الاثنين، يوليو 02، 2012

حكاية !!

 

عندما تموت الحماة عن زوجة إبنها تصغر عشر سنوات!!
...
كان قد مر زمن طويل منذ أخر مرة كان هنا و رءاها فيها،قال له صديقه لقد صغرت عشر سنوات بعد وفاة حماتها!! إعتقده يبالغ،و لكن عندما قابلها تيقن أنه كاذب..فقد صغرت على الأقل خمس عشرة سنة !!
...
    كانت جريئة في تعاملها مع الرجال،لا تستحي أو تحمر خدودها خجلا من كلمات قد يتم ذكرها في حضرتها مثلما تستحي كل النساء و البنات،و لكنها مع ذلك لم تكن سهلة أو عرضة لأي إستغلال..
عرفها منذ سنوات كجارة له في هذا المكان الغريب عنه،كان في بداية عشرينياته  كانت هي قد كسرت الثلاثين عام بقليل، كانت تعرف أحد أقاربه و الذي كان قد أتى لهذا المكان منذ سنوات مصطحبا معه زوجته وأبناءه،و عليه فقد إعتادت دخول هذا البيت الذي يعيش فيه،كانت تطرق بابه صباحا حاملة كوب به لبن،مازال محتفظا بدفء الضرع، فقد هبط منه لتوه !!
كان يأخذ منها اللبن و يشكرها، فترد :
 بالهنا و الشفا يا أخويا !!
رغم أنه كان لا يحب اللبن،و لكنه بدأ يشربه ، فقد إكتشف للبن هنا مذاق و رائحة خاصة،و لم يعرف أهذا بسبب نوع الأعلاف و الحشائش التي تتغذى عليها الماشية هنا،أم بسبب سحر تلك التي تجلبه إليه يوميا مجانا..و كرما !!
..كان تعامله معها،و مع كل من حوله،محدود فهو مازال غريب عن المكان و لا يعرف أحد..و لا يريد !!..و لكن الأيام اضطرته لذلك فهو لا يستطيع أن يعش وحده ،و كذلك لأن الفلاحين بطبعهم وديدون يولفون على القادمين في وقت قصير..
 إتخذ الأمر منه شهور طويلة ليعتاد و يتعامل مع من حوله،فقد أجبره قريبه على إصطحابه كل ليلة ليقضوا سهرتهم عند أحد الجيران..و هم معدودين،كلا منهم قد بنى بيت صغير على رأس أرضه وسكن فيه مع عائلته،كانوا تقريبا جميعهم من أماكن متفرقة و لكن جمعتهم الأرض هنا ليصبحوا جيران و أخوة، كانوا هم فقط مستأجرون، ربما يقضوا عام واحد و يمضوا إلى مكان أخر..و لكنهم أمضوا هناك أعوام..
  ربما كان حظه سئ في موضوع البنات،فلم يكن هناك بنات في تلك المنطقة في مثل سنه،إلا بنت واحدة و لكنه تحاشاها فقد كانت تملك نفس برود والديها !!
..أما تلك التي تسكن ذاك البيت البعيد،و الذي يراه من أمام البيت الذي يسكن فيه،و التي يراها أحيانا على البعد في أرضهم تجري برشاقة مفرطة خلف الجاموسة التي هربت منها و جرت في كل أنحاء الأرض وسط الزراعات.. فقد كانت أنثى..و لكنها لعوب و لم يدري كيف تعلمت هذا في عزلتها هذه، ربما من زميلاتها في المدرسة..و لكنها كانت تذهب إليها قليلا..و لكن ما فائدة المدرسة و ما ستجنيه منها اذا قارناه بمتعة جري كل شباب المنطقة و المناطق المجاورة خلفها !!
لفت إنتباهه تلك السيدة التي تقارب الخمسين،ظنها والدة أحد الشباب الصغار الذين يستأجرونهم في العمل،و لكنه صدم عندما عرف منه أنها زوجة أخيه الذي يعمل في الأردن و أنها أكبر منه بما يقارب العشرين عام !! و أن أبيه هو من ورطه في تلك الزيجة..صراحة أشفقت جدا على أخيه هذا،فالمعتاد أن يكون الزوج أكبر أما أن تكون الزوجة أكبر فهذا لم يراه !!أو لم يسمع عنه إلا في زواج بعض الشباب من الأجنبيات المسنات لينالوا فرصة السفر للخارج، وهنا عرف سبب تلك المشاجرات اليومية الصباحية و الظهرية و المسائية بين ضاوية (زوجة أخيه هذا..واسمها غريب !) و بين حنان زوجة أخيه الأخر..فقد كانت هذه(ضاوية) تقارب الخمسين و زوجها يقارب الثلاثين،إلى جانب أنه في الأردن منذ مدة تقارب العامين، فقد ولد له ولد ثالث و لم يره بعد و هو ثمرة لقاء عابر مع زوجته عندما كان موجود في أخر زيارة..أما الأخرى(حنان) فقد كانت في بداية العشرينيات ولديها طفل وحيد تخطى العامين و زوجها يكبرها بأعوام قليلة..و معها في المنزل يراعي الأرض مع أبيه وأخيه الأصغر..وطبعا يراعيها !!
