في الفترة الأخيرة كثر الحديث و كثرت الأخبار عن هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر المصرية،بعيدا عن مدى صدق أو كذب ما يقال،سأتحدث عن تجربة دولتين في هذا الشأن و عن الموضوع بشكل عام..
منذ سنوات كنت قرأت موضوع في مجلة أجنبية-أظنها Cosmopolitan أو Glamour لا أتذكر - تحت عنوان :
Shrouded and repressed by day, wild party girls by night..
و عنوان جانبي :
The truth about young women in Iran
...
الموضوع عبارة عن تحقيق-أو جولة-قامت به صحفية-بمعاونة صديقة إيرانية- في دهاليز الحياة الليلية السرية لبعض الشباب و الشابات الايرانيات خلف الابواب المغلقة بعيدا عن الباسيجي..
تقول في بداية كلامها :
ظاهريا تبدو حياتهم غريبة تماما عنا،و لكن من تحت ذلك الحجاب الأسود تبدون أولئك النسوة الايرانيات لسن مختلفات عنك،فهن يحببن الشرب و الحفلات الصاخبة و المغازلة مع الرجال،و لكن مع فرق جوهري،و هو أنهن مجبرات أن يفعلن كل ذلك خلف الأبواب المغلقة.
لم أكن بالسذاجة الكافية لقبول كل هذا،فالتحفز لوجود فرصة لتشوية صورة المجتمعات الإسلامية أو العربية هو سبيل معظم الأعلام الغربي،و لكن مع ذلك كنت أعلم تمام العلم أن الأبواب المغلقة في ايران و مصر و السعودية و و و ....يحدث خلفها الكثير و الكثير..
تعرفت على فتاة إيرانية مصادفة على الشات و تحدثت معها في هذا الشأن و أعلنت رفضها التام للباسيجي و قصت علي الكثير من القصص،فسألتها :
أترفضين و تكرهين الباسيجي لأنك تودين أن تكوني على حريتك،تخرجي و شعرك مكشوف و ترتدي ميني جيب ؟
فأجابت :
لا..و لو ذهب الباسيجي للجحيم سأحافظ على ما أنا عليه فهذه هي أخلاقي،و لكني أريد حرية فليفعل كل شخص ما يريد و ليحاسب الله كل شخص على عمله..
...
و هذا هو الموضوع
هل يمكن فرض الفضيلة على أحد ؟
قضية الحرية الشخصية و إرتباطها بالدين،أو بشكل أخر هل فرض أوامر الدين يقتل و يكبت الحرية الشخصية-كما يراها كلا منا من وجهة نظره-؟
و هل محاولة التخلص من تلك القيود يعد بمثابة محاربة لدين الله؟
أم أن الإلتزام بأمور الدين هو تحرير للنفس من قيود الشهوات و الأهواء التي قد تغزل شباكها لتسيطر على النفس البشرية بما فيها من نقاط ضعف،و التي قد تؤدي لفساد المجتمع،أو خلق مجتمع إباحي منحل ؟
و هل ما يحدث خلف هذه الأبواب المغلقة مقياس لمدى سوء أو حسن المجتمع ككل ؟
و هل محاولة كشف ما يحدث خلف الابواب المغلقة بدلا من إنكاره،كفيل بإنجاح محاولة رفعه للسطح و البحث عن طرق مداواته،و مداوة حالة الإنفصام في المجتمع ككل ؟
...
هل فرض أوامر الدين- وبعضها عليه خلاف- بالقانون و القوة،بدلا من التذكير و النصيحة و الإرشاد بالحسنى يحول الدين من ملاذ للنفس،و سكن للروح،إلى سجن للحريات و الرغبات؟ من قانون سماوي أخلاقي للتطهير إلى حاكم مستبد؟و هل المجتمع وقتها سيكون فاضل؟ أم صورة ملاك و روح عاهرة ؟
هل ما يحدث خلف الأبواب المغلقة نتيجة للكبت الخارجي و القواعد الصارمة،أم أنها الرغبة المشتعلة و الغرائز اللحوحة،و الروح التواقة للتخلص من أي قيود ؟
هل هي محاولات لكسر قانون دولة و التمرد عليه،أم للفكاك من أوامر دينية صعبة،أم لمجرد الشعور بحرية فعل ما أريد-و لو في الخفاء-ماداموا يمنعوني من القيام به في العلن؟ وهل محاولة الفكاك من أوامر الدين تمحوها منه،أو تغيرها كما نهوى ؟!
