عـَودٌ بذِكـر ِالمُصْطَفى

   طوال الأشهر الثلاثة الماضية كنت في عملي- وهو الزراعة- في الصحراء، ولم تتوفر لي هناك الوسائل المطلوبة لأبقى على إتصال ومتابعة لكم ولكل مدوناتكم الرائعة، بالأمس عدت في أجازة لأيام قلائل أعود بعدها مرة أخرى لعملي، فأتمنى أن استغل هذه الأيام في متابعتكم قبل إستغلالها في نشر كتابات لي، فالأولى بالشخص أن ينهلل مما يحب وفيكم وفي كتباتكم ما احب.

اليوم أنشر بعض كلمات كنت قد كتبتها في ذكرى ميلاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكنت قد نشرتها على صفحتى على الفيس بوك.

كتبتها بعد أن قال لي أحد الأصدقاء، كيف تكتب الشعر- إن جاز أنه شعر!- ولا تكتب قصيدة مدح في الرسول؟!

صراحة أنا لم أفكر في هذا، فتفكيري أنه كيف يُمدح نبي هو سيد البشرية وعظَّم الله خلقه ورفعه فوق كل البشر؟! وإن جاز ومدحت مثل ما فعل السابقون من عظام الشعراء فهل سيكون لكلماتي البسيطة وزن بعد كل ما قالوه؟

وهنا جاءت بداية القصيدة:

ﻭﻫـﻞْ ﻟﻘـَــﻮْﻟﻲ ﻭَﺯﻥٌ ﺑﻌـﺪ ﻛُـﻞ ﻣَﺎ ﻗﻴـﻼَ

..

وكأن ما تحسبه مُضْعِف أو سبب للإحباط هو سبيل نجاتك وتألقك!

...
....
ﻭﻫـﻞْ ﻟﻘـَــﻮْﻟﻲ ﻭَﺯﻥٌ ﺑﻌـﺪ ﻛُـﻞ ﻣَﺎ ﻗﻴـﻼَ

ﺃﺛﻨـَﻰ ﻋَﻠﻴﻚَ ﺍﻟﻠـّــﻪُ ﻗـُـــﺮﺁﻧﺎً ﻭﺗﻨْــــﺰﻳﻼَ

ﺻِﻴﻐـَــﺖ ﻣَﺪﺍﺋـِــﺢ ﺑﺎﻷﻧْــﻮﺍﺭِ ﻗﺪ ﻛـُﺘِﺒﺖ

ﻭﻣَﺎ ﺃﻭْﻓــَـﺖْ ﻟﻜـُــﻢ ﻣـَـﺪْﺣَﺎً ﻭﻻ ﺗﺒْﺠﻴــﻼَ

ﺗﺒﺎﺭَﻯ ﺍﻟﻘـَـﻮﻡُ ﺇﻧـْﺸـَـﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﺧﺼـَـﺎﺋِﻠﻜُﻢ

