قد يتعجب البعض مما سأكتبه عن هذه الرواية التي صَدَّق معظم من أعرفهم على عظمتها.
فأنا صراحة أراها رواية جميلة ومشوقة ولكنها كذلك لم تخل من الأخطاء والسقطات التي قد تجعلها لا تصل إلى المستوى الإحترافي الكامل الذي جعل البعض ينبهرون بها إلى هذا الحد. وهذا ليس إجحافاً مني، وإن كان تقريظي ومدحي وكرمي لن يفيد أيضاً!، فأنا في الأخير قارئ عادي ولست ناقد أدبي يمكنه سبر أغوار الرواية بالكامل حتى يدلي برأي موثوق ومسموع يؤثر على سوق الرواية ومنزلتها سواء أكان بالسلب أو بالإيجاب، وكذلك فإنني أقدِّر تماماً مجهود الكاتبة في هذه الرواية، فكتابة قصة قصيرة جيدة يعد معجزة، فما بالك برواية مثل هذه الرواية!
وأنا بالفعل قد إستمتعت جداً بها، ولكنني كقارئ أظنني قد قرأت أعمالاً أكثر حبكة وإتقاناً، وربما هذا ما جعلني لا أنبهر بالرواية مثلما فعل البعض، ولكنني بالتأكيد رأيتها عمل جيد. وفي الأخير هذا مجرد رأي لقارئ لا أكثر، ولن أتناول فيه عرض الرواية -فقد فعل هذا كثيرون- ولكني ساتناول عدة نقاط معينة بإختصار.
فإننا إذا نظرنا مثلا لشخصيات الرواية وأحداثها، لوجدنا أن الكاتبة ربما أطنبت في عرض القواعد وشرحها أو الأحاسيس ووصفها دون التعمق في الحدث، بما قد يجعل الرواية أشبه بمشاهد منفصلة ترسم حالة الشخصية القاصة ولا تربط بشكل متقن بين الأحداث التي من المفترض أن تكون في تقدم.
ومثلا إن نظرنا للشخصيات ربما لرأينا بعض الغرابة، فقد كان لكيميا وضع غريب إلى حد ما، فهي تخاطب الموتى وتصاحبهم وتشكي لهم همومها، فهي كانت ترى أخوتها الذين ماتوا، ثم رأت زوجة الرومي وصاحبتها، وكأن هذا أمر طبيعي ومقبول في العقيدة الإسلامية، أو حتى في الواقع أو في الرواية الواقعية، حتى أن الرومي الفقيه العالم في أول لقاء له مع كيميا عندما ذهب بها أبوها إليه ليعلمها، قد قبل هذا الأمر وأعتبره شئ مميز كفيل بأن يجعله يقبلها كتلميذة عنده تتعلم تحت يديه.
وهذا ربما يوصلنا للرومي نفسه، الذي ربما ببحث بسيط نكتشف أن الكاتبة قد حادت عن المسار المعروف لحياته كما كتب عنها.
كما أن الكاتبة قد أهملت مصير بعض أبطالها وشخصياتها، ربما لم نكن في حاجة لمعرفة مصير كل الأبطال بالتفصيل، ولكن إقحامهم في الأحداث كان يتطلب إعلامنا بما قد يصل بهم مصيرهم إليه ولو بجملة بسيطة.
كما أنني أظن أن المؤلفة قد وضعت في الرواية وجهة نظرها في بعض الأمور الدينية ونسبتها لشمس التبريزي أو للطريقة الصوفية، والتي قد تختلف بعض روؤاها في المواضيع التي تناولتها المؤلفة في الرواية عن رؤية الكاتبة والتي نسبتها لشمس الصوفي. وكذلك نصرها للنظرية الصوفية في تناولها للدين على العلم الديني المجرد بدلاً من إيجاد نقط إتفاق تجمع بينهما بدلاً من إعلان حرب لابد لها من منتصر. وهذا ما يتضح من المناظرة التي جمعت فيها بين الشيخ ياسين، العالم المتعصب، والصوفي المتسامح شمس التبريزي، والذي فاز في النهاية.