هل تستطيع هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في السعودية أو مصر،أو الباسيجي في إيران،الحفاظ على الدين و فرض الفضيلة و محو مجتمع خلف الأبواب المغلقة؟ و إن نجحوا،هل يسمى هذا إيمان و تدين و مجتمع فاضل و هو نِِتاج خوف، أو بقوة هذه الجهات و لم يحدث نتيجة حب وتدين في القلب ؟
هل يمكن فرض الفضيلة على أحد ؟
...
لكن دعونا نسأل-و كل كلامي تقريبا أسئلة !- ما الذي أدى إلى ظهور أو خلق مجتمع خلف الأبواب المغلقة،ذلك المجتمع الذي قد يختلف تماما عن الوجة الظاهر للمجتمع،أهو كما قلنا سابقا الكبت أو الضيق الذي يعانيه البعض من جراء إستخدام و تطبيق قوانين مستمدة من الشريعة،و أيضا الأعراف الإجتماعية المحافظة، التي تضيق الخناق على أفعال تراها سيئة،أو تراها إثم أو خطيئة،و يراها هؤلاء تًحِد من -أو تمحو- حريتهم الشخصية،و لأنهم غير قادرون على محوهم أو محوها من طريقهم أو جعلها تسهو عنهم يلجأون إلى العالم الخفي..مجتمع خلف الأبواب المغلقة؟
أم هي كما قلنا الروح المتمردة التواقة للتحرر من أي قيد،ديني كان أو أخلاقي أو مجتمعي أو أسري،حتى لو أدى بها ذلك أن تصل لمرحلة من إبتذال النفس و الإنحطاط الأخلاقي لم تكن تخطط لها أو تنوي أن تطأها، و لكن ساقها تمردها الى الغوص فيها لتعلن عن نفسها،و تبرهن و تثبت وجودها و تمردها و رفضها لما هو مفروض عليها؟
فبعض ما يقوم به سكان مجتمع خلف الأبواب المغلقة في دولهم،قد لا يفعله- و ربما يحتقره- ويمتنع عنه كثيرون و كثيرات بحريتهم و محض إرادتهم في دولهم التي كفلت لهم حرية فعل أي شئ دون التقيد بقيود،بل دعونا نسأل سؤال،ألا تتعارض بعض - و ربما كل- أفعال هؤلاء المستندة للفظة الحرية الشخصية مع كينونة الإنسان نفسه،كونه كيان يخجل و له ضمير و المفروض أن يعيش حياته بفن راقي يفرقه عن الحيوانات؟
هل وجود منظمات أو مؤسسات تدعمها الدولة،وما لها من سلطات و صلاحيات، أدي الى محو هذا المجتمع الخفي، أم انه ساعد وأدى الى زيادة التمرد وإتساع رقعة هذا المجتمع،خاصة عندما يتحول الصراع بين سكان هذا المجتمع و أشخاص حملوا أنفسهم مهمة- من وجهة نظرهم- الحفاظ على الدين و الأخلاق،و هو ما أوجد نوع من التحدي ضد هذه المنظمات و هؤلاء الأشخاص، وربما الإستهزاء بها بين سكان هذه المجتمعات،و التندر بأنهم وقعوا في قبضته مرة،كما ذكرت إحدى البنات في التحقيق !! أو كما سمعتها منذ سنوات من بعض الشباب العربي(السعودي تحديدا) في شرم الشيخ وأنهم- كما قالوا بالنص-يستمتعون بالحرية في مصر..و أي حرية !!
...
الأكيد أن هناك أسباب أخرى أدت لخلق هذا المجتمع،و الموضوع يحتاج منا إلى الكثير من الحوار و المصارحة،و التفريق بين تفعله أو تقبل به حبا و بين ما تجبر عليه وتفعل عكسه في الخفاء،نحتاج الى النقاء و العقل بدلا من الخوف و التخويف و الإجبار،نحتاج إلى تحكيم الأخلاق لا إجبارها على السير في طريق نرسمه لغيرنا و نجبره على السير فيه ،نحتاج إلى التذكر بأن الله لم يفرض بل وضع لنا الخيار لنختار و كلا منا مسئول عن إختياره،و أقصى واجب لنا هو النصيحة أو الدعوة بالحسنى لا الترهيب و الإجبار و القهر.
...
