الاثنين، ديسمبر 30، 2013

أعملك إية!


وأعملك إية يا مصر
وقوليلي إية يرضيكي
أشتم وأسب وألعن
كل المطايا فيكي
ولا أقول يارب إهدي
ما كُلنا في النسب ليكي
أقعد في بيتنا أحَسْبِن
يمكن دُعايا ينجيكي
ويجي الفرج من ربك
وبشَهد الأمل يرويكي
بس الدعا ما يستجاب
طول ما الفعل عليكي
والقلوب كارهه إلا مايحلالها
والعقول رافضة إلا تعاديكي
..
ولاَّ يا مصر أشمر الدراعات
وأقول روحي تفديكي
وأشحن بالغضب صدري
وأطيح في حواريكي
ورا كل جاهل مُدعي
ومكانه تحت رجيليكي
السِيد بحكمة مش بمنصب
والعبد سِيد لو يواليكي
الذل للوطن رفعة وكرامة
والطاغي مَرْبطه بين جواريكي
..
على الصفين بشر قالوا
أحِبَّة إحنا ومغرمين بيكي
وكل منهم ضد للتاني
وبيدعي جدا إنه شاريكي
شاوري لي بس وقولي
مين فيهم غرضه يبنيكي
ومين بيحَمِّي بالحمق سكاكينه
وعاوز بغباوته يتاويكي
..
ﺑﻴﺎﻋﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﺷﺊ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻣﺬﻭﻗﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺎﻛﺮﻳﻨﻪ ﻳﻐﺮﻳﻜﻲ
ﺑﻴﻮﺻﻔﻮﻟﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﻳﺤﻼﻟﻬﻢ
ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺩﺍ ﺃﻋﺰ ﺃﻣﺎﻧﻴﻜﻲ
ﻣﻴﻦ ﻳﺪﻋﻲ ﺇﻧﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺇﻧﻪ ﺗﺤﺖ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺎﻟﻴﻜﻲ
ﻛﺪﺍﺏ ﻣﺎ ﺃﺧﺘﺸﻰ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ
ﻣﻔﻀﻮﺡ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻓﻴﻜﻲ
ﻭﻓﻀﻴﺤﺘﻪ ﺇﻧﺘﻲ ﺳﺘﺮﺍﻫﺎ
ﺿﻨﺎﻛﻲ ﻭﻣﺎ ﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻜﻲ
..
إحنا إللي أجسامنا ترابك
ومنهجنا مصدره عينيكي
لا تابعين إلا لعقولنا
ولا كارهين إلا أعاديكي
لا نبتغي فرقة ولا نطاطي
رغم حماقة بعض أهاليكي
صابرين عشان كلنا ولادك
وندعم بروحنا مين يواليكي
الدم في العروق يجمعنا
أو على التراب سايل مغطيكي
قلوبنا مشبوكة بوحدة لشريانك
مهما إنفرطنا من حواليكي
..

الأربعاء، ديسمبر 25، 2013

شئٌ ما!


عُصْبة نفوسُهم كَـانت غَبيـَّة
أغْروني بأن أهْــديكِ بُنْدقيَّة

قـَالوا بأنها تحْـوي الأمَـــان
وأقسَموا بأنها نِعــمَ الهَــدية

لكنَّها بناظري كانت مَمَــات
ورأيت فيها أشْـلاء الضَحية

ردَدْتُها لنفوسهـم وما أذْعَنت
روْحي لأن تُصبـــح سَبيَّـــة

فتُربة الخوف بمَائِها المَقْهور
لا تـُثْمـر أبداً نَبْتـَاتُها حُــرية
..

الاثنين، ديسمبر 16، 2013

قـَالت..


قالت ما جَدْوى السُكـَن الثريةْ
إنْ لـَم تـَكـُـن بالــرَوح حَفيـــة

ومـَا جـَدْوى مشـَـاعر طليقـَـة
عـَاشت سَجينـَة بالقـَـلب خـَفية

ما لاحَت لأخرى تُقَاسم هَواها
فذَبلـَت كـَبْتـَاً بقـَهـرهَا مَزْويـة

فمـَا ذاقَ يومـَــاً للعُـمـْـر لـَـذَّة
مَـنْ لـَم يُذْبـَح بجَــدَائِل صَبيـة

فغـَـادِر حَنـَـايا ضـَـاق فَضَـاها
ودَعْنـَا نُرابط بقصيدةٍ شعْـريةْ

ونَمْضي سُروراً بدَرب الحَيَاةِ
كفـَصْل الخِتـَام بروايةٍ شرْقيـة
..
..وبالغد أقول.

