السبت، نوفمبر 30، 2013

الجريمة والعقاب

بالتأكيد شغلت قضية فتيات سبعة الصبح الرأي العام المصري، وربما العربي والعالمي، كون أن الكثيرين وجدوا أن الحكم فيها جائر، خاصة أن القضاء الذي حكم عليهم بهذه الأحكام هو نفسه الذي أطال وماطل ومد في محاكمات قتلة مؤكدين ولصوص ومفسدين، وأخرج بعضهم براءة!
ربما أنا هنا لست في سبيل التعرض للحكم، ولكني أريد أن اتعرض للجريمة. فالمشكلة التي نعاني منها مع الداخلية والقضاء ليست الأحكام ولكن قائمة الجرائم!

فأن تجد فتاة في الثانوية أو أكبر قليلاً موجه إليها تهمة حيازة سلاح أبيض فهذا شئ تجده صعب التصديق، وأن توجه لها تهم ربما هي في الأساس لا تفهم معنى مسمياتها، فهذا وحده، وحتى إن نالت البراءة، قمة الظلم!
المجتمع الصحي القويم لا يُعارض حكماً ما على مجرم ارتكب جريمة ما، فهذا من أسس العدل والمساواة والقصاص الذي أحله الله وشرعه. ولكن عندما تكون على علم، هو أحيانا شك وغالبا يقين، أن التهم الموجهة للمتهم هي تهم ملفقة لم يرتكبها، فإنك تجدك رافض ومعترض على الأحكام الصادرة كعقاب لهذه الجرائم، وأضعف الإيمان تجدك مشفق على من صدرت عليه هذه الأحكام، وساخط على من أصدرها.
وهذا هو ما ينطبق على الحكم الصادر ضد أولئك الفتيات بوجه خاص، وأحكام أخرى غيرها تصدر في بلدنا بوجه عام.

ربما لا يستطيع أحد أن ينكر أن مظاهرت الإخوان أو مسيراتهم قد يحدث فيها عنف أو تخريب بصورة من الصور، وربما يحدث هذا عفوياً من الشباب والفتيات المراهقات إنسياقاً وراء حماستهم والأفكار التي ربما تشربوها بصورة من الصورة فأقتنعوا أن ما يفعلونه هذا هو السبيل الأوحد والأمثل لنصرة قضيتهم وتحقيق مطالبهم.
وهنا يجب أن نشير إلى نقطة مهمة، وهي إن كنت مُنصف ومُستقيم وعادل فأختر للأبرياء قضيتهم، لا أن تستغلهم من أجل قضيتك ومصالحك كما يفعل الإخوان.
فهؤلاء الفتيات وغيرهن يُستغلون ظاهريا تحت شعارات تبدو عادلة ولكن خافيها لا يصب في مصلحتهم هم ولكن في مصلحة من يدفعهم ويسوقهم ويوجههم.

بغض النظر عن إختلاف توجهاتنا الفكرية والسياسية والإجتماعية يجب، ولو من منطلق المصلحة، أن لا نتغاضى عن الخطأ أو الظلم الذي يناله المخالفون لنا. فالواقع أن البعض يؤمنون أن الأغبياء والحمقى عدل لهم ما ينالون حتى ولو كان القتل، ولكن على الأقل توقع أن تكون مكانهم ذات يوم.
للأسف في حالة الإخوان فإن الواقع يُبيِّن أن الضحية يحمل جزء كبير من جُرم ما تعرض له، وللأسف أن البعض يحملون عن الأخرين جرم ذنوبهم وجرائمهم. ومن العجيب أن بعض الإخوان يرفضون الإدانة والإعتراض أو التعاطف الإنساني أو الشفقة التي قد يعلنها البعض في مواقف يجدونها ظالمة على الإخوان، ويأبون أن لا يقبلوا منا شئ إلا إن كان دعْماً سياسياً ومجتمعياً وإعترافاً بكمالهم وتسبيحاً بحمدهم. وتجد البعض منهم يرفضون التعاطف مثلا مع من تم القبض عليهمن مثل علاء عبدالفتاح وغيرهم، من منطلق أنهم ضدهم، مكررين نفس اخطائهم التي وقعوا فيها سابقاً ودفعوا ويدفعون ثمنها الأن، جاهلين تماماً أن التعاطف أو الإعتراض أو الإدانة ليست من أجل الشخص، بل من أجل الوضع الذي هو فيه، والذي قد نصبح نحن أنفسنا فيه.
فكيف لنا أن نتعامل مع هذا؟
..

