الأحد، يونيو 30، 2013

تـَبَسَّـــم

تَبَسَّم يا وَطـَــن فمِـنْ بَسْمَتِــك نـُسْـــرجُ الأمــَـالا
ونَسْتـَـوْقِدُ شُمُــوسَاً لظـُلـْمَةِ عَـــمَّ دُجَـاهَا وجَـالا
تَبَسَّم حَتـَّى نَعْتَـلـي صَهْــوَة مَــا ظـَنـَنَّـــاهُ مُحَـالا
حتى يَصْمدُ شِغــَافُ القـَلـْب ويَكْتـُـمُ دَمَهُ المُسَـالا
تَبَسَّم فأنتَ الشَــاطِئ وكل بِحَـارنا مُــلأت رمَــالا
فلا السَفيـِنُ بِهَا مُسَافِـر ولا الغـَريـقُ لـهُ وصَـالا
تَبَسَّم فأنتَ النـَّهْرُ وغيْمَـة ٌحُبـْـلىَ غيْثـُهـَا هَطـَّالا
تَرْوي حَنـَـايَا ظمْآنة من كَـأسِـك ترْتـَجي إثـْمَــالا
فأنتَ نبْــعُ الحَياة بصَحـْـراء قـد أخـْربَت إقـْحَـالا
ومَا ورْدُ العَطـَـاشَىَ لغيــر مَـاءك يَكْفِهـِـم إنْهَــالا
تَبَسَّم فأنت الهَـامَة ُالمَنْصُوبـة وكَتِـفـُنـَا الحَمَّــالا
ونحْنُ الهَائِمون نيَامَا وأنت قبْلتـُنا حِلا وترْحَـالا
وكل مَصْدر أمْنِنِا أنـَّا بداخِـلك لنْ نـَسْـلك إضْـلالا
قدْ نـَشَدْنَا فيكَ سَنـَداً ضِـدَ نـَوائِـب دَهْــرنَا ومَــألا
فلا تـَعَاف عِنـَاقـَنا وإلا تَـهَـاوَيْنـا ولاقَـَيْنــَا وَبَـالا
تَبَسَّم فمَا تِلك خِيـَانة تَسْتـَحِقُ حُـرُوبَا وإقـْتـِتـَـالا
فالبَسْمَة ُثـَوْبُ الحِـدادِ إنْ الزمَانَ ميـزانـُهُ مَـــالا
..

الجمعة، يونيو 28، 2013

إنسف عقيدتك القديمة!

لأنني قارئ قديم لخطب الرفيق لينين، كان مما يثير إشمئزازي تلك العبارة النائمة بين قوسين بعد كل فقرة في الخطبة، ( تصفيق حاد)!
.
  هل تسائلنا يوماً لماذا بدأ المسلمون-ولا أقول الإسلام فالديانة ثابتة في قوتها ثبوت باعثها-أقوياء وأهل علم وفكر،ولماذا مع الوقت ضعفوا ووهنوا حتى وقفوا يتراقصون على حافة الإنهيار؟
بإختصار شديد جداً، لأنهم في بداية الإسلام أخذوا قطفته العقائدية الأولى النقية، فقووا وسموا وأرتفعوا بين الأمم، ومع الوقت بدلا من أن يأخذوا منه أخذوا من معتنقيه الذين فرقتهم الأهواء وضعف العقول، فلم يقودهم ذلك إلا إلى الإنهيار!
فنحن في زمن لو عاد فيه النبي محمد لقال له البعض، إذهب فنحن لا نعرفك ولا نريد منك شئ، إذهب فلدينا أئمتنا ومشايخنا ومرشدينا!
..
  كل مسلم يجيد القراءة يجب بصورة من الصور أن يكون فقيه، وأن يكون مفكر وأن يكون فيلسوف، وإلا فأنه لم يلاحظ في كتاب ربه العزيز من التساؤلات الربانية التي تحضه على التفكير والتفـَكـْر وإعمال العقل شئ.
وهذا هو ما أوصلنا لما نحن فيه من تدهور عقائدي وروحي وفكري وإجتماعي.
نحن في حاجة لبعث العقل داخلنا، بدلاً من إستهلاك نتاج عقول الأخرين بما قد تحويه من إعجواج وتطرف، فأزمتنا أزمة عقل، فالعقيدة الدينية وإن كانت في جانب منها تقوم على التراكم الروحي فهي لا تقوم على فكر أحمق بل على فكر سام وإلا لكانت الجنة مرتع للحمقى والمغفلين. نحن في حاجة للبناء من جديد على أساس غير ملوث بحماقات الحمقى أو غلو المغالين أو تهاون المتهاونين أو شطحات المجانين، نحن في حاجة لأن نؤسس لعقيدتنا كأن ديننا مبعثه اليوم وفقط، ولبنة بناءه-القرآن- هي ما يجب أن تكون أساس بناءنا. فالفكر المسلم على مر العصور قد إمتلأ بملوثات فكرية وعقائدية يصعب تطهيره منها، والسبيل الوحيد لذلك هو محو القديم بأكلمه والبناء من جديد على أرضية بيضاء نقية. فقد فسدت الرموز وأثبتت إنحطاطها، وإنعدمت الثقة في كل أحد وفي كل شئ، والسبيل الوحيد للبناء هو الرجوع للأصول.
فمن كان يتخيل أن نجد القتلة والسفلة والمشوهوين فكريا رموزا دينية ولهم تابعين ومؤيدن وحماة متحمسين؟
من كان يتخيل أن يُشوه الدين على يد أبناءه أضعاف أضعاف ما قد يشوهه على يد أعدائه؟
إذ هل الدين كمنظم للحياة يجب أن يكون أداة الصراع في الحياة بمختلف مناحيها أم يجب أن يكون مظلة الصراع الحاكمة بما يجب ويصح وما لا يجب و ما لا يصح، والضابط للسلوك والخـُلق؟
إن نظرة بسيطة حولنا تبين أن الدين أصبح أداة الصراع وليس مظلة الصراع، لكن مع فارق بسيط ولكنه جوهري، وهو أن حامليه كأداة، هم تقريبا أبعد ما يكون عنه.
إذ من منا نحن المسلمون يكره للإسلام الحق أن يسود فهو السبيل السهل والأكثر ضمانا لصلاح نفوسنا وصلاح مجتمعاتنا والذي سيساهم بالتأكيد في رفعتنا علميا وإقتصاديا، فحتى الدول العلمانية التي فصلت الدين عن الدولة تلتزم في مجتمعاتها بإتباع كود أخلاقي يلتزمه الجميع، لأن ذلك هو السبيل لتنظيم حركة المجتمع بعيدا عن العشوائية.
تلك العشوائية التي أصبحت هي السمة الأكثر تميزا في مجتمعنا، فنظرة سريعة على بلدنا ترينا مدى سوء وإنحطاط ما نحن فيه، فنحن في عشوائية فكرية وعقائدية هي المسبب الأساسي لما نحن فيه من عشوائية مجتمعية على جميع الأصعدة، سواء أكانت خلقية أو دينية أو سياسية أو غير ذلك.

