطاعة، والفارق العقلي والفقهي هنا كبير جداً.
وما يحدث الأن هو ترسيخ للديموقراطية-وأنا أكره هذه الكلمة،لأن الإسلام يحوي نظام حكم أفضل منها بكثير- وليس نسف للشرعية، فهو حتى من الناحية الدينية- لو صممنا عليها- قد قصر في حقوق الرعية التي هو مسؤول عنها، فهنا لا تتعثر الدواب التي خاف عمر من أن يحاسبه الله على تعثرها، بل تسال الدماء وتستباح الحرم وتسرق الممتلكات والحقوق.
لا أعلم كيف يغفل الذين يقولون أنه رئيس منتخب، أن تلك الأصوات التي أتت به للرئاسة كان أغلبها-ودعونا نقول على الأقل تلك التي صنعت الفارق بينه وبين شفيق- أصوات مُجبرة، وأن أصحابها عصروا على أنفسهم العشرت من حب الليمون كي لا تمور نفوسهم وهم يضعون علامة الموافقة أمام إسمه بدلا-في وجهة نظر الغالبية-من جريمة التصويت لشفيق.
من اختار وأساء الإختيار هو من نزل الأن ليصحح خطأه، ولكن الخطأ نفسه مصمم أنه قمة الصواب!
لن يعلم الإخوان قمة الشعور بالقهر داخلنا من فشل تجربتهم، وإن كان معظمنا توقع فشلها لأنها ليست التطبيق القويم للنظرية الإسلامية الصحيحة، فمن منا كان يكره أن يُثبت-ولا أقول التجربة أو النظرية الإسلامية لأن الفشل هنا في التطبيق وليس في النظرية وأنا شخصيا أؤمن أن الإسلام دين ودولة- حاملوا النظرية الإسلامية نجاحهم ومقدرتهم وجدارتهم على الحكم وتسيير الامور. وهنا يجب عليك إما أن تعترف أنك أنت من فشلت وعليك التنحي جانبا، أو أن تكابر وتزيد الإساءة لدينك ولنظريته السياسية في الحكم.

 .

الاثنين، يوليو 01، 2013

العسكرة حلا.

أظن، وربما أن موقن وربما يشاركني البعض ذلك، أن أحد أهم العوامل التي أوصلت مصر لما وصلت إليه هو عامل النخب السياسية الشيباء، سواء أكانت تابعة للتيار الإسلامي أو التيار المدني الليبرالي أو العلماني.
فقد أفسدوا جميعهم الحياة السياسية في مصر، والتي ترتب على فسادها تدهور في جميع مناحي الحياة بالدولة المصرية. فهم قد إنشغلوا جميعهم بالمصالح الشخصية وتكديس المغانم، إلى جانب التطاحن والتقاتل والإقصاء فيما بينهم مغلقين أي طريق للحوار أو الإتفاق من أجل مصلحة هذا الوطن، وكذا إستغلالهم كل بطريقته لكل الحركات الشبابية الصاعدة التي غايتها الوحيدة هذا الوطن. وأظننا لم نعد في حاجة إلى حراك وحوار وتعاون ينشأ بينهم يخرج البلد مما هي فيه. بل نحن ومصر نحتاج إلى إزالتهم وإقتلاعهم ومحوهم جميعا والبدء على قاعدة نقية.
ربما يبدو ما أطرحه جنون وحمق، ولكن في نفس الوقت قد يكون هو قمة العقل. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو، هل يتوقع أحد أن يتم أي إتفاق أو تعاون بين التيارات السياسية( بجميع تصنيفاتها) الموجودة على الساحة حاليا في مصر؟ الإجابة اليقينية هي، لا.
إذن لماذا نصر على الإستمرار في السعي بحماس داخل هذه الدائرة المغلقة، ولماذا نضيع وقتنا ووقت هذا البلد في مهاترات لن تجلب له أي منفعة؟
..
ما تشهده مصر اليوم من ثورة ضد محمد مرسي، وثورة تؤيده يؤكد-بغض النظر عن نسب المقارنة بين الجانبين- أننا في حالة إنفصال شبه تام بيننا وبين بعضنا البعض وبيننا جميعا وبين الوطن. فجميعنا يعتقد-وربما يدعي-أنه الوطني الأمثل، لكن الوطن نفسه يقول: لا وطني إلا من قبل وجمع كل أبنائي. وهل هل هذا متاح-وإن شئت قل ممكن- في الوقت الحالي؟ الإجابة اليقينية هي، لا.
وربما السبب في ذلك أن الرؤوس الظاهرة غير بقية الجسد. فالرؤوس جميعها يجب أن تجز.
لو أتيح لي أن أتقدم بإقتراح لحل الأزمة فسيكون كالتالي:
بعيدا عن ما سيقوله البعض عن الجيش، فإني-وربما جميعنا- أراه حصن الأمان الباقي لهذا الوطن، وهذا لا ينفي أبدا أن الشعب نفسه هو حصن أمان وطنه، ولكننا نتحدث عن الجيش كمؤسسه قيادية منظمة.
وعليه فالإقتراح هو أن يتسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد بعد أن يقوم بعزل مرسي-ولنعتبره إنقلاب عسكري يبطل كل الحيثيات الدستورية- وجميع إدارته ووزارته، ويدعو لتشكيل وزارة جديدة بعد أن يقوم بالخطوة الأهم وهي سجن جميع القيادات السياسية في مصر، سواء أكانوا إسلاميين أو مدنيين، أو على الأقل حرمانهم من ممارسة العمل السياسي لعدة سنوات، وإن كنت أحبذ السجن فهذا سيكون أشد تطهيرا.
وبعد ان تخلوا الساحة من جميع القيادات السياسية الشيباء التي هي أهم عوامل تفتيت مصر، نبدأ البناء على أساس قويم مع وضع خارطة طريق لتسيير شؤون البلاد لفترة محددة تفرز خلالها الساحة السياسية تيارات وقيادات جديد تبني على أساس سليم من التعاون والحوار والإحترام.
...
ولكن طبعا ما أقوله كلام فاضي وجنون من تأثير ما نراه!