السبت، ديسمبر 14، 2013

ضيـَـاع


جَلسْــتُ وقَلـْبي كفـَم الجيـَاع
يهْفـو لكِسـْرة بطعْـم اجْتِمـَاع

فِكـْـري مُشـَتت كعُمْـر تنــَاثر
وثوْب شعُوري أسَى والتيَاع

يُضْنينـي شـَوقٌ لشئ سَرَابي
مُبْـهَمٌ تدَثـَّــر بثـَوب ارْتيــَاع

أُراود بجـَزع بقـَــايا يقينــي
ليَنـْهَل برفـْق نـَقيـع الضَيَاع

أزَاوج شُرودي بظُلمَة كيَاني
وأطْلق نفير ابْتداء الصِـراع

فأشـْرد بَعيـداً أغـَـادر عيوناً
غدَت تلـْتقيني بوَجه الرعَاع

وأقصُد ربُوعاً كسَتهَا الزهورُ
تـُراوغ ظبـَاها فُكوك السِبـَاع

جـِفانُ الكُـروم تُرَصِّـع مَـداها
تُظـَللهـَا ضِحـَكٌ بكُل ارْتفـَـاع

وسُتـُرُ البَهـَاء تُغـَازل عيونــي
واُصْغي بسَكـَنٍ لعَزفِ اليَرَاع

وأنْظـُر فألـْقـىَ كُل صَلـْد يَليـنُ
فتَغـْشاني نَشْوة ويَسْقط دفاعـي

فأمْضي مُعـَافى مِن كـُل سَــأم
وأبْسـَم بشَغـَفٍ لكوْني الشُجَاع

أجـَالس شُموسـاً جَافـَت نهَاري
أسَامر نُجومَاً تهـْوى اسْتمَاعي

واُنْفق سُروري وفـَرَح التـَحَرر
بدَرب التَمَنـِّي وطيب المَسَاعي

فتَسْكـُن عَواصِف بلـُبِّي تـَفـُـور
وتَلـْقى ظُنوني بُشْرى انـْصيَاع
..

الخميس، ديسمبر 12، 2013

عواصف!


إنِّي علـَـى لُقيـَاكِ يَا صَبَا لصَبُـورُ
بِعْدما أعْمَتنِـي بغبـَـارتِها الدَبُـورُ

مُنْتَظر مِن نَسْمِك سَوْق البشـَارة
فمَتـَى تَهُبـِي يَتغـَشَّانـِـي الحُبـُـورُ

بذي البِطـَـاح وآكـَام من حـَوْلهـا
سـَالَ التُرابُ كأنَّ مَنَبَعهُ البُحـُـورُ

البردُ يَصْحَبــُهُ بعُنـْفـوانٍ قـَــاتـِل
يُقـَاسي ويْلاتهُ المُنـْهَكُ المَقـــْرورُ

فهـل تـَوَعَـدت الطـَبيعـَـة ُأهـْلَهـا
بأنْ سيَـأتِيهم علـى يَدَيها ثـُبــورُ

ما أخْتـرت بمَرْمَى سَهْمِك مَنْزلي
فـإنَّـي قـد أُنـْزلْتـَهُ تاللـه مَجْبُــورُ

وإنِّي على المُقـَام بهَوايا مُـرابط
ومَا يَشْغلنِـي عن هَا هُنا عُبـُــورُ

فلكـل ٍذُرْوة بحَمـَـاسِـه يَـبْلُغهـَـــا
ويغــْــدو بَعْدهـا قد أصَبـْهُ فتـُـورُ

وأنـْتَ يا ذا الـرَبيــــعُ أيـن ألَقــك
حــَـاذر لزَهْركَ بالخَمَائِل قد يَبورُ

فالشـئُ يَبْـدأ كي يَسيــرُ لمُنْتهـاه
وحينَ نَفـْخ الروح تنَاديكَ القبورُ
..      

الأربعاء، ديسمبر 11، 2013

للمتقين جنات وللمصلين سمك!