هيئة الامر بالمعروف بدعة و ليست بدعة حسنة بالمرة فهي تقطع الصلة بين العبد و ربه
ردحذفحين يصلي العبد لأن الهيئة تأمره بالصلاة فهو صار عبدا للهيئة و ليس لله
حسبي الله في من يزرعون الشرك باسم الدين في قلوب العباد
انتظر ان ارى وجه مفتي السعودية يوم القيامة و يده ملطخة بدماء بنات مدرسة اعدادية في مكة 2002احترقت فما كان من الهيئة الا انها ابت ان تخرج البنات اللاتي كن خلعن الحجاب لأنه ليس في المدرسة الا اناث و ظل رجال الهيئة واقفين شاهدين على البنات يحترقن و قلوبهم جوفاء لا تتأثر جريمتهم يومها فاقت جرائم مبارك و نظامه في رايي فهؤلاء قتلوا من لم يفكر يوما في ان ينحيهم جانبا قتلوهم بهدوء
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%82_%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%AA_%D9%81%D9%8A_%D9%85%D9%83%D8%A9_2002
و انظر نتيجة هيئة الأمر بالمعروف للشباب السعودي الذي يرحل كل اسبوع ليقضي الويك اند في البحرين و اعتقد انك عارف ليه
لن ازيد عن ذلك في الماضي كتبت تدوينة عن السعودية كدت اخسر بسببها العديد من الاصدقاء السعوديين
اتفق معك في كل ما قلت دكتور مصطفى،و اذا كنا نعتبر نفسنا مجتمع مسلم واحد فدعونا من التعصب للجنسية و البلد و دعونا نعلم أن هذا نقد من أجل الاصلاح و البناء في المجتمع و ليس من اجل تشويه صورة مجتمع أو دولة شقيقة..تحياتي
حذفأحمد أنتَ بتناقش أمور وقضية هامة جداً أعتقد أنها أزلية ولكن لا أحد يجيب ..
ردحذفو ع فكرة الابواب المغلقة وما يحدث ورائها ممكن نطلقها ع عقل و وجدان كل إنسان فينا .. أحياناً كتير عقلنا بيكون أكثر الاماكن المغلقة
اما عن جماعة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فى " مصر " فهى ليست إلأ جماعة اختلقتها السلطة العسكرية و أمن الدولة لـ عمل فزاعة للشعب من حكم الاخوان المسلمين ( دة رأى الشخصى ).
اما الامر بالمعروف و النهى عن المنكر فى السعودية او بلد أخرى فهى ليست ألا جماعات لها تأويلها الخاص للدين
أتفق معك نورهان ،و انا من اجل ذلك قلت بغض النظر عن كذب أو صدق ما يقال فالأمر مازال قيد التحري،ربما انا هنا قصدت مجتمع خلف الابواب المغلقة بشقه الديني أو الاخلاقي،أما اذا اضفنا الشق الفكري أيضا فأكيد كما قلتي،سنجد الكثير من الابواب المغلقة على عقلنا أو افكارنا أو وجداننا..تحياتي
حذفلم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم ما يسمى بهيئة الامر بالمعروف و لا النهي عن المنكر
ردحذفكل ما في الأمر .. أن المسلم عليه أن يدعو إلى دينه بالتي هي أحسن و يقنع الناس بدينه و تعاليم دينه لكن كل هذا له ضوابط
قرأت ايضا عن إيران و رواية اسمها : jamais sans ma fille .. رواية هربت منها كثيرا لكن في أخر الأمر قررت قراءتها .. من الروايات التي جعلتني أكره إيران و النظام هناك .. قلت لأمي ذلك فقالت لي أن تلك الرواية معروفة و كاذبة و لا يوجد شيء من هذا القبيل في بلاد المسلمين لكنها لم تقنعني أن ذلك غير موجود .. لكن في نفس الوقت لم أقتنع بأن كل ما جاء بها موجود ..
لكن على كل حال كان أمرا مستفزا للغاية .. و ينفر القارئ من الدين .. يصوره و كأنه دين لا حرية به و لا حرية اعتقاد به أصلا ..
كأنه فريضة يجب أن نلتزم بها شئنا أم أبينا ..
أرى أن هذه التصرفات لا أساس لها في ديننا و من يقوم بها لا يقوم بها على أساس ديني لوجه الله يعني بل لشيء أخر .
لكن في مصر .. سمعت كثيرا أن هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أمن دولة و الله أعلم .