   ما تشهده مصر حاليا يؤكد أننا في حاجة لنسف عقيدتنا القديمة وكذا نسف كل ما يمت لها بصلة من رموز تحولوا لما يشبه الأصنام ساهموا في إفساد المجتمع بدعوى إصلاحه وجره للطريق القويم، ما تمر به مصر للأسف يزيد فشل إلى جديد قائمة فشل الجماعات الإسلامية في مصر، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والتي منها محمد مرسي الرئيس الحاكم. فإلى جانب فشل تقديم صورة جيدة وصادقة عن الدين الإسلامي كديانة وعقيدة، أزادوا فشل تطبيق نظرية الإسلام دين ودولة، فالواقع يؤكد فشلهم-وهنا لا يجب التحدث عن مرسي وحده، فالتحدث عنه على إعتبار أنه الحاكم الفعلي والوحيد لمصر يعد حماقة- في إدارة مصر والتعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية، وكذا إفلاسهم الواضح من تقديم حلول لما تواجهه مصر أو ما يواجهوه هم انفسهم من نخب المعارضة السياسية ومن الحركات الشبابية وأخرها حركة تمرد.
فالواقع أن الرئيس الإخواني قد جاء إلى الحكم ليضيع الفرصة الوحيده للإخوان وللجماعات الإسلامية في إثبات جداراتهم ومهارتهم في أساليب الحكم وشئون السياسة. وهو الذي جاء لا بأصوات الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى، ولكن بأصوتنا نحن من تقطعت قلوبهم حسرة وهم يصوتون له بدلا من جريمة التصويت لأحمد شفيق، ولكن يبدو أن ما فعلناه كان هو الجريمة!

   على مدار فترة حكمه التي وصلت إلى عام، إلى جانب ما تسبب فيه من إنقسامات وما صنعه من تصنيفات وتقسيمات للشعب المصري صنعت هوة عميقة بين الجماعات الإسلامية وبين باقي الشعب، لم يصمت هو أو أيا من جماعته عن ترديد أنهم محاربين من النظام القديم الذي يريد فشلهم والرجوع إلى الحكم ولا يريد إستقراراً أو نجاحاً أو تقدماً لمصر، ولا أحد أبداً ينكر ذلك، ومن ينكره فهو ربما غير منصف. ولكن السؤال، وربما الأسئلة التي تطرح نفسها، هل الفلول وأذناب النظام القديم هم من إتخذوا قرارات مرسي الخاطئة؟ هل الفلول وأذناب النظام السابق هم من فرضوا الدستور المسلوق على الشعب وأغلب الشعب كان رافض له؟ وهل هم من فصلوا قوانين للإطاحة ببعض القضاة ولم يفكروا في قانون للبلطجة؟ هل الفلول وأذناب النظام السابق هم من وضعوا لمرسي الخطة الإقتصادية الفاشلة للخروج من الأزمة في مصر؟ هل الفلول هم من شكلوا حكومة قنديل المقدنلة بنيلة؟ هل الفلول هم من يكتبون خطابات مرسي؟ بل هل هم من يحركون لسانه؟!
ترانا إذا إستمرينا في التساؤل فكم هل سنضع؟
فكل هذا وغيره المسئول الأول والأوحد عنه هو مرسي وجماعته، وكل هذا أثبت فشلاً ذريعاً وأنحدر بمصر إلى ما يداني الحضيض، فهل بعد هذا يستطيع أحد أن يقبل ويتحمل فشلاً جديداً وإخفاقات جديدة متوقعة؟
..
    بعد عام قضاه مرسي وجماعته في نشر هيمنتهم على مصر وفي تصفية حساباتهم القديمة بدعوى التطهير،بعد عام من فتحهم الباب على مصراعيه للجماعات الإسلامية ولكل من إدعى الإسلامية والتدين بالتدخل في شئون الوطن وإدارته وكأنه ملك لهم وكأنهم وصاة عليه، هل ترانا ننتظر منهم الإلتفات لهذا الوطن والإهتمام بشؤونه كما إهتموا ويهتمون بشؤونهم؟
..
   مالا يعلمه الإخوان أننا تقتلنا الحسرة ويعذبنا المرار،فكم كنا نتمنى نجاح إدارة المفروض أن صبغتها إسلامية في إدارة البلاد، ولكن نكبتنا لا تقل عن نكبتكم، مع الفارق طبعاً.
لهذا لابد من نسف العقيدة القديمة.

الأحد، يونيو 23، 2013

أيام مباركة


يا بَاغيـاً فِعْلاً بطـَيِّبَاتِه تـُكـْرَمُ
يُدْنيكَ منْ بَابِ الجنَان ِوتُرْحَمُ
مَا اضَعـْتَ مِنْ عُمْــركَ لاهيـَـاً
قـَدْ تـَرْبـَحُ أضْعـَـافـَهُ وتـَغـْنــَمُ
هـَا قـَدْ أتـَتـْكَ بشـَــائِرٌ حـُبـْـلى
مِنْ رَبـَّكَ بـِهـَا الأرْوَاح تـُتـَيَّــمُ
غـُفـْـرَانـَه للمُسْـرفينَ أتـَاحـَـه
إذا مَـا النـُفوسُ عَليهِ اقـْدَمـُوا
أيَامُـهُ جـَـاءت ببُغـْيَا التـَائِبيـن
منْ فضْلِهَا ما تُرَاه أحَدٌ يُحْـرَمُ
وثِمَــارُها للمُقـْبلين العـَائـِدين
فيْهـَا تـَؤوبُ قـُلوبُهُــم وتـَنـْدَمُ
يا ربنا ارْزُقنا غُفرَاناً ورَحْمَـة
وأنـَتَ مُطـَّلِع وأعْلـَـىَ وأعْلـَــمُ
ولا تـَخـْـذل مـَنْ طـَـرَقَ بَــابـِك
أضْنـَاه ذنْبُهُ مِنْهُ يَشْقىَ ويَأْلـَـمُ
منْ اسْتَجَارَ بقوتِك عَلىَ نفْسِـهِ
وكـُلُ مُقـْبـِل بالحَمَــاسَةِ مُفـْعَـمُ
إجْعـَل دُنـَانـَا بالإيمَان تـَطيـــبُ
وخـِتـَامُهـَا بالحُسْنـَيـَاتِ يُتـَمَـمُ
..
الليلة هي ليلة النصف من شعبان، يقال أنها ترفع فيها أعمال العبد طوال عامه إلى الله، ودون ذلك فإن لها فضل عظيم، فلنفعل فيها من الطيبات ما نستطيع، ولنسأل الله فيها وفي هذه الأيام المباركة أن يصلح أحوالنا وأحوال أوطاننا.

السبت، يونيو 22، 2013

شذرات (2)

كَيْفَ أقـْطعُ الزنـْدَا وأخْلعُ القـَلـبَا
وإسمُكِ ووَصْفـكِ بهمَـا قـد كـُتبَـا
وأنا في أوْصَـالكِ كَالثـرىَ مَنْثورُ
ما مَالَ حُبُهُ إن ابْتـَعَدا أو اقـْتـرَبَا
حِبٌ مَوْصُولٌ هَوَاهُ بنبْض فؤادِكِ
بدَقـَاتِه ترَيْنهُ قد سُرْاَ وقـد طـُربا
دَعِي شَرَ الهَواجِس فسُم الفِـراق
ما زاركِ وفِكـْـري مِنْه ما اقـْترَبَـا
..
مالنَا نـُعَاتِبُ مَـاضِي الزَمَـانِ
وقـَدْ أضَعْنـَا الحـَاضرَ الأنِـي
لو رَبَحْنَا مِنْه ما يَعـْرض لنَا
لعَرَفـْنـَا صِدْقـاً أيُنَا الجـَانِي!