- سبحان ربي الأعلى!
قالها المصلي جاره بصوت مرتفع خرق أذنه اليمنى المجاورة له تابعا إياها بتنهيدة مختلطة بسعلة ضعيفة.
- سمك/سبحان، نعم سمك/ ربي الأعلى!
ولكن أتراه بلطي أم بوري?!
تساءل بينما كانت تختلط كلمات فكره الخرساء بتسبيحات سجوده التائهة منسحبة وراء إغراء تلك الرائحة الشهية لسمك يشوى، والتي إخترقت جنبات روحه قبل أن تخترق بعنف فتحات ومجاهل أنفه.
إزدادت الرائحة حتى ملأت جنبات المسجد الصغير، ويبدو أن الرائحة مصدرها أحد البيوت القريبة من المسجد..
-الله اكبر!
قالها الإمام بصوت مرتفع ثم ركع، تنبه هو على أثرها من ترحاله خلف سؤال من أي بيت تأتي هذه الرائحة..
- سبحان/ربما، ربي/من بيت، العظيم/ الشيخ فرحات!
- سمع الله لمن حمده!
- ربنا/ أو ربما، ولك/ بيت، الحمد/ محمد أبو إبراهيم!
- الله أكبر!
كان يقوم بحركات الصلاة بطريقة ميكانيكية، بينما يردد لسانه كلمات الذكر دون أي إنتباه، ولكنه كان منتبه تماما لكلمات أفكاره السارحة خلف رائحة السمك.
- اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني من فضلك يا الله!
تسللت لأذنه دعوات جاره أثناء سجوده، فكر في الدعاء هو أيضاً..
- اللهم ارزقني ما اشتهي!
ربما لم يكن في حاجة لإجابة دعاءه مثلما كان في هذه اللحظة.
تقاسمت فكره مع السمك فكرة الجزاء، فالله يجزي المتقين في الأخرة جنات، فهلا رزق المصلين في الدنيا ما يشتهون!
قالوا بأن ثمار الجنة وطعامها سيشبه أنواع ثمار الأرض وطعامها، ليعلم البشر الفرق بين طعام الجنة وطعام الأرض. فهلا ذقنا طعام الأرض حتى إذا ما دخلنا الجنة استطعنا المقارنة!
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله!
سلم خلف الإمام، ومد يده لجاره بالصف الذي مد إليه يده، راداً على "حرما" بـ "جمعاً إن شاء الله".
جلس يختم الصلاة بينما رائحة السمك مازالت تطارده، وملأ نظر خياله طبق سمك مشوي مزين بالطماطم والخضراوات تتصاعد منه الأبخرة ناشرة رائحته الشهية ومخترقة كل مسام إحساسه. لم يشوه هذه الصورة إلا السطوع المفاجئ لطبق البصارة الذي يوقن تماماً أنه بإنتظاره على طاولة الغداء بالمنزل!
أنهى صلاته ثم خرج من المسجد، توجه ناحية أم حمادة بائعة الفجل والجرجير ليشتري منها حزمة جرجير تهون من وقع طعم البصارة الأبدي بفمه، طلب منها حزمة جرجير، من تلك التي ثمنها نصف جنية لا تلك التي ثمنها جنية!
تناول حزمة الجرجير وأطبق عليها يده كأنها كنز يخشى إنزلاقه من يده أو ضياعه، راودته رؤيا السمك مرة أخرى، كان يستمتع بها وأصبح الأن يكرهها، فما جدوى الحلم بما لا ينال!
ابتعد عن المسجد ووضع قدميه على بداية الشارع الموصل لبيته، صدمت أنفه رائحة سمك يُشوى، وكأن أهل هذه المنطقة قد إجتمعوا ضده وأبوا إلا أن يعذبوه!
تتبع مصدر الرائحة محاولا معرفة مكان صدورها، ولكنه لاإرادياً وبغتة تجاهل موضوع الرائحة وحاول طردها من فمه بتنشق رائحة الجرجير الذي رفع حزمته إلى مستوى وجهه ودس بها أنفه وشرع يتنشقها بعمق كمن يتنشق عبير زهرة شهي، إستفاق على صوت أم جمال جارته على أول الشارع وهي تخاطبه متسائلة في سخرية:
- حزمة جرجير دي يا أبو محمد ولا بوكية ورد؟!
ثم تبعت سؤالها بضحكة خفيفة.
التفت إليها بملامح جامدة تحولت إلى رسمة بؤس مشوهة، وأجابها وهو يُبعد حزمة الجرجير عن أنفه، متصنعاً بعض اللطافة:
- الورد للستات إللي زيك يا أم جمال، أما إللي زي حالاتنا فأخره جرجير!
ضحكت أم جمال وعرضت عليه ان يتفضل ويتناول عندهم الغداء، ثم تبعت عزومتها بالعبارة الشهيرة:
- ولا أنتو عندكم أكلة حلوة؟!
حاول الضحك ثم قال:
رزق ربنا كله حلو...السمك زي البصارة، كله نعمة!
ثم انطلق وهو يلوم نفسه على النطق بمالا يؤمن به، هل السمك مثل البصارة؟!
تابع سيره، ولكن أبت رائحة السمك إلا مطاردته، كان قد إقترب من منزله ولاحظ أن الرائحة تحوم من حول منزله.
خطرت له فكرة أبهجته، ولكن كل معطيات الواقع تنفي وتدفن إحتمالية حدوث هذه الفكرة، فمستحيل أن يكون مصدر الرائحة بيته!
راودته الفكرة ولكنه نبذها فهو ليس حمل صدمتين، صدمة البصارة وصدمة خيبة فكرة أن بيته مصدر رائحة السمك.
أزاح باب البيت المفتوح، ووجد زوجته في المطبخ بينما ولداه وبنته الصغيرة متحلقون حول المائدة في إنتظار وصوله، إنتبهت زوجته عند دخوله فألتفتت ناحيته وهي تقول:
- حمد الله على السلامة.
لاحظت حزمة الجرجير في يده فقالت:
- هات الجرجير أغسله.
سارت نحوه وتناولت الجرجير من يده التي مدها ناحيتها في كسل واستسلام. فكر أن يسألها ماذا حضرت على الغداء، ولكن كان بينه وبين طاولة الطعام خطوتان، وسيرى بعينيه ماذا أعدت للغداء، والذي يعرفه تماماً!
مسح بنظر المائدة، طبق به قطع خيار مخلل وبعض قطع الليمون، طبق به بصلة مقطعة طرنشات وعليها نصف ليمونة خضراء، رصة من خبز أسمر مدعوم لا تعرف وجهه من ظهره، ثم طبق عليه غطاء.
في العادة تترك زوجته طبق البصارة مكشوف، فلما قامت بتغطيته هذه المرة؟ أم أنها ليست بصارة؟ ربما هي..قتلته هذه الفكرة!
قطعت عليه زوجته سرحانه، وقد غسلت الجرجير وأتت به في طبق، وسألته:
- ما بتقعدش ليه؟
هتاكل وانت واقف؟!
نظر إليها وسألها كأنه يتضرع:
- هو الطبق المتغطي ده فيه إيه؟
أراد أن يسد أذنه كي لا يسمع الرد، ولكنه تماسك بينما زوجته تجيبه:
- هيكون إية؟!
بصارة!
إزدرد ريقه المر بصعوبة بينما زوجته تكمل وهي ترفع الغطاء عن طبق البصارة:
- العفريتة ندى لعبت في الطبق فقلت أغطية لغاية ما تيجي!
إقترب بوجهه من الطبق، ونظر فإذا على سطحه قد إرتسم وجه بإبتسامة ساخرة، نظر ناحية طفلته الصغيرة وتسائل هل بإمكانها رسم هذا الوجه وهذه البسمة الساخرة؟
جلس في إذعان وسكينة وقد أيقن أن هذا الوجه وهذه البسمة الساخرة ليست يد إبنته من رسمتها، بل يد القدر!
..

