الثلاثاء، يناير 28، 2014

هلوسات مُجمَّعة!


لقد هَرِمْنَا بما يُكافئ شيخوخة عشرة أجيال
ولم نُنجز ما يكافئ إنجاز الأشكال الرملية لطفل يلهو على الشاطئ
فنحن ننتظر السماء أن تمطر دون سحاب
والصحاري أن تخضر وتزهر كالجنان دون ماء
وأوطاننا أن تعلو وتتقدم دون علم أو عمل
وقلوبنا أن تتعايش وتترفق وتتسامح دون حب
وألسننا أن تنطق حكمة ونحن لم نتعلم إلا الحماقة
وأن نهزم العدو ببركة دعاء الوالدين دون سلاح أو خطة هجوم ودفاع
وأن ندخل الجنة بالقلب الأبيض والنوايا الطيبة دون تقرب للرب أو عبادة!

لقد هرمنا للحد الذي سيجعل عزرائيل يشمئز منا عندما يأتي ليقبض أرواحنا!
..

يا سيدي ما بقى إلا أن تثور الطرقات فتبتلع المارة الذين سئمتهم
وأن تعلن الحوائط عصيانها فتترك المحتمين بها عراة في وجه الحقيقة
وأن تأبى النوافذ أن تسمح للهواء بالمرور فيختنق الرابضون خلفها في تحفز لممارسة الحقارة
وأن تلفظ السفن ركابها طعاماً لأبناء البحر الذي يحملها فوق جبينه وهم يحملون كل عار فوق جبينهم
وأن ترفض السحب أن تدع الشمس تنشر ضياءها على عتمة الكون وتتركه غارق فيما يستحق!

فنحن يا سيدي أقوام يهزون "وسطهم" طرباً عندما يسمعون الأناشيد الحماسية والأغاني الوطنية، بينما الوطن نفسه لا يهز فيهم أي فكر أو عاطفة!
..

قضايانا "شائكة" فكيف لنا أن "نتناولها"؟
لا يصلح معها إلا الدهس بالنعال!

فنحن ما بين "عناصر" و"جماعات" و"عبيد" و"شِلل" و"مؤيدين" و"معارضين" و"خرفان" و"وحمير" ولا تدري أين ذهب ذاك الشئ الغامض صاحب لقب "مواطن"!

ونحن من نقبل أن يُضرب "المربوط" كي يخاف "السايب" ولكن في الواقع نحن نضرب "المربوط" لأن "السايب" لا يُمكن ضربه!

قضايانا لا تُعرض على محاكم، بل تناقش بالصوت "الحياني" على المصاطب ونواصي الشوارع والحارات..
ولا يوجد فيها أدلة إدانة أو براهين براءة، بل تشوهات مائعة ما بين كفر وإيمان، وخلسات يقظة وغفوة ما بين حياة وممات..

قضايانا حرباء تتلون لن تعرف لها يوماً لون إلا إن عرفت لون صاحب الجلالة!
..

الأحد، يناير 19، 2014

غموض..


..
كل المَجَــاهـِل حَوْلك قَـد تُكْتـَشـَف
وتَغْدو عَلنَـــاً عَلى المَلأ مَعْروض

أما المَجَــاهِل دَاخِــلك إن تُكْتـَشَـف
تـَرْبـَى الـْتبـَاساً ويَكْتنفها غُمــوض

فإليـــكِ عَنـِّي يا كـَـآبة مَـا عَلمــتُ
لهَا وصَالٌ على رَوْحِيَ مَفـْـروض

وإليـكِ عَنـِّي فلـَستُ طَــالب رفْقـَة
وشِغافُ قلْبي مِن الجَوى مَقروض!
..

