Naming the dead هو بإختصار مشروع أطلقه مكتب الصحافة الإستقصائية The bureau of investigative journalism ومقره بلندن. وهو مؤسسة بحثية مستقلة لا تسعى للربح تعمل للصالح العام، كما يقول الوصف على موقعهم!
هذا البرنامج أُطلق من أجل حصر وتوثيق ضحايا العمليات الأمريكية في باكستان، ويعمل على جمع أسماء وبيانات ضحايا هذه الهجمات كي لا تضيع على مر السنوات، فأقل ما يمكن فعله للضحية أن يُدوّن إسمه علـّهُ يظل مذكور!
أنا هنا لست في معرض الحديث عن هذا المشروع بعينه، ولكني فقط ذكرته لأنني أظن أننا في حاجة لمشروع مماثل لتوثيق أسماء القتلى في بلادنا!
فالضحايا الذين يسقطون كل يوم في بلادنا من أقل حقوقهم أن يتم توثيق أسمائهم كي تعرفهم الأجيال القادمة، وكي لا تموت ذكراهم مع ما مات في هذا الوطن من أشياء.
ولكن هل سنستطيع توفير حبر وأوراق تكفي؟!
ربما قتلى باكستان كانوا أكثر حظاً، فقاتلهم معروف، أما قتلانا فدمهم مفرق بين القبائل. فلا يمر يوم إلا وهناك قتلى في مصر في مظاهرات أو مسيرات أو خناقات، وضحايا تفجيرات في العراق، وإشتباكات في ليبيا وعمليات في لبنان وقصف في سوريا. ومن لا يموت قتلاً، يموت قهراً وذلاً وإستعباداً.
ليست البلادة العاطفية وحدها هي من جعلتنا أحجار لا تشعر حتى أصبح سهل عليها تقبل مشهد الدماء والأشلاء والدمار، ولكن ربما لأننا لا نعرف قيمة الحياة أصبحنا نرى القتل شئ هين، فالجهل بقيمة الحياة أسوأ ما في الأمر، ولا أقصد قيمة حياة من قـُتل وأهدر دمه وفقط، ولكن قيمة حياة الأحياء أيضاً، حياتنا نحن من مازلنا هنا على سطح الدنيا وما فـَرَق فِعلـُنا عن ما مات شئ، ما اكملنا مسيرة، ما اصلحنا أوضاع، ما عَرفنا كيف نحب بعضنا البعض. فمن تراه أفضل، من قُتل من أجل قضية، أو بدون ذنب، أم من بقى حياً إسماً لا فعلاً، وصفاً لا حالاً؟
ربما إذن من مات قد أدى دوره ورحل، وربما من الأفضل أن ندعه يرقد في سلام، دون حصر أو توثيق، فالواقع أن ما يجب علينا فعله هو أن نحصرأسماء الأحياء لنعرف ما سينجزوه!
..
هذا البرنامج أُطلق من أجل حصر وتوثيق ضحايا العمليات الأمريكية في باكستان، ويعمل على جمع أسماء وبيانات ضحايا هذه الهجمات كي لا تضيع على مر السنوات، فأقل ما يمكن فعله للضحية أن يُدوّن إسمه علـّهُ يظل مذكور!
أنا هنا لست في معرض الحديث عن هذا المشروع بعينه، ولكني فقط ذكرته لأنني أظن أننا في حاجة لمشروع مماثل لتوثيق أسماء القتلى في بلادنا!
فالضحايا الذين يسقطون كل يوم في بلادنا من أقل حقوقهم أن يتم توثيق أسمائهم كي تعرفهم الأجيال القادمة، وكي لا تموت ذكراهم مع ما مات في هذا الوطن من أشياء.
ولكن هل سنستطيع توفير حبر وأوراق تكفي؟!
ربما قتلى باكستان كانوا أكثر حظاً، فقاتلهم معروف، أما قتلانا فدمهم مفرق بين القبائل. فلا يمر يوم إلا وهناك قتلى في مصر في مظاهرات أو مسيرات أو خناقات، وضحايا تفجيرات في العراق، وإشتباكات في ليبيا وعمليات في لبنان وقصف في سوريا. ومن لا يموت قتلاً، يموت قهراً وذلاً وإستعباداً.
كيف وصلنا لليوم الذي وصل فيه أعداءنا قمة نجاحهم بنجاحهم في جعل قـَتـْلنا لبعضنا البعض روتين يومي؟
من بنى أسوار حول قلوبنا ففصلها وعزلها عن بعضها البعض وأصبحنا لا نشعر ببعضنا البعض لا في أفراح ولا في اطراح؟
ليست البلادة العاطفية وحدها هي من جعلتنا أحجار لا تشعر حتى أصبح سهل عليها تقبل مشهد الدماء والأشلاء والدمار، ولكن ربما لأننا لا نعرف قيمة الحياة أصبحنا نرى القتل شئ هين، فالجهل بقيمة الحياة أسوأ ما في الأمر، ولا أقصد قيمة حياة من قـُتل وأهدر دمه وفقط، ولكن قيمة حياة الأحياء أيضاً، حياتنا نحن من مازلنا هنا على سطح الدنيا وما فـَرَق فِعلـُنا عن ما مات شئ، ما اكملنا مسيرة، ما اصلحنا أوضاع، ما عَرفنا كيف نحب بعضنا البعض. فمن تراه أفضل، من قُتل من أجل قضية، أو بدون ذنب، أم من بقى حياً إسماً لا فعلاً، وصفاً لا حالاً؟
ربما إذن من مات قد أدى دوره ورحل، وربما من الأفضل أن ندعه يرقد في سلام، دون حصر أو توثيق، فالواقع أن ما يجب علينا فعله هو أن نحصرأسماء الأحياء لنعرف ما سينجزوه!
..
لعل العكس أصدق فمن الحى ومن الميت؟!
ردحذف