السبت، نوفمبر 30، 2013

الجريمة والعقاب

بالتأكيد شغلت قضية فتيات سبعة الصبح الرأي العام المصري، وربما العربي والعالمي، كون أن الكثيرين وجدوا أن الحكم فيها جائر، خاصة أن القضاء الذي حكم عليهم بهذه الأحكام هو نفسه الذي أطال وماطل ومد في محاكمات قتلة مؤكدين ولصوص ومفسدين، وأخرج بعضهم براءة!
ربما أنا هنا لست في سبيل التعرض للحكم، ولكني أريد أن اتعرض للجريمة. فالمشكلة التي نعاني منها مع الداخلية والقضاء ليست الأحكام ولكن قائمة الجرائم!

فأن تجد فتاة في الثانوية أو أكبر قليلاً موجه إليها تهمة حيازة سلاح أبيض فهذا شئ تجده صعب التصديق، وأن توجه لها تهم ربما هي في الأساس لا تفهم معنى مسمياتها، فهذا وحده، وحتى إن نالت البراءة، قمة الظلم!
المجتمع الصحي القويم لا يُعارض حكماً ما على مجرم ارتكب جريمة ما، فهذا من أسس العدل والمساواة والقصاص الذي أحله الله وشرعه. ولكن عندما تكون على علم، هو أحيانا شك وغالبا يقين، أن التهم الموجهة للمتهم هي تهم ملفقة لم يرتكبها، فإنك تجدك رافض ومعترض على الأحكام الصادرة كعقاب لهذه الجرائم، وأضعف الإيمان تجدك مشفق على من صدرت عليه هذه الأحكام، وساخط على من أصدرها.
وهذا هو ما ينطبق على الحكم الصادر ضد أولئك الفتيات بوجه خاص، وأحكام أخرى غيرها تصدر في بلدنا بوجه عام.

ربما لا يستطيع أحد أن ينكر أن مظاهرت الإخوان أو مسيراتهم قد يحدث فيها عنف أو تخريب بصورة من الصور، وربما يحدث هذا عفوياً من الشباب والفتيات المراهقات إنسياقاً وراء حماستهم والأفكار التي ربما تشربوها بصورة من الصورة فأقتنعوا أن ما يفعلونه هذا هو السبيل الأوحد والأمثل لنصرة قضيتهم وتحقيق مطالبهم.
وهنا يجب أن نشير إلى نقطة مهمة، وهي إن كنت مُنصف ومُستقيم وعادل فأختر للأبرياء قضيتهم، لا أن تستغلهم من أجل قضيتك ومصالحك كما يفعل الإخوان.
فهؤلاء الفتيات وغيرهن يُستغلون ظاهريا تحت شعارات تبدو عادلة ولكن خافيها لا يصب في مصلحتهم هم ولكن في مصلحة من يدفعهم ويسوقهم ويوجههم.

بغض النظر عن إختلاف توجهاتنا الفكرية والسياسية والإجتماعية يجب، ولو من منطلق المصلحة، أن لا نتغاضى عن الخطأ أو الظلم الذي يناله المخالفون لنا. فالواقع أن البعض يؤمنون أن الأغبياء والحمقى عدل لهم ما ينالون حتى ولو كان القتل، ولكن على الأقل توقع أن تكون مكانهم ذات يوم.
للأسف في حالة الإخوان فإن الواقع يُبيِّن أن الضحية يحمل جزء كبير من جُرم ما تعرض له، وللأسف أن البعض يحملون عن الأخرين جرم ذنوبهم وجرائمهم. ومن العجيب أن بعض الإخوان يرفضون الإدانة والإعتراض أو التعاطف الإنساني أو الشفقة التي قد يعلنها البعض في مواقف يجدونها ظالمة على الإخوان، ويأبون أن لا يقبلوا منا شئ إلا إن كان دعْماً سياسياً ومجتمعياً وإعترافاً بكمالهم وتسبيحاً بحمدهم. وتجد البعض منهم يرفضون التعاطف مثلا مع من تم القبض عليهمن مثل علاء عبدالفتاح وغيرهم، من منطلق أنهم ضدهم، مكررين نفس اخطائهم التي وقعوا فيها سابقاً ودفعوا ويدفعون ثمنها الأن، جاهلين تماماً أن التعاطف أو الإعتراض أو الإدانة ليست من أجل الشخص، بل من أجل الوضع الذي هو فيه، والذي قد نصبح نحن أنفسنا فيه.
فكيف لنا أن نتعامل مع هذا؟
..

الخميس، نوفمبر 28، 2013

يا انتي..