..
كـُلـَّـمَا أنـْفـَقتُ أحْزَاني تـَزيــدُ
وكأنـَّــها يـُرْبـِـــها الإنـْـفـــَـاقُ
سأقـْتـِرُ فـي صَرْفِهـا يا رَبـِّـي
وأجْعَلهُ بُخل جَزاءه الإمْـلاقُ!
..
نـَعيبُهُــم والعَيـْــبُ فـيْنـَا
ونـٌلَفـِّقُ لأبْدَانِهم تَعَــرِِّينَا
فـإنْ وَارَيـنــَا سَـوْأتـَــهم
فهـَلْ تـُرَانـَا قـَدْ كُسِينـَا؟!
..
تـُراهُ يـُدانـِي الجَفـْنَ الكَـرى
والرَّوحُ عَنَّاهَا الهَمُ وسَـرى
وما غادَرَ في سَمَاهَا نُجـوم
تُنَاجيهَا وتُخْبرُهَا بمَا جَـرَى
لرَوْضَةٍ أهْلُهَا لقُرون ٍنَامُـوا
مُبيحِينَ عِرْضَهَا لمن شَـرَى
فتـَمَنـَّت المَــوْتَ لزهـُـورِهـا
ولم تـَنـَلْ مَا بالفـُؤادِ احْتَـرَى
فكَيفَ تـُراهَا تـُدفَنُ وتُـوَارى
وهـي القـَتيلُ وهـِي الثـَـرى!
..

الخميس، يونيو 20، 2013

شَذرات (1)

يا صـَاحب العـَقـْل لا يُحْـزنك     أنكَ صَامِت والحَمْقىَ خُطبَاءُ
أراكَ مَقـْتـُول الجَنـَانِ مُعَـذبُ     وزمَاننَا نـَالَ قـِيَادَهُ الغوْغـَاءُ
إرْحـَلْ لسَاحَةِ الأحْلام ِونـَقّب     عن بلاد أهْلـُهَا أعِزةٌ حُكَمَـاءُ
فما تـَرْفعُ بيـوتَ العِزِ ألْسِنَةٌ      زادُهَا تفَاهَاتٌ والنُهَىَ بكْمَاءُ
..
فلتُصْغ إنَّ للحَدِيثِ أصُولُ    وكـُنْ مِثـَال للأدَب مَأمُـولُ
تَبْقَى مُعَافَى الرُوح والفِكْر   مَادام لُبُكَ بالحِكْمَةِ مأَهُول
جَفَا الحَقُ دَرْبَك إن ظننتَ    بأنَّ الحَرفَ للشِفـَاة يَؤُولُ
فالأذنُ من عَلـَّمَت اللسَانَ    كيف يَنْطِقُ بكَلامِهِ ويَقولُ
..
خـُمُـورُنا الـــدينُ أو الدُنيـا     والعَارضونَ كُثرٌ لمَن هَامُوا
أما مَنْ اسْتقـَــامَ عَلىَ دَربهِ     فبمَنأى عَنهُ السُقـَاةُ أقـَامُوا
وحَرْبـُنا وإنْ تـَذاكُوا غـَبيةٌ     وسَتكْسَرُ لهَا الأسُُسُ وتـُلامُ
فثِمَارُهَا لذوي النُهَى تؤولُ     لا لمَنْ سَكَروا و مَنْ تعَامـُوا
..
ما ضَرْك السَترُ ولا نَفعَكَ الإِخْبَارُ    إنْ كَانَ الفاعِلُ لا يُطيعُهُ الإضْرَارُ
أمـَّا إن كــَانَ الحـَـاكـِي كــَـــذوب    والظـَّنُ مِنـْك أنـَّهُ يُبَارهِ الأطـْهـَارُ
فـَــذاكَ ظـُــلمٌ إنْ سَــاويـتـَهُ حـُبـَّاً    بمَـنْ وُدُك فـــي قـَلـْبـِـــهِ مِـــدْرَارُ
فالعـَــدلُ إجْحـَافٌ يا خِلـِّي عـُظيم    إنْ جـَنـَى خـَيرَ ثِمــَارهِ الأشـْـرارُ!
..
رَبَـت في خُلـُقِنا الأدْرَانُ    وطـَـاشَت بيننـا الأوزانُ
فـأنـْتَ من كَسَاُه العـَــارُ    وأنا المُحـْرَجُ الخـَجْـلانُ
إذن تـَزَنْدَق خِلي وألْهـو    فـذاك مَا يُمْــلِهِ الإيمـَـانُ
ولا تَخشْ نَاراً أو جَحَيم     فجزَاك عِز تُحبهُ الأبْدانُ
وسَتـَنْبذك عَابِسَة سَقــَر    وتَقـْبَلك ببَسْمَة الجِنَانُ!
..

الثلاثاء، يونيو 18، 2013

يا ماضيا..


أيَا مَاضيــا عَنـِّي فهَلاَ كُنْتَ مُتَبـِعي
فتـَسْتـَكينُ الـرَوحُ ويَنْمَحي رَوَعـِي 

النـَفسُ قـد هَـامت تـَبْتـَغي السَلـوى
عَلَّ التـَداوي يَكـْفِهَـا هَجـْمَة النـَّزْع ِ
يَا قـَلْــبُ كَم أضْنَتكَ نيرَانُ أشْـوَاقي
أطـِع صَبْرَك ولا تـَرْكَن إلى الجَـزَع ِ
فمُفـَارقي رغـْم المَسَــافـَات قـَـريبُ
مادام مِنْهُ القـَلْـبُ لم يَبْتغي قـَطـْعي
 

مَن يَـزْرَع الأنْــوار بريَـاض آمَـالك
يَظـَلُ بَدْرا يَضْــوي وبَلْسَـم للــوَجَع ِ
نـَعـم سَيَدْنو يَـومُ مَوْعدنا فـَنـَتـَلاقى
وأدْعوكَ مُبْتـَهجاً قد انْتـَشىَ سَمَعِـي
غـَادر حَنـَـايا بالأشْجـَان قـد ضَـاقت
وأرْكُض بفرَحِـك إلى فـَسَـح ٍومُتَسَع ِ

..
...
أقسى وداع هو ذاك الذي تغادر فيه الشخص أو المكان وتشعر أنه هو من غادرك، فتحمل شجن بعادك عنه وبعاده عنك!
 

الأحد، يونيو 16، 2013

مقتطافات

رحَالة ٌكالشَمْس بين شَرْق ٍوغَرْب
لا مِثـْلـُهَا طـَائِر بل زَاحِف بالـدَرْب
مدَارُهـا سَمَــواتٌ تـُحيطـُهَا بَهْجـَـة
أمـَّــا طـَريقـِي أنـَا فمُعـَبـَّد بالكـَـرْب
لكـِنَّ قـَلـْبي يأبـَى أنْ يَنـْحَنِي قـَهْـراً
أو يَنْسَحِب هَرَبَاً تَارك أوَار الحَرْب
لا أدَّعـِـي أنـِّي ذاك الفـَـريـد عَـذابُه
ولا المُغـَـردُ ألـَمَاً دُون كـُل السِـرْب
فشَقـَاؤنَا قِسْمَة لكن يَخـُنْهـَا العَـدْل
ولا تـَسْتـَقـِم إلا عَلى ميـزان الـرَب
وبَقـَـاؤك سَائِر نـَصـْر عَلى الـدُنـْيَا
تـُعْلَن هَزيمَتـُك حِين إنْتِحَار الحُـب
..
يا سَاكِنـَـاً أسْــوَار أشْجـَانِك
وعَازفـَــا للهَـم جـُل ألْحَـانك
لا تـَسْتـَكِن لمَعـَـاول اليَــأس
وأزْرَع أمَل برَوْض وجْدَانِك
إرفِق برَوْحِك المَلأى تَعَاسَة
وأنـْعَس ليْــلة مِلأ أجـْفـَـانِك
قـَدْ يَأت من أعْمـَاقـِك هَاتِف
يـَا صـَـابراً بطـُـوال أزْمَـانِك
إذهـَـب مُعـَـافى للفَرَح جَرْيَا
قـَـدَ تـَمَّ تـَوَّاً مَحـْو أحـْــزانِك
..
وحـيـنَ وغـِـي الجَهـَالـَة
تجـِـدْهُ قد اعْتزلَ الأريـبُ
وتجَمَّــعَ أرْبَابُ الحَمَـاقةِ
يضـُمّهمُ حـَفلُهم المَهيـبُ
وتقـَارَبَ للجَاهِل أقـْرَانـُه
كما يَـدنو للحِبِ الحَبيـبُ
أمـَّا إذا تهَـادَنت العُقـُـولُ
فيَرْنوُ الحَكيمُ ويَسْتجيبُ
عِظـَمُ الأمُور لهـا أنـَاسٌ
كمـَا لذِي العـِلل ِالطـَبيبُ
فالأبْلــَهُ للأبْلـَــه مُطيــعُ
ويُلـَبـَّي ذاَ اللـُبِ اللـَبيبُ
..

