الأربعاء، أغسطس 07، 2013

تقبل الله منا ومنكم


   رغم الجراح النازفة بأوصال الأمة وبقلوب كلا منا، يبقى دوما الأمل في غدٍ تملأه السعادة والحب والاخاء، ويحوطه الأمن والسلام والوفاق.
مضت علينا سنون طويلة ونحن فيها كلما اقتربت الأعياد شعرنا بإفتقاد وحنين وشوق جارف لأيام من حياتنا ولت كان لنا فيها عادات وطقوس تروي أرواحنا وتتخمها سعادة وبهجة، فجاء تالي هذه الأيام وحرمنا من هذه الطقوس والعادات التي كانت مصدر سعادتنا وبهجتنا، أو أبقاها لنا في صورة عملية ميكانيكية أو في صورة هيكل خاوى وقد سرق منها روحها فغدت فقيرة وخاوية من كل ما يمت للسعادة أو للفرح أو للبهجة بصلة.

   تمضي السنون وكلما اقتربت الأعياد واجهتنا معضلة عويصة، فواجبنا فيها أن نقدم التهاني رغم أن كل ماحولنا لا يستوجب إلا تقديم التعازي.
  يأتي العيد وبيننا من فـَقـَدَ غالي أو حبيب، صديق أو قريب، يأتي ودماء عربية سالت وتسيل في بقاع عدة من وطننا العربي، في مصر وسوريا والعراق والنازفة دوما فلسطين، والوطن الذي لا ينزف فيه دم أبناءه لا يخلو من نزيف كرامتهم أو حريتهم.
ربما ما نرددها الأن ليست تهاني من قلب سعيد بقدر ما هي أماني من قلب موقن أنه مهما كان ظلام الحالي حالك فإن فجر القادم سيأتي بشمس مضيئة تمحو كل ظلام، فيُسعد القلوب الحزينة، ويداوي النفوس الجريحة، ويُفـَرِِّج عن الأرواح البائسة.
فإذا ساد الحزن وتجبر فمقاومته بالسعادة واجبة، فدعونا نقاتل من أجل لحظة سعادة ولو بدت مستحيلة لنشعر بها أو لتغير طعم بحار الحزن التي نغرق فيها.
فمازالت هناك لحظات سعادة وبهجة من تلك النوعية القديمة مازالت قادرة ان تخترق جـُدر الحزن التي بنيت على أرواحنا وقلوبنا فتمسها برفق وتقول لها بهمس السعادة لم تمت بعد.
والقلب دوما قادر على صنع وإستقبال مثل هذه اللحظات.
..
  عيد فطر مبارك عليكم، وكل عام وأنتم وكل من تحبون وكل من يحبونكم بألف خير وسعادة، وكل عام والأمة العربية والإسلامية في خير وأمن وأمان، ويأتي العيد القادم عليكم وقد حقق كل من تمنى أمنيته، وكل من رغب رغبته، وكل من إشتاق شوقه، وعلى أمتنا وهي أحسن حالا وأعلى مقاما وأشد قوة وبأسا، محررة وطاهرة جميع أراضيها ومُصانة مُكرمة جميع شعوبها وأهليها.
وتقبل الله منا ومنكم.

..