شـَاطوا الكورة جـُوَّة شَبَكِك
وقالوا يا حلوة الماتش ماتشك

سَحَبتـي نَفـْسـِك بكل هِمــَّة
ونزلتي ساحتك مرفوعة هامتك

حَاملة قضية ومش هَفيـَّة
ومَهْما قالـوا ولا يهـِزِّك

أصل انتي لون وهما لون
وجَنـْي فِعـْلك شرف لعيلتك

من جُوة روحك كان الهتاف
وما سِبتي حاجة من كل جُهدك

والفكر قال ولية السؤال
والحـَق قـُلتـِي دا هو رايتك

فأبوكي جنبك يبقى انتي صح
وكمان زمايلك وبنت خالتك

قالوا قـَلبْتي وكمان خَرَبتي
وكان السلاح جـُوَّة مَقـْلمْتِك

أيوة قلبتي بسمة شفايفك
لعَبْسة ضَالمة تِمَاشي حالتك

وكمان خربتي مزاج نهارك
لأجل ما تمشي بنجاح مَسيرتك

أما سلاحك الأبيض يا حلوة
بالقلب ساكن ويبقى طـُهرك

فأما يحاكمك قاضي القضاة
وتقفي شامخة فاردة كرامتك

واما تحسي بعار قاضيكي
والدنيا تشهد جلسة إدانتك

والعجز يبقى كاسي الجميع
وإنتي الوحيدة القوة شيمتك

غَمِّي عينيكي عشان كسوفنا
ولأجل النبي حوشي ابتسامتك!
..

السبت، نوفمبر 23، 2013

صبـَاحات



يا مُبْكِـرا بين جَنبـَاتِ البـَـراح
حَاضِنـَـا للفجْر بودٍ وإنْشـِراح

أنت بهَـذا اليـَـوم زائر عَابـِـر
قدْ يَمْضي بغتة لعَالم الأرْواح

فأغْنمـْه مُقتنصَا مَزايا فضْلِـه
وأسـْـع بقـَلـْبٍ يَأمـَلُ بالفـَـلاح

فالشـَّمسُ يَا صَـاح مُقيـم دَائــم
وأنت الضيفُ لا ضَي الصَبَاح
..

أيَطـُلُ الصُبـحُ مَعْقود الجَبيـنْ

عـَابـِس الثنَايا مُعـَاديا الحَنيـنْ

أم بَاسِمُ الثغـْر ضَاوي المُحَيَّا
باعِثـَا شـَوْقـَاً بالجَنـَان دَفيــِـنْ

مرآتُـه تعـْرض خبـَايَا رَوحِك
فأنْظر تَرى مَا بالحَنايا سَجيـنْ

فاخْتر لنَفسِك مَا يُنْشي الهَوى
وأعْقـد ربَاطـَا للمَحبـة مَتيــنْ
..


لكـل أفـُـق بالأعَـالي مَرَاقـي
تَعْـرج بها لمـَداركِ الإشْراق

حَيث الضّيـَاءُ المُسْتديم سَنَاهُ
يُنْشـِي القلوبَ وتسْتقيهُ مَآقِي

يـا كُل صُبْـح إلى الدُنا قـَادم
مُتهـَاديا عَلى دَرْب التـَـلاقي

هَـذا الجَنـَانُ بالتَبَسُـم يَلـْتقيَك
فأرْحـَم يا خِلـِّي حيـن الفِراق
..
وأشْتهـِي في كـُل فَجـْر بَسمـَة ترْنـو
على شـَفــَاة الصَبـَاح من قـَلبـي تدْنو
فيَدْفـَأ مُجـَاورُ البَرد, ومَن قسَا يَحْنـو
وتشـَارك الـروحُ مَـنْ للأمَـل سَكَنوا
..
يا شَاكيـَا ألـم السَّـأم والضَجـَـر
وراغِبـَا عَن مُبْهجـَـاتِ البَشـَـر

هـَاك الأمـَلُ بالطيَّبـَـاتِ يَمـُدك
واليَأس إنْ يُكـْرَى بَاهِظ الأجْر

فلا تلـْعَن طعْمَ المَرار برَوْحِك
وأنْشد حـَلا بيْن ضلوع الصَدر

أو تـَشْكو دُجَاً فأطرافُ الليَالي
هِـي الـدَربُ لبَشـَـائـِر الفـَجـْـر
..

الخميس، نوفمبر 21، 2013

يا وطننا


يا وطننـا يا ماشــِــي بالبــَرَكـَة
يا فتـُـوة وفـَات في كـَـام عَرْكـَة
أوعَــــك تـِتـْغـَـر بزمـَـــان مَــر
دا حَصـَـاد اليــَـد مـُــش تِـرْكـَة
..
يــا وطننـَـا يا داخِـل المَاتـْشـَات
من غيـر فوتبول ولا شــَـرابَات
والخِطـَّة أساسْهـَا عَلى البَرَكـَات
وتقـول هأفـُوز بكـَـــام حَرَكـَـة!
..
يا وطننـَا يا نَاسـِـــي كـَام وَزْنـَك
ولا عـَارف فـَرَحـَك مِن حـُـزنك
والشَّعـْـب رغيفـُه مـِـن طـَحْـنـَك
والنـَايْبـَة مـَـا بينــَّـــا مُشْتـَـرَكـَة
..
يا وطننـا يا صُبـْـح جوا الليـِــــل
وغِنـْوة فرايْحِـي وسـْـــط عَويـِل
وقـَالـــوا لحيــْـــرتي انــت دَليـِل
فشـَاورلي يا وطني عَلى السِكـَة!
..