الثلاثاء، ديسمبر 10، 2013

خدمة عملاء


-        سلوى منصور، مساء الخير يا فندم!
-        (إية الصوت السكر ده!) مساء الخير
-        أتشرف بحضرتك
-        معاكي (يا سلام لو بجد!) محمد يونس!
-        إستفسار حضرتك عن نفس الرقم أستاذ محمد؟
-        اه عن نفس الرقم
-        اتفضل يا فندم إية المشكلة؟
-        (أنتِ المشكلة لو تعلمين!) هو بس أنا، لأ مش أنا دا عمي إللي هو صاحب الرقم كان مشترك في باقة وميعاد الإشتراك عدى ومش عارف يعيد تشغيل الباقة تاني إزاي!
-        بسيطة يا فندم...(بسيطة مين دا واضح إنك عقدة!)..حضرتك مبلغ إشتراك الباقة 80 جنية و80 قرش بضريبة المبيعات (على كدة يا ترى مهرك كام!) هتقوم حضرتك بشحن مبلغ يتعدى مبلغ اشتراك الباقة، وليكن 81 جنية، وهتقوم حضرتك بالإتصال على رقم 858 وتختار الأوبشن..(يا ريت أنا بس إللي له الحق يختار!)..رقم واحد..(أكيد رقم واحد مُفتخر!) إللي هو تجديد الباقة، وهتتجد الباقة مع حضرتك يا فندم!
-        يعني..(أهو أطول في الحوار شوية!) أشحن بمبلغ فوق الـ 80 جنية 80 قرش وأتصل بعدها على 858 وأختار الأوبشن نمبر ون، والباكيدج هتتجدد معايا؟!
-        تمام يا فندم كدة.
-        (أسأل عن إية؟!، أسأل عن إية؟!، أسأل عن إية؟!)
-        عند حضرتك استفسار تاني يا فندم؟
-        (يا دي الورطة!، أسأل عن إية؟!، ... أيوة!) أيوة كان عندي فلاشة النت مش عارف أعرف معلومات الباقة إزاي، يعني إستهلاكي أد إية، وفاضل أد إية، وميعاد التجديد وكدة يعني! (قول يا جميل قول!)
-        حضرتك إنت تقدر تدخل على الويب سايت بتاعنا من الرابط الموجود في البوكس إللي بيظهر لحضرتك أول ما تفتح الجهاز، وكمان بتلاقي في المينيو بار فوق كلمة الأكونت أو الحساب وتقدر من خلاله حضرتك تعرف إستهلاك الباقة ورابط الويب سايت لأكونت حضرتك موجود في الصفحة دي!
-        (باينها كدة أخر!) تمام كدة!
-        في أي استفسار عند حضرتك تاني يا افندم؟
-        (ما بدهاش بقى!) لا ميرسي جداً يا سلوى..مش سلوى برضو؟!
-        أيوة يا فندم! شكرا لإتصالك بفو...
-        (أيوة هي دي!) ماعلهش بس عندي استفسار أخير!
-        اتفضل يا فندم
-        الإستفسار المرة دي عن رقمي أنا!
-        ورقم حضرتك كام يا فندم؟
-        (هي دي) الرقم زيرو واحد زيرو زيرو زيرو...
-        وإية استفسار حضرتك يا فندم؟
-        كنت بس عاوز أتأكد من بيانات الخط عشان أتأكد إن الخط بإسمي، لأني كنت عاوز أضيف خدمة معينة ومطلوب لها البيانات!
-        تحت أمر حضرتك يا فندم!
-        (يا تصيب يا تخيب!) الخط بإسم محمد يونس مصطفي السعيد، صح؟
-        مضبوط يا فندم!
-        رقم البطاقة 0122142845785 ، صح؟
-        تمام يا فندم!
-        وتاريخ الميلاد 25 مارس 1984 ، مظبوط؟
-        منا..مظبوط (إتلخبطت!، وقعت ولا إية؟!) يا فندم!
-        حاصل على بكالوريس تربية، وشغال مُدرِّس وساكن في شبرا!
-        تمام(بتضحك والنعمة!) يا فندم!
-        (بيتهيألي كدة خلاص!)
-        في (شكلها كاتمة الضحكة!) عند حضرتك استفسار تاني بعد ما اتأكدت من بيانات الخط؟
-        (دايما في أمل!) ما اظنش!
-        شكراً يا فندم على إتصالك بفو....
-        (يا صابت يا خابت!) ما علهش بس طلب اخير، يا ريت تبعتيلي رسالة، قصدي رسايل ضبط خدمة النت لأنها اتمسحت من على الموبايل، عشان أقدر أدخل على النت!
-        هأبعت لحضرتك رسايل ضبط الخدمة على موبايلك. (في شبه ضحكة) في أي استفسار تاني عند حضرتك يا فندم؟!
-        (الوداع يا قمر!) لا مع السلامة، ميرسي ليكي..منتظر الرسالة...قصدي الرسايل!
-        شكرا لإتصالك بفودا (بتمطيها عاوزاني أقاطعك تاني ولا إية؟) فون!
..
بعد انتهاء الوردية وصلته رسالة ضبط قلبه!

الأحد، ديسمبر 08، 2013

حكمة


إذا ما انْفَرطَ العُمرُ مُنْصَرمَا
فمَن يُوثِق عُـراهُ إذا انْفصَمَا

لا تَسْع للكِبَـر وبَسْطة الجِسْمِ
وأسْع قبْلهما أنْ تِكْتَسي حِلْمَا

واحْذر للـُبّكَ أن يَتـْبَع لأقوامٍ
سُفـْهَـا وقـَد اُغْرقـُـوا هـِرَمـا

فما أزادَ السِّنُ عُقولهم حِكْمَة
وما اكتَسَبوا إلا للبَـدن سَقَمَا!
..