الأحد، أغسطس 04، 2013

الإخوان والعسكر والتجربة التركية

يبدو أن العسكر في مصر عندما لاحظوا أن الإخوان يريدون تطبيق تجربة إردوغان في تركيا قابلوهم بتجربة العسكر هناك!
إذ ان العسكر هناك قد قاموا بثلاثة إنقلابات عسكرية، بمعدل إنقلاب كل عشر سنوات.
1960 ضد حكومة الحزب الديموقراطي وإسقاط الحكومة برئاسة عدنان مندريس
1971 ضد حزب العدالة وإسقاط الحكومة برئاسة سليمان ديميريل
ثم ياتي إنقلاب عام 1980 بقيادة كنعان إيفرين وهو الاكثر دموية في تاريخ الإنقلابات في تركيا. والذي قدم للمحاكمة لاحقا بعد تعديل دستور 82 في عام 2010 بناءا على طلب حزب العدالة والتنمية الحاكم.
ثم تختم سلسلة الإنقلابات بالإنقلاب الناعم ضد حكومة إربكان في عامها الاول 1997 والذي انتهى بتقديم إربكان لإستقالته بعد ان نجح الجيش في قلب الشارع ضده.
..
ولكن الوضع في تركيا يختلف تماما عن الوضع في مصر، وإن كانت المشاهد يمكن تمثيلها على أي مسرح!
ففي تركيا هناك إنفصال شديد بين الدولة والحكومة، فالدولة متمثلة في الجيش (لاحظ ما فعله مرسي من إقالة لطنطاوي وعنان، حتى وإن كنا أردناها جميعا) والسلطة القضائية (لاحظ ما فعله مرسي مع المحكمة الدستورية أعلى سلطة قضائية في مصر) والبيروقراطية (لاحظ محاولة سيطرة الإخوان على مؤسسات الدولة ونقاباتها...الخ فيما سمي بأخونة الدولة) تعتبر الند الأول للحكومة والبرلمان (وهنا سياسة مرسي كانت محاولة التخلص من هذا الند)، وتتمثل مهمة الحكومة-في النظرية الكمالية- في نقل إرادة الدولة الى المجتمع والمواطنين.
وعليه إذا خرجت الحكومة عن نطاق هذه المهمة كان الإطاحة بها واجب وطني تقوم به الدولة، متمثلة في الجيش.
فبعد إعلان تركيا جمهورية في 29 أكتوبر 1923 على يد رجال الجيش بقيادة مصطفى كمال أتاتورك بعد حرب تحرير ضد القوى الأوربية، نال رجال الجيش ما يشبه التقديس من جانب المجتمع التركي.
النظام العلماني الذي أراده أتاتورك للدولة التركية قد تطرف عن العلمانية الغربية، إذا أنه لم يفصل بين الدين والدولة بشكل جزئي او كلي، بل جعل الدولة تتحكم في الدين، وجعل العلمانية هي ديانة الدولة وأي مساس بها يمثل خطر على الدولة التركية، وكان هذا هو السبب الأول في قيام الإنقلابات العسكرية السابق ذكرها.
وقد ظلت النخبة الكمالية (متمثلة في حزب الشعب الجمهوري) مسيطرة على الدولة التركية ومسيرة لها منذ إعلان الجمهورية التركية، حتى جاء عام 1950 وفاز بالإنتخابات البرلمانية الحزب الديموقراطي بعد أربع سنوات من تأسيسه في عام 1946 ، وبينما كان حزب الشعب يؤيد العلمانية وسيادة النخب وبيروقراطية المركز، قام الحزب الديموقراطي بمحاولة إزالة الهوة بين الأقاليم والمركز، وكذا بتطبيق إقتصاد السوق بدلا من إقتصاد الدولة المدعوم من الكماليين، ومنح مزيد من الحريات الدينية والإقتصادية. وهنا وجد الكماليون أن النظام الكمالي (إجتماعيا وسياسيا وإقتصاديا) يتم تدميره، وهو يمثل تدمير لعلمانية الدولة، لذا قام الجيش بوصفه أقوى أدوات الدولة بأول إنقلاباته في 27 مايو 1960 ليعيد الوضع كما كان سابقا (فيما سمي بثورة التصحيح) وليطيح بالحكومة الحالية ويعدم رئيسها وبعض من وزراءه.
