السبت، يونيو 30، 2012

موعد غرامي مع 4 ثيران


كانت تجاربه في هذا الحقل كثيرة،لو كان قام بمثل عددها داخل معمل كيمياء لربما توصل لعلاج قاطع لمرض جنون البقر أو سارس أو لأخترع جهاز ينافس ريختر في قياس قوة الزلازل !!
   ....
    مازال يتذكر حديثه القصير جدا- 37 ثانية زي العداد ما قال !- مع تلك الفتاة العربية التي سرق رقم موبايلها من أحد معارفه،حادثته بعد سيل من الرسائل النصية المتبادلة-و كل الشكر لشركة المحمول لأن عرض الرسائل الدولية كان في موعده بالتمام!- أرسل لها الكثير و بعدها طلبت منه أن يتحدثا بدلا من الرسائل..
 فرد عليها :
هو ده اللي انا عاوزة !! اتصلي بيا يالا !!
- ردت هي :
لو بدي أحكي اتصل بي انت,عندنا شب هو احكي مع بنت مو بنت احكي مع رجل !!
- فرد هو :
عندنا بقى البنت هي اللي بتتصل بالشاب،أو تحول له رصيد و تقول له كلمني عشان تقول لصحابتها شوفو مكلمني أد إية !!
- ردت هي :
أنا مش عاوزة أخسر فولوس..انا عندي حبيب و يقعد يحكي معي على طول !!
- رد هو:
أول واحدة عربية أشوفها بخيلة كدة!!
..طيب سيبك منك و شوفي لي واحدة صحبتك ما تكونش بخيلة زيك !
- ردت هي :
أنا ما بدي أحكي معك و لا بدي أكون صديقة معك!!
سلام ..أخر مرة!!
- رد هو :
انتي زعلتي؟..سلام سلام !..أخر مرة !!
  و لكنه كان يعلم انها ليست أخر مرة و تأكد من ذلك عندما وجد هذه الرسالة بعدها بيوم واحد فقط تطرق باب اينبوكسه وفيها:لكن تدري فيك شي يشد !!
و لكنه رجل صاحب مبدأ طالما قال انها أخر مرة يبقى خلاص !!
 ....     
      لكنه في تلك المرة عندما ألف ذلك الرقم و بعث إليه رسالة بالألمانية كان لديه شعور مؤكد أنه رقم بنت-فالأرقام الحريمي بتبان!-هو عادة ما يكتب الرسائل بلغات أجنبية-فهو يتحدث ثلاث لغات بجانب العربية- كي لا يفهم من تصله الرسالة ماذا تقول وكي لا يشك من تصله الرسالة أيضا أنه شخص جاهل يتسلى!! المهم هو أن من تصله الرسالة يرد،و هنا كانت خبرته،فإذا طالت المدة بعد إرسال الرسالة و لم يرد أحد تيقن أن من وصلته الرسالة بنت فلو كان شاب لأتصل به فورا بعد إستلامه الرسالة فلربما تكون بنت و لا حاجة !!
    و لكنه مع تلك الفتاة أستغرب قليلاً،فقد جاءه الرد بعد الرسالة الأولى و كان :
please call me,thank you
توجس قليلا،ساوره الشك،فكتب رسالته الثانية بالألمانية قائلا فيها أنه الأن ليس معه رصيد كافي،كلمني انت !!
ربما المرسل إلية لن يفهم,و هذا هو المقصود!!,فأنتظر و جاء الرد :
ممكن تكتب عربي يا أستاذ !!
..عليا الطلاق كدة بنت !!
قالها لنفسه فخورا بكونه قد اكتشف الحقيقة و أضاف فتح جديد إلى فتوحاته!!
و عليه فقد إتصل فورا !!
( ولنا أن نتخيل كم الرقة و السهوكة في إتصال تليفوني بين بنت و ولد لأول مرة!)
- هو : ألو
- هي : ألو
- هو :مساء الخير !!
- هي : مساء الخير !!
- هو : فهمتي حاجة من رسايلي..أوة!!..قصدي وصلتك رسايلي؟
- هي : أيوة..بس انت مين؟!
- هو (متصنعا الاستغراب) :أنا مين؟..تصوري برضة ان صوتك غريب شوية..ولا يمكن عشان التليفون و كدة ؟
- هي(في إستغراب) :غريب عليك !!
- هو(بكل براءة) : هو انتي مش ميرفت؟احنا كنا لسة مع بعض امبارح !