الجمعة، يناير 17، 2014

رُوَيـْدك


لما التعجل نحو آراضين التَعَبْ
فسمَاؤك بها المَوائدُ
- من أجل بطنك- عامرة
وبمجْلِسِك كل أسَاطين الطرَبْ

رُويْدك، تَواً تُخْرَس ألْسِنة الصَخَبْ
ويجيء يومٌ سَاكِن صَافي المَرايا
تنْكـَشف فيه الخبَايا الرابِضة
في قـُلـُوبٍ كالقِرَب

رُوَيْدك، فغداً يَخُطُ الذلُ تَاريخَهُ
فيفـْخرُ من ثـَار ضِد كـَرامَتِه
قد كـَان ضِمن عَبيدِهـَا
لكنـَّهُ رَكبَ المَهَانـَة وهَرَبْ

رُوَيْدك، فغداً ميزانُك يُنتَصَبْ
فتبوحُ رَوْحٌ طالَ عَهدُ عُريِّها
بكُل دَنـَسٍ ذات يَوم ذاقته
فجيشُ الطـُهر مِنـْها قد اقْتَرَبْ

رُوَيْدك، فغداً تُفتَّحُ كُل الكُتب
وتقصُ غَانيةُ الفرنجة بانْتِشَاء
كيْفَ عَلى مَر العُقـُود
"خَزْوَقَت" كل حُكـَّام العَرَبْ

رُوَيْدك، فالعار أُلـْبـِسَ تَاجَهُ
مُسَلـْطـَنٌ فوق جباه من سَغَبْ
مُمْسِكـَاً بأعِنـَّة كُل النُفــوس
فتـُورَدُ حَوْضَهُ حَيْثُ ذَهَبْ!
..

وسيسألونك..


وسيسألونك ذات يوم
عن حكايا مصرنا
وكيف كانت قبلنا
وإلام  صارت بعدنا

قل كان بين أناسها
عصبة طال بهم سن الميلاد
بشُعور يضوي بياضها
وظهور قوَّسها انحناء
قدر رُفعوا يوماً إلى ما فوق الرؤوس
وقيل فيهم كل مدح يُسْتَطاع بانتشاء
واليوم قيل بأنهم جلبوا الخراب بحمقهم
لكل أنحاء البلاد!

قل كان بين ربوعها
بعض حنين للتحَلِّي بأخلاق الكِرام
والآن صنعوا منها للمعايب قبلة
بعد التمادي في ذم أخلاق اللئام!

قل كان يُرجى أن تنال رضا الرحيمْ
فيُفلحُ من نَسْلها ولد كريمْ
فجئن بناتها عُقر الآمال
أما الرجال فكلهم باغٍ زنيم!

سيسألونك والإجابة عندهم
فتناقل اخبارها ما همهم
هم أرادوا لك الخجل
من قص بلوى تسرهم!
..

الأربعاء، يناير 15، 2014

ترْحـَال


ما بين واقِـع وخيـَــال وعـَدَمْ
وشظايا فكر وجــدال مُحْتـَدَمْ

دارَ صِراعٌ غـَــائِـم بحَمَـاقته
مُتَخطيـَا بهُــزالهِ حـَدَ السَقـَـم

ما بيـن خَطـْــو للأمـَـام وردة
وتـَزَاوجٌ بَيـن انْتِشـَــاءٍ وألـَـم

وبقايا فَضْل وجُحُــودٍ وتَضَادٍ
تتراقصُ أيامُنـَا علــى النَغـَـم

ما بين مُقبل قد تَجَــاسرَ قلبُـه
فتَمَادى سَيـْراً بافتخـَارٍ وشمَم

ومُدْبرٌ طالت به سُتــرُ الدُجى
فتخـَاذلَ مُتعَففـَــاً وطْء القِـمـَم

أو نـَاعـِـسٌ فـِي غَفـْلـَةٍ يَتنَعَّــمُ
رَبـِحَ النَجـَاة مِن نـَار الحِكِـــم