السبت، نوفمبر 16، 2013

تَحـَرر

وتمْضِي مُهَرْولاً في كُل اتجَاهْ
بفِكـِـر زائـِـغ مُخـْتـَلج الشـَفـَـاه

مُسَـافـِرا بيـْن أكـْـدَاس الـرؤى
كالهَيـْمــَى فِـي وَسـَـط الفـَــلاة

سَــائِلاً أيْنــَاه يا قلـْبـِـي المَفـَــر
أيـْن السَبيلُ إلــى دَرْب النـَجـَاة

انـْظر بعَيـْن دَواخـلك لدواخلك
تـَفـْقـَه طـَلاسِم ألـْغـَاز الـــرُوَاة

نـَاجـِي خـَفــايا الكـَـوْن مُبْتَهــلاً
وأجْعـَل لقـَلبـِك النَّبـْضَ صَــلاة

حَرر منْ أسْر المَخَاوف رَوْحَك
وأخْذل بحِكـْمَة الآعيـِب العِــدَاة

سِـر بين الـوَرى مَبْسُـوط الثنايَا
واقـْطـَع بشغـَفٍ خـَطوات الثقاة

سَابـِق بجـِدٍ كل أسْـراب النُسور
حَلـِّق طـَليقـَاً نَحـْو آفـَاق الحَيَـاةْ
..