الجمعة، ديسمبر 06، 2013

Invictus, كيف حوَّل مانديلا الفُرقة إلى وحدة؟

Invictus هو عنوان فيلم تم عرضه في نهاية عام 2009 من بطولة مورجان فريمان ومات ديمون، ومن إخراج كلينت إيستوود.

الفيلم مأخوذ عن كتاب للصحفي جون كارلين John Carlin،بعنوان Playing the enemy, Nelson Mandela and the game that made a nation.

الفيلم يتناول الأحداث في جنوب إفريقيا بعد فوز مانديلا برئاسة جنوب إفريقيا عام 1994، بعد إطلاق سراحة من السجن بأربع سنوات، ليكون أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، مثيراً المخاوف داخل السكان البيض من أن يرد لهم ما قدموه له سابقاً، وللسود بوجه عام في بلد يرضخ لسياسة الأبارتايد Apartheid. ولكنه خالف كل الظنون وسعى وعمل بكل جد على تجميع أمته بجميع أعراقها، لجعلها تعيش في مصالحة وتسامح ومحبة. وأستخدم من أجل الوصول لذلك لعبة، وهي لعبة الرجبي Rugby, وكانت جنوب إفريقيا تنظم كأس العالم للرجبي في عام 1995، أي بعد عام من توليه الرئاسة، وكان السود في جنوب إفريقيا لا يشجعون فريق بلادهم،Springboks، لأنهم يرونه لا يمثلهم ولا يمت لهم بأي صلة، فكل لاعبيه بيض من المحتلين، ولذلك كانوا يشجعون أي فريق منافس له!
عندما تولى مانديلا الرئاسة، تساءل معارضوه في سخرية، بإمكانه أن يفوز في الإنتخابات، ولكن هل بإمكانه إدارة بلد؟
كان مانديلا يعلم أنه كي ينجح في إدارة بلده، يجب أن تكون بلده موحدة ومتحدة ومترابطة، لا في إنفصال وعداوة كما كان الحال. فسعى بالكثير من السبل إلى توحيد شعب جنوب إفريقيا، وجعلهم يعيشون في محبة وتسامح، ومن الجمل المأثورة في الفيلم على لسانه:
Forgiveness liberates the soul and removes the fear, and that's why it's powerful weapon.
التسامح يحرر الروح ويزيل الخوف، ولذلك هو سلاح فعال.
وكان التسامح هو سلاحه الفعَّال.
فأستغل فرصة كأس العالم للرجبي وسعى من خلال هذه اللعبة إلى توحيد الشعب الجنوبي الإفريقي، فدعم المنتخب الجنوب إفريقي وحضر تدريبات له، وعارض قرار الإتحاد بتغيير لون زيه، الذي كان السود يرونه رمز للذل والإستعباد والعنصرية التي عانوا منها لسنوات. وأستضاف قائد الفريق وحفزه على الفوز. وطلب من الفريق أن يقوم بجوله في أنحاء جنوب إفريقيا ليتعرفوا على بلدهم، وليشاهدوا الناس ويشاهدوهم، وليختلطوا بهم ويحتكوا ببعضهم البعض ليعلموا ويشعروا بأنهم شعب واحد، فهذا بداية الطريق للحميمية الأخوية بينهم.
وبالفعل نجح مانديلا، في جعل منتخب جنوب إفريقيا يفوز بالكأس لأول مرة بعد هزائم متوالية، وجعل الشعب الجنوب إفريقي يفوز بكأس وحدته وتوحده.

ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو 1918، درس القانون وناهض الإستعمار من سن مبكرة وأنخرط في السياسة وناهض سياسة الفصل العنصري، وأنضم لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي ANC، ومارس من خلاله نشاطه، إلى أن قُبض عليه في عام 1961 وحوكم بتهمة الإعتداء على أهداف حكومية وحكم عليه في 1962 بالسجن مدى الحياة.
مكث مانديلا بالسجن لمدة 27 سنة إلى أن اطلق سراحة في عام 1990 بعد إنتشار حملة دولية من أجل الضغط لإطلاق سراحه.
خرج مانديلا وجنوب إفريقيا في وسط حرب أهلية، وتعاني من تفكك مجتمعي وعنصرية ومشاكل سياسية ومجتمعية لا تُعد ولا تحصى. خرج وترأس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري، وعمل على إقامة إنتخابات متعددة الأعراق، وهو ما حدث في 1994 وقاد فيها مانديلا حزبه إلى الفوز وترأس جنوب إفريقيا.
وقادها كما شاهدنا جميعاً، بالحب والتسامح والعمل على التجميع والتوحيد والإتحاد، فأسس دستوراً جديداً، ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في أحداث الماضي لتلاشيها ونبذها مستقبلاً، وعمل على إقامة مجتمع قويم صحي صالح، وعمل على مكافحة الفقر والتنمية المجتمعية، إلى أخر كل تلك الإنجازات الإقتصادية التي وازت إنجازاته المجتمعية التي جعلت من جنوب إفريقيا مثالاً مُشرفاً وتجربة تُحتذى.
تولى الرئاسة في جنوب إفريقيا لفترة واحدة ورفض الترشح لولاية ثانية. وتفرغ للأعمال الإنسانية والمجتمعية، مثل مكافحة الفقر والعنصرية، ونشر الحرية والتسامح. ولكنه ظل الأب الروحي للدولة وللشعب الجنوب إفريقي، وأحد رموز إفريقيا الخالدين.

توفي نيلسون مانديلا اليوم، ولكن من صنع حياة في حياته، تبقى له هذه الحياة بعد مماته.
..

