الأربعاء، يوليو 03، 2013

اللهم اصلح أحوالنا


يبدو أن البعض جاهل بفقه الخلافة وفقه الحكم في الإسلام ويتغنى به وكأنه فقيه، إذ أن من يعتقد أن الرئيس مرسى جاء للحكم طبقا لفقه الخلافة في الإسلام وتطبيقا لناموس إلهى وليس طبقا لقانون إنتخابات وضعي وتطبيقا لأعراف ديموقراطية وضعية فهو....في حاجة لمراجعة نفسه!
فهو قد جاء عن طريق إنتخابات لا عن طريق بيعة، بالموافقة الوقتية على توليه السلطة وليس بالمبايعة الأبدية على السمع والطاعة، والفارق العقلي والفقهي هنا كبير جداً.
وما يحدث الأن هو ترسيخ للديموقراطية-وأنا أكره هذه الكلمة،لأن الإسلام يحوي نظام حكم أفضل منها بكثير- وليس نسف للشرعية، فهو حتى من الناحية الدينية- لو صممنا عليها- قد قصر في حقوق الرعية التي هو مسؤول عنها، فهنا لا تتعثر الدواب التي خاف عمر من أن يحاسبه الله على تعثرها، بل تسال الدماء وتستباح الحرم وتسرق الممتلكات والحقوق.
لا أعلم كيف يغفل الذين يقولون أنه رئيس منتخب، أن تلك الأصوات التي أتت به للرئاسة كان أغلبها-ودعونا نقول على الأقل تلك التي صنعت الفارق بينه وبين شفيق- أصوات مُجبرة، وأن أصحابها عصروا على أنفسهم العشرت من حب الليمون كي لا تمور نفوسهم وهم يضعون علامة الموافقة أمام إسمه بدلا-في وجهة نظر الغالبية-من جريمة التصويت لشفيق.
من اختار وأساء الإختيار هو من نزل الأن ليصحح خطأه، ولكن الخطأ نفسه مصمم أنه قمة الصواب!
لن يعلم الإخوان قمة الشعور بالقهر داخلنا من فشل تجربتهم، وإن كان معظمنا توقع فشلها لأنها ليست التطبيق القويم للنظرية الإسلامية الصحيحة، فمن منا كان يكره أن يُثبت-ولا أقول التجربة أو النظرية الإسلامية لأن الفشل هنا في التطبيق وليس في النظرية وأنا شخصيا أؤمن أن الإسلام دين ودولة- حاملوا النظرية الإسلامية نجاحهم ومقدرتهم وجدارتهم على الحكم وتسيير الامور. وهنا يجب عليك إما أن تعترف أنك أنت من فشلت وعليك التنحي جانبا، أو أن تكابر وتزيد الإساءة لدينك ولنظريته السياسية في الحكم.

 .

هناك تعليقان (2):

  1. ربنا يعديها على خير
    متفقة مع تدوينتك
    فمرسي وجماعته لايعبرون عن الإسلام وليس عليهم أن يعتبروا الخروج عليهم هي حرب ضد الإسلام

    ردحذف
  2. أكيد أن الرئيس مرسي جاء بالانتخاب ولا علاقة لما يقال، وإن كان الخلاف اشتد فمن باب بعض الأخطاء التي يتعرض لها أي طرف.
    الخطأ في تطبيق النظرية مثلا ليس هو خطأ النظرية كما تفضلت، لكن ما أصعب انزال النظري على الواقع، وهذا ما يسمى في فقه المقاصد تحقيق المناط.

    أسأل الله أن يصلح أحوال مصر وأحوال أهلها.
    محبتي

    ردحذف

فضفض و قول اللي في ضميرك
مشتاق صديقك لأي قول