ولكنني في نفس الوقت لا أنكر العبقريات الكثيرة في الرواية، سواء أكان على مستوى الحبكة البنائية، أو الفكرة الباطنة. ومنها مثلا المشهد الذي أوردته الكاتبة في بداية الرواية في فصل (القاتل) على لسان القاتل (رأس الواوي)، إذ أننا على الأقل من هذا الفصل نعلم أن أحد قتلة شمس-والذين لم نعرف مصيرهم أو جزاء فعلتهم- قد أصابته-كما دعاها هو نفسه- لعنة الضحية، وتساءل-وهو الذي اعتاد القتل واعتاد التعايش مع عبء حمل آثار من قتلهم في قلائد حول رقبته- تساءل: لماذا اعترتني تلك الرجفة القوية بعد تلك الحادثة السريعة؟ التي نعرف لاحقاً أنها حادثة قتل شمس، وكأن القاتل نفسه قد اكتشف اخيراً أنه قد قتل شخص مميز بالفعل.
وكذلك مشهد الخمارة الذي ورد في نفس الفصل، وتأفف القاتل من أن الطاولة بجانب الشباك والذي كان من المفترض أن يجلس عليها حسب الإتفاق، مشغولة ويجلس عليها سكران يبدو فاقداً للوعي، ثم نعلم لاحقاً أن هذا السكران كان سليمان السكران، الذي أحب شمس، وقد سمع كل شئ وهرع إلى شمس ليحذره.
وإن كان وصفه في نفس المشهد للمجموعة التي تكريه لقتل هذا الشخص، ومعرفتنا بأنهم شباب أغراء قد جعلت التوقع بأن علاء الدين إبن الرومي سيكون طرفاً في قتل شمس سهلاً جداً.
وكذلك من عبقريات الرواية مثلاً، فكرة الإستسلام، أو الإنسياق، الإستسلام الإيجابي لمن نحب يقيناً بأن له غرضاً في أن يجعلنا أفضل، والإستسلام السلبي لروتينية الحياة والتي نعلم أنها لن تجعل منا أفضل.
والتماس بين روتينية الماضي وروتينية الحاضر، والتحرير والعتق الذي قد يضع القدر بين أيدينا وبالصدفة، التي هي ترتيب إلهي، من يساعدنا عليه. فشمس التبريزي قد أخرج الرومي من روتينية أيامه المتشابهة، وأنزله عن البرج العاجي للعلماء برزانته ورصانته وخطواته المحسوبة إلى عالم المجازفات والمغامرات غير المحسوبة النتائج، أخرجه إلى الشارع وعامة الناس وأبسطهم، بعيداً عن النخب والمريدين. وإن كان هذا قد أزعج المحيطين به، سواء أكانوا عائلته أم المريدين والناس العاديين في الشارع.
مثلما أخرجت الكفر الحلو وعزيز إيلا من روتينية حياتها التي ربما كانت قد اقتنعت أنها أقصى ما قد تصل إليه، وأن حياتها ربما تنتهي يوماً ما داخل مطبخها وهي تعد أكلة من أكلاتها، إلى مغامرة البحث عن الحب، بل البحث عن الحياة وعيشها بدون توقعات أو حسابات.
فالرومي وإيلا قد بدءا طريقين ربما لم يفكرا يوما في قطعهما ولم يخطرا قط على بالهما أو يزورا خيالهما وأحلامهما، قطعا طريقين لم يكونا يعلمان إلى أين أن سيقودانهما، ولكنهما قد قطعاهما برضاً وأمان لأن من كانا يقودانهما على طريقيهما كانا حبيباهما.
الرواية في المجمل رواية جميلة وعمل يستحق التقدير والإحترام والإهتمام، ويستحق أن يعيش.
.
فأنا صراحة أراها رواية جميلة ومشوقة ولكنها كذلك لم تخل من الأخطاء والسقطات التي قد تجعلها لا تصل إلى المستوى الإحترافي الكامل الذي جعل البعض ينبهرون بها إلى هذا الحد. وهذا ليس إجحافاً مني، وإن كان تقريظي ومدحي وكرمي لن يفيد أيضاً!، فأنا في الأخير قارئ عادي ولست ناقد أدبي يمكنه سبر أغوار الرواية بالكامل حتى يدلي برأي موثوق ومسموع يؤثر على سوق الرواية ومنزلتها سواء أكان بالسلب أو بالإيجاب، وكذلك فإنني أقدِّر تماماً مجهود الكاتبة في هذه الرواية، فكتابة قصة قصيرة جيدة يعد معجزة، فما بالك برواية مثل هذه الرواية!