الخميس، نوفمبر 14، 2013

ذكريــات وأحــلام

يبدو أن الأحلام المادية أسهل في تحقيقها من الأحلام المعنوية أو العاطفية!
..
في سن مبكرة كان لي ثلاثة أحلام وحتى الآن لم أحقق أياً منها، ربما لم يكن يربطهم أي رابط، وربما لا يبدون أصلا كالأحلام!
أولهم :
أن أقابل فيروز!
تعرفت على( ولن أضع لها أي وصف أو لقب فليس عندي ما يليق بها) فيـروز في سن مبكرة، من خلال خالي حسني، ربما كنت في الصف الأول الإبتدائي أو بعده بقليل، كان خالي قد سافر لبعض الدول العربية وكان يعشق فيروز، سمعت صوتها لأول مرة في يوم زفاف خالي منير، الذي يكبره ببضع سنوات، عندما وضع أحد شرائطها في الكاسيت وأداره - وأظنها كانت أغنية بعدو الحبايب أو إطلعي يا عروسة- وبعدها بثوان معدودة تذمرن خالاتي وقلن له:
شغل لنا حاجة نفهمها!
فابتسم وتمتم ببعض الكلمات وهو يخرج الشريط من الكاسيت ويضع شريط أخر ليخرج- على ما أتذكر- صوت فاطمة عيد وهي تغني :
يا جنية يا جنية يا أبو مروحة
عروستنا الليلة مروحة!
لينطلق البنات والستتات في تكملة عملهن بإنشراح، وأنطلق أنا خلف خالي ليفسر لي تلك اللهجة الغريبة وليعرفني بصاحبة ذلك الصوت الذي أسر إحساس طفل قد إحتار في تفسير ذلك الشعور الذي تملَّكه عندما سمع هذا الصوت، لتبدأ من لحظتها رحلة إدماني وعشقي لفيروز، ومغامرات سرقة شرائطها من عند خالي، وأيضا بدء حلمي بمقابلتها التي طالت بيا السنوات ولم تتم!
..
ثانيها :
أن أتعلم روســي!
بدأت رحلتي مع الأدب الروسي في سن مبكرة أيضا، قرأت معظم الأدب الروسي المترجم للعربية، حتى أن بعض أصدقائي ومعارفي كانوا يطلقون عليَّ لقب الشيوعي، رغم أن معظم قراءاتي كانت لأدب وأدباء ما قبل الثورة البلشفية أمثال ديستويفسكي( وهو كاتبي المفضل والذي حلمت بتعلم الروسية لأستطيع قراءة أعماله بلغتها الأصلية) تولستوي، تورجينيف، ليرمنتوف، بوشكين، جوجول، جوركي، وأيضا تبعت ذلك بقراءة أدب وأدباء ما بعد الثورة وما بعد الحرب العالمية الثانية أمثال، ميخائيل بولجاكوف ، وجيوركي ماركوف، وقسطنطين سيمونوف وغيرهم.
ولكن ظل ساحري الأول هو ديستويفسكي، كانت كتاباته لا تعبر عن المجتمع الروسي وفقط، بل قد كانت ترسم مظاهر وسلوكيات وشخصيات قد تراها في بلدك وفي أي مكان أخر، كان يرسم ويصور مشاعر أبطاله بكل دقة، وكان يُخرج أسوأ مافي قلوب البشر، حتى أن ناقد روسية- لا اتذكر إسمها- وصفته بــ ( زبال القلوب) ولم تخفي كرهها الشديد له، فما كان يقرأه الناس قديما مُصَوراً طمع وكره وسوء أخلاق وسواد قلوب البشر، وهم يمصمصون شفاههم ويتأهون بكلمات الحزن والإشفاق، أصبح يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الروسي أيامها لأنه وصف بكل دقة مساوؤه وبلاويه الإجتماعية والأخلاقية!
فكرت جديا في أنني سأدرس اللغة الروسية مستقبلا، وقد أتخصص في الترجمة من وإلى اللغة الروسية، ولكن بعد فترة عندما تعرفت على اللغة اللاتينية سحرتني وقلت أن دراستي ستكون للغة اللاتينية!
ولكن في الواقع لم أدرس أي منهما ولم أدرس غيرهما!
وربما خمد حلم تعلم اللغة الروسية داخلي لسنوات طوال، إلى أن ذهبت في رحلة إلى شرم الشيخ، وقابلت الروسية لينا - برقتها وبراءتها وضفيرتها الذهبية التي لم أرى مثيلاً لها إلا ضفيرة رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة يوليا تيموشينكو!- التي أيقظت داخلي ليس حب اللغة الروسية وفقط، بل زرعت داخلي حب كل ماهو روسي!
ولكن الحقيقة الأن أن كل هذا قد تغيرت نظرتي إليه الأن.
..
ثالثها :
أن أحج بيت الله الحرام!
كنت في ذاك الوقت طفل في الإبتدائية، ربما كنت أجهل شعيرة الحج تماما ولا أعلم عنها سوى أن من يذهب إلى الحج يسافر إلى السعودية ويركب الطائرة ويوصله أقاربه إلى المطار في عربات تزينها الأعلام!
ربما أحببت هذا الحلم وقتها لهذه الأسباب، وكنت أشبط في أبي عندما يذهب لتوصيل أحد الأقارب أو المعارف إلى المطار، فقد كنت شغوف لمعرفة ورؤية أماكن جديدة، ولكن الحقيقة هي أنني كنت بعد أن ينطلق الركب بقليل يُصيبني سلطان النوم بسهامه، ويذهب الركب ويعود وأنا مازلت نائم!
..
لم أحقق أياً من هذه الأحلام، وربما لم يفت الأوان بعد لتحقيقها جميعها أو بعضها. ولكن ربما لم يحن الأوان بعد لبدء السير في طريقها، فالحقيقة أنني لم أتخذ خطوة جدية في سبيل تحقيق أياً منها. فلا لوم إلا علي!
مع الوقت تغيرت الأحلام، وربما في الواقع مصطلح أحلام لا يليق، فما احققه هي أشياء يتطلبها الواقع، لا أشياء يتطلبها شغفي أو أشياء رغبتها أو حلمت بها.
الأن ربما احتجت لبناء منزل من دور واحد، الحمد لله تم بناء الدور الأول والدور الثاني قيد التشطيب، ربما هذا الحلم-إن جاز- المادي أبسط في تحقيقه من حلم البيت، أي أن يكون لي زوجة أحبها وتحبني وأولاد أحاول جاهدا أن لا يحتاجوا لأي شئ وأن أعلمهم ما تعلمته أنا بثمن غالٍ.
ربما قيدتني متطلبات الحياة بالمبدأ القائل: الأهم فالمهم، أما المرغوب والمحبوب ففي الجنة بإذن الله!
أو ما أدعوه بالحرمان الإختياري، أي أنك تملك ثمن الشئ الذي تريده وترغبه ولكنك تحرم نفسك من إقتناءه لأن هناك ما يتطلبه الواقع ويجب إتباعه لتظل في زمرة العقلاء المأسورين لتدرجية الحياة والمشي على طريقها المستقيم دون أدنى حياد أو إلتفات. هناك ما هو أهم ويستحق أن نضع نتاج شقاءنا وتعبنا وجهدنا فيه!
فالحقيقة أن البعض يقبلون عن طيب خاطر إستعباد الحياة لهم، لا بتكالبهم عليها وسيعهم الحثيث لإغتراف خيراتها، ولكن بإتباعهم لمراحلها وخطواتها التي ذكرت في الكتاب، ذلك الكتاب الذي ربما قد ألفه مجموعة من المرضى النفسيين والجبناء، الذين كان يرعبهم مصطلح تمرد، فأسسوا دين الروتينية والتكرار.
..

الاثنين، نوفمبر 11، 2013

تحولات الفراغ الكوزموبوليتاني!