  و قد كانت كلا منهما تقيم في حجرة من البيت الواسع، مثل كثير من بيوت الفلاحين وكل شئ مشترك ، و كانت أول مشاجرة تبدأ عندما تخرج حنان من الحمام صباحا و قد بدا عليها أثر الليلة الماضية،فهنا تشطاط ضاوية غيرة و كرها و حرمانا..و تبدأ الحرب اليومية !
...
أما هذه فقد كانت برنسيسة،تقرب إليها في السنوات التالية و إعتاد على لبنها الصباحي الذي لم تقطعه،كان قريبه يعلمها جيدا و يعلم كل شي عنها و عن زوجها،و كانت تعيش معهم حماتها فهذا هو إبنها الوحيد الى جانب أنهم من محافظة أخرى و جاءوا منذ سنوات مثل غيرهم ممن تركوا أماكنهم الأصلية وباعوا  أراضيهم السمراء(الطينية) القليلة القراريط وأشتروا بها أفدنة هنا،في تلك المناطق الجديدة رخيصة الأسعار..
كانت حماتها،رغم طيبتها البادية، لها وجه أخر معها،فالجنة التي ترقد تحت أقدام الأمهات تعلُو فوق رؤوسهن بملايين السنين الضوئية عندما يصبحن حموات !!
ربما لأسباب بسيطة و تافهة،و لكن لابد من فرض السيطرة في كل شئ مهما كان هين أو يسير أو غير ذا قيمة..فهذا مبدأ !!
تعجب،فكيف تكون ضعيفة هكذا أمام حماتها رغم أنه عرفها بعد هذه المدة قوية و مسيطرة،مثيلاتها يجعلن الحماة تكره الحياة و تدعو الله يوميا أن تغادر الى الأبد !!
..ربما هذا هو ما جعل نظرته تتغير لها و جعلته يشك في طيبتها وأن ما تفعله هذا محض تمثيل من أجل الوصول لما تريد،و ليس طبع فيها أو خبث.. أو شئ أخر كما يعتقد البعض..و على رأسهم قريبه !!
...
ذات يوم سألها-أمام زوجها وكانوا قد اعتادو على بعضهم البعض- :
مش غريبة إنك بحلاوتك دي،كانت جميلة، شعرها أشقر يظهر عندما ينحصر عنه منديلها الفلاحي،و عيناها زرقاوتان،و تبدو رشيقة جدا و هي تقود الجاموسة إلى الزريبة !،سألها:
إزاي تتجوزي الراجل الإسود ده،فقد كان زوجها أسود البشرة،و على يديه أثار لجرب أو ما يشابهه !! و نظرتُ لزوجها و ضحكتُ، و ضحك هو بعبط كعادته فقد كان لا يفقه شئ في أي شئ !!
أجابته و هي تعطيه درس في الحياة :
دا كدة أحسن من زمان كتير !!
دا أول ما اتجوزنا كان مبروم ما فيهوش لحم و وشه مصفوط !!
لكن دلوقت حتى و لو أسمر أهو راجل ملو هدومه !!..و يضحك زوجها !!
...ربما كانت حكيمة،فالوسامة في الشباب قد تجذب، أما وسامة الرجولة في الشخص الناضج أيا كان شكله فهي لا تقاوم !
...
كان دوما يخالفها،لأنها كانت كثيرة الطلبات،تأتي و تقول :
بيتهيألي القفص اللي برة ده مش عاوزينه !!
عاوزة أخده أبيت فيه بطتين صغيرين..
و يرد هو :
لا لا لا ..دا احنا عاوزينه !!
تقول :
ما أنا عارفة عمرك أبدا ما هتريحني !!
هأجي لموسى أخده منه !!
كان موسى هذا يعمل معه و كان لا يقاوم طلباتها..لابد أن يلبيها !!
...
عندما عاد بعد سنوات،و كانت حماتها قد ماتت،قرر أن يراها..
و أسترجع في ذاكرته موقفين عرفها فيهم على حقيقتها..فقد كانت ضعيفة جدا على العكس تماما مما يعتقده الجميع،و لم تكن لعوب أو كما ظن البعض،و إن كان الله قد قال إن بعض الظن إثم فكل ظن هؤلاء فيها كان إثم !!
الموقف الأول عندما كانوا في فترة القيلولة و نائمون،و فجأة إستيقظ الجميع على صوت صراخ،خرجوا جميعا جريا كل منهم بما عليه من ملابس قليلة ،و إذا الصرخ يخرج من بيتها..و رأوا النار قد إشتعلت في عشة الفرن الملاصقة للزريبة حتى أشعلت فيها النار و تقترب من إلتهام البيت بأكمله !!
..جرى- وكان أخفهم هو في الجري-و دخل البيت،فوجدها مستندة الى أحد الجدران بظهرها و قد ضمت يديها إلى جنبيها و على صدرها و الرعب يملأ عينيها و ترتعش بشدة، و كأنها شلت أو تحجرت و تهزها الرياح !!
كان يعلم أن زوجها غير موجود فقد رءاه في الصباح و هو ذاهب لعمل في مكان مجاور و عادة لا يعود إلا في العشية،
أشارت إلى الزريبة و يدها ترتعش بشدة،و قالت بصوت متقطع :
.الـ..الـ..بهايم !..الم..معيز !!

