الجمعة، أكتوبر 19، 2012

شـــوق إليك يا وطن.


شَوْقـِـي إليكَ يا وَطـَـن
قد إسْتـَشَاط واسْتـَعـَـرْ
أسْكـُــن في القـَلـبِ منكَ
وقلبـِـي بكَ ما شَعـَـر
كأنِّي عنك
قد بَعــدت
وطالَ بي دربُ السَفـَــر
أو أنتَ عنـِّي يا وطـَـن
أشَحتَ بسَمْعـِك والبَصَـر
وإسْتـَفضت في التنائـِـي
وأقـْصَتك ألاعيبُ الغـَجـَــر
عَيْش البُعَاد في التلاصُق

أقسَــى ما كان يُنـْتـَظـَـر
أن أحـْيَا بين أضْلـُعـِــك
كأني ميــتٌ قد قـُبـِــر

كأنــي مَنـْبــوذ سَجيــن
فـَريد البـُـؤس والقــَــدَر
جَامد الإحْسَاس والأفكــار
كأنـِّي هَيْكـَــل من حَجَــر
وحدي يـَتيم دون إخـْـوَتي
غريبٌ عن كل البشـَـــر
..
أتـُراك تـَذكـُر يا وطـَــن

وَعَـدْت حين وَضَعـْتنـــي
بمَا يُذْهـِبُ عقـْلَ الحَجـَــر

بقـَصْرٍ شَاهـِق البُنـْيـَــان
شـَامِخ عالــي الجـُـدُر
بسَرير نـَوْم كالمـِلــــوك
وغِطـَـاء من حـَــرير
وطـَعَام بإنـَاء مُفـْتـَخـَــر
ولم أنلْ منكَ الكَفــَــافَ

ولا فـَاضت عَطـَايَاك الثـَمينة
عن خـَزائِني والحُجـَــر
ما كان هذا يَهُمنــِــي
وما نـَعـَيتُ الحـَـــظ َ

ولا دمعُ عيني فـَاضَ كالمَطـَـر
فلستُ عَاشـِق للدَراهم
والريَاش ِ
ولست جَامِع للجَواهر والدُرَر
ورَضيتُ بالرزق المُقـَدَّر شَاكِرا
ولم أخـُضْ دَرب البَطـَــر
ما ضَرَّ روحـي يا وطــن
إنْ كان سريري من تـُـراب
أو غِطـَــائـي من سحاب
أو طـَعامـــي من كِسـَــر
قد كنتُ أهتـَــم
بكَوْنِك مُؤنِســِــي
خِلٌ تـُشَاركني مائدة السَهـَر
تـُنـَادمنى خـَمر المَحَبــة

في كـــؤوس مُتـْــرَعَة
بالتـَفـَاؤل وجَمـِيل الفـِكَر
تـُبَدد ظـُلمة وحْدَتــي
وتـُنيــرُ لَيْلـي الحــالك
بألْفِ طـَارق وقـَمـَــر
وتـَــزْرع مِخْدَعي أمـَـلا
يُنـَاجي الفـَرَحَ في حـُلْمــي
حتى تـَبَاشير السَحـَــر
فأُصْبح أجْـنِي حَصيدَتــي
من أطـَايب الثـَمـَـــر
بكونك لي يَا وطن شَمس
ضيَاهَا لي مَنـْبع
كُل الدُروس والعِبـَـر
فإن تـَغـَشَّتـْني رَجـْفات القـُنوط
وتـَمَلـَّكتـْني مُحْبـِطـَات
ظـَنـَنتـُهَا لا تـُقـْتـَدر
أفـَقـْتـَني بعَبير حُبك داخلي
وبحِكمَة هي مُنـْقـِذي
من كُل أنـْواع الخـَطـَـر
ووجَدتـُك كالأم الـــرَؤوم
حنـَانـُها ودفء أمَانهـــا
من حَولي قد إنـْتـَشـر
تـُمْسي تـُداوي عِلاتـــي
فأنـَام قـَرير القلب والنـَظـَر
وتطـْرق فوق أجْفـَـــاني
لتـُوقِظ مُهْجـَتي فـَرَحَا
حينَ يُنـْعِسُها أنينُ الكـَـدَر
..
هل يأتي يَومٌ يا وطـَــن
تخـْضـَّر فيه أوراقُ الشَجـَـر
وتـُضيئُ قطـْراتُ النــَــدى
حينَ تـَنـَفـُس الصُبـْــح
على أجْفـَـان الزَهــــر
فتـَغـْدوُ كل أيَامُك رَبيـِــع
نـَسْمٌ رقـيقٌ يَتـَراقص
وبَهَاء قد طـَلى كُل الأطـُــر
وتنسىَ مَاض قد رَحـَــل
ولم يَخـَلـِّف بعدهُ أي أثـَر
وتدوي صَهْلاتُ الخيـــول
تـُعانق تـَغريدَ الطيـــور
فتطغـَى على صوت الضَجـَـر
وتعود تـَسْكُن قِمـَتك
مُتـَرَفـِّع عن كل أحَمَق أَشـِر
داعيا كل الأحـِبة نحو جَنـَّاتِك
ليَنـْعَموا مُتقـَابلين على السُرر
مُشْفِقا على كل رَاغب
قد ضَلَّ سَيـْره نَحوك
أنْ يَسْكن قـَعر سَقـَر
وتـَعـُود تملأ سَاحَتي بقـُلوب
قد أذابت فيـــك
زَهْرَات العـُمـــر
سَرِّع خـُطـَاك يا وطـــن
وأكْسَر قيودك وإنـْتـَفِض
فزَمَانـُنـَا بما يَكـْفـــي
علينا قد صَبـَر
سرِّع خـُطاك يا وطـــن
فبقـَايَا عُمْري في إنتظار

هَاهـُنـَا
مـُنذ الصِغـَــر
..
...

هناك 5 تعليقات:

  1. جميلة يااحمد


    مش عارفه ليه لما قريتها
    حسيت ان فعلا احنا مشتاقين للوطن
    معقول للدرجة دي حاسين بالغربه واحنا في بلدنا؟

    ردحذف
    الردود
    1. إذا لم نشعر في كل شبر من أرض الوطن بالأمان المغلف بالحب الذي نشعره ونعيشه ونحن في أحضان أمهاتنا فيقينا هناك شئ خطأ،والأكيد أننا السبب فيه.
      ربما استاذتنا شمس جميعنا نشعر بهذه الغربة التي لن يسامحنا الوطن عليها، فنحن من قد تسببنا فيها لبعضنا البعض وتحمل هو مضراتها.
      ..
      كل الشكر والتحية والإحترام.

      حذف
  2. الله الله يالها من كلمات تصرخ بحب الوطن وعتابه الرقراق

    احسنت قولا يااحمد

    راق لى تواجدى بين احرفك العذبة


    مودتى واحترامى لقلمك

    ردحذف
  3. اعتذر للغياب اولا صديقى العزيز
    اما ثانيا فلا اعلم لماذا استحضرت بداخلى قصيدة العملاق فاروق جويدة " هذى بلاد لم تعد كبلادى .
    اما الثالثة فكأنك تكتب ما على لساننا فى اوقات الارهاق من الحياة ومما نراه فى وطننا
    دمت مبدعا صديقى العزيز

    ردحذف
  4. رائعة جدا احسنت الاختيار

    ردحذف

فضفض و قول اللي في ضميرك
مشتاق صديقك لأي قول