استجابة نداء الفراغ!
هي تلك الحالة التي تجد نفسك فيها مترهل التفكير فلا تستطيع أن تُحْكم ذهنك على فكرة، أو أن تحيط بمعنى ومضمون كل ما يخرج من فمك في انسيابية وانزلاقية يعجز معها عقلك على الإحاطة بكنهها أو تكوينها أو لغتها أو من أي كوكب هي!
هي تلك الحالة التي تجد نفسك فيها تدندن، أو تتغنى أو تنشد أو تترنم، بجمل غنائية لا ترتبط ببعضها البعض، اللهم في كونها وحدة واحدة تكون داخلك وحولك حالة تشبه حد التطابق الفراغ من حولك. متخمة المعنى فارغة الحالة!
فبينما تبدأ في تفاؤل، متقمصا دور سيلين ديون، في الغناء:
You can run, and you can begin
In a place where you don't fit in
Love will find a way!

دونت فيت إن إزاي يا حاجة!
إحنا بالصلاة على النبي ما بنغلبش وبنفوت في الحديد وبنسد في أي مكان!

ودون أن تدري تجدك قد اشتقت للأندلس والطرب الأندلسي، فتجدك تتغنى بما شدت به بهجة رحال:
يا رشا فتان...يا  قضيب البان
رحم الولهان
إنه مبلى
همت بالأشواق..يا كحيل الأحداق
فتنة العشاق
تمنع الوصلا!

وإذا بك تنطلق مع Udo متغنياً:
Mädchen aus Ost-Berlin

das war wirklich schwer
ich musste gehn, obwohl ich so gerne noch geblieben wär
doch ich komme wieder
und vielleicht geht's auch irgendwann mal
ohne Nervereien
da muss doch auf die Dauer was zu machen sein!


وبعدها مباشرة دون فاصل تجدك تترنم:
ويا بت جملك هبشني
والهبشة جات في العباية!
...
عباية مين، دا أنا لابس كاجوال!
..
ثم تنتقل مباشرة في روحية مفاجئة لتبتهل مع الشيخ النقشبدني وتنشد:
بنور وجهك إني عائذ وجل
ومن يعذ بك لن يشقى إلى الأبد
مهما لقيت من الدنيا وعارضها
فانت لي شغل عما يرى جسدي
تحلو مرارة عيش في رضاك
وما أطيق سخطا على عيش من الرغد

ودون أن تدري تجد قد انطلقت تغني مع كيرا ويلي:
I'm a rainbow today
All the colors of the world
I'm a rainbow today
All the colors of the world are in me
I'm a rainbow today!

رينبو مين بس يا اخت كيرا، دا أنا سيد الألوان دلوقت، إسود في إسود!

ولا يفيقك من هذا إلا تحولك لفيروز!
يا دارا دوري فينا
وضلي دوري فينا
تا ينسوا اساميهن
وننسى أسامينا
تعا تعا نتخبى من درب الأعمار
وإذا هنا كبروا نحن بقينا صغار
سألونا وين كنتو
وليش ما كبرتو انتو
بنقولن نسينا
واللي نادا الناس
تا يكبروا الناس
راح ونسي ينادينا!
..
أنا رُحت ونسيت أندهني!
..

الخميس، نوفمبر 07، 2013

لـَوْعـَة

"هي كـَلِمَاتٌ طـُلِبَت، فحاولت التلبية."

كمْ لوَّعت قلبـِـــي في الغـَرام سَميـرَة
مُذ تُوِّجت على عَرش الفـُــؤادِ أميـرَة

ففــَــاضَ منِّي الحَشا بعِشـْــقٍ مُلتهِـب

أضْحـَــت له حَنـَـايا وجـْـداني أسيــرَة

كم لوَّعتنــَــا حَكايا العَاشقيـــن قِدامُهم

والمُحْدِثين مَنْ سِماهم بالحبِ مُنيـــرَة

فما حَلم الجَنـَــانُ بأن يكــون مُسيـَّـــر

تحـْــت لواءِ عـــواطِف فاتنــَـة مُثيرَة

كــَـــم دَارت الأيــَّـامُ دَوْرتَهــــا ومَـا 

ظَننـــا نفوسَنــا على الصُمــود قديرَة

يَقـْــوى المُحـِـبُ إذا لاقــَــى القبـُـولَ

ومـــا صـَــادَفت منه الصُدودَ مَسيرَة

طـُوبى لذاك الرابـِـح وَصْلَ الحَبيــب

والعَيــــنُ مِنْه بجَفـْنـِـه بَاتت قـَريــرَة

وإبـنُ صـَــدره مُنـْشرحٌ في بَهْجـَـــة

فحَبيبـُــهُ بالقـُربِ والغرَامـَاتُ يَسيرَة

حَالي بالعَين ضَنــَـاه والجَوَى مَنْظور

لكنَّها بالقـَلب تكْشـِـــفُ منه السَريرَة

أضْعاف ما لاقىَ المُحبــُّـــون جَميعَا

بمَــاضٍ مَـرَّ وأيـَّام بالأفـُـقِ مُغيـــرَة

فانصتي لهَواهُ وأسمَعي نَبض الجَوى
ولا تسوقيــِــهِ لأنْ يُعْلنهـَـــا جَهيـــرَة

