الخميس، أكتوبر 10، 2013

عندما تـُصبح العربية لغة أجنبية.

قبل البــدء..
هذه التدوينة لم تكن معدة للنشر كمشاركة في يوم النهوض باللغة العربية، ولكن ربما لتعلق موضوعها باللغة العربية، وبما أن اليوم هو العاشر من أكتوبر، وجدت أنها تصلح للمشاركة، وكذا فإنني سأضيف في نهايتها عدة ملاحظات حول مشروع قناة الضاد الفصيحة الذي طرحته الأستاذة كريمة سندي، وموضوع إقتراحات البرامج التي يمكن عرضها من خلال هذه القناة.
..
...
أثـَافيَّ سُفـْعاً في مُعَرَّس ِمِرْجَلٍ  ونُؤْياً كجَذْمِ الحَوض لم يَتـَثـَلـَّمِ
عندما نقرأ هذا البيت، وهو لزهير بن أبي سلمى، ثالث فحول الطبقة الأولى من الجاهلية كما صنفه النقاد، وهو من قصيدته المشهورة التي أولها:
أَمِنْ أمِّ أوْفى دِمْنَة ٌلم تـَكَلـّم   بحَوْمَانَة الدّراج فالمُتـَثـَلـَّم ِ
عندما نقرأه، ونحن من المفترض أننا أبناء العربية، أظن أن غالبيتنا، إن لم يكن جميعنا، سيقول:
نحتاج مترجم!
بل دعني أقول بأن هذا البيت يعد سهلاً إذا ما قورن بغيره من أشعار قد كتبت بلغة بدوية موحشة وضمت العُقـْمِيُّ من الكلام، أو غريب الغريب. فهو على الأقل أسهل من قول غيره:
فكالحِسل كن في كدية وسط بسبس  وخلِّ عن الشنعاف فهو لأجدل
وإياك لا تــشحج بعُـسلوج هــيشــر ٍ وإلا خـَدبنا أخدَعَـيكَ بـمِغـوَل ِ

ولكن ربما ليست المصيبة في أنك تحتاج مترجم بقدر ما المصيبة والكارثة والنكبة أنك ربما لن تجد هذا المترجم!
فانا على سبيل المثال- وأنا مجرد قارئ- عندما تناقشت مع أحد مُدرسي اللغة العربية، وهو حاصل على ماجستير، في فن من فنون اللغة العربية كانت مصيبتي عظمى عندما اكتشفت أنه لا يعرفه!
إذ يبدو أنه يدرس الدبلومات والماجستير من أجل زيادة المرتب!
فكيف لهذا أن يُدرس اللغة العربية؟
وهل هذا وأمثاله هم المنوط بهم مهمة حماية اللغة وإبقاءها حية؟
هل هذا وأمثاله من سيترجمون لنا اللغة العربية؟ ام أنهم، حماة اللغة، سيحتاجون لمترجم مثلنا تماماً!
..
دعونا في الأسطر القليلة التالية نلقي بعض الضوء على بعض التأثيرات التي أصبغها أدبنا العربي القديم، الذي نعجز عن فهمه وترجمته، على الأداب الغربية، وكيف أنها تأثرت به وأخذت عنه وجعلته مثال يحتذى في الإبداع. نهل منه أعاظم كتاب وشعراء أوروبا.
في كتاب بعنوان الشرق الأدني، مجتمعه وثقافته، والذي ضم مجموعة دراسات وأبحاث لمجموعة من الباحثين والدارسين والمستشرقين، يتناول جوستاف فون جرونباوم ،المستشرق النمسوي الشهير، في دراسته المعنونة؛ الأدب الإسلامي العربي، تاريخ الدراسات الغربية للأدب العربي والترجمات التي قام بها المستشرقون للآلئ الشعر والأدب العربي، والتي تخطت مهمة الترجمة من أجل إكتشاف القيم الجمالية في الأدب العربي إلى محاولة إكتشاف الشخصية العربية التي صاغت هذا الأدب، وكان أفضل وسيلة للتعرف عليها، وهذا ما يؤكد أن اللغة لا تقدم فقط أدباً مخطوطاً وفكراً، بل تمثل هوية وشخصية وذات لصاحبها. وكذا كشف تأثيرات الأدب العربي على الأدب الغربي وخاصة تأثيرات الشعر العربي- العروضية والتركيبية- على الحركات الشعرية الغربية، ومنها على سبيل المثال تأثيرها على أغاني الشعراء البروفينساليين  المعروفة بإسم (Provencal troubadours ).
