السبت، يوليو 20، 2013

متى نوحد الحلم؟

الوطن حلم مزعته دناسة الأرواح وسواد القلوب وحماقة العقول في الخيال، فهل يجد له على أرض الواقع مكان؟!
ما يقتل الوطن حقاً، ليس أن يبحث عنا داخله فلا يجدنا، بل ما يقتله قطعاً هو أن يبحث عن نفسه داخلنا فلا يجده.
وكم بائس ذلك الوطن الذي لا يحلم أبناءه نفس الحلم. فقد تشرذم حلم الوطن في مخيلاتنا وقلوبنا تبعاً لأهواءنا ومصالحنا، فإذا توحد الحلم، توحدت وإتحدت الأرواح والقلوب، تعاونت الأيادي وترافقت النفوس، وتقاسمت الصدور الأنفاس والأفواه الطعام والعيون الفرحة والأمل. وإذا تشرذم تقطعت له روح الوطن حزنا وكمدا ونزفت اوصاله من ضربات النصال المسمومة لقلوب وعقول أبناءه.
حتى حلمنا لوطننا ليس ملكنا وحدنا، فهو ملك لكل من يتصل به بالجسم أو بالروح.
ما تمر به مصر أشبه بالكابوس، بل هو كابوس حقيقي. ربما ليس فقط لكثرة الدماء البريئة التي أريقت فيه بغير ذنب، ولكن أيضا لحقيقة أننا لسنا واحد وأن لكل منا حلم يسعى له ولو على جثث الاخرين. كابوس لأننا نحن من أيدنا سقوط مرسي الرئيس الفاشل كما نراه، قد جوبهنا بحرب من كل الجبهات، من المصريين المؤيدين لمرسي والذين إتهمونا بعبادة البيادة رغم أنهم في فترة من الفترات كانوا يلمعوها بألسنتهم والفارق أن الأولى إدعاء-بأسانيد الواقع، والثانية حقيقة-بأسانيد الواقع أيضا-، وبالقسوة واللامبالاة تجاه الأرواح التي تزهق رغم أنهم مثلهم مثل غيرهم يحملون ذنبها، وبمحاربة الدين كوننا ومنحطي الأخلاق نقف في صف واحد، رغم أنهم هم من وضعوا التقسيمة. من الفلسطينين- أو على الأخص بعض أصدقائي الفلسطينين- الذين إتهمونا بالتهليل والتذمير لسقوط الإخوان وصعود العسكر الذين كان أول ما فعلوه هو تدمير الأنفاق الرابطة بين غزة وسيناء للتضييق على الفلسطينين.

   كيف يمكن للشخص أن يرد على كل هذا- بكل عقل ومنطق- دون أن يثير الغضب في نفوس المعارضين؟
فالحقيقة أننا بيننا فواصل قلبية وعاطفية باطنة، وإديولوجية ظاهرة تمنعنا من الثقة في بعض وربما الإخلاص في حب بعض.
أشهدك يا رب -وأنت تعلم السر وأخفى وما تضمر النفوس والسرائر- أنني لا أحمل كرهاً أو شراً لأي من عبادك المؤمنين ولا لأي من خلقك المسالمين، ولا أكره لدينك الحق أن يسود ولا لشريعتك أن تحكم، ولا أتمنى دماراً أو خراباً وجوعاً لأي بلد من بلاد الملسمين وحتى غير المسلمين. ولكونك يا رب من وهبتنا العقل لنحتكم إليه، وأخبرتنا أن كل نفس بما كسبت رهينة، أخبرك أنني مقتنع بما اخترت وأسبابي أنت تعلمها فهي حجتي يوم الوقوف بين يدك. وأسألك ربي الهداية ما حييت، والبصيرة لرؤية الحق والدعوة إليه وإتباعه ورؤية الباطل ومحاربته وإجتنابه.

هناك تعليق واحد:

  1. موقفي مما يحدث مثل موقفك تماما .. حزينة جدا لما يحدث لمصر .. و لا أستطيع أن أنسى أن من يتهمون المعارضين بشيء كانوا يقدمون على نفس الشيء قبل أشهر فقط .. احترت ، و فكرت كثيرا .. لم أستطع الكتابة رغم إلحاحات أصدقائي بقول رأيي في الموضوع ، و لكني قررت أن أنتمي لحزب الكنبة و أتفرج .. و أدعو لمصر ..

    آسفة جدا على غيابي عنك و عن المدونة .. لكن رمضان له أحكام ـ خاصة بالنسبة للأنثى ـ كما تعلم ..

    دمتَ طيبا :)

    ردحذف

فضفض و قول اللي في ضميرك
مشتاق صديقك لأي قول