الأربعاء، ديسمبر 04، 2013

Naming the dead

Naming the dead هو بإختصار مشروع أطلقه مكتب الصحافة الإستقصائية The bureau of investigative journalism ومقره بلندن. وهو مؤسسة بحثية مستقلة لا تسعى للربح تعمل للصالح العام، كما يقول الوصف على موقعهم!
هذا البرنامج أُطلق من أجل حصر وتوثيق ضحايا العمليات الأمريكية في باكستان، ويعمل على جمع أسماء وبيانات ضحايا هذه الهجمات كي لا تضيع على مر السنوات، فأقل ما يمكن فعله للضحية أن يُدوّن إسمه علـّهُ يظل مذكور!

أنا هنا لست في معرض الحديث عن هذا المشروع بعينه، ولكني فقط ذكرته لأنني أظن أننا في حاجة لمشروع مماثل لتوثيق أسماء القتلى في بلادنا!

فالضحايا الذين يسقطون كل يوم في بلادنا من أقل حقوقهم أن يتم توثيق أسمائهم كي تعرفهم الأجيال القادمة، وكي لا تموت ذكراهم مع ما مات في هذا الوطن من أشياء.
ولكن هل سنستطيع توفير حبر وأوراق تكفي؟!
ربما قتلى باكستان كانوا أكثر حظاً، فقاتلهم معروف، أما قتلانا فدمهم مفرق بين القبائل. فلا يمر يوم إلا وهناك قتلى في مصر في مظاهرات أو مسيرات أو خناقات، وضحايا تفجيرات في العراق،  وإشتباكات في ليبيا وعمليات في لبنان وقصف في سوريا. ومن لا يموت قتلاً، يموت قهراً وذلاً وإستعباداً.

كيف وصلنا لليوم الذي وصل فيه أعداءنا قمة نجاحهم بنجاحهم في جعل قـَتـْلنا لبعضنا البعض روتين يومي؟
من بنى أسوار حول قلوبنا ففصلها وعزلها عن بعضها البعض وأصبحنا لا نشعر ببعضنا البعض لا في أفراح ولا في اطراح؟


ليست البلادة العاطفية وحدها هي من جعلتنا أحجار لا تشعر حتى أصبح سهل عليها تقبل مشهد الدماء والأشلاء والدمار، ولكن ربما لأننا لا نعرف قيمة الحياة أصبحنا نرى القتل شئ هين، فالجهل بقيمة الحياة أسوأ ما في الأمر، ولا أقصد قيمة حياة من قـُتل وأهدر دمه وفقط، ولكن قيمة حياة الأحياء أيضاً، حياتنا نحن من مازلنا هنا على سطح الدنيا وما فـَرَق فِعلـُنا عن ما مات شئ، ما اكملنا مسيرة، ما اصلحنا أوضاع، ما عَرفنا كيف نحب بعضنا البعض. فمن تراه أفضل، من قُتل من أجل قضية، أو بدون ذنب، أم من بقى حياً إسماً لا فعلاً، وصفاً لا حالاً؟
ربما إذن من مات قد أدى دوره ورحل، وربما من الأفضل أن ندعه يرقد في سلام، دون حصر أو توثيق، فالواقع أن ما يجب علينا فعله هو أن نحصرأسماء الأحياء لنعرف ما سينجزوه!
..

الأحد، ديسمبر 01، 2013

الحياة بطعم المنيا!


لكل شئ في المنيا طعم خاص عنه في أي مكان أخر، وهو في الغالب-على الأقل بالنسبة لي- أسوأ!
فإنك إن اشتريت مثلا كيس "شيبسي" أو علبة تونة "بلو سي" أو حتى علبة جبنة "دمتي" فإنك تجد لكل هذه الأشياء –رغم أن جميعها معلبات- طعم يختلف تماماً عن طعمها في أي مكان أخر بالجمهورية!
وقفت ذات مرة على أحد محلات البقالة لأشتري بعض الأشياء، وطلبت صابون، فسألني البائع:
صابون حُما (استحمام)؟
فقلت له: أه!
فأتي لي بصابونة اسمها "جود لك" ذات رائحة غريبة لا تمت لأي العطور بأي صلة، فقلت له بغضب ممزوج بالمزاح:
يا عم أنا عاوز صابونة حُما، مش صابونة عاوزة تستحمه!
..
جميعنا ربما سمعنا ونسمع عن الأحداث الطائفية في المنيا، والتي في المعتاد يكون سببها علاقة شاب مسلم بفتاة مسيحية أو العكس. إلى جانب طبعاً بعض الأسباب الأخرى مثل النزاع على أرض أو ما شابه، ولكن يبقى السبب الأول –العلاقات- هو السبب الرئيسي لمثل هذه الأحداث، لأن النزاعات الأخرى –مثل نزاعات الأراضي وغيرها ليس حتما أن تكون بين مسلمين ومسيحيين بل هي تكون متنوعة وغير مرتبطة بالطائفة!