ومُقـَاتِلٌ يَبْغـِي الفِخـَارَ بمَجـْدِه
أغـَرَّهُ هِتـَافُ مَعـْدومـِي الذِمَم

ما هَمَّهُ ربْحُ الحروبِ وظَفرهَا
مـادامَ يَمْضـي مَرفـُـوع العَلـَم

رأيتني دُون البَرَايا جَميعهُـــم
للعَهـَدِ حـَافِظ مَبْرور القـَسَـــم

أطـُوفُ ونَسـْـلُ لـُبِّــي مُشـَـرَّدٌ
مُتـَلحِفـَا بنـــوَايـَا بيـضٍ وقـَلـَم

عَلى كل دَربٍ مُبْهَــمٌ مَسَــارُه
لأخُط حُلمـَا مُسْتَعينـَا بالنِعـَــم

فألاقـِي ضَــوْءاً ربمَـا أتوَهَمه
وعَتمَـة تـَمـُــورُ بأنـْواع النِقَـَم

فأحْتضِــن فـَرَحـَاً أراهُ مُكَبـَّـل
وأعْبَسُ بوَجــهِ شيطـَان النَـدم

وأنَقـِّبُ بينَ الدَوَاخِل والـرُؤى
عن كُل زَادٍ يُسْتطـَابُ ويُلـْتهَم

فتَسوقني ريـحُ الآمَـال لبُقعـةٍ
جَـدْبـَــاء كـَانـَت فـِـي القـِــدَم

وتحُثني أن أمْطِر مَـاء الحَياة
بروحِهَا فتَسْتـَفيقُ مِـن الوَخـَم

وتُحَلـِّـقُ بيـن العَوالـِم بعـْدَمـا
كـَانت سَجينـَة لأغـْلال السَـأم

فبعَزمـِه يمْتـَـلك أقـوَى جَناح
من عَاشَ دَهْـراً مَبْتور القـَدم
.. 

الأحد، يناير 12، 2014

ذكرى ميلاد المصطفى


سَعـِدَ الزمانُ يَـوم ولدَ المُصْطفـىَ
وتواتَرت بركاتُهُ مِن العَلِي تَعَطُفا

فأمطرت سَحَائبُه بكُل رَبع ٍرَحْمَة
والخيرُ أغـْدقَ على البَرايا تَلـَطُفَا

هَاديا بلطَائِفه قبل الرسَالة وقُـدْوةٌ
به يُسْتـَجَارُ وعِـظـَمُ خُلـُقه يُقـْتـَفى

جـَادَت بهِ رَحـِمُ السَمـَـاء عَطيــة
للعالمين ودُرةٌ زادت دُنانا تَشَرُفَا

أبلَغ رسالة رَبِّه وأتمَّ دينـَه كامـلاً
برأفتِه وبودِهِ آخىَ القُلوبَ مُؤَلِفـَا

ذِكـْرى الميــلادِ بكـُل عَــامٍ تأتِـنـَا
كرُقـَى رَبيـع ٍتُزْهـِي عَهْداً أخْرَفـَا

تُحيـِي نُفوسـَا طـَالَ عَهـْدُ مَوَاتِهـَا
رَكبُ الإيمـَان ضَـاعَ منهـَا تـَخَلفا

فهَذىِ أنَاسُك سَيـِّدي قـَد أصْبَحـَـوا
كغُثـَاءِ سَيـل، العِـزُ عَنْهُم مُنْتـَفـَى

صَـاروا مَطية كل شَعبٍ يَرْتـَقـي
كَثرةٌ وذُلهُم فوقَ الرؤوس مُرَفْرفَا

قـَهـْراً تَمرُ سُنونُهـُم نَحـْو الفـَنـَـاء
وكـَأنَّهم تـَقرُّبَاً زهَدوا الحياةَ تعَففا

فأي غُنـْمـَى يَنتظـِـرهُ وأي مَجــْـدٍ
مـَن يُمضِي عُمْــرَه نَادماً مُتـَأسِفـَا

بمَحَبَتـِك عِنـْدَ الغـَفـُـور يَا سَيــدي
قبل الشفَـــاعَةِ أن تَسَلهُ لنـَا الشِفـَـا

قـَد ران مِنـَّا عَلـَى القـُلوبِ تـَبـَلـُّداً
فهـَل منْ بَعـْدِ ذَنـْبٍ نَلـْقـَـى تـَرَأفـَا

فيَجـِئُ قـَادم وقـَد اسْتَعَــدْنا إيْمَـاننا
ورَبُّنـَا ذو الفـَضْل عَنــَّا قـَد عَفــَـا
..
كل عام وأنتم بخير بمناسبة ذكرى مولد سيد الخلق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

السبت، يناير 11، 2014

هلوسات شعورية!

بدت الشوارع كئيبة هذا النهار
مُكتظة بأبدان بلا أرواح
ورؤوس بلا أفكار

قلوب بمشاعر مبهمة
وصدور تتنفس موت انتحار

فقد قايضونا الذهب بالحجر
فأعطونا إقامة في الوطن
وشعور من على سفر

وقضينا أعمارنا ضيعى
نرقبهم في حذر

فكرروا خداعنا
بخبثهم وحمقنا
وعشنا ألف مرة
ما جاء في الأثر

فقد منحونا الشمس والقمر
وسلبوا منا الحِس والنظر!
..