ﻭﻛﻞ ﺟﻴـِـﻞ ﻣُﺴْﺘَﺠَــﺪ ﻗﺪ ﺇﻗﺘﻔـﻰَ ﺟﻴـــﻼَ

ﻣﻦْ اﺻْﻄﻔــَــﺎﻩُ ﺍﻟﺨـَـﺎﻟﻖُ ﺧـَﺎﺗﻢ ﺭُﺳُــﻠﻪِ

ﻭﺑﺄَﻳﻴــِﻪِ ﻋَﻈـَّـﻢ ﺧُﻠُﻘـَﻪ ﻳَﺘلـﻮﻧَﻪُ ﺗـَـﺮْﺗﻴﻼَ

ﻫﻞْ ﻳُﻨْﺘَﻈـَـﺮ ﻣَﺨْﻠــﻮﻗﺎً ﻳــُــﺰﻳﺪﻩُ ﻣَﺠـْــﺪﺍً

ﺃﻭ ﻣُﻨْﺸِﺪﺍً ﻳُﺘَﺨَﺬُ ﻋَﻠﻰ ﻗﺮﻳﻀِﻪِ ﺗَﻌـْــﻮﻳﻼَ

ﺃﻳُﻜْﺴَـﻰ ﺍﻟﺤُﺴـْــﻦُ ﺑﺎﻷﺛـْـﻮﺍﺏِ ﺗَﻄْﻤِﺴــﻪُ

ﺃﻡْ ﻫﻞ ﻳُﺒْﺘَﻐـَـﻰ ﻟﻄُﻬْﺮ ِﺍﻟـــﺬﺍﺕِ ﺗَﺠْﻤﻴــﻼَ

ﻣُﺤَﻤَّـــﺪٌ ﻳَﺎ ﻣُﺒْـﺪِﺃ ﻟﻠﻜَﻮﻥ ِﺩَﻫﺮَ ﺳَﻌَــﺎﺩَﺗﻪِ

ﻳـَـــﻮْﻡ ﻭُﻟـِــﺪْﺕَ ﻣَـﺎ ﺃﻧْﻘﻄـَــﻊَ ﺗَـﻬْﻠﻴــــﻼَ

ﻭﻛَﺒَّــﺮﺕ ﻓـﻲ ﺍﻷﻓـَـــﺎﻕ ِﻟﻠـﻪِ ﻣَﻼَﺋِﻜﺘـُــﻪُ

ﻫـَـﺬﺍ ﺣَﺒﻴﺒـُــﻚَ ﺭَﺑﻨــﺎ ﻟﻠــﺪُﺟَﻰ ﻗِﻨْﺪﻳـــﻼَ

ﺗُﺴْــﺮﺝ ﺑﺒَﻌْﺜتـِـهِ ﺃﺭْﻭﺍﺡ ﻗـَـﺪ ﺇﻧْﻄﻔــَـﺄﺕ

ﻓﻴَﻬْﺘـَـﺪﻭﺍ ﻟﻄـَــﺮﻳﻘِﻚَ ﻭﻳُﻌَﻈِّﻤﻮﻩُ ﺳَﺒﻴــﻼَ

ﻳﺎ ﺭَﺣْﻤـَــﺔ ﻋَﻤَّﺖ ﺑﻘـَﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ِﻗﺎﻃﺒﺔ

ﻓﺘَﻬـَـﺎﻓﺖَ ﻟﻨَﻮﺍﻟِﻬﺎ ﻛَﻞ ﺍﻟـﻮَﺭﻯَ ﺗَﻌْﺠﻴـــﻼَ

مُتـَمِمَاً خُـــطى سَــابـِقيكَ من الــرُسل
وإمَـــامهُمُ قـد أعـْلَنـُــوكَ لـَـهُم وَكيـلَا
ﻟﻘـﺪ ﺇﺗَّﺒَﻌﺖُ ﺭﺳـَــﺎﻟﺘﻚ ﻭﺭَﺿِﻴﺘﻬﺎَ ﺩِﻳﻨـَـﺎ

ﻭﻣَﺎ ﺭﺍﻭﺩﺕُ ﺍﻟﻨَﻔﺲَ ﻋﻦ ﻫَﺪْﻳﻜُﻢ ﺗَﺤْﻮﻳﻼَ

مـنْ حـَـازَ بالإسْــلام ِشـَرَفـَهُ وعـِـزَتهُ
أيَقـْبَل بَعـْدَها أنْ يـَــرْجِعُ عّبــداً ذَليـلَا 
منْ احـْتَمـى برحـَابـِــكم واللهُ حَــافِظهُ
أيَخَـاف مَكْروهاَ أو أنْ يَضْحىَ مَغـِيـلا 
ﻟﺴْﺖُ ﺍﻟﺒَﻠﻴـــﻎ ﻓﻴَﺤْﻠـﻮ ﺷِﻌْـﺮﻱ ﺳَﻴــﺪﻱ

ﻟﻜﻦ ﺑﺬِﻛـْـﺮﻙ ﻳَﻜْﺘَﺴــﻲ ﺫﻫَﺒـَـﺎً ﺻَﻘﻴـــﻼَ

ﺃﺷـْـﺪﻭُ ﺑﻤَﺎ ﻓَﺎﺿَﺖ ﺑﻪِ ﻋِﺸْﻘـَـﺎً ﺣَﺸـَـﺎﻳَﺎ

ﻻ ﺃﺗَّﺒـــﻊ ﻭَﺯْﻧـــﺎً ﻭﻻ ﺃﺭْﺳُــﻢُ ﺗَﺸْﻜﻴـــﻼَ

ﻓﺈﻥ ﻧَﻘـَّـﻰ ﺍﻟﻠِﺴـَـﺎﻥُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤـَﻦ ِﻣَﻠْﻔـَﻈـَﻪُ

ﻣــﺎ ﺃﺣْﺘـَــﺎﺝ ﺗـَــﺰْﻳـﻴﻨـﺎً ﻭﻻ ﺗـَـﻌْﺪﻳــــﻼَ

مَا كـُل مَا تـَهــوى تـَقـْــوى لهُ صُنـْعَا
بصَفــاء نيـَتـِك يَغـْـدو القـَليـلُ جَزيـلاَ 
ﻭﺩَّ ﺍﻟﻠِﺴـَـﺎﻥُ ﻟﻮ اﺳْﺘَﻘــَــﺎﻡ ﻟـﻪُ ﺍﻟﻜـَــﻼﻡُ

ﻓﻴـُـﺮَﺩِﺩُ ﻣَﺎ ﻳَﺸْﺘَﻬـﻲ ﺇﻃْﻨَــﺎﺑَﺎ ﻭﺗَﻔْﺼﻴــﻼَ

ﻟﻜـﻦ يُعَوضنـِـي عن ﻋَﺠـْـﺰ ِﺃﺷْﻌـَــﺎﺭﻱ

ﺃﻥْ ﺃﻗـْﺘَﻔﻴــﻚَ ﺧُﻠﻘـَـﺎً ﻭﺃُﺷَــﺮِّﻓـَﻚ ﺗَﻤْﺜﻴــﻼَ.
..
...