ولرفـْقـَــة القـَمـَر أحوال

تـَعبَ وكـَلَّ 
من طرْق أجفاني الرُقادُ
وكبَّلتني أعـْرَاسُ لـَيْلي
واستعبدني أرَقي والسُهِادُ
وتحَاشاني سُلْطان النُعَاس
وجافــىَ جَنـْبَيّا المِهَادُ
والليلُ منْ حَولي سُكــون
قد إنـْمَحىَ فيه السَــوادُ
فقد سَاد فيه نـورُك
وأنـْقـَادت له الآفاقُ
والوهَــادُ
فهَامَت الروحُ في سَكْرةٍ
قـد نـَالها من الوَجدِ
إزْديـــادُ
فأقمتُ سَهْرانا أناجيك
عَلـِّي برفـْقـَتِك
يُصَالِحَني الــــودادُ
فتَحْكي العُيونُ جَوايَا
ومَا لَم يَنْطقْ به الأشْهادُ
فأنـْشـِدُ مَع عَزْف النـَسيم

مَا تُرْوىَ برضَابـِه الأكـْبادُ 

أغان ٍ يَطـْرب لها الشـَجَرُ
ويرقصُ لفِتـْنتها الجـَمَادُ

عَلـِّى أغـْتـَنم إرْواء شـَـوق ٍ

قد زَادَه في حَشـَـايا البعــَادُ

أوْ يَرْجـع لقـَلـْبي كُل حـِـس

ماحَسبْت لهُ عَـودٌ وإرْتـدادُ
وأنتَ يا قـَمَرُ على عَرْشِك
لا تحْوي أُطُر بَهَاءك الأبَعَادُ
تَجَبَّرتَ في الفضَاء بحُسْنِك
وإنـْقادَت لفِتـْنَتِك العِبَــادُ 
فحَررني برفـْق من سِحْرك
وأرحَم عَاشِق تـَمَلَّكَته الوجَادُ
ذابَت فيك ذرّاتُ كَيـــانِه
وبـِكَ قد شُغِفَ مِنْه الفـــؤادُ
كم أكْرهُ يَا حبي مُغادَرَتك
وأودُ لو يُطيعنِي الإسْعَادُ
لكنَّني لا أحْكُم الوَقـْتَ
ولا الزَمَان لأوامري يَنـْقادُ
فليلي إنقضــــى

وصبحــي دنــــى
وقد أزفَ الميعـــــــادُ
..