وإذا نظرنا لأعظم الشعراء الألمان، وهو الشاعر العظيم جوته، لوجدنا من خلال أشعاره ومن خلال الدراسة التي قامت بها الدكتورة كاتارينا مومزن Katharina Mommsen في كتابها جوته والعالم العربي، والتي تناولت فيها أشعار جوته وحياته ورسائله ومذكراته، أن جوته فـُتن بالشعر العربي القديم، وقد إطلع تقريبا على معظم الشعر العربي الذي ترجم للغات الأوربية، حتى أنه قد ترجم بعض أشعار المعلقات العربية عن اللغة الفرنسية والإنجليزية إلى اللغة الألمانية، مثل معلقة إمرئ القيس التي ترجمها عن الإنجليزية نقلاً عن المستشرق البريطاني ويليام جونز William Jonse الذي ترجم وشرح المعلقات السبع ونشرها بلندن عام 1783، تلك المعلقة التي أولها:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل  بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وكذا فإنه تأثر جداً بالمعلقات العربية في كتاباته الخاصة وخاصة بمعلقة زهير بن أبي سلمى، ويتضح ذلك في مؤلفه الديوان الذي إستخدم فيه بعض الكلمات بنطقها العربي بالرسم اللاتيني، وكذلك نجد في مؤلفه الشهير نفحات مدجنة Die Zahmen Xenien تأثر- وربما إقتباس تام- بزهير، حيث يقول في البيت 452 والأبيات التي تليه:
إذا كان الفتي أحمق سفيها،
عانى من ذلك أشد العناء.
أما الشيخ فلا ينبغى له أن يكون سفيها!
لأن الحياة عنده أقصر من ذلك.
وهي نقل لبيت زهير:
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده   وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
وهذا ليس التأثير الوحيد لزهير في نفحات جوته، بل هناك ثلاثة أخرى ذكرتها المؤلفة ولا يتسع المقام لذكرها. كما لا يتسع المقام أيضا لعرض نماذج كثيرة جداً من شعر جوته تمثل تأثر- وربما نقل- بالشعر العربي وبالقرآن الكريم، مثل قصيدته ضمن الديوان (الديوان الشرقي للمؤلف الغربي) التي فيها:
لله المشرق
لله المغرب
والأرض شمالاً
والأرض جنوباً
تسكن آمنة بين يديه.
وهذا تأثر صريح بالأية 115 من سورة البقرة:
(ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)
ربما لو أردنا ذكر المزيد لنقلنا الأف الصفحات وأوردنا مئات الأمثلة، وعليه سنذكر فقط أن جوته، طبقاً لم ذكرته المؤلفة وساقته من أدلة، كان يحاول أن يتعلم اللغة العربية، وربما كان في طريقه إلى الإسلام، أو ربما أسلم، وقد نعرف هذا من هذا البيت الذي نختم به:
وإذا كان الإسلام معناه التسليم، فإننا أجمعين نحيا ونموت مسلمين.
..
وإذا انتقلنا لشاعر أوربي أخر، إشتهر بعمل ملحمي شهير، وهو الشاعر الإيطالي دانتي اليجيري وملحمته الكوميديا الإلهية، والتي أساء فيها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم!، لتعجبنا من إكتشاف أن الدراسات الحديثة قد أكدت أن دانتي قد إقتبس ملحمته وأستلهمها من كتابات ابن عربي!
أي أنه قد سرقها منا ثم سبنا وسب نبينا فيها!
أما لو ولجنا داخل الدولة الروسية، مع كتاب مؤثرات عربية وإسلامية في الأدرب الروسي للدكتورة مكارم الغمري، لتعجبنا من كمية التأثير التي أوجدها الأدب العربي في كتابات عظماء الادب الروسي، مثل الأديب الروسي العظيم تولستوي، والشاعر ميخائيل ليمرنتوف وغيرهم من الكتاب. 