بأنكِ أنتِ الحـُــــب المـُــراد نـَوَالــُهُ

وأنـَّك جِسـْر المُـرورِ لأيـَّام زهيــرَة

لا تـَلـُــومي صَب والوَصـْـــبُ قاتلهُ
فما كانَ جُنــــونُ العَاشقيـــن جَريرَة

فجـُـودي عَلى المُعَنـَّى بطيبِ وَصْـل

وارْحَمي حـِــب رَوْحهُ باتت كَسيـرة

مَـا عـَادت الأحـْـلامُ تـَرْوي شِغـَـافـَهُ

ولا الصَبْرُ عَـاد يَنفعُ للتـَنائي جَبيـرَة

إذ كيـِـف يَدْفـَـأ مَــن مِهــَادُه البـَـــردُ

وكـَيــفَ يُـرْوَى مَـن تـُظللهُ الهَجيرَة

نهـَارُهُ تِرحـَال بين رُبُـوعِ الهـَائميــن

مُسَهـَّدٌ بليْلِه تـُؤانِسـهُ أوْجَاع ٌغـَفيـرَة

تـَرينـَه قـَد يُصبـِحُ بالشـَوَارع يَتـَغنـَى
كم لوَّعَت قلبـِـــي في الغـَرامِ سَميـرَة

..

الثلاثاء، نوفمبر 05، 2013

عـَـوْدَة


ما ظـَننتك يا ماضي إليَّ تـَعودُ
مُرافِقـَاَ لمَن تـُشَـاغِلهُ الوعـودُ

فجاءني طـَارقـَا أبْـوابَ أيَّـامي
باسـِمُ الجـَنـَان تـُكـَلله الـورودُ

سَائِلا أين وَفَاك يا من وَعـَدت
أم قـَد أغـْـراك بفتنتهِ الجُحــُودُ

فأسْتـَــديرُ عـَــائِدا للـذكريــات
فـذاك دَرْبُ مَنْ جَــزاهُ صُــدودُ

حَصـَــادُهُ من المـُقـَـام عـَــذاب
ولـنْ يُـداوي أشـْوَاقـَهُ قـُعـــودُ

يا زَائِري إنَّي لمَا قطَعْتُ وَكيلُ
فأصْـغ إليَّ ولا يَسْتـَلبْكَ شرودُ

قالوا الحَيَاة كأسْتـَار تـُحَوّطنـَا
ونـَحـْن هَيْمـَى تـُفرِّقـُنا الحُدودُ

فتَارة تصْفو فتُدْنينا من أحِبَتِنا
وأخرَى تَنقلبُ وجَبينُها مَعْقـودُ

قـَدْ ألـْهَت مني الخـَواطِر حُقـْبَة
ومَا قهَرَ فؤادي غيّهُا المَفسُودُ
                 
كقـَـائِم شَـاغلتـُه أمورُه فسَهَـا
وأصلحَ سَهـْوَ عبَادتِه السجودُ

فلاقِني بالودِ ودَع عَنك مَلامِي
وأتخذ عذراً لمَـن بك مَسـْعـود

أوفيـكَ مَـا وَعــَدَ مِنـَّي اللسَانُ
وأزيدكَ بجَنَاني ضِعْفه وأجُودُ
..