بعد هذا الإنقلاب بعام تم إصدار ( قانون الخدمة الداخلية ) والذي صار رخصة قانونية بجانب الرخصة الدستورية للجيش بالتدخل. حيث تنص معظم مواده على واجب الجيش بحماية إستقلال الجمهورية والوطن التركي وحماية الجمهورية التركية والوطن التركي التي أقرها الدستور ومراقبتهما بحرص.
وهو ما اتى بالإنقلاب الثاني في عام 1971 .
ولكن بعد إنقلاب 1981 أراد الجيش أن يوجد مؤسسة تجابه الحكومة وتقوم الأمور بشكل مستمر بدلا من تدخل الجيش المباشر.
وهو ماحدث في دستور 1982، والذي سبق الإستفتاء عليه حملة عقوبات لكل من يتقدم بنقد لمسودته، في مشهد يذكرنا بحملة التجاهلات التي سبقت الإستفتاء على الدستور الأخير!، والذي حول ( مجلس الأمن القومي ) إلى مؤسسة يستطيع الجيش من خلالها التدخل والتأثير المباشر على السياسة.
وكان هذا المجلس مقسما بين سياسين وجنرالات، ولكن الرئاسة والتأثير فيه كان للجنرالات. وبقي على هذا الوضع حتى عام 2003 عندما عملت حكومة إردوغان على سحب النفوذ السياسي للجنرالات بتحويل المجلس إلى مجرد جهاز إستشاري- لاحظ ما قام به مرسي من إقالة للمشير طنطاوي والمشير عنان وتحويلهما لمنصب مستشارين- وعين لأول مرة في 2004 أحد المدنين أمينا عاما للمجلس، وهو السفير السابق لتركيا في اليونان محمد يجيت بدلا من الجينرال شكري صاري إيشيق.
ظل دستور عام 1982 مثل الشوكة في الزور بالنسبة لأردوغان وحكومته، بما كان يحمله من تحصينات لجنرلات الجيش، إلى أن نجح اخيرا عام 2010 في تعديل بعض مواد الدستور بعد تقدم حزب العدالة والتنمية بطلب تعديلها.
ربما ما ساعد إردوغان هو انه في بداية حكمه كان على رأس الجيش رئيس أركان وصف بأنه مواطن بالزي الرسمي، وهو الجنرال (حلمي أوزكوك)، لم يكن أوزكوك محبا لأردوغان وحزبه، ولكن كما قال البعض كان هناك بين أردوغان وأزكوك ما يشبه إتفاق غير مكتوب، مضمونه هو ألا يقدم أحدهم على خلق توترات-وقد كان هذا سلاح الجيش قبل كل إنقلاب- على ان يتراجع الجيش إلى المرتبة الثانية. (وربما هنا نجد إختيار مرسي للسيسي ظنه قد يكون مشابها لهذا الإتفاق،ولكن بقسم معلن!)
كما عمل أوزكوك على تحجيم مساعي بعض الجنرالات الساعين للإنقلاب، وأعلن دعمه لإعادة تفسير أتاتورك من جديد-وهنا إزالة للحجة العظمى للإنقلابات، الحفاظ على علمانية وكمالية الدولة!- وتنقيح مناهج الأكاديميات العسكرية وفقا لذلك، وهو ما يمثل ذبح للإديلوجية العسكرية في تركيا.
حتى أنه في خطاب له بالأكاديمية العسكرية بإسطنبول قبل تقاعده بأشهر طالب الطلاب بعدم التسرع في الحكم على الأراء الاخرى، وأنه ليس بالضرورة أن يكون صاحب الرأي المخالف خائنا للوطن. ولكن جاء من بعده الجنرال (بيوكانت) ليرمم ما افسده وليحذر الشعب من وجود قوى في الجمهورية تحاول إعادة تعريف مبادئ الأمة وعلى رأسها مصطلح العلمانية.
كما كان من أسباب نجاح إردوغان في ربط تركيا بالإقتصاد العالمي، وهذا أضعف الدولة (الراعية لإقتصاد الدولة) مما أبعدها عن الإقتصاد وأتاح الفرصة لإردوغان وحزبه للصعود بالسياسة الإقتصادية التي إتبعوها.
