الأحد، يوليو 07، 2013

حكايا العائدين من السبي

ملاحظات:
أرجو ممن يقرأ أن لا يسيئ فهمي، أو أن يسيئ فهمي..أيهما أقرب لهواه!
- الإنسان أسمى من أن يَضْرب أو أن يُضْرب، من أن يَهين أو أن يُهان..فما بالك بأن يَقتل أو أن يُقتل!
- يفشل البعض في الوصول لسبب أو إجابة سؤال، لماذا حدث معنا هذا؟!
..
- الأخ محمد
يوم الجمعة الماضية إعتلى الأخ محمد المنبر، وهو أحد أبناء الإخوان في قريتنا، حاصل على دبلوم صنايع منذ ما يقارب عشر سنوات، وكعادة الإخوان-خاصة أن إمام المسجد عندنا إخوان، وهو شخص محترم جدا، لكن إنفصال الأيدلوجيا عن الخلق قد تفسده وقد تجلب البلاوى! -، كعادتهم يدربون أبنائهم على( الفعل الدَعَوَّي) عن طريق إتاحة الفرص لهم بإمامة المصلين في المساجد وإعتلاء المنابر في أيام الجُمَع.
المهم!، صعد الأخ محمد المنبر ليقص لنا حكاية بطولته في مواجهة الأعداء، وليحفز الجميع بالخروج للجهاد. حكى لنا كيف أنه بقوة إيمانه والهيبة التي تحيطه-رغم أنه، وأقسم أني لا أسخر لكنها الحقيقة، لا يبدو عليه أي هيبة!- لم يستطع أحد المساس به، وأنه ثبت أمام البلطجية كما ثبت الصحابة الأولون أمام كفار قريش وأما الفرس والروم. وقال أن ما حدث لن يردعه ولن يخيفه وأنه عائد أشد قوة وشجاعة لساحة الجهاد التي ينبغي علينا جميعا نزولها دفاعا عن الدين والشرعية!
مثلي مثل غيري كثيرين في المسجد لم نجد أنه الشخصية التي تستحق أن نقف أمامها ونأمره بالنزول من على المنبر، فقانون الفروسية يقول أنه يجب عليك أن تختار ندك لا أن تواجه كل صعلوك. حتى أنني في إحدى المرات- قبل إنتخابات مجلس الشعب التي تلت الثورة مباشرة- مسحت الأرض بأحد الخطباء الوافدين وأخبرته أنه لو أتى هنا ثانية لن يصعد المنبر..وهذا أقل ما يمكن أن يحدث له!
المهم، بعد إنتهاء الصلاة وجدت الكثيرين يتوجهون للمؤذن، وهو المسؤول الحاضر لأن الإمام يجاهد في رابعة العدوية الأن، وأخبروه بكل إحترام أن ما حدث خطأ كبير، وأنهم جميعا إلتزموا الصمت لأن ( الأخ محمد ) أولا لا يستحق أن يصنع منه شئ ذا قيمة، ولأنه في الأخير إبن البلد ونحن نراعي شعور بعضنا البعض. ولن يسمح احد بحدوث مثل هذا مرة أخرى، فالمسجد ليس لحكاية الحواديت وليس لتكفير الناس وليس مكان لإدارة الحروب السياسية.
لكن ما لم يقصه ( الأخ محمد ) وهو ما سمعناه من أخيه الأكبر بعد مروره علينا في الشارع وإستوقافنا له لإعلامه بما فعله أخوه.
قص لنا حكاية أمتع من حكاية (الأخ محمد)، فقد بدأ كلامه بعبارة:
الله يخرب بيته يا راجل، دا أنا جايبه من هناك بعد ما دفعت ألفين جنية عشان يسيبوه!
فقد إحتجزه بعض البلطجية بعدما شتتوا مسيرة للأخوان في إحدي مراكز محافظتنا كفر الشيخ.
والحكاية- كما قصها ( الأخ محمد) لأخيه، لا كما قصها علينا في خطبته- أنهم كانوا في مسيرة في هذه المدينة، وأن معظمهم كان من خارج هذه المدينة- وهذه عادة الاخوان يجلبون الأنصار من كل مكان ليزيدوا الأعداد- وما حدث أنهم أثناء سيرهم بالمسيرة في أمان الله كان هناك شارع في خط سير المسيرة ولكن بعض الموجودين في هذا الشارع رفضوا أن يجعلوهم يمروا، وأخبروهم أنهم معارضين لمرسي وأن بإمكانهم المرور من أي شارع أخر. ولكن كعادة الإخوان-خاصة بعد ما لاحظوا العدد القليل الذي يحاول منعهم- تخشبت عقولهم وصمموا أن يمروا من الشارع رغم أنف المعترضين، وتشابكوا معهم وأعتدوا على بعضهم بالضرب فجروا، فظن الإخوان أن المعركة حسمت لصالحهم ولكن إذا بالشارع أمامهم يمطر بلطجية بالشوم والسيوف والسنج، فقد شعر البلطجية بأنهم أهينوا إذا كيف يضرب أحد رجالهم!
