النهاردة رحت عشان أصوت,زيي زي غيري كتير بنحب نروح في الوقت الأخير يمكن بنخاف الأصوات تحمض لو باتت يوم في الصندوق،أو لأننا بنحب نكون من الفوج الحاسم،أو ربما لأننا ذهبنا رغما عنا بعد ما غيرنا رأينا في أخر لحظة!!، و لأن خير البر عاجله,فقط انطلقت عصرا في إتجاة مقر اللجنة الانتخابية و التي تبعد قرابة ثلاثة كيلومترات عن منزلي,و هي تقع في المدرسة الاعدادية التي كنت أدرس بها,و هذا طبعا شكل لي جانب سعيد-لأني أعتقد أن غالبيتنا ذهبوا للتصويت و هم حزينون، لأنني بعد كل هذه السنوات سأرى مدرستي الإعدادية القديمة بعد أن لم يعد لي غيرها,فالمدرسة الثانوية القديمة أزيلت,و الابتدائية خرابة الان و تقع قرب منزلي تماما !!
و لأني-و أسمحوا لي بقص بعض ذكرياتي ربما هي ألطف من الحديث عن الإنتخابات- أيضا كنت تقريبا نسيت معالم الطريق الذي كنت أقطعه مشيا يوميا صباحا ذهابا و مساءا ايابا و لمدة ثلاث سنوات هي فترة دراستي بالمرحلة الإعدادية-الحمد لله ما كوعتش و لا سنة !- فقد قررت أن أمشي و أهمل كل تلك السيارات بجميع أنواعها و مركاتها المتاحة مجانا لنقل المواطنين إلى مقار اللجان الإنتخابية ,و عليه فقد مشيت على الطريق الموصل للمدرسة و المحاذي للبحيرة، و كأنني قد أكتشفت الان و فقط أنني لا أستطيع رؤية مياة البحيرة فقد بعدت مئات الأمتار عن مكانها الذي كنا نعرفه أيام طفولتنا،عندما كانت مياهها في فصل الشتاء تصتدم بالبوتن و ننزل فيها و نصنع مراكب و نسيرها في الماء..أو تلك الأيام الصيفية عندما كانت مياهها تقل و ننزل نصطاد السمك بأيدينا و بدون أي شباك و يرجع كلا من بصيده الثمين لأمه التي تقوم بشواءه، و يكفي الاسرة جميعها لوجبة الغداء!! و قد كانت هذه أول صدمة فقد مات كل هذا فالصيادون أصبح من الصعب عليهم الحصول على سمكة بشباكهم و صنانيرهم فعل سنحصل عليها نحن باستخدام أيدينا؟!، و تم تدمير البحيرة عن طريق تنشيف مساحة كبيرة منها و قطع طريق داخلها!!
نفضت كل هذا و قلت لأشاهد البيوت و المحلات،و وجدتها تغيرت،و هذا هو الطبيعي!!،المهم وصلت المدرسة،أو اللجنة،و لثاني مرة صدمت فقد أضيف لها مبنى جديد،و هذا شئ يفرح، و المبنى القديم الذي قضيت فيه سنوات دراستي و الذي أتوق لدخوله موجود ،و لكن الصدمة هي أنني غير مسموح لي دخوله لأن به لجنة السيدات أما لجنة الرجال التي سأصوت فيها فتقع في المبنى الجديد..يا حظكن يا بنات!!