الخميس، يونيو 13، 2013

صَبَاحَات

صُبْـحٌ تـَعَبَّــقَ بالأمَـال هَـوَاه
شَغـَفَ القـُلوبَ وفـَتـَنـَّا نـَوَاه
يُغـَــازل شَمْسَه فـَأِلُ الجَنـَان
كَـأنَّ مـا بالكَــونِ أحَـد سِوَاه
ويَحْـتـَضِـنُ بالرَوح لحَظـَاتِه
شـَاكِـرا مَـنْ بالحَيـَاة غـَــواه
لاقيْتهُ خـَدِرُ الحَنـَـايا والمُقـَل
كعـَاشِق فـَاض بحَشَاه جَـواهُ
..


صُبْحٌ أطلَّ وَجْهُهُ غـَضٌ رَطيبُ
وعَبَّقَ جَوَّهُ الحَي عِطرٌ وطِيـبُ
ونَاجَىَ الرَوحَ بالأفـْراح ضِيـَاه
وسَقـَاني كـَأسـاً بالأمَال قـَطيبُ
وكـَمْ بفـُؤادي من نـَيئ الأحْلام
فمَتىَ مُنـَانـَا يَنـْضـَـجُ ويَطيــبُ
فهَاك الصَبْرُ نِعْمَ الدَرب،وهـَاك
شَغفُ الحَيَاةِ في الأنَام خَطيـبُ
.
..

الثلاثاء، يونيو 11، 2013

وحي الصحراء(ليل، سهاد، هموم)

وهل أوَاري الضيـقَ أو أخـْفِــي
والعَيْن قـَالوا تبْرَعُ في التـَقفـِّي
وإن تـَوارى عـَن عُيـون النَّاس
أيَخـْمَـدُ بالحَشـا ومَاضيهُ يَكْفِـي
أيـَا فـُـؤادٌ بيْـن الهُـمـُوم مُسَـافر
وتَمُرُ بضلوعِي زائِرا كالضَيْفِ
أمـَـا آنَ الأوانُ لتـَغـْدو صَخـْـرَة
تاركَا شَأن البَشَر من كُل صِنْفِ
فتَسْكُنَ كالرَضيـع بحُضْـن أمـِـه
ثـَاويا بجـَوَانِحِـي بأنـَـاة ولُطـْفِ
..
يا حُزن أثـْقل من جبَال الـوَادي
كيفَ قـَوىَ علىَ حَمـْلِكَ فـؤادي
هَـذا الذي بيْـن الجـَوانِح ثـَاويا
جَلـدٌ هَصُور مع ضَعْفِـه البَادي
يا حَاسِبَا سعَـادتك سِعَة وطـَوْل
صَفاء الرَوْح نِعْم الكَنـْز المُرادِ
خُذ ما تَشَاءُ منْ فرحِك الزَائِف
ودَعْنِي أسْكَـرُ بعَذابي الشـَادي
..
يا والِـدي آدَم أرحـْنِي وقُلْهَا لِـي
بـأنَّ الهَـائِميـن بأرْضِهـِم نـَسْلِـي
لكنَّهُم مُنذ الهُبوط تلوَّثت ذوَاتُهم
وتَعَادوا كأنَّهم ما ضَمَّهُـم أصْلِـي
إبْليـس قـَالَ اللـهُ عَـدو فأحْـذرُوه
فتـَبَعْتـَه بعَمـَاءٍ وكَانَ الـذنـْبُ لِي
وخـَشيتـَكـُم أنْ تـَتبَعُـوه فيُضِلْكـُم
فتـَبَعَكُـم لفـُجـْركُم فليْتـَكم مِثلِـي!
..
فِكـْـرٌ مُشْتَعِـل مَلأ َجُفـونِي أرَق
ألْقـانِي في بَحْـر التَعَنِّـي ومَرَق
مَا شَغلَـهُ إنْ اِسْتَفـَنْتُ وسَـادَتِي
مُبْحِرا صَوْب الصَبَاح إنْ طـَرَق
أو اِنـْغـَمَسْتُ في الدُجَـى وحـْدي
أغـْزلْـه نُـورا للبُكـور إن شَـرَق
كلاَهـُمَا سيَان إنْ ليْلي إنـْقـَضَى
فـمَـا هـَــذا قـَــط أو ذاك فــَــرَق
..
أشْتـَاقُ جـِدا لأي شَئ مِنْي
لأي فِعـْلـَـةٍ مـَأثـُورة عـَنـِّي
كَيـْفَ أغـْتـَرَبْتُ عَن هَيْئتِي
وكَيـْف ذاتِـي خَالفـَت ظنـِّي
بَعـْدَمَا بُعـُثـِـرتُ فِي الزَمَـن
فكَيْـفَ تـُرَانِي أجـْمَعُ سِنـِّي
سأحْلـَمُ عَلَّي أجِدنـِي هُنَاك
وبئْسُهَا لو حُلمِي يُنْكرنِي!
..
عَانِـد المَـرَارَ تَجِدْهُ قد حَـلا
وانـْزاحَ عـَنْ دَرْبك وتَرَحَلا
ناجِي فـُؤادَك بالأمَال تـَـرَاه
قد إنْتشىَ وبالسُرور تكَحَلا
وأقـْطـَع باليَقيـن هوَاجسَـك
وكفـَاكَ مَع الظنون تمَاحـُلا
إنْ مَا أرْتوَى زَهـْرك تفـَاؤل
تَغدو مَع الوَقت سَهَلاً قاحِلا
..
هذا الدُجـَى مَهْمـَا طـَـال زَائِـلُ
وسُهـَادي بَيْنِي والرُقادِ حَـائِلُ
بَعْـد المَغـَارب تَنتظـِر صُـبْحـَا
وبشَائِرُ السَحَر لليَالي غـَوَائِلُ
فـَرَغْت خزَائِنُ الأحْلام وَجَفنِي
مُقيـِم علىَ بـَابِ الكـَرىَ سـَائِلُ
..
بيْنَي وبَيْن الصَبَـاح مَسِيرُ
وزَادي مِنْ النـُعَاس يَسِيرُ
فكـَيْف أقطـَعُ دُروب ليْلِـي
وغـَلـْق جَفـْنِي أمْرٌ عَسيرُ
والبَدَنُ يَبْغـِي سَبيلَ راحَة
أوىَ للمِهَادِ مُضْنى كَسيرُ
يا سُهَاد رَوْحِـي فلتنْجَلِـي
وأرْحَم عُيونِي إنِّي حَسيرُ
..
يا مَنْ مَـلأتَ الـرَوح بالأيْـس
والفكرُ فـَاضَ بالغـَم والبُؤْس
أمورُنا لا تَسْتقِـم دَومَا سِجَال
فمَرَّة باللَّين وأخْرى بالقـَيْس
قدْ تُمْنَعَ الخيـْرَ منْ بَاب تـَراه
وتُرْزَقهُ منْ بَاب خَافِي دَمْس
لا تـَـوْأد الأمـَـلَ فإنَّهُ ترْيـَاقك
يُدَاوي أوْجَاع اليَوم والأمْس
وقـَـادر أنْ يُغـْدِقـُك مِنْ عـَـدم
مَنْ أيَـسَ الآيسَات عَنْ ليْـس
..
يا صُبْح أدْركْني لينْحَل سُهَادي
فقـَدْ أبَي إلا مُشـَارَكـَتي مِهـَادي
والنـَومُ سُلـْطـَان رَعِيتهُ النيـَـام
وأبَى أنْ يَضـُمَ لسُلْطتِه قِيَادي!
..
يا شــَارد النـَظـَرَاتِ والفِـكْـــر
جـُل الهُـمــوم تـُمْحـَـى بالذكْـر
وحُـور الفــرَح لا تَجْلو مِنْ ذَم
ولا تُـجْتَـذب بالمَـدْح والشـُكْـر
يا ليْت المَشـَاعِر مثــل البَشَـر