وأظننا جميعا على إطلاع بما دار ويدور في تركيا من هذا التاريخ حتى الأن.
..
من قبل كتبت هنا رؤيتي و قلت أننا صعب أن نؤمن أن الجيش يفعل ما يفعل بنية خالصة من أجل الله والوطن، وأنه وإن كان غير قادر أو راغب في ممارسة كافة شؤون السياسة فإنه على الأقل راغب وبشدة في تسيير بعضها، وربما هو قادر على ذلك، وأن مسألة الإستقواء بالجيش ذاتها خطيرة، فالأصح في الصراع بين المدنين في الساحات السياسية أن يكون الفيصل والحاكم بينهم هو الدستور والقانون وكل ما يتبعهم من ممارسات شرعية.
وقد يرى البعض الإطاحة بمرسي بعد عام من توليه منصب الرئاسة تشبه الإطاحة بإربكان بعد عام من توليه السلطة وإجباره على الإستقالة، قد تصح المقارنة وقد تثبت خطأ، ولكن إن نظرنا من منظور أخر لوجدنا أن الشعب، وهو المانح الأساسي للسلطة والشرعية، كان له دور في الإطاحة بمرسي بينما في حالة إربكان كان الجيش هو اللاعب الأساسي.
فبعيدا عن نظرية الإنقلابات والإطاحات لابد أن نضع رغبة وإرادة الشعب في موضعها الصحيح. فالواقع أن الشعب الذي منح معظمه الفرصة لمرسي مجبرا وجد أن إختياره كان خاطئ وأن من حقه في ظل تجاهل إدارة مرسي للكثير من مطالبه، وكذا إنكارها لأي خطأ في سياستها الداخلية والخارجية رغم وضوحه، وكذا لسياستها الإجبارية في فرض أشياء لم تتم بتوافق مثل الدستور وغيره، وإعطاء الفرصة لجماعات وتوجهات فكرية معينة بالصعود على السطح والتدخل في شؤون الدولة ومحاولة صبغها بصبغة معينة وتوجيهها على طريق معين، والأهم هو إدارة البلد بإديلوجية لا يراها الغالبية بالإسلامية الحقة ولا بالوطنية الكافية. وجد أن من حقه أن توضع لكل هذا نهاية. وبغض النظر عن الوسيلة التي إتبعناها أو وافقنا عليها للوصل لهذه النهاية فالأكيد أن فئة غير قليلة منا أرادت فعلا إخراج مرسي حتى لا تتفاقم الأمور وحتى يمكن تدارك كل شئ قبل وصوله لمرحلة التدهور والكارثة. وحتى بعيدا عن حكمة أو حماقة هذا، كان النظر لردة فعل مرسي والإخوان في مجابهة هذا قد أكد بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام جماعة لا تعي شيئا في السياسة ولا تعرف كيف تتعامل مع الأزمات. وإلا ما كانت أوصلت نفسها لم هي فيه الأن، فما نحن فيه لا يمثل أزمة وطن بقدر ما يمثل أزمة جماعة حفرت لنفسها قبر بيديها ومازالت مصممه على دفن نفسها فيه بلا رجعة!
..
ربما جميعنا قلقون ويتغشانا الحزن من جراء الوضع المحزن في بلدنا، من إنشقاق ودماء، أرتعب عندما أفكر إذا قدر الله وعاد بعض الأشخاص الذين أعرفهم من ميدان رابعة وقد قـُتلوا، كيف لنا-ونحن لا ينتهي حديثنا في الشارع أو في أي مكان- أن نتحدث بعدها في أمور الدولة؟
هل سيستطيع أحدنا أن ينطق أمام والد أو أحد أقارب شخص قد قتل قائلا بأنه داعم للجيش ورافض للإخوان؟ أم أنه حينها سيبدو في صورة الشامت والغير مراعي لمشاعر الأخرين وربما الخائن؟
فأخشى ما أخشاه أن تفرض الدماء سياسة دكتاتورية يقبلها الجميع ولا يستطيع أحد رفضها خشية أن يقال عليه شامت أو خائن.
.

