أُلَــوُّنُ الأيـَــامَ

أصبــغُ الأيـَـامَ

بمزيج ألوانِـــــي

وفيض مـِــدَادِي

ما لبَست ثوباً قـَــط

يَكْتـَسِي ألوانَهـَــا

أو يَكْبـُــتُ الأمـلَ

في مكْنُونَاتِ فـُـؤادي

فصباغي دوما يَعْتـَلِيها

ما خَفِيَ فِيهـَــا

وعلى المُحَيَا منها بَـادي

فلتَرْتـَدِي ما تَبْتـَغـِـــي

لن تُـغري فِينِي
بُغْضَها أو مُفْعَمات وِدَادي

فالعَين مِني لا تـَراها

إلا كما يَهْوَى مُرَادي

فلا إشتِهَاء أو عَفـَاف

تُمْلـِي عليَّا فلي إنْقـِيَادي

أنا سيد مُحْتـَــوَاي

وأمِير ما جَالَ بالحَشَا
الرائِح مِنْه والغـَـــادِي
...
أفكـَــارُنا
تَنْضـَـحُ على الوجهِ
وقد تَقـُد مِنا الأيـــادي
فأحذر فإن كَيدَهـــا
قد يَقْهَرُ كَيْدَ الأعـَـادي
فَلْتـَكْسِها لونً أنيــق
فسَيَرّتَسِم حَتْمَا بـِعينَيـِك
وتَجِدهُ يَسْبِقُكَ إلى المِهادِ
فإن سَوَّدْتـَهُ
عَمَّ الظـَـلامُ بدَرْبـِكَ
فتـَغْتـَدِي من شَاغِف صَادِي
وإن بَيَّضْتــَهُ
ملأ الضياءُ جَوَانِحَكَ
وصَار الفرحُ رفيقك الشـَـادي
إنْ الدُنيا مَدت إليكَ أكْدَارَها
فَجُد على أوجَاعِها
بالـسَجْنِ والأصْفـَادِ
فشُجَاعُنـَـا
ليس من قـَرَضَ الحَديدَ
بغـَضَبـِـه
بل رَافِع الهَامَة
وقـَاهِر سَطـْوَة الجـَـلادِ
سِلاحُهُ أمــلٌ وحِكْمَة
أما اليقين برَبـِـهِ
فيَمْتـَطِيه في كلِ مَوْقِعة
كَظـَهْر جـَـوَادِ
...
أُلـَـوُّنُ الأيـَـامَ
بلَوْنِ فِكْر مُبْهـِج
قد نَصَّبْته في الدنيا زَادي
بلونِ أحْلام قد أغـْرَقتـَها
في بحارِ حبٍ
نبعها يَنبَجِسُ كـَادي
نِقـَّيْتُها طـُهْـــرَا
من طـَمَعِ رَغـَبَاتي
وكَامِــل الأحْقـَــادِ
فذكـَاءُ رَوْحـِي يَقـْتـَضِي
إنْ لمْ أقفْ سَنـَدا لِمَاحِي أحْزانِـي
أنْ أقْتـَرِب حُبَا من بَاغِي إسْعَادِي.
...
....