تَسْتَجب حُمْقاً للزيف والمَكْر!
..
أفلَ نَهـَاري وغَادَرَت شَمْسِي
واليـَومُ كـَان حُلـْمي بالأمـْـس
وغـَدي صُندُوق من الأسْـرَار
لا يُفَض قِفلَه برؤية أو لَمْـس
قــَد يَأتِـي فيـَلـْقـَانِــي وألـْقـَـاه
وقدْ أغَادر وصُبْحِـي لا يُمْسِي
لكنـِّي أعْتـَرفُ بعِشْقي لأيَامِي
منْ بَحـْـرهَا لا يَنـْتـَهى غمْسِي
ومَا ضـَـرْنِي إن قلتهَـا جهـْـرا
أو بُحْتهـَـا نَجْـوَى وبالهَمْـسِ!
..
...

الاثنين، يونيو 10، 2013

وحي الصحراء (صباحات 2)


يا ذا الصَبَـاح المُذنبُ والمُجْرم
لمِا الضياء وهم يَبَغونك مُظلـم
وَدّوا لو يَغـْتالون دِفء شَمْسِك
فتصَير من شَافي الجراح مُؤلم
ويَسْــرَقوا من صَـدْرك أنسَامِك
لنَخْتـَنِــق فيُشيـِــروا ذاك الأثِـم
مهْمَــا طـَلوا أسْتـَارك بقـُبحِهـم
سيَظل قلْبـي فـِي هَـــواك تـَائـِم
..
صُبْحٌ أطلَ بذا الضيَاءِ الشَارق
ونسَائِمُه فـَاحَت بمِسْكٍ عـَابق
نـَشَـرَ الـوُرودَ لنـَواظِر الفـَألى
وتـَمَنَّعَت عينُ اليَؤس الضَائق
بَاغِـي الجَمَـال يَشْـرَبَهُ مُُـلـْتـَذا
من كـُدْرَةٍ قبـل المَعين الـرَائـِق
ومُصَاحِب القبْح يَرْفض كُؤسَا
أتـْرعَت حُسْنـَاً بسَنـَاه البَارق!
..
عُيــونٌ تُصْبـِحُ تـَوَّاقـَة للشَمْـس
تـُغـَازل كَوْنَها برمْشِهـَا النـَعِـس
وأخْرى تشتهي مَا يَنقضِي الليْل
فتـُقيـم مَدْفـونة بظـَلامِها الدَمِس
مُتـَفـَائِل أقـْبـِل وعـَانـِق دُنـْيَتـَـك
ولا تَغـْتـَم لشَأن أضْناكَ بالأمْس
شَغـُــوف بالحَيـَـاة فـؤادك أمِــلٌ
ولا يُوْجـِسَك قـَادم بغـَيْبه مُنْدَس
دَعْهـَا للخـَالـق بلُطـْفـِه يُجـْريهَا
فيَـسـْعَـدُ حَــالك قـَبْل أن تـُمْسِـي
..
دع عنك بؤسك قد بَرأتَ من الجراح
إنْهض وسَابق آمـِلا شَمس الصَبَاح
بعـْد الظـَــلام وبـَرد حـُـزن قـد طـَغى
زهـْرُ الخـَمَائل قـَد تـَبَسَّـم بإنـْشـِراح
مُــرُ الليـَــالي بقـَلـْبـِك إن عـَـزمــْـت
تـَجـِـدهُ قـَد إسْتـَحـَال إلى مَاء قـُـرَاح
إرفـَع نوَاظـِــرَك وعـَانِق حَد المـَـدَى
تـِلك البَيـَــادر مِلـْكـك وذاك البـَــراح
..
تـُشـْرقُ الشَمّسُ وتـَبْدأ التِرْحَالا
وقـَلـْبـي قـَد أبْكـَرَ وأيْقظ َالأمـَالا
هيـَا يا رَوْحـِي فلتـَقـْطعِي دربـك
لا تقنطي فربك سيُيَسِر الأحْوَالا
يا صَاح لا تـَيأس لكـَرب تُلاقيه
فبقـَـدْر ما تصْمُـد تلقىَ إجـْــلالا
مُتفـَائِلا ثابر وأقـْبـِل على الدُنيا
فتشـَـاؤمُك سَتـُلاقِي مِنْه وبـَـالا
مَقـْسومُك واحـِد لكن مع الصَبْر
تـَزْدادُ بَرَكتُه ولا تـَخْشى إقـْلالا
..

السبت، يونيو 08، 2013

من للأعجمي إن كان الفصيح جاهل؟!