الجمعة، نوفمبر 01، 2013

لقاء بطعم الدماء


رأت من قبل حوادث كثيرة، وجثث قتلى غطت دماؤها الإسفلت، لكنها عندما نظرت إلى جثة ذلك الشخص الذي صدمته السيارة المارة بجانبها على الطريق، والممد غارقاً في دماءه والمؤكد أنه قد فارق الحياة لتوه، لم تشعر بحزن وشفقة كالتي شعرتها من قبل والتي تشعرها هي وغيرها في مثل تلك الحالات، عندما يكون الشخص الغارق في دماءه هذا لا يمت لك بصلة، فقد شعرت - وهالها ذلك - بألم وحرقة في قلبها، وسمعت روحها تنوح كـأنها تعرف ذاك الشخص الممد على الإسفلت ميتا غارقا في دماءه، أو كأنه قريبها، عمها، خالها، أبوها...أو زوجها!
ربما أرادت منساقة خلف هذا الشعور، ومن تأثير تلك النظرة التي رأته يوجهها إليها هي مع بسمة من شفتيه قبل أن تفارق روحه الدنيا، أرادت أن تشق جمع الناس الذي التف من حوله، وتصل إليه وتحتضنه وتشرب جسدها بدمائه، وتبكي وتصرخ بشدة...
...
- هذه هي فتاة أحلامي
قالها لصديقه الواقف بجواره تحت شجرة في أحد الشوارع وهما ينظران إلى فتاة تمر بمحاذاتهما على الجانب الأخر من الطريق.
ثم قال مستطردا في حديثه :
- أتذكر حين سألتني عن مواصفات الفتاة التي تعجبني وأجبتك بأنني لا أعرف ولكني إذا رأيتها سأعرفها؟
ويومئ له صديقه برأسه علامة على الإيجاب
فيكمل هو وهو ينظر إليها وقد أوشكت على الاختفاء في نهاية الشارع :
- وها هي فتاتي، عرفتها منذ اللحظة الأولى التي وقعت عليها عيناي فيها، ذاك اليوم غير البعيد التي قابلتها فيه صدفة، أو قل مررت في طريقها أنا صدفة ورأيتها، أظنها لم تلتفت لي، وربما لم تراني ولم تلاحظني من الأساس فقد كانت منطلقة في طريقها لا تلتفت لشيء أو لأحد.
فيقول صديقه وفي لهجته بعض السخرية:
- نعم أعرف، فمنذ ذاك اليوم تأتي بنا إلى هنا كل صباح لننتظرها وهي تمر ذاهبة إلى عملها وتعطلنا نحن عن عملنا!
ثم ابتسم في ود، فرد له صديقه الابتسامة وهو يقول:
- أنت صديق عمري، ويجب أن تساندني في مثل تلك المواقف!
- أكيد يا صديقي
ثم أكمل من خلال ابتسامته:
- وموقف اليوم لهذا الصباح قد انتهى، هيا إلى العمل قبل أن نطرد!
فيضحك وينطلقا في طريقهما إلى العمل.
..
- ولماذا انظر للناس إذا كان الناس لا ينظرون لي، ومن سينظر لي ويهتم!
كانت هذه حالتها دوما وهي سائرة في الشارع، لا تنظر لشئ ولا تنظر لأحد، كانت تعتقد أن أحداً لن ينظر إليها، فهي ليست ذات جمال فاحش يغري الرجال، ولا ذات أناقة مبهرة تلفت الانتباه، فملابسها عادية ورخيصة الثمن، ولا تمتطي سيارة فارهة تغريهم فيها، فما هي إلا بنت عادية من أسرة عادية متوسطة الحال، بل في الواقع هي أسرة كل ثروتها (السَتـْر)، الذي هو ثروة المعدمين، فقد مات أبوها الذي كان عامل بسيط يكسب قوته يوم بيوم، رحل وترك لها أختين صغيرتين وهموم حياتية كبيرة. ويبدو أنها متوسطة الحظ أيضاً أو معدومته من الأساس. فقد أنهت دراستها منذ سنوات، ولم يطرق بابها حبيب أو خطيب، دوما والدتها كانت تقول لها، ربما لتصبرها وتجعلها تتشبث بفكرة الأمل بأن القادم أفضل وأسعد بالتأكيد:
إنه النصيب يا ابنتي وسيأتيك نصيبك حتما في يوم من الأيام, وفي مكان من الأماكن، دون تخطيط أو سابق ترتيب.
كانت هي أيضا تعتقد أنه النصيب، النصيب الذي لم يغدق عليها من الجمال أو المال شئ ، فماذا سيجذب إليها الرجال؟ وماذا سيغري الرجال فيها؟!
إن من يسعى لكسب ثمن شراء الخبز قد يبيع مالا يمكن تخيله، كانت تسعى لكسب ثمن شراء الخبز، ولكنها ربما لم تكن مجبرة على بيع ما لا يمكن تخيله بعد.
فعملها بمكتب أحد المحامين، كموظفة متعددة الأعمال، كان يضمن لها ثمن الخبز، ولكنه كان يهتك من حولها ستر الأمان، إذ يوجدها في نفس المكان مع شخص ربما قـَرُبَ جداً حين تطور تحرشاته المستورة إلى تحرشات مكشوفة تعني أنه لا مجال للفرار, ولا مجال إلا للسقوط.
لم تفكر في حب أو قصة عشق ملتهبة، ربما هو رجل، ولو يضمن لها فقط حجرة تضمهما وتسترهما عن أعين الناس، هو القادر على انتشالها من كل هذا، وهو كل تريد.