الخميس، نوفمبر 28، 2013

يا انتي..



شـَاطوا الكورة جـُوَّة شَبَكِك
وقالوا يا حلوة الماتش ماتشك

سَحَبتـي نَفـْسـِك بكل هِمــَّة
ونزلتي ساحتك مرفوعة هامتك

حَاملة قضية ومش هَفيـَّة
ومَهْما قالـوا ولا يهـِزِّك

أصل انتي لون وهما لون
وجَنـْي فِعـْلك شرف لعيلتك

من جُوة روحك كان الهتاف
وما سِبتي حاجة من كل جُهدك

والفكر قال ولية السؤال
والحـَق قـُلتـِي دا هو رايتك

فأبوكي جنبك يبقى انتي صح
وكمان زمايلك وبنت خالتك

قالوا قـَلبْتي وكمان خَرَبتي
وكان السلاح جـُوَّة مَقـْلمْتِك

أيوة قلبتي بسمة شفايفك
لعَبْسة ضَالمة تِمَاشي حالتك

وكمان خربتي مزاج نهارك
لأجل ما تمشي بنجاح مَسيرتك

أما سلاحك الأبيض يا حلوة
بالقلب ساكن ويبقى طـُهرك

فأما يحاكمك قاضي القضاة
وتقفي شامخة فاردة كرامتك

واما تحسي بعار قاضيكي
والدنيا تشهد جلسة إدانتك

والعجز يبقى كاسي الجميع
وإنتي الوحيدة القوة شيمتك

غَمِّي عينيكي عشان كسوفنا
ولأجل النبي حوشي ابتسامتك!
..

السبت، نوفمبر 23، 2013

صبـَاحات



يا مُبْكِـرا بين جَنبـَاتِ البـَـراح
حَاضِنـَـا للفجْر بودٍ وإنْشـِراح

أنت بهَـذا اليـَـوم زائر عَابـِـر
قدْ يَمْضي بغتة لعَالم الأرْواح

فأغْنمـْه مُقتنصَا مَزايا فضْلِـه
وأسـْـع بقـَلـْبٍ يَأمـَلُ بالفـَـلاح

فالشـَّمسُ يَا صَـاح مُقيـم دَائــم
وأنت الضيفُ لا ضَي الصَبَاح
..

أيَطـُلُ الصُبـحُ مَعْقود الجَبيـنْ

عـَابـِس الثنَايا مُعـَاديا الحَنيـنْ

أم بَاسِمُ الثغـْر ضَاوي المُحَيَّا
باعِثـَا شـَوْقـَاً بالجَنـَان دَفيــِـنْ

مرآتُـه تعـْرض خبـَايَا رَوحِك
فأنْظر تَرى مَا بالحَنايا سَجيـنْ

فاخْتر لنَفسِك مَا يُنْشي الهَوى
وأعْقـد ربَاطـَا للمَحبـة مَتيــنْ
..


لكـل أفـُـق بالأعَـالي مَرَاقـي
تَعْـرج بها لمـَداركِ الإشْراق

حَيث الضّيـَاءُ المُسْتديم سَنَاهُ
يُنْشـِي القلوبَ وتسْتقيهُ مَآقِي

يـا كُل صُبْـح إلى الدُنا قـَادم
مُتهـَاديا عَلى دَرْب التـَـلاقي

هَـذا الجَنـَانُ بالتَبَسُـم يَلـْتقيَك
فأرْحـَم يا خِلـِّي حيـن الفِراق
..
وأشْتهـِي في كـُل فَجـْر بَسمـَة ترْنـو
على شـَفــَاة الصَبـَاح من قـَلبـي تدْنو
فيَدْفـَأ مُجـَاورُ البَرد, ومَن قسَا يَحْنـو
وتشـَارك الـروحُ مَـنْ للأمَـل سَكَنوا
..
يا شَاكيـَا ألـم السَّـأم والضَجـَـر
وراغِبـَا عَن مُبْهجـَـاتِ البَشـَـر

هـَاك الأمـَلُ بالطيَّبـَـاتِ يَمـُدك
واليَأس إنْ يُكـْرَى بَاهِظ الأجْر

فلا تلـْعَن طعْمَ المَرار برَوْحِك
وأنْشد حـَلا بيْن ضلوع الصَدر

أو تـَشْكو دُجَاً فأطرافُ الليَالي
هِـي الـدَربُ لبَشـَـائـِر الفـَجـْـر
..