أردت الكتابة في هذا الموضوع منذ مدة، وكنت دوما أؤجل كتابته،أو ربما لا أريد الكتابة فيه لأسباب ما، وربما تدوينة دعوة ماليش دعوة لأستاذتنا شمس النهار قد حفزتني لأكتب.
ربما عنوان التدوينة غامض قليلا، ولكن تفسيره ببساطة أننا أهل الإسلام الناطقين بلغة كتابه جهلاء به فمن للمسلمين الأعاجم؟
..
دارت بيني وبين أشخاص أجانب نقاشات كثيرة جداً حول الإسلام والمسلمين، وكان على الدوام محكها الرئيسي هل الإسلام دين يدعو للإرهاب وهل المسلمين عصابة من القتلة والإرهابين؟ يليه قضايا مثل تعدد الزوجات، والجنة والنار، ونظرة المسلمين لغير المسلمين..الخ.
ربما والحمد لله كنت دوما أجيد التعامل في مثل هذه المواقف، وأجعل أسانيدي ونقاط حواري تستند للمنطق الحياتي العام أكثر منها إستنادا للقرآن وتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان دوما إعتقادي هو كيف أجادل شخص وأطرح له أسانيد وحجج مصدرها شئ لا يؤمن به من الأساس؟ وعليه فقد كنت أتبع المنطق العام ومعرفتي التي إستمدتها من القراءة ومن الحوارات مع الأجانب أنفسهم لطرح أفكاري وحججي، حتى إذا ما وصلت لنقطة إتفاق ما أبدأ بسرد ما يدعم هذا في القرآن وفي الأحاديث النبوية..إلخ.
ولكن هذا لا يمنع أنني كنت أشعر بالعار من الصورة التي يقدمها بعض المسلمين عن الإسلام، ولكن بالمنطق كنت أثبت أنَّ أنْ يكون هناك مسلم سئ فهذا أبدا لا يعني أن الإسلام نفسه دين سئ، ففهم الدين أولا والإلتزام به ثانيا يمثلان أهم أركان حقيقة أو زيف تمثيل المعتنق لدين ما له.
وأنا هنا لن أتحدث عن ماذا قدمنا كمسلمين لغير المسلمين لنعرفهم عن الإسلام، ولكني سأتناول موضوع ماذا قدمنا ونقدم للأجانب الذين إعتنقوا الإسلام بالفعل؟
.. 
    لم أختر في يوم ما أن أكون داعية إسلامي، ولكن بعض الإختيارت الحسنة يلقيها الله أمامنا كأعظم رزق نناله منه سبحانه وتعالى. ولا أظنني داعية، ولكني مسلم يمد يد العون لمسلم مثله، أو يد الفهم والتوضيح لناكر أو كاره لدينه، وهذا يستطيعه أيا منا إن اتيحت له الفرصة.
فمن خلال بعض الصفحات الإسلامية على الفيس بوك تعرفت إلى بعض المعتنقين الجدد للإسلام، وتصادقت مع الكثيرين منهم وكانت علاقتنا لا تتعدى التواصل العادي، إلى أن بدأت إحداهن- بعد أن علقت على بعض منشوراتها ووضحت لها بعض الأشياء- تسألني عن أشياء معينة في الدين الإسلامي خاصة أنها معتنقة جديدة له.
ربما لن أقص ما حدث جميعه فهو قائم منذ سنوات، ولكني سأعرض بعض النقاط التي جعلني أغلبها أبكي، أبكي من مدى تدنينا نحن المسلمين ومن المسؤولية التي وجدتني أحملها.
- ربما أول وأهم هذه النقاط هو إستغلال دول بعينها أو جماعات بعينها لهؤلاء المعتنقين الجدد للإسلام. بأن يعلموهم الإسلام على طريقتهم أو مذهبهم الخاص.
إذ أني وجدت من البلاوي ما هو كفيل- تقريبا- بصناعة دين أخر غير الإسلام! إذ أني عندما كان بعضهم يكتب شئ خاطئ كنت أصححه له فيقول لي هذه محاضرة للشيخ فلان ويرسل إلي رابط المحاضرة. فأجد أن المحاضر لا يقوم بتعليم الإسلام ولكن يقوم بحقن مذهب ما أو فكر ما في عقل من يحاضر فيهم، وهو يخطب بالإنجليزية وهم لا يجيدون العربية كي يطلعوا على القرآن بنصه العربي أو الأحاديث الشريفة أو كتب الفقه..إلخ.
فمصدر تعريفهم بالدين هم هؤلاء الشيوخ والكتب الفقهية المترجمة.
- وهنا تأتي النقطة الثانية، الكتب المترجمة التي تتناول التعريف بالإسلام والفقه المُيَسَّر.
ما قالته لي هذه الصديقة- وهي تجيد عددا من اللغات وتكتب في إحدى المجلات الأليكترونية الواسعة الإنتشار، مما ينفي عنها تهم الغباء وضيق الأفق وقلة الفهم!- أن هذه الكتب لا تستطيع أن تفهم منها شئ وهو ما جعلها تلجأ إليّ خاصة أيضا أن البنات في المسجد الذي تقصده لا يُجدن لغة مشتركة ولا يستطعن أن يوضحن لها شئ!
وحتى أنا عندما بحثت في المواقع التي تنشر الإسلام أو تتناول المواضيع المتعلقة بأركان الإسلام وفقهه باللغات الأجنبية وما إلى ذلك وجدت أنها صعبة الفهم عليِّ أنا شخصيا رغم أنني أعرفها فكيف بمن يجهلها من الأساس؟. ولكن عندما أقوم أنا بإجابة سؤال لها فإني أشرح لها الإجابة بأكثر من طريقة وبأسلوب مبسط، فكلمات توضيحية قليلة كفيلة بأن توصل القدر الأعظم من الفكرة، أما الأسلوب المتبع في ترجمة الفقه وما إلى ذلك فهو- كما أراه- مُعقد. فإعتقادي أننا كي نوصل للمسلمين الأجانب الأمور الفقهية والعقائدية بشكل سلس فإنه لا يجب علينا أن نترجم كتب الفقه وفقط، بل أن تكون الكتب تأليف مستقل يحاول فيها الفقيه او المؤلف توصيل الفكرة الشرعية أو الفقهية بإسلوب سهل لا بالأسلوب الفصيح المعقد الذي نقرأه جميعا في كتب الفقه والذي لن يستطيع المترجم الفكاك منه. ثم لا ضير من أن نجعل من الكتب الفقهية الرئيسة المترجمة مستوى أعلى لمن وصلته الفكرة بالكتب المبسطة. فالفكرة هي أهمية تواجد الإثنين.
- وهنا تأتي النقطة الثالثة. التقصير الشنيع في حق هؤلاء الذين إعتنقوا الإسلام حديثا، كيف لا يجدوا من يعلمهم دينهم ويفقههم فيه بلغة سهلة يفهمونها؟ كيف يُتركوا كفريسة لمذهب- بغض النظر عن كونه متشدد أو متهاون- ما أو توجة ما في الدين ولا يُعلموا الدين بشمولية وصدق وأمانة؟
كيف يمر على الشخص سنتان منذ إعتناقه للإسلام وهو لا يعرف أبسط الأمور الفقهية لأنه لا يفهمها من الكتب الصعبة الفهم ولا يوجد من يوضحها له بإسلوب سهل؟
- هنا تأتي النقطة الرابعة. الإستفسارات التي كنت أتلقاها من هذه الصديقة.
بكيت جدا من بعض الأسئلة التي كانت تأتيني منها. ذات مرة أخبرتني أنها مصابة بحساسية في الأنف، وأنها قد تعلمت أن الصلاة ( حركات محددة) ولكن التراب على سجادة الصلاة يجعلها تعطس رغم أنها تحاول جاهدة أن تكتم العطسة، فهل العطسة تـُبطل صلاتها؟
بالله عليكم ألن نحاسب على هذه وأمثالها ممن قصرنا في إيصال أبسط معلومات الدين إليها؟
كيف عجز من علمها أن الصلاة (حركات محددة) أن يوصل لها فكرة وروحانية الخشوع في الصلاة؟ فما كان منه إلا أن أخبرها أن الصلاة حركات محددة!
وأخرى تسألني إذا ذهبت متأخرة إلى المسجد ووجدت أن الإمام قد صلى وفاتتها بعض الركعات فماذا تفعل؟ ثم تستدرك أنها والحمد لله لا تذهب متأخرة أبدا ولكن البعض سألنها وأرادت أن تعرف لتخبرهم، وأخبرتني- وهذا ما أرعبني- أن كل ما أخبرها به توصله لصديقاتها اللاتي دخلن الإسلام حديثا!
هنا بكيت لسببين، أولهما أنها لا تذهب متأخرة للصلاة ونحن أغلبنا لا يصلي أصلا، وثانيهما من المسؤولية التي وجدتني قد تحملتها دون إختيار. إنه رعب مسؤولية أن تكون مرشد غيرك في طريقه إلى الله.
فهل ترانا نعلم مدى خطورة هذه المسؤولية؟ وهل ندرى مدى الخطورة الأعظم من ترك هذه المسؤولية؟
كيف تستقبل سؤال من يسألك عن سنن الصلاة وربما انت لا تصليها أو لا تعرفها أصلا وربما أنت لا تصلي من الأساس؟
كيف لمسلمة حديثة أن تسأل عن قصر الصلاة وجمعها، والأكيد أن هناك بيننا أمة الإسلام من لا يعلم كيف يكون ذلك وما سببه؟!
أي لوم نستحقه وأي عذاب من ربنا قد نلاقيه عندما تخبر إحداهن مصادفة بالظروف التي يحق للشخص فيها أن يفطر في رمضان ومن ضمنها السيدة في فترة الحيض وتخبرك أن أحدا لم يخبرها وأنها كانت تصلي وتصوم في فترة الحيض دون أن تعلم ذلك؟
فمن علمها معنى الطهارة والوضوء والإغتسال وهي المدخل الأساسي للصلاة؟
بالله عليكم ماذا نستحق نحن أمة الإسلام التي إنشغلت بأتفه أمور الدين والدنيا وأهملت من يبحثون عن طريق ربهم وتركتهم يجهلون أبسط أمور دينهم؟
كيف نملأ منابرنا وقنواتنا صراخا وخطبا رنانة، وسباب لأهل الكفر والإلحاد وهناك من في حاجة ولو لكلمة واحدة ترشده إلى الله؟
من أعطانا الحق بأن نحكم أن هذا المتشح بالجبة والقفطان هو الموصل الأوحد لرسالة ربه وأن فتى الفيس بوك كل شغله هو مصادقة البنات؟
كيف نتهم بعضنا البعض بالكفر بدلا من أن نهدي ونرشد الباحثين عن طريق الإيمان؟
كيف نطرح عقولنا جانبا ونهيم جهلا وغباءا ونحن أمة أفلا تتفكرون؟
بل كيف غزلنا من الدين ثوب زائف، حتى إذا ما خلعناه وجدنا أنفسنا عراة تماما من الإيمان ومن الأخلاق ومن القيم ومن الإنسانية؟
..
أجدني مشوش الفكر حتى أنني ربما لم أنظم ما كتبت، ولم أكتب ربع ما أردت، ولكني أعلم أنني هنا يكفيني أن ألمح للفكرة فقط وأنتم تكملوها.