   جرى فدخل الزريبة و كان قد وصله الباقون،فدخلوا و حرروا البهائم، ثم توجه بعضهم إلى السطح،و كان الجميع قد جذبه الصراخ حتى من الأماكن المجاورة، فقاموا بتشغيل أقرب ماكينة ري لجلب الماء، و بدأت النساء في جلب الماء و قام الرجال بعمل حبل بشري و كلا منهم يوصل الماء للأخر و بدأوا في إخماد الحريق..و لم ينس أبدا صورتها في هذا اليوم ولا الرعب الذي سكن كل ملامحها..و عندما إنتهى كل شئ بسلام أللهم إلا من حرق سقف الزريبة بأكمله و لكن بدون خسارة أيا من البهائم فيها،و هذا شئ يمكن تعويضه، ذهب إليها مبتسما محاولا أن يخفف عنها الصدمة و قد كانت مازال الرعب يسيطر عليها و جسدها ينتفض و قال لها :

الحمد لله، جات سليمة..و أكمل، ما كنتش أعرفش إنك خِرعة كدة !!
- فقالت و مازالت كلماتها تخرج متقطعة :
..لا ..لا.. انت ما تعرفنيش !!
..واضح أن الجميع لا يعرفونك !
...
  الموقف الثاني عندما كان جالس في ظل شجرة الكافور في منتصف الظهيرة،و يراقب الماء الجاري في التبطين،رءاها على البعد ماشية على الطريق الموازي للتبطين،و راقبها بنظره ،لا لشئ و لكن لأنها كانت هي الشئ الوحيد المنحرك في هذه الساعة!!.. و فجأة و جدها تسمرت و أعتقد أنه سمع صوت صرخة، ركز النظر تجاهها،فوجدها مازالت متسمرة مكانها..فشك أن هناك شئ،و كان هو وحده من لاحظ ذلك و لا يوجد أحد،فجرى ناحيتها بسرعة،و عندما إقترب قليلا وجدها تحاول نقل خطواتها للخلف و تسير للوراء و كأنها تخشى أن تدير ظهرها لشئ ما،و سمعها تهتف بصوت مخنوق على زوجها..
إقترب منها فألتصقت به،و شعر بيديها و جسدها كله ينتفض !!،إستغرب و سألها :
في إية ؟
- فأجابت و هي ما تزال ملتصقة به و بصوت متقطع :
..أفه !!..أفعى !
جيت معدية نفخت لي بقها !!
فضمها إليه أقرب فقد شعر أنها فعلا بحاجة لهذه الضمة !! وقال لها :
ما تخافيش !
دا هي أكيد عملت كدة عشان خافت بس منك !!
و ضحك ليخرجها من حالة الرعب التي تملكتها
..كانت مازلت ذراعة اليسرى تضمها و يحاول تهدأتها،..جاء زوجها، و هو يقول :
 في إية؟
في إية يا رضا ؟(كان إسمها رضا)
فقالت بكلمات متقطعة :
أفعى..أفعى يا عزام !! (كان هذا إسم زوجها )
فقال و هو يضحك وبلامبالاة :
يا شيخة إفتكرت حاجة تانية !!
- فقال له :
طيب تعالى أحضن مراتك عشان تهديها شوية بدل ماهي عمالة ترتعش كدة !
و سيبني أدور على الأفعى 
- فقال زوجها و هو يضحك :
ما أنت حاضنها أهه...هديها هديها و أنا هأدور على الأفعى و أقتلها !!
...
تذكر هذين المشهدين عندما عاد إلى المكان مرة أخرى في زيارة عابرة،وكانت رضا جالسة على التبطين تغسل أواني الطهي،..و تأكد فعلا أنها قد صغرت عشر سنوات بعد موت حماتها !!
إلتفتت إليه،و نظرت بعينيها الزرقاوتين و حدقت فيه،ربما لتتعرف عليه، إسترجع مشهد الأفعى و تمنى أن يتكرر !!
و لكنه طهر فكره و خياله من هذه المشاهد القذرة التي راودته ، فما عاشه هنا تأكد له من خلاله أن الجميع يظلمونها و أنه فاضلة جدا و لكنها تحب الحياة في مجتمع لا يعترف إلا بالكبت و القيود !!
ملأت و جهها البسمة اذ يبدو أنها تعرفت عليه و قالت و الإبتسامات تتسابق على و جهها :
إنت لسة عايش يا واد !!
عاش من شافك !!
...
.....