أتذكر بالعام الماضي حدث شئ مشابه في القرية المجاورة للأرض التي كنا بها، اعلم هذه القرية جيداً واعرف الكثيرين فيها، ومنهم مسلمين ومسيحيين، وأعداد كلا الطائفتين متقاربة تقريباً. ما حدث هو أن أحد الشباب المسيحيين كان يقود دراجته النارية متباهياً أمام بعض الفتيات ذهاباً وإيابا في الوقت الذي كان فيه المصلون يؤدون فيه صلاة الظهر بالمسجد القريب، فإذا بأحد الأشخاص –وهو مسلم ولديه إعاقة وعجز جسدي- يلوم هذا الشاب ويعنفه بأن هذا عيب –أي قيامه بمعاكسة البنات- وأن الصلاة في المسجد قائمة وهو يشوش على المصلين!
لكن الشاب لم يستجب، ربما لأنه وجد خصمه ضعيف، وقابل كلامه بكلام وتطور الكلام حتى وصل إلى تشابك، طبعاً الشاب المسيحي كان أقوى بينما المسلم كان ضعيف -لإعاقته الجسدية- وإذا بالقدر يجعل أحد معارف ذلك المسلم المعاق يمر عليهما فيرى ما يحدث فيجري عليهم ويضرب الشاب المسيحي ضربا مبرحاً ويهينه. فينصرف الشاب المسيحي بعد أن تجمع الناس، ويظن الجميع أن الأمر قد انتهى. ولكن بعد يومين إذا بأسرة ذلك الشاب المسيحي تطلق النار على ذاك الذي ضرب ابنهم –والذي لم يكن طرف في الموضوع من البداية!- لم يصب بأذى، ولكن كان هذا بمثابة إعلان للحرب!
فقد أقامت أسرة الشاب المسيحي سور عال من الطوب أمام البيت ونصبوا الأسلحة النارية في محيط البيت وجاءهم دعم من قرى مجاورة ليساندهم، وهو ما حدث مع أسرة صاحبنا المسلم أيضاً. وأصبح إطلاق الرصاص لا ينقطع لا بالليل ولا بالنهار، وكلما اتصلنا على ميكانيكي نحتاجه في عمل ما يرد بأنه لن يستطيع مغادرة بيته!
وبعد تأزم الأمر سعى بعض العقلاء في طريق الصلح واستطاعوا التوفيق بين الطرفين. ولكن هل عادت المياه إلى مجاريها بين المسلمين والمسيحيين هناك؟ بل دعونا نسأل، هل كانت المياه في مجاريها يوماً ما من الأساس؟!
أنا كنت أتعامل مع مسيحيين ومسلمين من هذه القرية، إما أصحاب محلات أو ميكانيكية أو غيرهم من أصحاب المهن. بعد هذه الأحداث سألت عمرو، وهو مسلم، يعمل في آبار المياه، لماذا لا تصلحون بين هؤلاء المتناحرين، خاصة أنكم جيران وأهل قرية واحدة؟
فأجاب:
ما هُما اللي بيجيبوه لنفسهم!
وطبعاً يقصد بـ (هُما) المسيحيين!
قد يعتقد البعض أن عمرو هذا عنصري أو متعصب أو يكره المسيحيين، ولكن في الواقع هو ليس متعصب أبداً، بل هو بشوش ومتسامح جداً!، فهو عندما كان يصادف عم عماد الميكانيكي –وهو مسيحي- عندنا، لا يخاطبه إلا بعم عماد، ويعامله بود ولا تشعر بأن هذا مسيحي وهذا مسلم أو أي شئ من هذا القبيل، وكذلك هو يتعاون مع أبناءه في أعمال مشتركة تابعة لورشتهم، وكنت أمر أحيانا فأجده عند عم عماد يشرب شاي ويتحدث ويضحك!
وهذا ليس تمثيل أو نفاق، بل هو واقع فالود والتعايش يجمع بين المسلمين والمسيحيين دون أن تشعر بوجود أي فرق أو اختلاف، ولكنك تعجب أحيانا من بعض تصرفاتهم أو كلماتهم، مثلما قال عمرو الذي وصفهم بـ (هُما) رغم أنه في الواقع لا يعيش عن انفصال عنهم، بل هو ممتزج بهم تماماً!
..
حكي لي عم عماد الميكانيكي ذات مرة حكاية وهو يضحك، قال أنه كان في قرية مجاورة في رمضان، وكان يوم جمعة، وكان يقوم بعمل ما عند مسلم من أهل هذه القرية، ووقت الصلاة جلس تحت شجرة ينتظر صاحب العمل المسلم حتى ينتهي من صلاته. وهو في مكانه كان يسمع الخطبة التي يلقيها الخطيب في المسجد، وخلال الخطبة نبَّه الخطيب على المصلين بأن من يأتي بمسيحي يعمل عنده فلا يُقدم له طعام طالما أننا في رمضان!
يقول عم عماد ضحكت لما سمعت ذلك، وانتظرت حتى خرج المصلون من المسجد وجاء ناحيته صاحب العمل ليصطحبه إلى بيته. يقول عم عماد فسألته:
مش الشيخ خالد هو إللي كان بيخطب؟
فضحك صاحبنا وسأله:
انت سمعت إللي قاله؟ واستمر في ضحكه.
يقول عم عماد فقلت له:
طيب هأستناه عشان أسلم عليه!
وخرج الشيخ خالد، وسلم على عم عماد وأخده بالحضن!
فقال له عم عماد وهو مبتسم ممازحا:
بقى تسلم عليا وتاخدني بالحضن، وانت لسة قايل ما تأكّلوش المسيحيين؟ نموت من الجوع يعني عشان خاطرك؟!
ويضحك الشيخ خالد، ويقوله:
أنا ما كنتش أقصدك إنت يا أبو بشير، ويا سيدي على الطلاق ما أنت متغدي عند حد غير عندي!
وخده غداه عنده!
..
هذا هو التناقض الذي لا تستطيع تفسيره أبداً!

السبت، نوفمبر 30، 2013

الجريمة والعقاب

بالتأكيد شغلت قضية فتيات سبعة الصبح الرأي العام المصري، وربما العربي والعالمي، كون أن الكثيرين وجدوا أن الحكم فيها جائر، خاصة أن القضاء الذي حكم عليهم بهذه الأحكام هو نفسه الذي أطال وماطل ومد في محاكمات قتلة مؤكدين ولصوص ومفسدين، وأخرج بعضهم براءة!
ربما أنا هنا لست في سبيل التعرض للحكم، ولكني أريد أن اتعرض للجريمة. فالمشكلة التي نعاني منها مع الداخلية والقضاء ليست الأحكام ولكن قائمة الجرائم!