أتفق معك في رأيك ايمان، وانا قد قلت انني لم أكن بالسذاجة الكافية لتصديق كل شئ، ولكن عندما تحدثت مع سمية-و هي فتاة ايرانية تصادقنا لما يقارب السنتين على النت-حكت لي الكثير و الكثير..و العيب أحيانا أن التشويه يأتي أحيانا من أشخاص يدعوا الاسلام، فهناك آيان خارسي علي ، وأظنك سمعتي عنها و عن كتابها أذعان الذي نشرته في هولندا..و لكن هذا لا يمنع أبد أن مجامعاتنا الاسلامية مليئة بالسلبيات التي يجب مداوتها، ولكن بالعقل و الحوار و العلم و ليس بعصبة من الجهلة ..تحياتي
حذفيحتاج منا إلى الكثير من الحوار و المصارحة،و التفريق بين تفعله أو تقبل به حبا و بين ما تجبر عليه وتفعل عكسه في الخفاء،نحتاج الى النقاء و العقل بدلا من الخوف و التخويف و الإجبار،نحتاج إلى تحكيم الأخلاق لا إجبارها على السير في طريق نرسمه لغيرنا و نجبره على السير فيه ،نحتاج إلى التذكر بأن الله لم يفرض بل وضع لنا الخيار لنختار و كلا منا مسئول عن إختياره،و أقصى واجب لنا هو النصيحة أو الدعوة بالحسنى لا الترهيب و الإجبار و القهر.
ردحذففعلا هو ده اللى احنا محتاجينه
أشكرك مروة على مرورك الذي يسعدني جدا..تحياتي
حذفلا انكر هذه القضية فقد انتشرت في السعودية هذه الظاهرة وأصبحت بعض السهرات الليلية يقدم بها الدرنك عادي حتى ولو لم تكن مختلطة فهو تقليد أعمى ومحاولة للتمرد على أي قيم فرضها المجتمع أو الدين كما أن كبت الحريات الشخصية يسمح بأكثر من هذا موضوع شيق الطرح وقضية مهمة طرحتها هنا وتحتاج لكثير من الأقوال والأدلة والإقناع تحياتي
ردحذفأشكرك استاذة كريمة على تعليقك و على موضوعيتك التي أحترمها و أتعلم منها،و الاكيد فعلا أن هذه القضية تحتاج الى كثير من الاقوال و البحث و الادلة،و لكن الأهم و أيا كان مقدار سوء أو حسن هذا هو الاهتمام بالموضوع لأنه قد يبني المجتمع أو يهدمه..تحياتي أستاذة كريمة
حذفهنا مربط الفرس ومكمن السؤال
ردحذف"هل يمكن فرض الفضيلة على أحد ؟"
بالضبط كدة !!
حذفربنا عطانا حق الاختيار و احنا عاوزين نجبر بعض..ازاي ؟!
..دايما منوراني يا سلمى..تحياتي
الفضيلة لاتفرض وكذلك الدين
ردحذفيقول رب العزة عز وجل " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ليرسخ حرية العقيدة
اما فكرة تلك الهيئة فهي حق اريد به باطل
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة ولكن كيف
بالنصيحة وباللين اما تغيير المنكر باليد فله شروط وضوابط لاتراعيها مثل تلك الهيئات
تحياتي لك ودمت مبدعا
حذفأشكرك استاذ عثمان على تعليقك البناء،و اتفق معك، وان كانوا هؤلاء اصلا لا يعرفوا صحيح الدين،و يخترعوا منكرات ما انزل الله بها من سلطان !!شرفتني أستاذ عثمان..تحياتي
حذفتساؤلاتك كلها مهمه وبحاجه لنقاش مطول...وبراي ان الاجبار والكبت والقيود لن يؤتوا بأي نتائج ايجابيه والتجارب التي تحدثت عنها في تدوينتك وما نراه من تصرفات لبعض المقيدين هي خير دليل...ولكن باستطاعة الدول الاسلاميه تحديد بعض المحرمات وتقنينها وفرض ضرائب عاليه جدا عليها ووضع بعض القوانين التي تحافظ على هوية وخصوصية البلد مثل قانون الاحتشام الذي يتداولون فيه الآن في الامارات .
ردحذفو يحضرني الان الباكستان وتمسكهم بروح الدين الاسلامي واخلاقهم الحسنه و احتشامهم بدون فروض اجباريه وهذا نابع للتربيه والمدرسه وتماسك المجتمع.
تحياتي للموضوع المهم .
أشكرك استاذة سهير على نعليقك البناء،و انا مع اقتراحك و مع بحثه و صياغته في صورة تليق بالاسلام..وانا أتفق معك بشأن باكستان،فأنا لي اصدقاء و صديقات من باكستان و ألمس فيهم النقاء الفطري و الالتزام عن حب في الدين، وكأنهم فعلا اسم على مسمى..بلد الأنقياء..سعدت جدا بزيارتك و تشرفت بها..تحياتي
حذفانا اللي اشكرك لنشاطك و لطرحك للافكار المتميزه.
حذفويا ريت نخليها نيسان حاف :) اصلي تعودت على اسم نيسان في المدونات وبدون القاب ....خلينا على البساط الاحمدي ربنا يسعدك :)