هناك 13 تعليقًا:

  1. القيود التي تكبل الأجساد لا تصل للروح المنطلقة ابدا
    القصة رائعة بحق
    دمت مبدعا

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك دكتور مصطفى على تعليقك و أتفق معك ،و أشكرك على أعجابك بالقصة..سعدت وتشرفت بمرروك

      حذف
  2. والله يا احمد انا كسلانة اخرج من الاكونت بتاعك وادخل من اكونتي
    بس بجد القصة جميلة اووي
    وبعض الظن اثم كبير فعلا
    ويمكن قابلت ناس من العينة دي كتير عشان كدة مش بؤمن بنظرية الانطباع الاولي كتير برغم انها غالبا صادقة معايا
    جميلة اووي الحكاية واسلوبك حلو اووي احسن مني علي فكرة
    صباح الخير يا حبيبي ما انت لسة مقومتش م النوم
    ههههه
    اختك رحاب

    ردحذف
    الردود
    1. عموما هأفوتها المرة دي..لكن المرة الجاية لا ممكن أفوتها أبدا !!
      ..شكرا على التعليك..و بلاش فضايح !!

      حذف
  3. رائعة

    ولكن ليس الجسد كالروح
    فالأصفاد مختلفة

    والهروب بالجسد سهل

    أما الروح فصعب للغاية

    تحياتى دوما

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك صديقي على تعليقك،أكيد الاصفاد مختلفة،و قيد الجسد مؤلم أما قيد الروح مميت، وان كان البعض يعتقد أن الهروب بالروح أسهل..سعدت و تشرفت بمرورك..تحياتي

      حذف
  4. الظن السؤ هو دائما جزاء المرأة التي تحلم بحياة حرة في مجتمع لا يعترف إلا بالأسوار والحراس والأقواس

    رائعة استاذ احمد

    بالتوفيق دايما

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك أستاذ ضياء على تعليقك و اتفق معك فيه،سعدت و تشرفت بمرورك..تحياتي

      حذف
  5. قصة جميلة وكعادتك فكرتها رائعة
    ماشاءالله على خيالك وأفكارك

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك استاذة مروة،و الجمال و الروعة هي وصف يليق بكتاباتك أنت أكثر..سعدت و تشرفت بمرورك،تحياتي

      حذف
  6. - فقال زوجها و هو يضحك :
    ما أنت حاضنها أهه...هديها هديها و أنا هأدور على الأفعى و أقتلها !!

    هههههههههه ده شكله عبيط فعلا :D :D

    حلوة اوي اوي القصة دي بجد :)
    سلمت يداك ^_^

    ردحذف
    الردود
    1. هههه..في أزواج بيكونوا غلابة ،و ثقتهم في زوجاتهم ما لهاش بديل،ربما عن ضعف..و ربما أيضا عن ايمان بذلك..هو صحيح كان مزودها شوية !!
      ..أشكرك ..سعدت و تشرفت بمرورك..تحياتي

      حذف
  7. ههههههههههههه انا ضحكت كتير و من قلبي و الله لما شفت تعليق رحاب
    ابقى اصحى بدري بعد كدة احسن تلاقيها كسلت تكتب على مدونتها فكتبت عندك ، ابقى اشكرها مكاني عشان ضحكتني بجد و كنت محتاجة الضحكة دي

    القصة بقى زي العادة قصصك حلوة اوي اوي و بتمنى لو متخلصش خالص
    و كل يوم بتفاجئني بقصة احلى من اللي قبلها

    قليل اوي لما تلاقي حد بيحب الحياة الايام دي و كتير اوي لما الناس يسيؤو الظن
    بتحصلي انا شخصيا كتير ..
    و الحموات بقى معرفش امتى هنلاقي حل في المشكلة دي
    يعني دلوقت انا هقعد ادعي يوميا ان حماتي ـ بتاعت المستقبل ـ تموت بسرعة عشان اصغر عشر سنين قبل ما اكبرهم يعني اهو يا دوب افضل زي ما انا يعني ، أنا شكلي بدأت أهيس فنختم المحاضرة على اني زي العادة منتظرة كل جديدك بفارغ الصبر

    ردحذف

فضفض و قول اللي في ضميرك
مشتاق صديقك لأي قول