- هي(ببرود) : لا انا مش ميرفت !!
- هو(في تصنع محكم) :أوه..أنا أسف جدا..بجد أسف أوي..واضح اني أخدت الرقم غلط !
- هي(في لهجة مشجعة و ليست مهددة) :لا ما فيش مشكلة
- هو(متغابيا) :طيب ! أسف مرة تانية..عاوزة حاجة؟!
- هي(باستغراب كأنها تخاطب شخص مجنون) : لا شكراً !
- هو : طيب مع السلامة !!
 و قفل الخط و هو سعيد !!
      لم يكن غريب الأطوار و لم يكن مجنون فما فعله كان نجاح باهر للجزء الأول من الخطة!!وعليه فقد إنتظر لليوم التالي ثم أرسل لها رسالة،ولكن هذه المرة باللغة العربية : إنتي صحيح ما طلعتيش المقصودة بس بصراحة محتاج أكلمك،ممكن نبقى أصحاب؟لو وافقتي ردي عليا..و انتظر الرد..و انتظر..و انتظر..و لم يأتي أي رد !! و لأنه رجل صاحب مبدأ فقد قرر عدم التغليس عليها،لابد أن يكون برضاها،ولكنه حبذ أن يجرب أخر ما عنده!! فأرسل إليها هذه الرسالة : أنا عارف ان البنت بتخاف تتكلم مع حد ما تعرفوش لا يكون هو عارفها و بيشتغلها،بس أنا و الله ما اعرفك و لا حد مسلطني عليكي انا كنت عاوز بس اتكلم..أنا أسف..سلام.
و جاء المفعول أكيد،و جاء الرد :
كلمني شكراً !!
    كلمها وتخطيا مرحلة التعارف و ما بها من أكاذيب و لكنها أبهرته مرتين،الأولى عندما سألها: إنتي مخطوبة؟ أو مرتبطة؟
فأجابته : أنا مخطوبة..بس مش مرتبطة !!
فسألها في حيرة :لغز ده و لا إية ؟!
فردت : لأ..بس أنا...
و توقفت و بدى التردد في كلامها فسألها هو مشجعها على الكلام :
إية ؟ إنتي إية؟
فأجابت مباشرة : أنا ما بحبش خطيبي !!
و بعد حوار طويل في أسباب ذلك و لماذا قبلت و كيف..و أسئلة من نوعية،من منكم يتصل بالأخر انت ام هو؟هل بتخرجوا سوا؟طيب بتحسي بأية و انتي معاه؟ما حاولش يلمس ايدك(ما كانش ينفع يزودها!!)؟و لو حاول كان رد فعلك إية؟... الخ,طريقة شرحها و جدالها و تبريرها أعجبته وشعر معها أنها فيلسوفة و تحمل الدكتوراة و ليست طالبة في السنة الثالثة بكلية التجارة..هذا الى جانب صوتها الجميل طبعا و الذي تأكد بخبرته أنه حقيقي و ليس تمثيل !!
أما المرة الثانية فكانت عندما سألته من أين هو،و أجابها : أنا من بلطيم، و انتي؟
فقالت : بلطيم ؟!! أنا من كفر الشيخ،دا احنا كدة بلديات!!
سألها : أكيد جيتي المصيف عندنا قبل كدة؟
قالت : طبعا دا أنا حفظاه
فقال : جميل..أنا بردة شغال في المصيف
فقالت : يا بختك جنب البحر على طول
..و ربما من حسن حظه انها لم تسأله أين يعمل فهي كما تقول حافظة المصيف!!
و لكنه بكل تأكيد لو كانت قد سألته لأجاب،فالاجابات كثيرة!!
قرر أن يكتفي بها وحدها و لو لفترة،واستمرا في الكلام يوميا لفترة حتى جاء ذلك اليوم و قالت له : إحنا جايين بلطيم،عاوزة أشوفك !!