سقت هنا فقط هذه الأمثلة لنعلم مدى إهمالنا للغتنا التي أصبحنا في حاجة لمترجم عند قراءة تراثها، هذا التراث الذي تأثر به أعظم رموز الأدب في العالم بأكلمه. والذي أصبحنا في حاجة لمترجم لفهمه، وفي حاجة للبحث المضني عن هذا المترجم!
ولكن كل هذا في الحقيقة يحمل في طياته حقيقة مرة، وهي أن العربية قد أهملها أهلها منذ زمن بعيد، فإنك إن نظرت لمعظم كتب التراث العربي لوجدت أن من قاموا بتحقيقها مستشرقون وليس عرب، وأن بعض كتب التراث العربي قد تم ترجمتها ونشرها باللغة اللاتينية واللغات الاوربية قبل نشرها باللغة العربية. فالحقيقة أننا لم نضف إلى العربية شئ، بل كذلك قد أهملنا تراثها.
..
يذكر الدكتور قاسم عبده قاسم في كتابه المسلمون وأوربا، التطور التاريخي لصورة الأخر، يذكر أن المسلمين في عصرهم الذهبي لم يهتموا بترجمة الأدب أو التراث الغربي المعاصر لهم، وذلك لأنهم لم يجدوا فيه ما قد ينفعهم أو يفيدهم، وكذا لأن معظم كتابه كانوا من القساوسة ورجال الدين-الفئة المتعلمة حينها- والتي كان محورها الوحيد ربما سب وتشويه صورة المسلمين، فقد كانوا-أي العرب- أهل علم وتقدم بينما الغرب أهل جهل وظلام.
بينما في المقابل نجد أن الغرب قد هرع إلى ترجمة التراث الادبي والعلمي العربي لأنهم وجدوا فيه سبيلهم إلى دخول دنيا العلم والتقدم. وهذا كان سبب قوة اللغة العربية وإنتشارها، أنها كانت لغة أدب وعلم.
حتى أن بعض الدراسين أكدوا أن الغرب فقط لم يترجم العلم العربي، بل كذلك إستعار طرق التدريس ومسيمات الدرجات الأكاديمية من النظام العربي ومن اللغة العربية.
فكيف تراه الوضع الأن؟
كيف للعربية بعد أن فقدت مكانتها بين أهلها كلغة للأدب والثقافة أن تصير لغة للعلم والتكنولوجيا؟
 بل دعونا نسأل السؤال الذي طرحه عالم الإنسانيات الدكتور أحمد أبوزيد - عليه رحمة الله- وجعله مختتم كتابه هوية الثقافة العربية، إذ يطرح الدكتور أبوزيد السؤال التالي:
اللغة العربية، هل لها مستقبل في عصر العلم؟
ولكن دعونا قبل أن نتعرض لإجابة الدكتور أبوزيد عن هذا السؤال أن نعرج بشكل سريع مختصر على ما ناقشه من أسباب معاناة الثقافة العربية وقصور التعليم والعلم العربي، وعلاقة التعليم بالثقافة.
إذ يبدي عدة ملاحظات، منها أنه إذا كان التعليم يهدف إلى إعداد الفرد للحياة العملية، فإن ذلك لن يؤتي ثماره إذا كان التعليم لا يعكس الأوضاع السائدة في المجتمع، أو إذا كان لا يعبر عن ماضي الأمة وحاضرها ويساهم ويساعد على رسم مستقبلها. ولهذا يفشل عندنا التعليم لأنه لا تتوافر به هذه المسائل وكذا لإفتقاده الرؤية الواضحة عن نوع المستقبل الذي يريده ويحتاجه المجتمع.
ووجد أن الحل هو إنطلاق التعليم بخطط مستقبلية واضحة تربطه بماضيه وتعلمه بالعلم الأجنبي الحالي وتناوله إياه بلغته. أي اللغة العربية. عن طريق الإهتمام باللغة، وعن طريق ترجمة وتعريب العلوم الحديثة وترجمة وتعريب مصطلحاتها، وتدريسها بالعربية كي يتم الترابط بين لغة المجتمع ولغة العلم.
في جزئيته الاخيره هذه يلفت الدكتور أبوزيد النظر إلى أنه في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات بإنقاذ العربية، تتعالى فيه أصوات أخرى تسعى لدفن العربية وإستبدالها بلغات أوروبية، لأنها ليست لغة علم، حتى أنها كذلك ليست لغة إعلام أو مجتمع، إذ ان كلة دولة عربية لها لهجة خاصة بها، يستخدمها الأفراد ويستخدمها الإعلام.