الجمعة، يونيو 07، 2013

وحي الصحراء (صباحات 1)


صَبحْتُ أبْني من الأنـْوار صَرْحِــي
وعَصَرتُ من أمَالي تريَاق لجَرْحي
مَلـَكْـتُ كَـونـي بالعَفـَـاف وبالرضَـا
وأزْهـَـرت بحَشَـايا جَنـَائـنُ الفـَـرح ِ
هـذا نـَصيبُــك مـِنْ رغــَدها مَعْلــوم
مـَا اخـْتـَلَ قـَدْرُه بإضـَافِـة أو طـَرْح
فلا تـَظـُـن لهْـوَك للسَعَــادة مُرْشِدك
سَيُعـَذبَك وسَتلـْقى مِنه بنـَات بـَرْح

..
إذا مَا الفجْـرُ لاحَ عَنه ضيـَاء
وتـَنفسَـت بنسيمـِـه الأجْـواء
فأغنـَم لصَــدْرك مِنه غنيمـة
فـذاكَ مَا يَسـْعَى له العـُقـَــلاء
تـَرْقــَى بهَـا لمَعـَـارج الأمـَـل
فيَطيبُ يَوْمُك ويَكْتسيهُ بَهَـاء
وأبْسـَــم لشَمْسـِك في تفـَاؤل
فالحُــزنَ من العـُبُوس جَـزاء
وانـْشُــد سعـَادتـك بكـُل دَرْب
وأشـْكـُر مُسَانِدَك فتلك نَعْمَاء
ولا تـَلـُمْ مَـن صَبَغك باليـَأس
فالكـُــل إلاكَ مـِـن ذاكَ بـَــرَاء
..
يا عَاميا عَنْ شَمْسِكَ المُترَبعَة
مُتفـَاديا حُسْنهَـا بعُيون ناقِعـَة
مُتجَاهلا تِلك الغـَشَاوة بناظرك
ولاعِنـَا سُحُـب الظلام القـَابعَة

انْ لـَم تجِدها خِلـي تِجاه شَرق
فأبْحـَــث فـِي بَاقـِـي الأرْبَعـَـة!
..
كُن كعصفور رقيق بالفضَا مَيَّاس
يَشْــدو باللَّحْــن ونايـُه الأنـْفـَاس
وقـَابـِل ذا الصَبَـاح بثـَغـر مُبتسـم
لا والـوَجـْـة مِنـْك كـَائـِب عـَبـَّاس
كُــن ذاك الصـَانِع لحـُسْـن أيَامِــه
ذاك الـَـذي بأمَلِــه العـَـزم يـُقـَـاس
منْ صَبحَ يَنشُدُ في الرَوح الجَمَال
ومَا ضـَــرَّهُ القـُبْـح حَوله أكـْدَاس
..

الأربعاء، يونيو 05، 2013

وحي الصحراء (قيظ)


وهَجـيرةُ كأنَّها قِطـَع مِن سَقر
ولظـَاها قـَدْ شَـوى لُب الحَجَـر
هذي التلـول قد غـَلت رمـَالُها
مِرْجَلها شَمْـس بلَهيبٍ وَشَـرَر
قحْـط خَلت مِنْها الحَيَـاة كأنَّهَا
قدْ حُرِّمـَت على الهَوام والبَشَر
إذا طـُفـْتـَهـا بـلوَاحِظـَـك نظـَرا
تـَأوى لظـِلك مُحتـَرق البَصـر!
..
أوار يَتـَلظـَّـى مَا يُطـْفـَــى بمـَاء
وهَجيرُ لاَ يُلَطفُ بنَسْم ٍأو هَـواء
تحْـت العَـريشـَـة كـَأنـَّهُ جَهـَنـَّـم
فكَيـف هـو تحْت سَقـْفِ السَمَاء
مَـنْ يَخـْطـوُ فِـي مِثـْلِـه خـُطـْـوة
فإنـَّهُ قـَد وَهـَبَ نـَفسَـه للشِــوَاء
هـَذا مَا تـَلـْقـَاه بحَر ِصَيْفٍ عَابر
شَمْسُهُ كأنَّهَا قـَد إكـْتسَت بردَاء
فمَا بَالُها يوم التدانِي للـرؤوس
خَمْسون ألف قيْظ بدون مَسَـاء!
..
قضَيْتُ ظُهْري يُلاحَقني الهَجيرُ
ومَــالي مِنْ قـَظـَاهُ أفـْيَاء تـُجيرُ
فهَل تـَغيبُ الشمسُ عَن بَيْدائي
أوْ يُلاقينـي بجـُودٍ واد شَجيــرُ!
..
قاظَ نهَـاري وتـَلَبَّـدَتهُ الغـَسَـمُ
بلـَظى كَادَ الحَجرُ منهُ يَنْقـَسِمُ
وما وَرفـَتْ لي ظِــلالٌ هَا هُنـا
وقدْ سَافرت عن دوحي النِسَمُ
بكل بَيْـداء للعـَـابرين شُجَيْرة
إذا رأوْها تـَجِـدهمُ قـدْ بَسِمـوا
فهي المـلاذُ من جُور رَمْضَاء
تُظــلهم وبفـَضْـلِها قد قـَسمَوا
أمـا أنـَا فقــدْ اُبْليــتُ بهَاجـِرة
تـَحْرق جَبيني ويَعْرَقُ الجِسْمُ
وخَلا وجُودي من كُل ذي ظِـل
وضَحَت دُنياي بالخَوىَ تتَسِمُ
وتأبى إلا إذعَــانِي وتَسْليمـي
خَابَت، فأمَلي برَوْحي يَرْتسِمُ
دَنـَـت في أغـْـرَاضِها والمَكـر
وكأنهَــا قـَد لاقَ بهـَـا الإسِــمُ
لا تَجْزَعَـنَّ لمُر ٍأو شَر ِنـَازلة
مادامَت تـُطْمَر وأثرُها يَنْدَسِمُ
وإذا عـَزمْتَ فجَـوَادك الصَبْـرُ
وحُسَـامُكَ إذاَ بـَـدأتَ الحَسـْـمُ
هذه بَيْـدائي قـد وَلِفـْت عَليْهَا
ومَا لعَذابي مِن حَرها حَسْـمُ!

