الأحد، أكتوبر 23، 2016

رنگ خدا



في الفيلم الإيراني الشهير صبغة الله "رنگ خدا" بنشوف قصة انسانية ممكن تتكرر كتير، طفل أعمى، منقطع "المنقطع في اللغة أو العجي هو من فقد أمه، والغريب أن العجي أو المنقطع، من فقد أمه، أشد بؤساً من اليتيم، أي من فقد أباه!" وأب ساخط، وجدة رحيمة.


قد تشرح كلمة رحيم علاقة الجدة بهذا الطفل الأعمى فاقد أمه، فاقد مصدر الحب والحنان، فتكون هي مصدر الحب والحنان والرحمة بالنسبة له، وقد عبر المخرج في لقطات شديدة الانسانية عن هذه العلاقة.
وقد تشرح، وهي لب الموضوع، لفظة "ساخط" حال الأب. فالأب الذي كان ينتظر من الله أن يرزقه بولد يكون سنداً له، يرزقه بدلاً عنه بولد أعمى يزيد عليه أعباءه. ويرى الأب في هذا الطفل مصدر شقاءه وتعاسته وتعبه في الحياة، بل ومصدر نحس منعه من الحصول على العروس التي كان يتمناها. لذلك يسعى للتخلص منه بشتى الطرق، فكرة يحاول أن يتركه في مدرسته حتى في فترة الأجازة ولا يصحبه للبيت، وتارة يأخذه لنجار ليعلمه النجارة، حتى يصل للقرار الأخير، وهو التخلص منه نهائياً.

ونجد نهاية رائعة للفيلم، عندما يصطحب الأب ابنه وقد بيت النية على التخلص منه، ويبدو أن الولد قد استشعر ذلك، ولكن لم تكن لديه أي حيله لتغيير مصيره. وتتعجب كيف ينقلب حال الإنسان في لحظه، وكيف يرق القلب القاسي من مسة فـَقـْد.
فبينما يسير الأب بمحمد في قلب الغابة، ربما ليجد المكان الأمثل لإرتكاب جريمته، يسقط الحصان في النهر وهم يعبرون فوق جسر خشبي، ويسقط معه محمد. يقف الأب يتابع المشهد بعيون ذاهلة لا يفعل أي شئ، وكأنه يتابع مشهد النهاية لما كان يسعى له.
ولكن في خضم المشهد، وهو يتابع إبنه الأعمى وقد جرفه التيار الهائج للنهر، تأتيه تلك الـ "مسة" مسة الفقد، فتتحول ملامح وجهه من الذهول والمتابعة إلى البكاء والحزن، فيقف ويجري بطول الساحل وهو يصرخ بإسم إبنه، ثم يلقي بنفسه في الماء خلفه وينجرف وراءه، ويفقد أثره في الماء. ثم يستفيق الأب على صوت طيور الماء وقد ألقاه الموج على الشط، وينظر فيجد جسد محمد ملقى على الشط، فيجري نحوه ويحتضنه بين ذراعيه، ربما هي المرة الاولى التي يفعلها!، ويبكي بكاءاً مراً، بكاء الذنب وبكاء الفقد.
ربما جاءت الرحمة لقلب الأب متأخرة، وربما هو لم يفهم قدر الله وتدبيره، وصبغته في خلق خلقه وإدارة كونه.
ولكن الله الرحيم لم يشأ أن يعذب هذا القلب القاسي بعد أن منحه شعور الرحمة، إذ بينما يبكي وينتحب الأب وقد ظن أن ابنه مات، ينطلق في الفضاء صوت نقار الخشب، فنجد أن أصابع محمد بدأت في التحرك، لتمارس حركتها في حساب لغة نقار الخشب. فنعلم أنه مازال حي.
ربما محمد قد عانى فيما مر من حياته، ولكن الأكيد الأن أن القادم سيكون مختلف تماماً.
.

الثلاثاء، أكتوبر 04، 2016

صبــَاح


سأعْتـَنق شغف عصفور صغير
أيقظَ صُبْحـَه
ناشداً أحْلامـَـه
خلف أصْقــَاع الفضاء

وسأثقب قطرات النـَدى بخيوط نور
ناصِباٍ ايَّاها عُقـْداً سَرْميداً
حول أعْنـَاق البَهـَـاء


وساقْتفى أثر الضياءِ المُستكين
في قلوب المُبْكرين

بإبتسـَام
نحو أفْيـَاء الشقـَاء


فمن هنا يُجْتـَنَى خُبزُ الأمل
مثلما

تجني الفراشاتُ أنْفـَاس الزهور
ومثلما تُجْنـَى المبَاهج
من أهازيج المسَاء

.