لن أقول باغته هذا الطلب فهو كان في قائمة توقعاته وهذه ليست المرة الأولى التي يقابل فيها بنت عرفها من خلال التليفون و لكن رغم ذلك لم يشعر بذلك الشعور الذي شعره كثير المرات من قبل،شعور الإنتصار و الإعتياد فقد أصبح كل هذا بالنسبة له شئ معتاد،فقد شعر بعدم الإرتياح..بل ربما بالقلق..أو الخوف..،فحاول أن يخرج بـأي حجة تجعل هذه المقابلة لا تتم،خاصة أنه ليس محروم و لو أراد الخروج يوميا صباحا و مساءا مع بنت لفعل فالبنات هنا دوما متاحة و ربما كان هذا هو السبب الأساسي في أنه سعى للعمل في المصيف فالعائلات تأتيه من كل أنحاء مصر و منذ يومه الأول خرج مع بنت و لكنه كان لا يغير البنت إلا بعد أسبوع كي لا يحدث إزدواج، و إن كان عادة أغلب الأسر تقضي إسبوع أو عشرة أيام و ترحل،رغم ذلك لم يترك عادة التليفون فقد كانت لها عنده أسباب متعددة..أهمها أنه ينتوى القيام بدراسة اجتماعية في عذا الموضوع تحديدا،مثل دراسته السابقة عن المعاكسات في الشارع!!
و عليه فقد سرد عليها القائمة النموذجية لأسباب عدم التلاقي من عينة ؛
-أنا شكلي وحش خالص!
-خايف بعد المقابلة دي تنتهي صداقتنا، بلاش!
-ممكن حد يشوفنا سوا و ده يعملك مشكلة !!
...لكنها رفضت كل هذا و أبت إلا أن يتقابلا،فهما قد اتفقا انها صداقة و وفقط ،فلما تلك المخاوف اذن؟!
و رغم شكه في هذا التصميم إلا أنه في النهاية وافق ففي كل الأحوال هي مقابلة..و على أرضه و في ساحة قتاله !!
    ...
     و جاء اليوم الموعود..
  و كانت قد وصلت يومها صباحا فقط،و اتصلت به بعد أن وصلت مباشرة تقريبا و كان مازال في وردية عمله و لم يذهب للنوم بعد،و اتفقا على اللقاء في المساء،و مثل الافلام العربي، إتفقا على لون ملابس معين يستطيعا من خلاله التعرف على بعضهما  و في كل الأحوال الموبايل موجود و لنا يضلا طريقهما،و سألها أين سيلتقيا فقالت: 
سيبها بظروفها أنا عارفة المصيف كله،أما نخرج بالليل هأزوغ من ماما و هأتصل بيك أقولك أنا فين و تجيلي،أوك؟
- فرد :
أوك و نص !!
   ....
     إستيقظ على صوت المنبة وكانت الساعة التاسعة و النصف مساءا بالضبط،فهو يضبط الموبايل على الوضع صامت قبل أن ينام فلو تركه رنان لن ينام دقيقة واحدة متواصلة،كان نائم في سكن عبارة عن غرفة بها سريرين و صالة و مطبخ و حمام إعتاد صاحب العمل أن يؤجره لينام به من ينهي ورديته بدلا من تضييع وقته في المواصلات حتى يصل لبيته،هذا السكن في نفس سور فيلا تقع في ميدان الزهراء ،أحد الميادين الشهيرة بمصيف بلطيم،تقريبا أول فيلا قبل صف المحلات و المطاعم و المقاهي التي يزدحم بها المكان.
إستيقظ و نظر في الموبايل فوجد الكثير من المكالمات التي لم يرد عليها،و وجدها قد رنت عليه 37 مرة!!، و قبل أن يتصل هو عليها و جدها هي تتصل فرد عليها( و أثر النوم في صوته) :
مساء الخير
- ردت : مساء الخير،انت كنت لسة نايم؟ أنا رنيت عليك كتير
- فرد : اه..أنا أسف..انا لسة فاضل على ميعاد ورديتي ساعة و نص
- فتسائلت : يعني مش هتعرف تقعد معايا فترة طويلة؟..و لا مش هتيجي أصلاً؟!
- فأجاب : لأ إزاي،هاجي و هأقعد معاكي زي ما تحبي
- فسألت : و الشغل؟
- فرد : ده مش مشكلة،أنا هاتصل باللي معايا و هاروح له براحتي
- هي : أوك، يالا بقى أنا مستنياك ولابسة زي ما قلتلك
- هو : طيب سلام ،أنا جايلك على طول
- هي : إييية؟! انت لسة نايم؟هو أنا قلتلك أنا فين !!
- هو : اه صحيح!! هو انتي فين؟
- هي : في ميدان الزهرة
- هو ( متفاجأ) : فين ؟
- هي( وقد لاحظت ذلك) : إية ؟ في ميدان الزهرة..(بسخرية) ما تعرفهوش ؟!!