وأنا بالفعل قد إستمتعت جداً بها، ولكنني كقارئ أظنني قد قرأت أعمالاً أكثر حبكة وإتقاناً، وربما هذا ما جعلني لا أنبهر بالرواية مثلما فعل البعض، ولكنني بالتأكيد رأيتها عمل جيد. وفي الأخير هذا مجرد رأي لقارئ لا أكثر، ولن أتناول فيه عرض الرواية -فقد فعل هذا كثيرون- ولكني ساتناول عدة نقاط معينة بإختصار.
فإننا إذا نظرنا مثلا لشخصيات الرواية وأحداثها، لوجدنا أن الكاتبة ربما أطنبت في عرض القواعد وشرحها أو الأحاسيس ووصفها دون التعمق في الحدث، بما قد يجعل الرواية أشبه بمشاهد منفصلة ترسم حالة الشخصية القاصة ولا تربط بشكل متقن بين الأحداث التي من المفترض أن تكون في تقدم.
ومثلا إن نظرنا للشخصيات ربما لرأينا بعض الغرابة، فقد كان لكيميا وضع غريب إلى حد ما، فهي تخاطب الموتى وتصاحبهم وتشكي لهم همومها، فهي كانت ترى أخوتها الذين ماتوا، ثم رأت زوجة الرومي وصاحبتها، وكأن هذا أمر طبيعي ومقبول في العقيدة الإسلامية، أو حتى في الواقع أو في الرواية الواقعية، حتى أن الرومي الفقيه العالم في أول لقاء له مع كيميا عندما ذهب بها أبوها إليه ليعلمها، قد قبل هذا الأمر وأعتبره شئ مميز كفيل بأن يجعله يقبلها كتلميذة عنده تتعلم تحت يديه.
وهذا ربما يوصلنا للرومي نفسه، الذي ربما ببحث بسيط نكتشف أن الكاتبة قد حادت عن المسار المعروف لحياته كما كتب عنها.
كما أن الكاتبة قد أهملت مصير بعض أبطالها وشخصياتها، ربما لم نكن في حاجة لمعرفة مصير كل الأبطال بالتفصيل، ولكن إقحامهم في الأحداث كان يتطلب إعلامنا بما قد يصل بهم مصيرهم إليه ولو بجملة بسيطة.
كما أنني أظن أن المؤلفة قد وضعت في الرواية وجهة نظرها في بعض الأمور الدينية ونسبتها لشمس التبريزي أو للطريقة الصوفية، والتي قد تختلف بعض روؤاها في المواضيع التي تناولتها المؤلفة في الرواية عن رؤية الكاتبة والتي نسبتها لشمس الصوفي. وكذلك نصرها للنظرية الصوفية في تناولها للدين على العلم الديني المجرد بدلاً من إيجاد نقط إتفاق تجمع بينهما بدلاً من إعلان حرب لابد لها من منتصر. وهذا ما يتضح من المناظرة التي جمعت فيها بين الشيخ ياسين، العالم المتعصب، والصوفي المتسامح شمس التبريزي، والذي فاز في النهاية.
ولكنني في نفس الوقت لا أنكر العبقريات الكثيرة في الرواية، سواء أكان على مستوى الحبكة البنائية، أو الفكرة الباطنة. ومنها مثلا المشهد الذي أوردته الكاتبة في بداية الرواية في فصل (القاتل) على لسان القاتل (رأس الواوي)، إذ أننا على الأقل من هذا الفصل نعلم أن أحد قتلة شمس-والذين لم نعرف مصيرهم أو جزاء فعلتهم- قد أصابته-كما دعاها هو نفسه- لعنة الضحية، وتساءل-وهو الذي اعتاد القتل واعتاد التعايش مع عبء حمل آثار من قتلهم في قلائد حول رقبته- تساءل: لماذا اعترتني تلك الرجفة القوية بعد تلك الحادثة السريعة؟ التي نعرف لاحقاً أنها حادثة قتل شمس، وكأن القاتل نفسه قد اكتشف اخيراً أنه قد قتل شخص مميز بالفعل.