وهنا يؤكد دكتور أبوزيد على حقيقة يبدو أن البعض يحاولون تجاهلها، وهي أن "اللغة ليست مجرد أصوات أو ألفاظ منطوقة أو كلمات مكتوبة، وإنما هي كيان متكامل من الفكر والوجدان والتراث والتاريخ والقيم الدينية والأخلاقية"
وكذا يلفت النظر إلى أن هناك "فارق كبير جداً أن يتعلم المرء اللغات الأجنبية لتكون وسيلة للتبادل الفكري مع الثقافات المختلفة، وبين أن يتبنى تلك اللغة لتكون هي أداته في التفكير والتعبير على حساب لغته الأصلية"
فاللغة تمثل ذات وهوية.
فكل الدول المتقدمة-مثل اليابان التي ذكرها كمثال- تسعى إلى ترجمة ما ينقصها أو ما تحتاجه من علوم إلى لغتها القومية، لأنها لا يجب أن تضحي بلغتها القومية والوطنية رمز وحدتها وهويتها وقوتها، بأن تدرس تلك العلوم بلغاتها لا باللغة القومية.
وهنا يؤكد الدكتور أبوزيد أننا إذا تجاوزنا مرحلة الشكوك بقدرة اللغة العربية على التعبير عن إنجازات العلم الحديث، وكذلك المحاولات التي بذلت وتبذل من أجل إخلال لغات محلية مكانها. فإن ذلك سيكون بمثابة الخطوة الأقوى على طريق إبقاء اللغة العربية في مكانها وتطويرها كلغة علم وتكنولوجيا.
ويتعرض لما أسماه الوضع المأساوي للغة العربية في بلادها، والذي تمثلت صوره في العديد من الأشكال، منها لافتات الشوارع التي تفرنجت، والإعلام الذي يستخدم اللغات المحلية بدلاً من اللغة العربية الفصحى، والتدريس وإلقاء المحاضرات باللغات العامية.
ومن الأسباب الرئيسية لما تعانيه اللغة العربية في بلداننا العربية، سوء التدريس، والتقصير في تطوير وتجديد اللغة وإثرائها حتى تلاحق التغيرات السريعة التي يمر بها العالم.
ووجد أن الحل الذي سيحافظ على اللغة العربية وسيجعلها لغة علم قادرة على تناول المجالات العلمية والتكنولوجية، هو الإهتمام بتدريسها التدريس القوي والصحيح في المدارس، وعرض وسائل لذلك لا يتسع المقام لذكرها. وكذلك تعريب العلم والمصطلحات العلمية، وهو مجهود ومهمة سيسهل على المجامع اللغوية القيام بها، وهذا يحتاج إلى سياسة نشر على المستوى الثقافي والعلمي للإستفادة به.
وكذلك ترجمة الكتب العلمية الى اللغة العربية وتيسيرها للنشر والإنتشار بكل الوسائل المتاحة. وعلى رأسها الإعلام بكل وسائله.
وتعريب تدريس العلوم، مثل الطب والهندسة وغيرها من العلوم، وهي مسألة لا يراها مستحيلة ويعرض النموذج السوري كمثال نجح في تعريب دراسة العلوم على إختلافها في الجامعات.
  فالواقع أن لغتنا التي أصبحنا في حاجة لمترجم لفهمها، قادرة على أن تكون لغة للعلم الحديث، مثلما كانت هي لغته في العصور الوسطى التي كان فيها العلم العربي في أوجه، وقادرة على الصمود أمام ما تلاقيه من إهمال من جانبنا -نحن أبناؤها- ومن حروب من جانب اللغات الأخرى التي تحاول أن تسيطر على العالم كلغات للعلم والثقافة والهوية.
نحتاج فقط أن نؤمن بذلك، وأن نسعى إلى تحقيقه.
..
...
ملاحظات ختامية.
ربما إستكمالاً على ملاحظة قبل البدء أعلاه وتعليقاً على مشروع الأستاذة كريمة سندي، أرى أن مشروع القناة هذا مشروع عظيم، أشكرها مبدئياً على التفكير فيه ونسأل الله أن يجازيها خيراً على مجهودها وأن يعينها ويوفقها.