الأربعاء، يناير 01، 2014

رَويـَّة


أسمـعُ للقـَاصي والـدَّاني
أمتعَنـِـي أو آذى أذَانـِـي

فأحَصِّـلُ فحـْوى كَلمـاتِه
وأقولُ إن فكري هـَدانِي

أسْتلهـِمُ مَعـْنى ما يجـْري
وأصوغ بعــدها ألْحـَـاني

يُحيني لسـَاني إن صَمـتَ
وأمـوتُ إن صمتَ جَنَاني

فهُـراء خُطبـُـك إذا كـَانت
عبَاراتٌ من غير مَعـَـاني

ما جَدْوى بلاغـَة ألفاظِـك
والفعـْـلُ مُشينٌ مُتجـَـاني

تحْسَبكَ على غِشي قـَـادر
وخِـداعُك واهي البنيـَـانِ

ينْهـَار مـن طـرقة حِنكــة
أو نظـْرة مَنطق عقـْـلاني

فحمـِـاقة ظـَنـك بدوامــِـه
وغـبـَاءٌ كـَـامل الأركـَـان

فما عـَـاد ينـْخـَدع البَشــرُ
وما عـَاد يقـْدِرهـم جــَاني

تـَراهم شــربوا كـَاسـَـاتك
وهــامُوا مثـْـل القطعـَـان

فتـُـزيدُ من نـَار غـَـرامـِك
وتـمثـِــلُ دَور المُـتـَفــَاني

مُنتشيـَـا تـتيقــنُ نـَصـْـرك
وتـَبـْـدأ صَقـْـل التِـيجـَــان

فتـُــلاقـِي ضـد مـا أمِلـْـتَ
وتـُسْقـَـى الخـَيبـَة أطـْنـَـانِ

وتُشـَجُ مِـن هَول الصَـدْمة
مَصْعـُـوق تـَائـِه الوجْـدانِ

مُـبْصِـر قد ضَـللَهُ كـَفيـفٌ
ذئـْـبٌ سيــِقَ كالخـِـرفـَان!
..

كل عام وانتم بخير

أول صباح في 2014، تغيرت التواريخ والأرقام ولم -كالعادة- تتغير الأوضاع، اللهم إلا إن كان للأسوأ!
وضعنا لكل شئ تاريخ، وتقسمت أعمارنا بين لحظات وأيام وسنوات، ولكن يبقى عمر كل منا كتلة زمنية محددة في فضاء زمني لا محدود، لها بداية ونهاية لن يمثل تقسيمها شمسيا أو قمريا فارق كبير.
..
أول صباح لأول يوم في عام جديد يضاف لأعمارنا، وحقيقة إضافة عام إلى أعمارنا توازيها حقيقة تناقص عام مما تبقى لنا على وجه هذه الأرض.
ولكن لا تودع ما مر من العمر بالدموع ولا ترحب بالقادم بالبسمات، فالواقع أن ماعشته حقا قد أفني فيك، وما ستعيشه حقا لن يغادرك، وما دون ذلك لا يستحق العناء!
..
أول صباح في عام جديد، وأعتقد أن الأعوام لا تنتهي بل تصل لنهاية حيث ينتظر عام أخر دوره في البدء، إنها تستمر معنا بتجاربها، بنجاحها وفشلها, بكل ما يؤثر في سنواتنا المستقبلية، والحكمة من الإنتهاء والبدء هو تذكيرنا أن كل شئ لابد أن يصل لنهاية ليبدأ شئ أخر.
ولكن ألا تعاندنا السنين فتأبي أن تمر وتقسم علينا أنا لن نرى الغد؟!
ألا تجيد فقط إلا أن تعقابنا فتسابق في مرورها الرياح فننسى الأمس واليوم؟!
عام جديد اغتنمه، وصغ ما شئت من أمنيات لك ولغيرك، لوطنك ولأمتك، ولكن لا تنسى أن تفعل ما تستطيع.
..
يا أول صباح في العام الجديد، نبدأك بأمل وتفاؤل، نخشى قليلا أن تُخَيِّب آمالنا، ونخشى كثيراً أن نخيِّب آمال بعضنا البعض!
..
كل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم كما تتمنون وكما تحبون.
..