- فرد محاولا تغطية أنه تفاجأ : 
لأ طبعا عارفه..دا أنا حافظ كل بلاطة فيه !!
هو انتي فين في الميدان بالظبط ؟
- فأجابت : قاعدة في الممشى قدام استوديو بسمة..و أكملت، عارفة و لا أية؟ و ضحكت ضحكة رقيقة
- فأجاب محاولا السيطرة على أفكاره : اه طبعا عارفه..دقايق و هأكون عندك..سلام !!
   ..ميدان الزهرة قدام استوديو بسمة!!
لو خرج الى الحديقة أمام البيت الذي هو فيه الأن لأستطاع أن يراها بكل وضوح!!
فكر في ذلك برعب و نشوة في آن واحد،و راودته نفسه :
إطلع بص!!
بصة على الماشي مش هتحرق المفاجأة !!
و يرد على نفسه :
طيب أما أخد الدش و أغير هدومي..و بعدين خليها مفاجأة أحسن!!
فتخاطبه نفسه :
يا جبان ! اطلع بص !!
و فعلا لم يقاوم و خرج الى الحديقة التي كانت أغلبها مظلمة ليس بسبب عدم وجود أنوار فالأنوار في كل مكان و لكن لأن بها أشجار عالية تحجب معظم الضوء حتى لتبدو كأنها مظلمة..و هذا أكيد من حظه!!
و من حظه أيضا أن السيدة العجوز مالكة السكن-التي يخرج الجميع بعد المغرب مباشرة و يتركوها وحدها- لم تكن في مكانها المعتاد جالسة على كرسيها المصنوع من جريد النخيل بعد أن قامت بتنجيده بالقطن كي لا يتعب جسمها!
 تسلل و بدأ يسترق النظر،الميدان كحالته دائما مكتظ بالبشر و السيارات و البسكليتات و الدوشة!! دوشة الناس و الباعة و أصحاب الكافيتريات الذين فتح كلا منهم الكاسيت على أعلى صوت محاولة منه أن يكون صاحب الصوت الأعلى في الميدان!!
هي تقول أنها أمام الاستوديو,الاستوديو بالمبنى الذي يليله لا يفصل بينهما إلا شارع باتساع حوالي عشرة أمتار ولكنه من مكانه هذا لا يستطيع أن يرى الأستوديو و لكنه بكل تأكيد يستطيع أن يرى ما يقابله بكل وضوح !
 فدار بعينيه في المكان المحدد الذي لا يفصله عنه الطريق بالإضافة الى المسافة الأخرى التي قد لا تتعدى الثلاثين متر !!
المكان مزدحم و أعداد كثيرة تمشي رائحة و غادية بشكل مستمر كالعادة..ربما هذه يجعل مهمته صعبة،و لكنه بعد قليل من تدقيق النظر لمح فتاة تجلس وحيدة على كرسي حجري من الكراسي المنتشرة بكل مكان بطول الممشى المزروع بالزهور و أشجار و نخيل الزينة،نفس لون الطرحة و لون البلوزة..ربما لأنها جالسة لم يستطع التأكد من لون الجيب و لكنه يبدو اسبانيش و نفس اللون المتفق عليه!!
اذن انها هي !!
ما جعل قلبه سيتوقف هو شكل و استايل و جمال ذلك المخلوق الذي ينتظره هناك!!
 كانت جميلة،فالجمال الفاحش تستطيع عين الخبير رؤيته من على بعد أميال!!
وبخ نفسه أنه جعل هذه الملكة تنتظره كل هذه المدة و الأهم انه وبخ نفسه أكثر لأنه أضاع على نفسه هذه الدقائق بعيدا عنها بدلا من أن يكون معها..بجوارها..و من يدري ما سيلي ذلك!!
   قطع الحديقة جريا بعد أن أجبر نفسه على ذلكن بعد أن راودته أن يبقى و يتأملها قليلا!!
 و ذهب الى الحمام مباشرة و أخذ الدش البارد ليستفيق و أطال في الدش هذه المرة و كأنه يريد ان يستفيق أكثر كي يعيش هذه التجربة مع تلك الجميلة بكل وعيه و إحساسه،خرج من الحمام الى الدولاب مباشرة و تناول البنطلون و القميص المتفق عليه و هو يكاد يظبط نفسه يغني،