ربما في التدوينة أعلاه تعرضت بشكل بسيط لمعاناة اللغة العربية وعرضت بشكل بسيط لبعض الحلول. وإجمالاً هنا أضيف بعض الملاحظات.
1- كما ذكرنا فإن الإعلام له دور كبير في عملية إحياء اللغة العربية، ووجود قناة متخصصة ومخصصة لهذا الغرض شئ عظيم جداً، ولكن الإكتفاء بها وحدها وسط محيط إعلامي يموج بكل ما يمثل تهديد للغة العربية ربما لن يأتي ثماره المنتظرة أو المطلوبة. ولذا فنحن في حاجة إلى الإنطلاق بشكل أشمل وأوسع، ربما مثلاً بإنتاج برامج على مختلف القنوات تتناول اللغة العربية إلى جانب هذه القناة.
2- التركيز على مهمة إحياء اللغة فقط دون التعرض أو التركيز على مهمة تحديثها بما يتماشى مع علوم ومتطلبات العصر ربما قد يحدث إنفصام بين إحتياجات الفرد-المُستهدف- وبين ما يعرض له، وربما هذا سيمثل عامل طرد لا جذب. لأن المعروض هنا ربما سيمثل عامل ترفيه قد يستبدل بغيره لا عامل إستفادة عملية وعلمية وحياتية لا يمكن إستبداله.
3- السعي الأسري والحكومي يجب أن يسبق العمل الميداني أو الإعلامي. إذ يجب على الأسر أولاً تحبيب أبنائها في اللغة العربية وإعلامهم أنها تمثل ذات وهوية لا مجرد كلمات تعامل تنطق ويمكن إستبدالها بغيرها، وكذا يجب على الحكومات بذل كل ما يمكن من جهود وتوفير كل ما يمكن من وسائل تساعد وتساند اللغة، إذ يجب البدء من الإهتمام بوزارات التعليم والثقافة، ويجب البدء في تعريب العلوم وتدريسها باللغة العربية، ويجب إصدار قوانين تـُجَرِّم إستخدام أي لهجة أو لغة غير الفصحى في أسماء المنتجات الصناعية بكافة أنواعها، وكذا أسماء المحلات وغيرها من كل ما يدخل ضمن النطاق التجاري والإعلامي والإعلاني.
4- إيجاد منتجات لغوية جديدة وتنويع مصادر الإمداد، إذ يجب أن ينصب المجهود الأول على الإقبال على المنتج أو المصدر وليس فقط على ما يحويه هذا المنتج أو ما يقدمه هذا المصدر. إذ يقول دكتور أبوزيد مثلاً كشرح لعبارة مارشل ماكلوهان "الوسائل هي الرسائل" في كتابه محاولة فهم وسائل الإتصال. يقول أن وسيلة الإتصال والإعلام أهم بكثير من مضمون البرامج التي يذيعها، فالمصدر الذي نحصل منه على المعلومات وعلى المعرفة يؤثر فينا تأثيراً أقوى وأعمق من تأثير هذه المعلومات ومادة تلك المعرفة. لذا يركز الإعلام مثلاً على أن يضع على شاشاته وجوه جميلة أو محبوبة. وهذا ما يجب التركيز عليه إن إردنا تقديم منتج يخدم اللغة أو يتناولها.
..
الموضوع خطير، إذ أنه يتناول مستقبل أمة ومصير لغة تمثل ذات وهوية، وربما مشاركتنا-بالعرض والإقتراح قد لا تحمل المنفعة المطلوبة أو المستوى المستحق للإهتمام. ولكن على الجميع أن يشارك وأن يقول وأن يعرض وأن يقترح. وقبل ذلك أن يبدأ بنفسه بأن يتشبث بلغته.
..
مصادر للإطلاع.
- الشرق الأدنى، مجتمعه وثقافته. مجموعة من الباحثين.
- جوته والعالم العربي. كاتارينا مومزن.  ترجمة د.عدنان عباس علي.
- مؤثرات عربية وإسلامية في الأدب الروسي. د.مكارم الغمري.
- هوية الثقافة العربية. د.أحمد أبوزيد.
- المسلمون وأوربا. د.قاسم عبده قاسم.
..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فضفض و قول اللي في ضميرك
مشتاق صديقك لأي قول