فأن تجد فتاة في الثانوية أو أكبر قليلاً موجه إليها تهمة حيازة سلاح أبيض فهذا شئ تجده صعب التصديق، وأن توجه لها تهم ربما هي في الأساس لا تفهم معنى مسمياتها، فهذا وحده، وحتى إن نالت البراءة، قمة الظلم!
المجتمع الصحي القويم لا يُعارض حكماً ما على مجرم ارتكب جريمة ما، فهذا من أسس العدل والمساواة والقصاص الذي أحله الله وشرعه. ولكن عندما تكون على علم، هو أحيانا شك وغالبا يقين، أن التهم الموجهة للمتهم هي تهم ملفقة لم يرتكبها، فإنك تجدك رافض ومعترض على الأحكام الصادرة كعقاب لهذه الجرائم، وأضعف الإيمان تجدك مشفق على من صدرت عليه هذه الأحكام، وساخط على من أصدرها.
وهذا هو ما ينطبق على الحكم الصادر ضد أولئك الفتيات بوجه خاص، وأحكام أخرى غيرها تصدر في بلدنا بوجه عام.

ربما لا يستطيع أحد أن ينكر أن مظاهرت الإخوان أو مسيراتهم قد يحدث فيها عنف أو تخريب بصورة من الصور، وربما يحدث هذا عفوياً من الشباب والفتيات المراهقات إنسياقاً وراء حماستهم والأفكار التي ربما تشربوها بصورة من الصورة فأقتنعوا أن ما يفعلونه هذا هو السبيل الأوحد والأمثل لنصرة قضيتهم وتحقيق مطالبهم.
وهنا يجب أن نشير إلى نقطة مهمة، وهي إن كنت مُنصف ومُستقيم وعادل فأختر للأبرياء قضيتهم، لا أن تستغلهم من أجل قضيتك ومصالحك كما يفعل الإخوان.
فهؤلاء الفتيات وغيرهن يُستغلون ظاهريا تحت شعارات تبدو عادلة ولكن خافيها لا يصب في مصلحتهم هم ولكن في مصلحة من يدفعهم ويسوقهم ويوجههم.

بغض النظر عن إختلاف توجهاتنا الفكرية والسياسية والإجتماعية يجب، ولو من منطلق المصلحة، أن لا نتغاضى عن الخطأ أو الظلم الذي يناله المخالفون لنا. فالواقع أن البعض يؤمنون أن الأغبياء والحمقى عدل لهم ما ينالون حتى ولو كان القتل، ولكن على الأقل توقع أن تكون مكانهم ذات يوم.
للأسف في حالة الإخوان فإن الواقع يُبيِّن أن الضحية يحمل جزء كبير من جُرم ما تعرض له، وللأسف أن البعض يحملون عن الأخرين جرم ذنوبهم وجرائمهم. ومن العجيب أن بعض الإخوان يرفضون الإدانة والإعتراض أو التعاطف الإنساني أو الشفقة التي قد يعلنها البعض في مواقف يجدونها ظالمة على الإخوان، ويأبون أن لا يقبلوا منا شئ إلا إن كان دعْماً سياسياً ومجتمعياً وإعترافاً بكمالهم وتسبيحاً بحمدهم. وتجد البعض منهم يرفضون التعاطف مثلا مع من تم القبض عليهمن مثل علاء عبدالفتاح وغيرهم، من منطلق أنهم ضدهم، مكررين نفس اخطائهم التي وقعوا فيها سابقاً ودفعوا ويدفعون ثمنها الأن، جاهلين تماماً أن التعاطف أو الإعتراض أو الإدانة ليست من أجل الشخص، بل من أجل الوضع الذي هو فيه، والذي قد نصبح نحن أنفسنا فيه.
فكيف لنا أن نتعامل مع هذا؟
..

الخميس، نوفمبر 28، 2013

يا انتي..



شـَاطوا الكورة جـُوَّة شَبَكِك
وقالوا يا حلوة الماتش ماتشك

سَحَبتـي نَفـْسـِك بكل هِمــَّة
ونزلتي ساحتك مرفوعة هامتك

حَاملة قضية ومش هَفيـَّة
ومَهْما قالـوا ولا يهـِزِّك

أصل انتي لون وهما لون
وجَنـْي فِعـْلك شرف لعيلتك

من جُوة روحك كان الهتاف
وما سِبتي حاجة من كل جُهدك

والفكر قال ولية السؤال
والحـَق قـُلتـِي دا هو رايتك

فأبوكي جنبك يبقى انتي صح
وكمان زمايلك وبنت خالتك

قالوا قـَلبْتي وكمان خَرَبتي
وكان السلاح جـُوَّة مَقـْلمْتِك

أيوة قلبتي بسمة شفايفك
لعَبْسة ضَالمة تِمَاشي حالتك

وكمان خربتي مزاج نهارك
لأجل ما تمشي بنجاح مَسيرتك

أما سلاحك الأبيض يا حلوة
بالقلب ساكن ويبقى طـُهرك

فأما يحاكمك قاضي القضاة
وتقفي شامخة فاردة كرامتك

واما تحسي بعار قاضيكي
والدنيا تشهد جلسة إدانتك

والعجز يبقى كاسي الجميع
وإنتي الوحيدة القوة شيمتك

غَمِّي عينيكي عشان كسوفنا
ولأجل النبي حوشي ابتسامتك!
..