وكذلك مشهد الخمارة الذي ورد في نفس الفصل، وتأفف القاتل من أن الطاولة بجانب الشباك والذي كان من المفترض أن يجلس عليها حسب الإتفاق، مشغولة ويجلس عليها سكران يبدو فاقداً للوعي، ثم نعلم لاحقاً أن هذا السكران كان سليمان السكران، الذي أحب شمس، وقد سمع كل شئ وهرع إلى شمس ليحذره.
وإن كان وصفه في نفس المشهد للمجموعة التي تكريه لقتل هذا الشخص، ومعرفتنا بأنهم شباب أغراء قد جعلت التوقع بأن علاء الدين إبن الرومي سيكون طرفاً في قتل شمس سهلاً جداً.
وكذلك من عبقريات الرواية مثلاً، فكرة الإستسلام، أو الإنسياق، الإستسلام الإيجابي لمن نحب يقيناً بأن له غرضاً في أن يجعلنا أفضل، والإستسلام السلبي لروتينية الحياة والتي نعلم أنها لن تجعل منا أفضل.
والتماس بين روتينية الماضي وروتينية الحاضر، والتحرير والعتق الذي قد يضع القدر بين أيدينا وبالصدفة، التي هي ترتيب إلهي، من يساعدنا عليه. فشمس التبريزي قد أخرج الرومي من روتينية أيامه المتشابهة، وأنزله عن البرج العاجي للعلماء برزانته ورصانته وخطواته المحسوبة إلى عالم المجازفات والمغامرات غير المحسوبة النتائج، أخرجه إلى الشارع وعامة الناس وأبسطهم، بعيداً عن النخب والمريدين. وإن كان هذا قد أزعج المحيطين به، سواء أكانوا عائلته أم المريدين والناس العاديين في الشارع.
مثلما أخرجت الكفر الحلو وعزيز إيلا من روتينية حياتها التي ربما كانت قد اقتنعت أنها أقصى ما قد تصل إليه، وأن حياتها ربما تنتهي يوماً ما داخل مطبخها وهي تعد أكلة من أكلاتها، إلى مغامرة البحث عن الحب، بل البحث عن الحياة وعيشها بدون توقعات أو حسابات.
فالرومي وإيلا قد بدءا طريقين ربما لم يفكرا يوما في قطعهما ولم يخطرا قط على بالهما أو يزورا خيالهما وأحلامهما، قطعا طريقين لم يكونا يعلمان إلى أين أن سيقودانهما، ولكنهما قد قطعاهما برضاً وأمان لأن من كانا يقودانهما على طريقيهما كانا حبيباهما.
الرواية في المجمل رواية جميلة وعمل يستحق التقدير والإحترام والإهتمام، ويستحق أن يعيش.
.
كلام كتير عن الرواية من غالبية من أتابعهم جعلني أشعر أنني الوحيدة التي لم تقرأ هذه الرواية بعد :)
ردحذفعموما في إنتظار قراءتك..وفي إنتظار رأيك..
حذفعشان نقارن بين وجهات النظر :)
..
انا لسة يا موناليزا مقرأتهاش
ردحذفبس احمد بدل طلع فيها القطط الفاطسة كدة يبقي مش حلوة ههههه
قطط فطسانة إية بس يا أختي!
حذفأنا كل الحكاية قلت الرواية عجبتني بس ما ابهرتنيش الإنبهار اللي كنت متوقعه بعد ما قرأت أراء ناس كتير عنها. لأنها مش المستوى اللي يبهر لكنها بالتأكيد بالمستوى اللي يعجب!
بس!
زي ما الفيل الازرق قرأت عنا كلام ابهرني جدااا ولما قرأتها حسيتها بايييييييييييييخة ومش بالمستوي الي توقعته خالص
ردحذففاهمة فاهمة
هي فين الرواية دي عشان اقرارها يا عم ..." قواعد العشق الابعون "
ومن يومين كدة كان معاك كتاب كدة بردو كنت عايزة اقراه بس مشوفتش عنوانة بس فاكرة شكله
طلعه من تحت البلاط يا احمد عيب كدة احنا اخوات