الخميس، أغسطس 01، 2013

تـَخَبـُط


قـد عَـانقَ البَصـرُ الأجْوَاء مُقتربَا
فهـل تـُطـْوى لـه الأفـَـاق مُنـْتـَهبَا

نـَادىَ النـُهىَ والفِكــْـر فيـهِ مُتيـَّـم
كيمـَا يَـرى لنـَـدى أحْـلامِه سَبَبَــا

أمَّـا الجُنـونُ فقـََد دَعـَاهُ مـِن زمَـن
حَرِّر خيَـــالك هيـَّا سَــابق السُحبَا

حـَدَثٌ اغـْرَت حَشَاه مَفاتِنُ البَطـَل
وعُنفوان هـَـواه بالطـَيش قـَد سُلِبَا

فسَعَى وحُمَى الأمْجَـادِ تدْفعَ خَطْوَه
نحْو الوَغي كَما الشُجْعـان مُنتصبَا

مَا هَمـَّه بَطش الزَمَان ولا أرْتـَعـَـد

ومَـا هـَاب مِن جـُور العـِدا وَصـْبَا

شـَهـَـر الحُسـَــام بـلا دِرع يؤمِّـنـُه
وصَـدرُه للمَوت مَشْروع إنْ اقترَبَا

هجـَم مُقـْدِمَا وحَمَـاسُــه تـَاج يُكـَللـُه

فكـُل العـَــار إنْ ولـِّى مُدبـِرا هـَربَا

فجابهته مَشَــاهِدٌ يدمـَع لهـا الصخرُ
فيها الدماءُ كعِفـــريتٍ رقص طرَبَا

قد كان لحنُ النصر يُنـْشي مَسَامِعَه
جَاءَ الصُرَاخُ أصَمَّه فسَقـَط مُنـْتحِبَا

خَانته عَيناهُ وغَدَت عَبَــراتُه مَطـَرا
فمَــارَ مِنه الحَشـَا وكـَفـُهُ اضْطـَربا

جـَرَع مخـَاوفه والكـَاس مُتـْرَع جُبْن
والزنـْد يَرْتـَجـِف بالرُعـْبِ قـَدْ نـُهـِبا

صِنـْديدٌ قــَدْ غـَـدا يَبـْغـــي فِكـَـــاكـَا
مُقـْبـِــلٌ وَلـَّىَ الدُبـُر وحَــالهُ انـْقـَلبَـا

أو ربـَّمـا كـَـانَ ضـَريـرٌ قـَــدْ سَــلك
سُبُل البَصَـارىَ تـَحَنـُنا قـَاصِداً قـُرْبَا

فجـَاءَ الدَهـرُ أخْبـَرَهُ ولسانه لـُطـْفـَا
بأنَّ الحـَـقَ قـَد يَحْوي ببَاطِنـه كـَذبا

إذا لـَم يَكـُن مِـنْ رَِبـِّـك فـلا تـُذعِــن
وإنْ قـَضيـتَ سَاعيـَا لسَبـْرهِ حُقـُبَــا

يـا مُمْعـِنـَـا فِـي الأنـَاسـِــي وحَالِهـُم
أصْبَحتَ كَمـَن يَسْعى راجيـَا نـَصَبـَا

فحيـــزَ له طـَوْعـَا أضْعَـاف الأمـَاني
ونـُوديـَـا أبْشـِر يا أجـْزلُ مَن وُهـِبــَا

لو شــَاء رَبُــك لوَحـَّدّهـُم ووالـَفـَهُــم
وصَادف الشَـارقُ مَن برَحْــلِه غربَـا

وذاكَ نـَقبَله إن صَــادفَ مِنـَّا الهَـوى
وحينـَا نـَكـْتـَسي مـن عَجَبـِــهِ العَجَبَا

من اسْتـَنـَار بأقـْـوال حَسَبهَــا ضيَـاء
لهَـا أغـْمَضَ الأجْفانـَا وانـْعَسَ اللـُبَّـا

وسَــار مُنـْتـَشيـَا مَزْهـُـو الخَطـَــاوي
كـَأنَّ ثـُقـْـلُ الدُجـَى غـَـادرَهُ وانْسَحَبَـا

فشَلت مَسَاعيهُ وبـَاءت بخـَيْبة حُبـْلىَ
فالعـَقـَل لـَـو عَلـِـمَ مـَا يُسْـرجُ الدَرْبـَا

فهَــاك ليلهُ قـَائـِم والفـَجـْـرُ مَا لاحَـت
بشـَـائـِره ولا الأنـْوار وميضـُها هَبــَّا

..