طير بينا يا قلبي و ما تقوليش السكة منين،أهي قاعدة هناك مستنية بقالها يومين!!
  تناول البنطلون و لبسه،ثم تناول القميص و قبل أن يفك أزراره رن الموبايل،فوضع القميص على السرير و تناول الموبايل،كانت هي،فرد و بدأ متأسفاً : أنا أسف جدا جدا..ثواني هأكون عندك
- سألته : هو انت فين؟
- هو (بعد تردد) : في الأمل ( ليجعلها لها مفاجأة عندما يخرج من المبنى المقابل لها)
- هي : ياااه..ماشي عموما أنا هأستناك، بس بسرعة لأن ماما رنت عليا كتير
- هو : حاضر ،أنا خلاص لبست و هأجيلك في أول طفطف..سلام
   أغلق الموبايل و تناول القميص من على السرير ليكمل لبسه و يخرج،و لكنه توقف، و مرت بفكرة خاطرة أرعبته و دق لها قلبه بعنف شديد حتى كاد ينفجر،و تساءل :
ترى من قذف بهذه الفكرة في رأسي؟ أشيطان أم ملاك ؟!
 رمى القميص و خلع البنطلون الذي كان قد ارتداه،و ارتدى ألوان مغايرة تماما للمتفق عليها..
 خرج إلى الجنينة ليراقب الجو قليلا،
كانت مازالت جالسة مكانها..يا لصبرها!!
و لكنها كانت تتحدث في الموبايل، أنهت المكالمة، مرت ثوان قليلة قبل أن يقترب منها شابان ضخما الجثة،ربما يعاكسنها..يا ولاد الـــ.. !!
 ..و لكن يبدو أنها تعرفهم فقد قامت و تحدثت معهم كلمات قليلة،انطلقا بعدها لمكان قريب منها كانا قد أشارا لها عليه،لينضما لشبين أخرين يجلسان في نفس المكان..
 دارت بعقله و روحه الآف الخيالات و الفكر و الهواجس و المخاوف و المشترك بينها جميعا هي أنها أفزعته حتى الموت !!
...فالأكيد أن كل هؤلاء جالسون في إنتظار وصوله !!
 ...كاد قلبه يتوقف، بل ربما توقف للحظات فمات قليلا ليستريح ثم عاد بعدها ليبحث عن طريقة يتعامل بها مع هذا الموقف الذي لم يتخيله و لم يخطر له على بال..
 فبنت الخبيثة هذه تريد أن توقعه في فخ و قد أحضرت له حظيرة الثيران هذه لتقرقش جميع عظامة..
 و لكن ماذا فعل هو لتفكر له في هذا المصير القاتل؟ ألم يكن كل شئ برضاها ؟!! ....ياااااه يا بنت الــــــ..!!
  استفاق قليلا من غشوة عنفوان ما أصابه من رعب و ذهول و استغراب،و بدأ يتمتم...بل يصرخ في رتم هيستيري الأسلوب :
أحمدك يا رب..أشكرك يا رب..أحمدك يا رب..أشكرك يا رب !!!
  كاد أن يبكي و لكن يبدو أنه و في غمرة ما هو فيه نسي كيفية البكاء،أو ربما لأنه لم يستطع ان يحدد أمن الخوف يبكي أم من الفرح !!
أكيد ملاك هو من ألقى في دماغي هذه الفكرة و طار...شكرا يا رب..شكرا يا ملاك !!
  وقف قليلا يستجمع شجاعته و يلملم كيانه ليقوى على الحركة،فأغلق الموبايل، وعدل من ملابسه وانطلق خارجا،ليذهب مبكرا ساعة عن ميعاد ورديته،و هو ينظر من بعيد لبعيد،في رعب تخالطه فرحة،إلى صاحبته المنتظرة هناك وهي تنظر لكل طفطف يمر لعلها تلمح ملابسه تنزل من الطفطف فتعلم أنه هو،و برعب فقط نظر تجاة أولئك الثيران الأربعة المتلهفون لقرقشة عظامه !!
....
و لكنه لم يستطع التخلص من تلك الفكرة-التي بكل تاكيد كان مصدرها شيطان هذه المرة!- التي صارعته و كادت تقود خطواته للخلف،فقد شك أنه لو قضى و لو نصف ساعة فقط بصحبة تلك الجميلة و بعدها أكل علقة قاتلة من هؤلاء الثيران الأربع لكان هو الكسبان !
...