الاثنين، يونيو 03، 2013

رؤيــة


لا أتبـِع منْ وُصِفَ بإختيـَار الله
حَاشَايا أن أعْصَاه جلَ في عُلاه
مَـا أخْتـَار إلا الأنبيَـاء والرُسـل
وكـَان خـَاتمَهـَــــم إبـن عبـدالله
إذن فالقـَـولُ مِنـْـهم إفـْــك بَيـِّــن
فكيفَ أقـْطـَعُ دَرْبي مُهْتدٍ بخُطَاه
هـَـذا الـذي قـَد ادَعـٌوه أصْطـُفي
منْ بيـن كُل الخـَلق ورَبْهُ زكـَّاه
وصَوتـُنـَا هو الـذي بهِ قـَد أتـَى
ورَفعَهُ علىَ عَرْشِهِ مُزَيَن بردَاه
فمـَاذا لـو النـَصيـبُ جـَــاءَ لنِـدِه
وتـَسَلْطـّن بتاجِه وصَوْلجان زَاه
أتـُرىَ تقـُولوا هَذا إخْتيـَارُ رَبـِنا
وتـَنـْسِبوا سُـوءَ الإختيَـار للإلـَه
أم تـُقـْسِمُـــوا بـأنَّ تِــلك نِقـْمـــة
وتـَلْعَنـُوه وكل من يَخـْطو بثـَراه
هــَذي أمـُورٌ قـد حَمَلنا إصْــرَها
نـُعَذبُ بذنبهَا أو نلهو في نُعْمَـاه
فنـَتـَبـِع لأحَدِهِـم ونـُعْـلي نَجْمَــه
نـُعـَظـِّمُ شَخْصَهُ ونـُذعِن لعَصَـاه
ونـَكـْرهُ أخـَر بكـُـل مَا قـد حَـوى
فنـَهتكَ سِتـْرَهُ ونأتي عَلى بُنـْيَاه
لا تـَحْسَبَـنَ رَبَك عَنـْك قد رَضَـى
وأدْعُـوه دَوْمَا أن يَهـْـدِكَ بهُــدَاه
ولا تقـْذفنَّ غيْرَك بَاطِلا أوْ زُورَا
فوَحَــدُهُ رَبـُكَ مـَن يَعْلـَم خبَـايَـاه
والظـَانُ أنَّهُ مُحْسـِـنٌ قـد يُصْبـِحُ
خَاسِر عَمَله قد ضلَّ فـي مَسْعَـاه


..

الأحد، يونيو 02، 2013

تـَلَوْنَات

أتَرتَجـونَ دَعْــوة لتَقـْبَلـوا
تَطـوَعـوا قـَسْـراً وتَكَتـَـلوا
ما تُنـْتـَظر غـُنْمَى الحَيـَـاة
فسَارعُوا ولأجْلِهـا قـَاتِلـوا
لكُـم في كُل مَغْنَمـة نَصيب
أو أفـْسِــدوهـَا وأبْـطـِلـــوا
أمـا المَغـَــارم فأنـْثـُــروها
قِسْمَة بين البَرايَا واعْدِلوا
وخَــالِـفوا أفـْعــَال الأنـَــام
وعَانِدوهم جُمْلة وجَـادِلوا
إنْ أيْسـَـروا هـُم فـَتـَيَمَّنـوا
وإذا اِسْتـَقـَلــوا تـَرَجَلــــوا

إن إشـْتـَكـَوا مـِن تـُخـْمـَــة
فقـُــولوا جـُعـْنـَـا وولْـوِلوا
وإذا بَكـُــوا مـِن عـَــوْزهـم
فتَفَاقروا وأمَامهم تَسَـولوا
إنْ أبَاحـــوا الكُفـرَعَيــَــانَاً
فأقـْنَتــوا لـرَبـِكُم وتَبَتـَـلوا
لو أظْهَــروا حُسْنَ إيمــانٍ
فأصْبَأوا بكـل مَنْ أُرْسِلـوا

عـَـززوا سُبــلَ المَصَــائِب
وبخُبْثِكُم طَهِروهَا وجَمِلوا
وإنْ دُعيتُـم لخَيـر مَنْفـَعَـة
لهَــا فـَأسَـفـُــوا وتـَعَـلَلــوا
والسَـائِرين بــدُروبِ حـَق
تبَرَأوا مِن حَقِهِم وتَنَصَلوا
أمَّا مـَنْ يُـراعي المَصْلَحة
فأرْكَـعــوا لظِـلهِ وتـَذلَلــوا

إذا مَا رُميَ إنـْسَــان بخيـر
قـَــالوا تـَقـَصـوا وأسْــألوا
وإذا ادُعِيـَـا عَليــه الإفـْـك
نـَصَبــوا مَشَـانِقـَهُ ونَكَّـلوا
إنْ إبْتـَغـَـوا شَخـْصً لشـئ

تَجـدْهمُ بينَ يَديـه تـَسَـللوا
وتـَمَسَّحـوا تَمَلـُقـَاً بثـَـوْبـِهِ
ولِخـُفـِهِ بإنـْتـِشـَاءٍ قـَبـَّــلوا
وإنْ اُبْتـُغــوا فـي مَكـْـرُمَة
سَــاقوا العِـــللَ وتَكَـاسَلوا
لــو تَحَــداهم أحـَدٌ بأفـْكَـار

إذاَ بهم في سَبْـه تَغـَلْغـَلوا
وسَـال مِن أفـْواهِهِم مَقـْتٌ
وهَاجـــوا أنْ هَيَـا أرْحَـلوا
إنْ اُبْتـُلى غـَيْـرهم بنـَكـْـبة
تَطـَوحوا ضَحِكاً وجَلْجَلـوا

وإذاَ حَــانَ وَقـْتُ نِفـَــاقِهـم
خَــروا زورا بُكـا ومَثـْــلوا
مَدحــوا العَفـَـاف والتـُــقى

كأنَّــهم بخِصــالِه تَأصَــلوا
وإذاَ خَلـَـوا إلــى بَعْضِـــهم
هَتَكــوا الحُــرم وتَـرَذلـــوا
إذاَ عُـطـُـوا طـَلَبـوا زيَــادة

وإنْ عَطـُـوا قـَتروا وقللـوا
ارْتـَدوا زي البُطولة عنوة
وتَحْتِهِ جُبْنـُـهُم به يَثـْمَـلوا
فإذاَ تـَعَامـَى القـَـومُ عَنـْهُم
تَرَكَوا السَاحَات وهَرْوَلـوا
لا تَغـْـدو بَحْثــاً عَنْ نَخْـوة
هَـذا مُحَـال فيـهِ لا تَأمَــلوا
هـَذي الخِـلالُ سَبيـل فـَـخْر

فلا تُحْــرَجُوا أو تَخْجَلــوا!
.