ولكن كيف وأحداً في هذا الكوكب لا يراها أو يشعر بوجودها كأنها ليست هنا, أو ربما كأنها كائن خفي لا تراه عيون الرجال، أو ربما تراه كمسخ مشوه!
..
في ذاك الصباح صمم أن يذهب إليها ويفاتحها بأنها الفتاة التي يريدها، وأنه يريدها زوجة لها أيا كان وضعها الاجتماعي وظروفها التي عرفها كلها تقريبا، بل إنه سيكون سند لعائلتها.
حاول صديقه كثيراً أن يثنيه عن ذلك، من باب التريث وإعادة التفكير وإعادة الحسابات. ولكنه كان مقتنع وليس في حاجة لإعادة تفكير، فلم يجد صديقه بداً من أن يجعله ينطلق إليها ليفاتحها في الموضوع وإبتسم له وقال:
إنطلق!
فرد له الإبتسامة وهم بالمشي ليقطع الطريق ليصل إليها في الإتجاة المقابل، ولكن صديقه أوقفه بعد أن خطى خطوات وقال له وهو يبتسم:
-لو تأخرنا على العمل اليوم سيتم طردنا!
اختصر، سيكون لديك في الأيام المقبلة الكثير من الوقت!
-ابتسم وانطلق يعبر الشارع.
..
عندما كانت في طريقها إلى عملها ذاك الصباح، كانت تمارس بديهيات يومها، فالطبع كانت منطلقة كالصاروخ كعادتها، وبالطبع كانت لا تلتفت لأحد أو لشئ، وبالطبع كانت تؤمن أن لا أحد يلتفت إليها ولا أحد يراها، ولكنها كانت تفكر في أشياء أخرى تخاصمها البهجة مثلها مثل أخواتها الأفكار الأخريات. فقد كانت أختاها في حاجة إلى لبس جديد، وأمها التي تشتكي من ألم حاد في ضرسها لابد أن تذهب إلى طبيب بعد أن تورمت لثتها بشكل يخيف ويؤلم، وكان يشغلها رب عملها الذي ربما حان الوقت لطوع رغباته مقابل علاوة تحل كل هذه الأزمات، وربما...
...انطلق ليعبر الشارع بينما ينتظره صديقه على الجانب الأخر، كان ينظر إليها ويسرع ليلحق بها قبل أن تنعطف إلى الشارع الأخر، عبر الضفة الأولى من الطريق، وأراد أن يعبر الضفة الأخرى ليصل الرصيف الذي تسير عليه، ولكنه وجد مجموعة عربات تزدحم على الطريق فآثر أن يسير على الرصيف الفاصل بين ضفتي الطريق ليكسب بعض الوقت ويعبر الطريق عندما يصل بمحاذاتها، فسار حتى وصل بمحاذاتها وتخطاها قليلاً، فكر أن يهتف عليها ليوقف انطالقتها المكوكية تلك، ولكنه فكر إنها خطوات قليلة تفصله عنها، وفي غمرة تفكيره نزل بقدمه ليعبر الطريق....
....خرجت من بئر تفكيرها العميق على إثر صوت عالٍ مرعب لفرامل سيارة، فألتفت فإذا بالسيارة قد توقف بجانبها على الأسفلت وأمامها قد تكومت جثة رأت يدها لجزء من الثانية وكأنها تشير إليها...
...عندما رأى صديقه والسيارة تصدمه أصابه الجنون وصرخ بأعلى صوته وأنطلق يعبر الطريق في الاتجاه الذي صدمت فيه السيارة صديق عمره...
... رأت من قبل حوادث كثيرة، وجثث قتلى غطت دماؤها الإسفلت، لكنها عندما نظرت إلى جثة ذلك الشخص الذي صدمته السيارة المارة بجانبها على الطريق، والممد غارقاً في دماءه والمؤكد أنه قد فارق الحياة لتوه، لم تشعر بحزن وشفقة كالتي شعرتها من قبل والتي تشعرها هي وغيرها في مثل تلك الحالات، عندما يكون الشخص الغارق في دماءه هذا لا يمت لك بصلة، فقد شعرت - وهالها ذلك - بألم وحرقة في قلبها، وسمعت روحها تنوح كـأنها تعرف ذاك الشخص الممد على الإسفلت ميتا غارقا في دماءه، أو كأنه قريبها، عمها، خالها، أبوها...أو زوجها!
ربما أرادت منساقة خلف هذا الشعور، ومن تأثير تلك النظرة التي رأته يوجهها إليها هي مع بسمة من شفتيه قبل أن تفارق روحه الدنيا، أرادت أن تشق جمع الناس الذي التف من حوله، وتصل إليه وتحتضنه وتشرب جسدها بدمائه، وتبكي وتصرخ بشدة...
ودون أي إرادة منها أسقطت حقبية يدها، ودون أي وعي وجدت الدموع تفيض من عينيها، ونزلت عن الرصيف وشقت جمع الناس الذين أتوا لما رأوا المشهد ونزلت إليه ودون وعي وبحب وشوق وحرقة أخذته بين ذراعيها وأرقدته على صدرها وأراحت خدها على وجهه الدامي وبدأت بكاء مر..
...عندما وصل إلى مكان صديقه شق جمع الناس ليصل إليه، ولكنه مثله مثل كل الواقفين أذهله المشهد الذي رآه...أخيراً صديقه بين أحضان حبيبته.
وقف مثله مثل الواقفين، فلم يُرد أن يقطع عليهما تلك اللحظة.
..