هناك 10 تعليقات:

  1. مساء الغاردينيا
    قصة مشوقة جداًأبتدأ من المغازلة التليفونية
    مروراً بـ الموعد الغرامي وإنتهاء بـ الشباب
    أو الثيران الأربعة أمممم لازلت أفكر ألم يكن
    ماحدث برضاها وإصراراها ؟! :)"
    ؛؛
    ؛
    أستمتعت جداً
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
  2. مساء النور عليك
    قصة النهار دة عجبتني اوي اوي اووووي فعلا
    دي احلى واحدة قريتها ليك
    استمتعت أوي و هقراها تاني اهو
    سلامي

    ردحذف
  3. قصة رائعة يا احمد

    تسلم ايدك

    مع خالص تحياتى

    ردحذف
  4. وااااااااااااااااااااو حلوة اووووووووووووووى قصة النهاردة يا احمد
    رائعة واحداثها مثيرة جدا
    ونهايتها حلوة بس كان نفسى تسيبه يضرب عشان يحرم:D

    ردحذف
  5. مساء المكان وما حوى
    الأستاذ الفاضل
    " أحمد صالــح "
    :
    تكتب بحنكة وتمرس بليغ
    في سرد القصة ، وتوظيف الحدث
    والزمان والمكان ، كيفما تريد
    وهنا أرى شفرات لا يستطيع أحد فك طلاسمها
    سواك ، هكذا يقول فن القصة !
    فالتأويل جائز انك تريد ايصال فكرة بعينها
    إلي القارئ مُفادها " هذا هو الرجل الشرقي " !
    يتمتع بالدهـاء والذكاء والمكر وأهم تلك الخصال
    هو الجٌبن !!
    حقيقةً تكتب بعمق فلسفي يعكس مكنونات النفوس
    بسرد رائع مشوق بديع ،
    وقفت أمام النهاية متأملاً ،
    لماذا كانت حبكة النهاية هكذا !
    مع ان المعروف ان مثل هذه النهايات له حقيقة أخرى
    تحية بك تليق
    ونسائم الصبـاح .

    ..
    ..
    ..

    أحمــ سعيـد ــد

    ردحذف
  6. قصة ممتعة جدا
    كتبتها حلو اوي
    كان نفسي بقى ياخد علقة :)
    شكرا ليك
    و تحياتي

    ردحذف
  7. قصة فيها ذكريات كثيرة لأيام المراهقة .. وحلاوتها .. المهم أنها انتهت على خير سلمت الأنامل تحية ود وإعجاب

    ردحذف
  8. كتابة احترافية حلوة قوي ومشوقة رغم طولها .. تفاصيلها متقنة

    والبطل صراحة طفش قوي :)

    ردحذف
  9. أسلوبك في السرد جميل وبتعرف تخلي اللي يقرا يجري على السطور علشان يوصل للنهاية

    النهاية فاجئتني

    تحياتي

    ردحذف
  10. خيالك روووووووووعة
    ما شاء الله
    القصة مممتعة أوى
    تحياتى لاحساسك وابداعك

    ردحذف

فضفض و قول اللي في ضميرك
مشتاق صديقك لأي قول