وهنا كان الجدع إللي يجري، حتى أن بعضهم-وهو من قص ذلك-جروا ما يقارب العشرين كيلو متر وسط الزراعات دون أن يشعروا بذلك من شدة رعبهم!
وهنا أسر الأخ محمد وبقية القصة معلومة!
لكن العجيب الذي قصه عاطف أخو ( الأخ محمد ) وهو متعجب جدا، أن محمد أخوه نفسه أخبره أنهم كانوا يحملون خرطوش وبعض الشوم ولكنهم لم يصمدوا أمام البلطجية لأنهم محترفيين..وكانوا بيضربوا ضرب موت!
..
- إسلام.
إسلام، طالب في الفرقة الثالثة بكلية هندسة خاص، وأبوه إبن خالتي وكذلك ابن عمي فأبوه إبن عم أبي!، وبيتهم بأكمله إخوان، وكان إسلام حاضر في معركة ( الاخ محمد) بينما أبوه وإثنان من أعمامه موجودون الأن في رابعة العدوية.
قصة إسلام-كما قصها هو نفسه ولم يخجل- بإختصار أنه بعدما حدث الإشتباك وبدأ الجميع يجرون، وجد إسلام- وهو شخص وسيم وطيب ورقيق- نفسه تائه ولا يدري ماذا يفعل وشعر بالخوف الشديد، وإذا برعبه يكاد يقتله عندما رأى أحد البلطجية قادما نحوه كأنه يقصده هو، شاهرا سيفا وكأنه ينتوى أن يقطعه به، فما كان من إسلام، وهو الرقيق كما قلت سابقا- إلا أن بكى بشدة وسالت دموعه أنهارا. وهنا- وهذا ما قصه هو- نظر له البلطجي الممسك بالسيف وضربه بيده على ظهره ضربتين خفيفتين وقاله:
يالا مشي!
لا تعليق!
..
- الشيخ مبارك.
الشيخ مبارك، هو في الحقيقة ليس شيخ، فهو لم يدرس في أيا من المدارس أو الكليات الدينية، وكذا لم يتفقه في دينيه بالشكل الذي يجعله شيخ، ولكن الجميع أطلق عليه لقب شيخ لأنه من الإخوان، ولأن لحيته الطويلة هي بلا شك لحية شيوخ!
المهم، الشيخ مبارك كان من أكثر المشاركين في حل أزمة الغاز في قريتنا، فقد كان إذا سمع احدهم يقول:
الله يخرب بيتك يا مرسي!
فين الغاز؟ نطبخ بإيه منكم لله!
كان الشيخ مبارك يأخذه على جنب ويقوله، زعلان لية؟!، عاوز غاز، خد يا عم كوبون أنبوبة غاز أهه، ويناوله كوبون من رزمة كوبونات يحملها في جيبه!
الشيخ مبارك كان أحد الحاضرين في موقعة دسوق، وهي إحدى مراكز محافظة كفر الشيخ، فقد تجمع الإخوان ليقيموا مؤتمرا لنصرة الإخوان في مكان يعلمون مسبقا، بإعتراف أغلبهم، أنه معقل لمعارضي الإخوان، فما كان إلا أن أتوا بعض أن ضربوا وجرح بعضهم.
عندما جلس الشيخ مبارك ليقص القصة، كان حاضرا إبن أخته، وهو ذكي وإبن نكتة كما نقول عندنا في مصر، فسأله:
كان عددكم يجي كام يا خال؟
فأجابه:
كنا يجي 3 الأف يا إبن أختي
فسأله ثانية:
طيب والبلطجية كانوا يجوا كام يا خال؟
فأجابه:
كانوا يجوا بتاع 30 أو 40 !
فرد إبن أخته:
ألا يا خال، هو مش ربنا بيقول ( فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مئتين) ؟
فقال:
إيوة يا ابن اختي
فرد عليه:
يبقى البلطجية هما اللي كانوا على حق يا خال!
..وهنا هم صاحبنا بالجري بعدما تناول الشيخ مبارك شبشبه من رجله وهو يقول لإبن أخته:
إطلع من هنا يا إبن الكلب!
...

هناك تعليق واحد:

فضفض و قول اللي في ضميرك
مشتاق صديقك لأي قول