بدأت أبحث عن أسمي في الكشوف رغم أن أحدهم بالأمس أعطاني ورقة بأسمي و رقمي و لكني نسيتها في القميص الأخر,و لكن المتطوعون كانوا سيقوموا بالواجب و يستخرجوا لي رقمي و أنا جالس، و لكن أحد معارفي،و هو مندوب في اللجنة و كان يقف بالخارج لأنه لم يكن هناك أشخاص باللجنة..كانت بتنش!!,و إلى جانبه شخص يرتدي بذلة و يعفر سيجارة خمنت انه المستشار المسئول عن اللجنة و تأكدت من ذلك عندما صعدت،نادى عليا هذا الشخص و قال لي : تعالى ما تدورش رقمك معايا،و كأنه يشحت زبون من الشارع مثلما يحدث مع أغلبنا عندما يمر أما مطعم أو محل ما و تجد أمامه من يقف في طريقك و يقول لك : اتفضل يا بيه ! اتفضلي يا هانم!! ،فقلت له : يعني اسمي مكتوب ؟!! طيب جاي !! و طلعت بعد ما غلست على الدفعة اللي واقف حراسة..هزار تقيل مش غلاسة!!
دخلت....باختصار العملية سبهللة!!
المستشار برة في الطراوة بيعفر سجاير
الموظفون اللي في اللجنة،و تقريبا كلهم أعرفهم و يعرفوني و منهم من درس لي،واخدين راحتهم!!
أنا قلت يمكن عشان مافيش حد و الإقبال ضعيف.. المهم طلعوا لي اسمي اللي هو زي اسم أبويا بالضبط,فأنا و هو لنا نفس الاسم(فهم لم يضيفوا لي أحمد الرابعة!!)فكلانا..أحمد أحمد أحمد صالح!!و لا يفرق بيننا الا أرقام البطاقات الشخصية!!
المهم أكمل الرقمين الباقيين من رقم بطاقتي في كشف الأسماء و مضيت أمام اسمي و أعطاني الورقة و قال لي : ورا الستارة !
سألته( بلهجة جادة و على مسمع من الجميع) : ما ينفعش أخد ورقتين ؟ ما انا ليا اسمين؟و بعدين هو انا اية و ابويا اية؟!!
كعادتي أشاغب لا للمشاغبة و لكن لرؤية رد الفعل و رد الفعل لم يحزنني و لم يفرحني و لم أعقب فالجالس على هذا البنش و أعطاني الورقة كان أستاذي !!
هنا، و لأنني غير الناس كلها،و أيضا لأستحضاري كل نظريات المؤامرة في العالم وعلى رأسها نظرية الأقلام النصابة التي تضحك عليك-أو تنصب عليك- بعد ما تعلم في الخانة و أول ما تطويها تنطق تعويذة الاختفاء الشهيرة في هاري بوتر زتمينا خابلينا اختفينا و تختفي على طول,فقد ذهبت للديسك الأخر الذي يجلس عليه موظف و موظفة أخرين,و بعد أن لمحت بعيني أن القلم في يد الموظف هو قلم بريما الأصلي أبو نص جنية,خطفته من ايده وقلت :
هو لازم ورا الستارة !
و في أربع ثواني, علمت في الورقة و طويتها و وضعتها في الصندوق و خرجت!!
و لكن ما أسعدني بعدما خرجت و أزاح عني ثقل صدمات الذكريات تلك، هو أن صوباعي لم يتسخ بالحبر الفسفوري فيبدو أن ما فعلته قد أذهلهم فتاهوا..أو ربما خافوا فلم ينطق أيا منهم و يقول :
عوص صوباعك في الحبر يا مواطن !!!
هههههههههههه
ردحذفوالله انت يا احمد تجنن
اهو بالظبط زي ما بتعمل معايا في البيت
بس واضح انك تقلتها شوية مع اللي في اللجنة بس مقولتش حاجة هنا
هأقول اية بقى..بلاش فضايح !!
ردحذفأيه الشغب ده مع رؤساء اللجنة يا مواطن :)
ردحذفظريفة قوي وحكاية صيد السمك بالإيد دخلت دماغي .. ذكريات جميلة .. إحنا كان آخرنا نشتري دود القز والكتاكيت الملونة من قدام باب المدرسة :)
الشغب العاقل هو جزء من حياة الانسان..أو على الأقل جزء من حياتي !!
حذفأهي الكتاكيت أحسن من مافيش !!
..أصعب ما في الذكرى هو حقيقة أن واقعها قد مر أو مات أو فنى..تحياتي